يرى عدد كبير من خبراء صناعة السينما في هوليود أن عاصمة السينما العالمية تقترب من نهايتها، وذلك بعد أن استطاعت منصات البث أن تقدم للمشاهد أعمالا لا تقل عن المستوى الهوليودي في الإثارة والإتقان دون أن يكون مضطرا للذهاب إلى دار العرض.
وقد ظهرت في بداية عام 2024 جملة "سنكافح لنبقى حتى 2025" في هوليود، واعتبرها البعض نذير هلاك هوليود، وقد ظهرت لأول مرة في البودكاست الشهير "المدينة" (The Town)، وبودكاست "الأنكلر"(The Ankler)، ثم امتدت إلى جلسات الوكلاء والمنتجين ومديري الإستوديوهات، لكن لماذا ظهرت هذه العبارة؟ وما دلالاتها؟
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في "نصف شهر المخرجين" بمهرجان "كان"list 2 of 4نقابات كتاب السيناريو تضع "إطارا أخلاقيا" لاستخدام الذكاء الاصطناعي في السينماlist 3 of 4إدانة المسؤولة عن الأسلحة في موقع تصوير فيلم "راست" بالقتل غير العمدlist 4 of 4فيلم "أبو نسب".. فوضى سينمائية وأخطاء مكررةend of list
يعود تراجع دور هوليود منذ بداية العام الحالي، إلى منصات البث المختلفة التي تعرض محتوى متجددا باستمرار، مما أدى إلى تغيير طريقة مشاهدة الأشخاص للأفلام والبرامج التلفزيونية.
يشترك الأشخاص في خدمات متعددة، ولكن لا يوجد سوى قدر محدود من المحتوى الذي يمكنهم استهلاكه. وهذا يعني عمليات تسريح العمال والصراعات في المكاتب الخلفية بهوليود ما زالت مستمرة، وربما يحدث إضراب جديد إذا لم تحل تلك الخلافات.
بعد انتهاء إضراب هوليود العام الماضي كان الهم الأكبر للقائمين على منصات البث المباشر هو الاستمرار في تحقيق الربح، ورغم الشكل الجديد من العقود التي ألزمت شركات الإنتاج بدفع المزيد للممثلين والكتاب، فإن منصات البث المباشر احتفظت بقدرتها على إنتاج عدد كبير من الأفلام والمسلسلات، وسعت لتوظيف أفضل المبدعين من المجالات المختلفة ووفرت العديد من الفرص لعقد صفقات مستقبلية ناجحة، مما ساعد المنصات على مواكبة الحراك والاستمرارية بنجاح.
الانكماش العظيمفي السنوات التي أعقبت جائحة كورونا حاولت هوليود العمل بأقصى طاقة حتى تستطيع مواكبة صعود منصات البث المباشر مثل نتفليكس وديزني وهولو وغيرها، الذي تزايد بسبب بقاء الجميع في المنازل وإغلاق دور السينما التقليدية، لكنها في النهاية لم تستطع مواكبة المنصات التي تعمل بسرعة لإنتاج محتوى متجدد باستمرار، بميزانيات أقل كثيرا مما تفعله هوليود، بالإضافة إلى سلوك الجمهور الذي اعتاد مشاهدة العروض والأفلام الجديدة من المنزل ومن خلال شاشات الهواتف المحمولة، الأمر الذي لم يكن معتادا من قبل.
عندما يكون للمستهلك رأييحمل المشاهد عالما ترفيهيا بالكامل في هاتفه المحمول، حتى أنه يشكو من كثرة العروض المتاحة، وهناك بعض المنصات تقوم بإزالة الأعمال التي يتكرر عدم إكمالها من قبل المشاهدين، الأمر الذي يعطي الجمهور حرية وتنوعا كبيرين لا يتوفران في إنتاج هوليود.
بسبب ذلك توجب على منظومة هوليود محاولة تطوير نفسها من أجل تقوية قدرتها على المنافسة عن طريق دفع الأجور العادلة لصناع الأفلام من أجل دعم توسع الصناعة ورسوخها، خاصة للعاملين في السينما من عمال عاديين وكتاب وغيرهم من الأشخاص الذين تقوم السينما على أكتافهم بعيدا عن النجوم الكبار الذين يكسبون أموالا طائلة.
لم تعد الأجور هي القضية الكبرى التي تواجه هوليود، ولكنها قضية تنويع الأفكار لجذب الجمهور، حيث اختارت منصات البث المباشر أن تتوجه إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور من خلال مناقشة قضايا مختلفة، لذا فإن مستقبل الوسائط المصورة يكمن في توسيع الأفكار واختيار قصص ملهمة ومهمة للجميع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات سينما
إقرأ أيضاً:
من الإسكندرية .. تعرف على بدايات السينما في مصر
عرفت مصر السينما في وقت مبكر للغاية، وكانت من أوائل دول العالم التي شهدت عروضًا سينمائية، فبعد أيام قليلة من أول عرض سينمائي في التاريخ – والذي أقيم في باريس يوم 28 ديسمبر 1895 – تم تنفيذ أول عرض سينمائي في يناير 1896 في مصر وتحديدًا في مقهى زواني بمدينة الإسكندرية.
أما القاهرة، فقد استقبلت السينما في 28 يناير 1896 من خلال عرض أُقيم في سينما سانتي بالقرب من فندق شبرد القديم، مما يعكس سرعة اندماج مصر مع هذا الفن الجديد.
البدايات الأولى: أفلام إخبارية قصيرةفي أوائل القرن العشرين، بدأت تظهر في مصر أفلام إخبارية قصيرة، كانت تُصوّر بواسطة أجانب، توثق مشاهد من الحياة المصرية، لكن أولى المحاولات الجادة لإنتاج أفلام روائية لم تظهر إلا في عام 1917، عندما أقدمت شركة إيطالية تُعرف باسم الشركة السينمائية الإيطالية المصرية على إنتاج فيلمين قصيرين هما:
شرف البدويالأزهار المميتةوقد اشترك الفنان محمد كريم في هذين الفيلمين، ورغم أن العرض كان في سينما شانتكلير بالإسكندرية، إلا أن رداءة المستوى الفني أدت إلى فشل التجربة، ومع إفلاس الشركة، قرر محمد كريم السفر إلى إيطاليا ومن ثم إلى ألمانيا لتعلم أصول هذا الفن، متخذًا قرارًا بتكريس حياته له.
عام 1918 كان عامًا مفصليًا، إذ قام المصور الإيطالي لا ريتشي بإخراج فيلم فكاهي قصير بعنوان "مدام لوريتا"، مأخوذ عن مسرحية لفرقة الجزايرلي، وقد قام ببطولته الفنان فوزي الجزايرلي وابنته إحسان الجزايرلي، إلى جانب عدد من ممثلي الفرقة المسرحية.
تم تصوير الفيلم بالكامل في شوارع القاهرة لعدم وجود استوديوهات آنذاك، وعُرض في سينما الكلوب الحسيني، التي كانت تقع مقابل مسرح دار السلام في حي سيدنا الحسين، وعلى الرغم من أن الفيلم لم يحقق نجاحًا يُذكر – كونه صامتًا – إلا أن فوزي الجزايرلي سجّل اسمه في التاريخ كأول ممثل سينمائي مصري.
تجارب سينمائية تالية: الكوميديا أولًالم يتوقف لا ريتشي عند هذا الحد، فقد قام بإنتاج فيلمين آخرين:
الخالة الأمريكانية: اشترك في تمثيله علي الكسار وأمين صدقي وألفريد حداد، مأخوذ عن مسرحية أجنبية شهيرة.خاتم سليمان (أو كما ورد في بعض المصادر الخاتم السحري أو خاتم الملك): قام ببطولته فوزي منيب وجبران نعوم.رغم اختلاف الروايات حول هذه الأفلام، فإنها تمثّل تجارب مهمة في التأسيس للسينما الكوميدية في مصر.
محمد بيومي: من السينما إلى الصحافةشهد عام 1923 نشاطًا ملحوظًا من الفنان محمد بيومي، الذي عاد من ألمانيا بعد دراسة التصوير السينمائي، وأنشأ أول استوديو سينمائي بالإسكندرية، كان أول أفلامه هو "الباشكاتب"، بطولة أمين عطالله وبشارة واكيم وآخرين، واستغرق عرضه نصف ساعة فقط بتكلفة إنتاج بلغت 100 جنيه.
سعى بيومي لتقديم سلسلة من الأفلام الفكاهية، على غرار أفلام شارلي شابلن، بطولة شخصية أطلق عليها اسم المعلم برسوم. لكن وفاة ابنه، الذي كان يؤدي دورًا في أحد هذه الأفلام، دفعته لإيقاف المشروع.
كما حاول إصدار أول جريدة سينمائية مصرية باسم "جريدة آمون"، غير أنه فشل في إقناع دور العرض الأجنبية بعرضها، فاضطر إلى بيع معداته ومعامله لشركة مصر للتمثيل والسينما، التي أسسها بنك مصر عام 1925.
تجارب أخرى محدودة النجاحفي العام نفسه، قام المصور الإيطالي فيزي أور فانللي بتصوير فيلم قصير اشترك فيه عدد من الهواة المصريين والأجانب، بإخراج رينيه تابوريه مدير شركة مترو بالإسكندرية، ولكن ضعف الخبرة السينمائية حال دون تحقيق نجاح يذكر.