2 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: بشكل خاطف، اشتعل التوتر بين واشنطن وموسكو بعد تصريحات غير مسبوقة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف، في سجال رقمي اتخذ من “تروث سوشيال” و”تليغرام” ساحة مواجهة، وتحول بسرعة إلى تلويح علني بالسلاح النووي.

وظهرت نبرة ترامب الحادة متناقضة مع لهجته السابقة الودودة تجاه روسيا منذ عودته إلى البيت الأبيض مطلع العام الجاري، حيث عبّر عن “خيبة أمل” من استهداف المدنيين في أوكرانيا، وهدد بعقوبات اقتصادية شاملة، مانحاً موسكو مهلة أولى من 50 يوماً، ثم اختصرها إلى 10 أيام.

وبينما تجاهل الكرملين الإنذار الأميركي، خرج ميدفيديف ليرد، متهماً ترامب بـ”التهديد بالحرب”، ومذكراً إياه أن روسيا “ليست إيران ولا إسرائيل”، ومضيفاً بلغة أكثر حدة: “تذكر.. لدينا نووي”.

وما لبث ترامب أن صعّد بدوره، محذراً ميدفيديف من “المنطقة الخطرة”، ومتهكماً عليه بأنه “رئيس فاشل يظن أنه ما زال يحكم”، قبل أن يعلن – بعد ساعات – عن أمر مباشر بنشر غواصتين نوويتين قرب المياه الروسية، معتبراً أن تصريحات ميدفيديف “قد تكون أكثر من مجرد كلمات”.

وردّ ميدفيديف بسخرية ثقيلة: “إذا كانت كلماتي تثير رعب رئيس الولايات المتحدة، فذلك يعني أننا على الطريق الصحيح”، مستدعياً من أرشيف الحرب الباردة سلاح “اليد الميتة”، وهو نظام نووي سوفياتي صُمم ليضمن الرد النووي حتى بعد تدمير القيادة الروسية بالكامل.

وعاد ميدفيديف ليقارن غضب ترامب بأفلام “الزومبي”، محذراً من خطورة منظومة اليد الميتة التي “قد تكون غير موجودة في الطبيعة، لكنها موجودة في الاستعداد الروسي”، في مشهد يعيد شبح “حرب النجوم” إلى واجهة العالم.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

السجن لا يكفي.. جماعة “القربان” والانتحار المؤسَّس في أطراف ذي قار

1 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: مكي الحاج:

أمام حكم محكمة جنايات ذي قار بسجن أحد أعضاء جماعة “القربان” الدينية المحظورة مدى الحياة، تقف الدولة العراقية في لحظة اختبار دقيقة بين فرض سيادة القانون، وكبح جماح تيارات دينية متطرفة تتسلل إلى الفئات الهشّة من المجتمع، تحت عباءات روحية، لتزرع بذور الموت والانتحار.

وتنذر وقائع القضية بأن الجماعة، رغم الحظر والملاحقة، استطاعت بناء شبكة تأثير داخل بيئات اجتماعية تعاني من هشاشة مركبة: اقتصاد متردٍّ، تعليم ضعيف، فراغات نفسية وروحية، وغياب مشاريع تنموية مستدامة، ما جعل تلك المجتمعات تُستدرج بسهولة إلى طقوس تُغلّف الانتحار بثوب القداسة وتربطه بمفاهيم فقهية مغلوطة مثل “التقرب” و”التكفير عن الذنوب”.

ووفقاً لمصدر قضائي، فإنّ “المتّهم من الجماعة ثبتت عليه أدلة قاطعة تؤكد تورّطه في استدراج عدد من القاصرين، ودفعهم نحو إيذاء النفس والانتحار تحت عناوين مضلّلة”.

وأضاف أنّ “الحكم يأتي في إطار الحزم الذي تتّبعه السلطة القضائية ضدّ كل من تسول له نفسه تهديد السلم المجتمعي أو التلاعب بعقول الفئات الضعيفة”، مشدداً على أن “الأحكام الصارمة ستطاول كل من ينخرط في مثل هذه الأنشطة المنحرفة، حمايةً للنسيج الاجتماعي وسلامة الأفراد”.

وقال مسؤول قضائي عراقي، فضّل عدم الكشف عن هويته، إنّ “العشرات من الجماعة ما زالوا ينتظرون الأحكام القضائية التي ستصدر بحقّهم لاحقاً”، مبيّناً، أنّ “غالبية ملفات هؤلاء أُنجزت وعُرضت على القضاة المختصّين، بانتظار صدور الأحكام”، مشيراً إلى أهمية العقوبة القانونية كجزء من عملية ردع هؤلاء.

وتكشف طريقة تجنيد القاصرين في الجماعة –من خلال قنوات تواصل اجتماعي وأناشيد طقسية ورسائل مكتوبة– عن فهم متقدّم لمنطق “الحرب الناعمة”، حيث تُستبدل القنابل بالفيديوهات، والمناشير العسكرية برسائل العقيدة المتطرفة، وهو ما يتطلّب بدوره نمطًا جديدًا من المواجهة لا يقتصر على الحلّ الأمني بل يدمج الإعلام والتعليم والمؤسسات الدينية الرصينة في حملة توعوية عميقة.

وتكمن خطورة جماعة “القربان” في طابعها الطقوسي الذي يجعل الموت غاية وليس نتيجة، إذ يتم استدعاء رموز مقدسة في سياق انتحاري تدميري، الأمر الذي يخلق فجوة عاطفية بين الأجيال الجديدة وبين التراث الديني نفسه، ويفتح المجال أمام تجنيد مضاد من جماعات متطرفة أخرى قد تحمل رايات مختلفة، لكنها تغذي الذهنية ذاتها.

ويبدو أن صرامة القضاء العراقي في هذا الملف تعكس إدراكاً متزايداً لدى مؤسسات الدولة بأن الصمت أمام الجماعات التي توظّف الدين في إذكاء نزعات انتحارية هو نوع من التواطؤ الصامت.

غير أن الحكم القضائي، على صلابته، لن يكون كافياً ما لم يُترجم إلى سياسات وقائية تضع حدًا لدوائر الفقر والحرمان والفراغ التي تنشأ فيها مثل هذه الكيانات المنحرفة.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • غواصات النووي الأمريكي تتحرك.. تراشق بالتصريحات بين ميدفيديف وترامب يتحول لتهديد نووي
  • ترامب يأمر بنشر غواصتين نوويتين ردا على تصريحات ميدفيديف
  • متحديا بوتين .. ترامب يأمر بنشر غواصات نووية قرب روسيا ردًا على تهديدات ميدفيديف
  • ترامب يُطلق غواصاته النووية ردًا على اليد الميتة الروسية
  • تذكر.. لدينا نووي قصة التراشق بين ميدفيديف وترامب
  • احتباس للسوائل| تطورات الحالة الصحية للرئيس الأمريكي ترامب بعد الفحوصات وكدمات اليد
  • السجن لا يكفي.. جماعة “القربان” والانتحار المؤسَّس في أطراف ذي قار
  • ازدواجية في فهم الحريات “العباءة نموذجاً”
  • رئيس مجلس القضاء الأعلى ونقيب الصحافيين يؤكدان على دعم مهنية الإعلام الحر