بوابة الوفد:
2025-05-10@19:06:25 GMT

فلا خَفَتَ صوتٌ أنت باعثه

تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT

ما كنت أعلم أنها المرة الأخيرة والمحادثة الأخيرة والإشعار الأخير..
فلا شىء أقسى على النفس من فقد عزيز غال، وإن كان الرحيل مفاجئا صار الفقد أقسى. ففى صمت النبلاء رحل، دون مقدمات رحل، وكأنه يأبى أن يعذب أحباءه بمرض أو معاناة.. هكذا قبل أن يجف مداد قلمه الحر فاضت روحه إلى بارئها، تاركا لنا آخر ما خط من كلمات، لتكون شاهدا على رحلة عطاء فكرية خاضها محاربا على مدار أكثر من ٣٠ عاما، بين جنبات صاحبة الجلالة، مؤكدا أن الصحفى الحق هو ذلك الذى يتخذ جانب المهمشين، مدافعا ومطالبا بحقوقهم، وهو ما اضطلع به قلمه من خلال عموده الصحفى الأسبوعى بجريدة الوفد، إنه الأستاذ عاطف دعبس، الذى غادرنا مساء الأربعاء الماضى.


فما بين طرح لرؤى متوازنة ومطالبات بحقوق الآخرين تتبدى رسالة الصحافة ووعيها فى مواجهة عوار المجتمع وسلبياته، مختتما كل مقال له بعبارته الأشهر «ويا مسهل»، فى بساطة وتلقائية، دافعا بها أملا وتفاؤلا فى تحقق ما يصبو إليه.. 
فى هدوء ودعة كان يرسل مقالة قبل موعد نشره بيومين، يسبقه بعبارة بسيطة دونما استطراد أو إسهاب، وكأنه يخشى أن يخدش صمتا أو انشغالا قد أبدو عليه.
وكعادته أرسل مقاله لى بصفتى مشرفا على مقالات الجريدة، ولحظى العثر لم أستطع الرد عليه فى حينها، حتى إذا حل مساء اليوم التالى هالنى خبر رحيله، فشاء القدر أن يرحل قبل نشر مقاله بيوم، ليخلف فى النفس غصة لا أظنها ستزول بسهولة.
عرفته باسما هادئا، فى المرات التى كتب لى مقابلته فيها كان يحادثنى بود الأب، مذيلا كلماته بعبارة «يا ابنتى»، ولم أشهده يوما رغم أنه بحكم الأقدمية يعد أستاذ جيلى فى الجريدة، لم أشهده يخاطبنى باسمى مجردا، بل كان دائما ما يسبقه بلقب «أستاذة»، ليضرب لنا مثلا فى الاحترام والأستاذية الحقة. 
وأمس الجمعة كان موعد نشر مقاله الأخير ورسالته الأخيرة، الذى حث فيه الشعب على مجابهة جشع التجار بسلاح المقاطعة، ليؤكد لنا أن مداد الكاتب الحق لا يجف رغم الغياب، فحضور القلم أقوى من حضور الجسد، وحضور الروح أمضى من الحضور المادى، هكذا لا يخفت صوت من يحمل على كاهله عبء الرسالة وهموم المواطن، ولا يخفت صوت رسالاته، مهما نأى وبعد بجسده، فستظل كلماته نورا يهتدى بها فى ظلمات الدنيا.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نبضات سمية عبدالمنعم هموم المواطن جشع التجار

إقرأ أيضاً:

قطعة البيتزا الأخيرة ووداع أبدي.. قصص من مجزرة مطعم التايلندي بغزة

في غزة، المدينة التي لا تنام إلا على صوت الطائرات، ولا تستيقظ إلا على مجازر جديدة، لم يعد هناك شيء باقٍ على حاله، لا الطفولة، ولا الفرح، ولا حتى لقمة الطعام.

في كل زاوية من هذا المكان المحاصر، تنبت قصص مأساوية تُروى بدموع الأمهات ودماء الأبرياء، مع تواصل آلة الحرب الإسرائيلية ارتكاب المجازر بحق المدنيين، لتكتب كل يوم فصلا جديدا من الألم والمعاناة.

كانت آخر هذه الفصول مجزرة مروعة استهدفت مطعما شعبيا (غربي مدينة غزة)، لم تكن مجرد رقم يُضاف إلى قوائم الشهداء، بل كانت مشهدا حيّا من قصص إنسانية دامية، لو وردت في رواية، لاعتبرها القارئ من نسج الخيال.

في هذا التقرير، نسلّط الضوء على مجموعة من القصص المأساوية لضحايا قصف "مطعم التايلندي" ومحيطه، ستظلّ محفورة في الذاكرة، شاهدة على جرحٍ لا يندمل.

صحفي لم يهنأ بمولودته سوى ساعات

انتشرت حكاية الصحفي الفلسطيني يحيى صبيح، الذي لم يكن يعلم أن الحضن الأول الذي منحه لمولودته الجديدة سيكون وداعا أبديا، فبعد ساعات من نشره صورة وهو يحملها بين ذراعيه، استُشهد في مجزرة ارتكبها الاحتلال بقصف مطعم في مدينة غزة.

كانت هذه الصورة أمس الأربعاء، يظهر فيها يحيى وطفلته التي وُلدت صباحا، وربما لم تحمل اسما رسميا بعد.

إعلان

وعلّق مغردون فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي: "يوم عيد ميلادها هو يوم تيتمها، وصورتها الأولى مع أبيها.. هي الأخيرة. كل شيء حدث للمولودة في أول يوم: ميلاد، وفقد، ذكرى، نظرة أولى، خيالات منسية، حياة وموت.. كله حصل في نصف يوم".

وأشار آخرون إلى أنه: "لو كانت هذه قصة في رواية، لما صدّقناها، لكن ما يحصل في غزة تخطّى حدود الخيال".

وتساءل بعضهم: "هل ستتذكر الطفلة، التي لم تكمل 10 ساعات من عمرها، أن الاحتلال الإسرائيلي قتل والدها؟ فرحان، وجائع، ومحاصر، شهيدا قبل أن يكتمل الحل هل ستعرف أن أول وجبة كانت لها، كانت الأخيرة في حياته؟".

فتاة البيتزا.. الحلم الأخير

يقول أحد العاملين في المطعم التايلندي إن هذه البيتزا كانت طلبا من فتاة وصديقتها. يقول إنه سمع حوارهما حين طلبتاها: "ولك، غالية غالية، شو يعني! خلينا نحقق حلمنا ونأكل بيتزا قبل ما نموت، محدش عارف".

يقول إنه تأكد أن إحداهن قد ارتقت، أما الأخرى فلا يعرف عن مصيرها شيئا.

وعلّق مغردون فلسطينيون على هذا المشهد: "هذا ليس مشهدا من فيلم، هذه غزة. هنا الحلم: بيتزا، والقَدر: صاروخ، والأمنيات تُدفن ساخنة تحت الركام".

بائع القهوة الصغير

في أحد شوارع غزة، كان هناك طفل صغير لا يتجاوز عمره سنوات قليلة، يحمل دلة القهوة وفناجين بسيطة، يجول بها بين المارّة قرب مطعم التايلندي.

لم يكن يبيع القهوة من أجل اللعب، بل ليساعد عائلته وسط الحصار والمجاعة التي يعاني منها أهالي غزة بسبب الاحتلال الإسرائيلي.

View this post on Instagram

A post shared by Palestine Pixel (@palestine.pixel)

وفي لحظة غادرة، سقطت صواريخ الحرب على المكان، وامتزج دم الطفل بقهوته، وتفرّق زبائنه من المارّة بين شهيد وجريح.

وثّق ناشطون اللحظة المؤلمة، حين ظهرت طفلة تحتضنه وهو مسجّى على الأرض، وفنجان القهوة لا يزال في يده، بينما يسيل الدم من رأسه في مشهد بشع، لكنه أصبح شاهدا على مجزرة جديدة من مجازر الاحتلال.

إعلان نوح.. الطفل الذي احتفل بعيد ميلاده الأخير

نوح داود السّقا، طفل من غزة، احتفل أمس بعيد ميلاده بابتسامة واسعة وقلب مليء بالفرح، حيث قالها بصوته الطفولي: "هذا أحلى يوم في حياتي!" كانت لحظات بسيطة، ولكنها تعني له ولعائلته العالم كله، لحظات فرح نادرة وسط الألم.

الطفل نوح داود السّقا كان قد احتفل بالأمس في ذكرى يوم ميلاده وقال عنه "هذا أحلى يوم في حياتي".. قتـ،ـتله إىىىرائيل بعد ساعات في مجرْرة التايلندي في مدينة غزة وسلبت أحلامه وفرحة العائلة. pic.twitter.com/tBBFSPoNqk

— ق.ض (@Qadeyah1) May 7, 2025

لكن لم تمر ساعات، حتى جاء القصف الإسرائيلي على مطعم التايلندي في غزة، ليحوّل هذا "اليوم الأحلى" إلى آخر يوم في حياة نوح. استُشهد نوح، وسُلبت منه الأحلام، وضاع ضحكه بين أنقاض المدينة.

وانتشر مقطع فيديو للطفل نوح السّقا كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهو يحتفل برفقة عائلته.

كان الصحن لي… قبل أن يصرخ الجميع

في شهادة مروّعة وثّقتها إحدى المواطنات عبر صفحتها على "فيسبوك"، تروي تفاصيل اللحظات الأولى التي أعقبت قصف الاحتلال الإسرائيلي لمطعم "التايلندي" غربي مدينة غزة، عقب صاروخ إسرائيلي أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والمصابين.

قالت، وهي التي اعتادت ارتياد المطعم بانتظام لإنهاء مهام عملها، إنها كانت تجلس في القاعة ذاتها، وعلى بُعد 3 طاولات فقط من موقع الانفجار، مشيرة إلى: "مشهد معتاد، ولكن عن قُرب أكثر.. صرخات، دخان، رائحة بارود أعرفها، فتات زجاج، ركض، شهداء.. أحدهم كان يتحسّس جسده ويصرخ: (يا أختي، شوفيلي! فيا إشي؟!)".

وتابعت منشورها الذي عبّرت فيه عن حالة الصدمة التي عاشتها: "وصلت سيارات الإسعاف، وبدأ الناس بالتجمهر، شعرت بدوار، ولم أعد أستوعب ما يحدث.. فقط قلت لنفسي: أنا بخير.. ربما؟!".

وأوضحت أنها اعتادت الجلوس في المطعم على الطاولة رقم (2)، وتأخذ حاسوبها لإنجاز عملها بهدوء وسط الأجواء الاعتيادية، وقالت: "كان ذلك الصحن معدّا لي.. قبل أن نصرخ جميعا. في بلد الموت، لا يوجد مكان هادئ أبدا".

إعلان نعتذر عن الإشهار بسبب استشهاد العريس

تداول مغردون فلسطينيون على نطاق واسع رسالة هاتفية قصيرة وموجعة، أرسلتها عائلة من قطاع غزة كانت تستعد لزفاف ابنتها، لكنهم اضطروا إلى سحب دعوة الإشهار والاحتفال بسبب استشهاد العريس.

"نعتذر منكم.. بسبب استشهاد العريس".

هذه رسالة حقيقية وزعتها عائلة في قطاع غزة، كانت تستعد لعرس ابنتها، لكنها اضطرت لسحب دعوة الإشهار لأن العريس استشهد..
هكذا هو الحال في غزة موعد الزفاف يتحول إلى موعد في الجنة، العريس يُزفّ إلى المقبرة بدلًا من قاعة الأفراح. pic.twitter.com/VMOEHKVR1t

— Dima Halwani (@DimaHalwani) May 7, 2025

تقول الرسالة: "نعتذر منكم.. بسبب استشهاد العريس".

ويشير المغردون إلى أن هذه رسالة حقيقية وزّعتها عائلة في قطاع غزة، كانت تستعد لعرس ابنتها، لكنها اضطرت لسحب دعوة الإشهار، لأن العريس استُشهد.

مقالات مشابهة

  • بمشاركة 24 عارضا.. افتتاح معرض أوكازيون دمياط للأثاث ببولاق الدكرور
  • ولاد رزق 3 تصدر القائمة .. تركي آل الشيخ يعلن عن الأفلام الأعلى إيرادًا فى مصر
  • «العقاقير الطبية».. تتحول لمحل بقالة ومشروع للتربح على حساب المواطن
  • مسؤولة أوروبية: نضع اللمسات الأخيرة لإنشاء محكمة للبت بجرائم الحرب على غزة
  • بابا الفاتيكان الجديد يدعو للسلام في أولى كلماته بعد انتخابه
  • بسبب ظروف طارئة.. إلغاء حفل مدحت صالح فى 6 أكتوبر قبل موعدها بيوم
  • هل بدأت ساعة أوروبا الأخيرة؟
  • قطعة البيتزا الأخيرة ووداع أبدي.. قصص من مجزرة مطعم التايلندي بغزة
  • د.حماد عبدالله يكتب: فاقد الشىء لا يعطيه !!
  • الإثنين المقبل.. ثقافة السويس تُطلق العرض المسرحي «كرنفال الأشباح»