وصلت "عربي21"، رسالة من معتقلات مصريات محبوسات على ذمة قضايا سياسية في سجن "القناطر للنساء"، المتواجد في محافظة القليوبية، شمال العاصمة المصرية، القاهرة.

وأكّدت الرسالة التي نقلتها عدد من أسر المعتقلات، تعرضهن لجرائم مروعة تخالف كل القوانين والأعراف ومبادئ حقوق الإنسان، من قبل أمن السجن، ومن جانب الجنايات، وذلك وسط تجاهل العاملين في مجال حقوق الإنسان لأزماتهن.



وفي السياق نفسه، أردفت الرسالة: "هناك تجاهل تام لنا كمعتقلات سياسيات، حيث لم يتم إخلاء سبيل أيا منا ضمن قرارات الإفراج المتتالية في المناسبات الدينية والوطنية".

إلى ذلك، تأتي الرسالة إثر الإعلان عن الإفراج عن عدد من السجناء والسجينات من الجنائيين، بمناسبة شهر رمضان وعيد الفطر وعيد تحرير سيناء، دون أن يكون من بينهن معتقلة سياسية واحدة.

وتؤكد الرسالة أن "أمن سجن القناطر، يتعمد إيذائنا، وقام بإطفاء فرحتنا بشهر رمضان وعيد الفطر بأن قام بعمل تجريدتين -حملة أمنية على العنابر- خلال الشهر، استولى خلالهما على كافة متعلقاتنا المدنية بداية من الفرش والملابس والطعام والأدوية".

وتوضح أننا "ظللنا خلال النصف الثاني من رمضان، في حرمان كامل من كل ما يتعلق بالحياة المدنية والأطعمة الرمضانية على عكس ما تتمتع به السجينات الجنائيات، وأننا انتظرنا قدوم زيارة عيد الفطر لتعويض ما تم السطو عليه خلال التجريدتين، إلا أننا فوجئنا بمنع الطعام إلا من كمية قليلة جدا تكفي لوجبة واحدة، وبمنع الدواء كاملا ودون إبداء سبب".

وتشير إلى أننا "تقدمنا بشكوى لإدارة السجن، فتم تسليط الجنائيات علينا لضربنا والتحرش بنا وسبنا وسرقة ما لدينا من نقود ومتعلقات، في مقابل حصول الجنائيات على بعض المزايا كوجود هواتف محمولة معهن وغيرها من الأمور التي يحرموننا منها".


وتطالب الرسالة، الحقوقيين في مصر، بعدم تجاهل أزمتهم والحديث عنها، ودعوة من لهم دور في الإفراج عنهم بشكل عاجل، مؤكدة أنهن لم يعد لهن "طاقة على الاحتمال". 

وتؤكد أسر المعتقلات في سجن القناطر أنهم توجهن أكثر من مرة إلى جهات حقوقية عديدة داخل مصر، في محاولة منهن للتخفيف عن المعتقلات، إلا أنهم لم يجدوا أية استجابة، بل إنه مقابل أية شكوى منهن يتم زيادة القيود والانتهاكات بحق المعتقلات.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصريات حقوق الإنسان مصر حقوق الإنسان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

هل يوجد هدف قومي للأمة؟

 

إسماعيل بن شهاب بن حمد البلوشي

في هذه المرحلة من الزمان، حيث تزدحم الصور وتضطرب الأصوات وتتشوش البوصلات، يحق لنا أن نتوقف قليلًا ونتساءل: هل يوجد هدف قومي حقيقي للأمة العربية؟ وهل لا نزال نتحرك نحو غاية جامعة تُوحِّد الفكر قبل الجغرافيا؟ أم أننا أصبحنا مجرد جزر منفصلة تتقاذفها المصالح والتنازعات الداخلية، في عالم لا يعترف بالضعفاء ولا يرحم المتفرّقين؟

إن ما نشهده من واقع عربي مشتّت، يعكس غياب رؤية موحّدة. بل قد يكون أخطر ما يواجه هذه الأمة ليس فقط العدو الخارجي، بل تآكل المشروع الذاتي من الداخل إن وُجد في الأساس، كما أننا نلاحظ تحول الكثير من الطاقات إلى أدوات تدمير ذاتي بدل أن تكون عناصر بناء وتكامل.

ولنا أن نتساءل أيضا: هل لا تزال إسرائيل العدو الذي يعيق تقدم الأمة كما اعتاد الخطاب القومي أن يردد لسنوات؟ أم أننا أمام معضلة أعمق تتمثل في غياب الهدف وانشغال العقول بسطحيات الإعلام والضجيج الافتراضي، بينما تبقى العقول الجادة في الظل صامتة ومهمشة، أو ربما اختارت الانكفاء لأنها لم تجد منصة تُصغي أو عقلًا يحتضن الرأي المختلف؟

تتنازع الدول العربية فيما بينها أكثر مما تتنازع مع خصومها الحقيقيين، وكأنها فقدت الشعور بالانتماء الجماعي وبالمصير المشترك. لا يخفى على أحد أن الانقسامات لم تعد فقط بين الدول، بل داخل المجتمعات ذاتها، وحتى داخل الأسرة الواحدة في بعض الأحيان. صراع أيديولوجي، طائفي، يغذيه الإعلام السطحي لإقصاء الفكر العميق واستبعاد العقلاء.

 

لكن هل الأمر قدر محتوم؟ وهل انتهى الأمل في صحوة فكرية تُعيد ترتيب الأولويات؟ الحقيقة أن التاريخ يُعلمنا بأن الأمم لا تموت إذا بقي فيها من يؤمن بأن الإنسان يستطيع أن يُعيد رسم مساره متى شاء، شريطة أن يتحرك من منطلق الوعي لا من باب الغوغائية، ومن منبر التفكير لا مجرد التلقين.

ما تحتاجه الأمة ليس شعارًا جديدًا، ولا تكتلًا آخر، بل "هدفًا جامعًا" يعيد للإنسان العربي ثقته بذاته وبأمته. هدفٌ يتجاوز حدود السياسة، ويخترق أعماق الثقافة والتعليم والقيم، ويضع الإنسان العربي في موقع الفاعل لا المفعول به.

ربما حان الوقت لنفكر بطريقة أخرى. أن نُدرك أن التقدم لا يعني بالضرورة تقاطعًا مع العالم، بل تفاعلًا معه. وأن العداء المطلق ليس مشروعًا، بل فهم الذات في سياقها الحضاري هو الذي يصنع التوازن. الأمة التي تؤمن بأنها جزء مكمل من العالم تستطيع أن تأخذ مكانتها، لا بتكرار الصراخ، بل بإنتاج الفكرة وصناعة الإنسان.

إن السؤال الجوهري الذي يجب أن يُطرح الآن ليس "من عدو الأمة؟"، بل: "ما هدف الأمة؟". فبدون هدف واضح، تبقى كل الطرق مباحة، وكل الاتجاهات مشوشة، وكل الأصوات مجرد حديث مستهلك لا مكان ولا فعل له.

ولذلك، أتمنى أن يخرج الفكر العربي من منصة الماضي التي تستدعي أمجاد كل طرف ومن كان له الأفضلية، والتركيز على هدف موحّد يرفع من شأن الأمة.

وأخيرا، ألتمس من عقلاء الأمة المشاركة وبقوة في زخم الإثراء الفكري بطريقة البناء وليس بفكر الغوغاء.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • أمير هشام: الزمالك يرحب بإبرام صفقة تبادلية مع سموحة.. وعيد يعود للصورة
  • مصدر أمريكي لـعربي21: مفاوضات غزة تحقق تقدما وإعلان الاتفاق سيتم خلال 4 أيام
  • وضعت فطرًا قاتلًا في الطعام.. إدانة امرأة أسترالية بتسميم عائلة زوجها السابق
  • امرأة أسترالية تقتل والدَي زوجها وعمته بـ"قبعة الموت".. السبب صادم
  • اليمن: انتهاكات الحوثي سياسة ممنهجة لإرهاب المجتمع
  • عاجل. الرئيس البرازيلي يدعو في قمة بريكس إلى "عدم الاستمرار في تجاهل الإبادة" في غزة
  • تصاعد أزمة الكهرباء في عدن: 22 ساعة انطفاء يوميًا وسط تجاهل حكومي
  • هل يوجد هدف قومي للأمة؟
  • الأمن الداخلي في اللاذقية: توقيف عدد من ضباط النظام البائد والمجرمين المتورطين في انتهاكات بحق السوريين
  • الحكومة: رسالة الحوثيين مجلس الأمن المليئة بالأكاذيب محاولة مفضوحة لتضليل المجتمع الدولي