عاد النائب العام في الرهبانية المارونية الرئيس الفخري لجامعة الروح القدس الكسليك الأب جورج حبيقة إلى لبنان بعد زيارة إلى أستراليا ترأس خلالها عددا من الاحتفالات الدينية في زمن الصوم وزمن القيامة في دير مار شربل في سيدني.

وفي ختام زيارته تحدث إلى مدير مكتب "الوكالة الوطنية للإعلام" الزميل سايد مخايل عن أبرز محطات الزيارة ، فقال :" كنت سعيدأ جدا في هذه الزيارة التي قمت بها تلبية لدعوة من رئيس دير مار شربل الأب أسعد لحود.

ترأست احتفالات أسبوع الآلام والجمعة العظيمة وعيد الفصح، وألقيت العظات في اللغتين العربية والإنكليزية. كانت الزيارة مكثفة وغنية على مختلف الصعد، علما أنني قد سبق لي أن زرت أستراليا  في العام ٢٠١٥ كمحاضر للشبيبة المارونية وألقيت آنذاك محاضرة تحت عنوان "الهو،ي،ة المارونية في مجتمع متعد،د الثقافات" . وهذا العام كان لدي لقاءات مهمة على الصعيد الروحي حيث ترأست احتفال الجمعة العظيمة في حضور كبار الشخصيات الأسترالية وحشد ضخم من المؤمنين تجاوز الـ ٢٠ ألف شخص. وشد،دت في كلمتي على أن العالم، اليوم هو فريسة منطق الموت وثقافة القتل، ولا شيء، ينقذه من ديناميكية تحطيم الذات هذه سوى جنون الصليب، وليس الإنسان، المجنون، الذي يتحد،ث عنه عالم الاجتماع الفرنسي إدغار موران Edgar Morin في عرضه لمراحل البشرية الثلاث، وهي : الإنسان المصن،ع Homo faber والإنسان الذكي والحكيم والفطن Homo sapiens، وفي مرحلتنا الحالية الإنسان المجنون Homo demens الذي يتحكم الآن في إدارة العالم. لذلك ليس هناك من خشبة خلاص سوى جنون الصليب المتجسد في حب، الآخر والتضحية بالذات من أجل إسعاده والغفران لمبغضينا وكسر حلقة العنف، لإنقاذ البشرية من مسارها الانتحاري، لأن  منطق، السعي إلى إذلال الآخر والهيمنة عليه وتهميشه ح،و،،ل التاريخ، إلى جلجلة مستمرة تتوالد من ذاتها في حضن المآسي والمصائب."

أضاف: "إلى ذلك، كان لي أيضا نشاطات متعد،دة، من ضمنها إطلاق احتفالات اليوبيل الذهبي لكنيسة مار شربل، حيث احتفل بالقداس الاول ليلة عيد الميلاد 1974 الأب بولس زيادة مؤسس رسالتنا في استراليا. ومذذاك الوقت، راحت رسالتنا تتوس،،ع وتتجذ،،ر في دير للرهبان، ومعهد مار شربل للتلامذة من مرحلة الحضانة إلى الصفوف الثانوية، ومؤخرا بيت الراحة للمسن،ين. مسؤولون عديدون وجماهير رهبانية تناوبت على إدارة هذه المؤسسات وأعلت من شأنها بشكل مض،طرد. نترحم على الذين منهم باتوا في دنيا الحق وخل،دوا بإنجازاتهم الكبيرة، ونطلب مديد، العمر للذين هم بعد على قيد الحياة. تجدر الإشارة هنا إلى أن جمهور الدير الحالي المؤلف من الرئيس الأب الدكتور أسعد لح،ود الذي يتمت،ع برؤيوية ثاقبة واستشراف ذكي للآتي من الأيام وإدارة حكيمة تجمع الصرامة اللي،نة إلى الانضباطية المؤنس،نة، وعشرة رهبان أفاضل يشك،لون طاقة رعائية وتربوية كبيرة، سيخط،ون سطورا مجيدة في تاريخ ذهبي متألق وواعد."

وعن الانطباع الذي يعود به عن دور الرسالة الرهبانية في شكل خاص ودور الجالية اللبنانية في شكل عام، قال: "في الواقع، إن ما رأيته هنا يلقي بك في حضن الذهول. رأيت كنيسة مارونية طافحة بالقو،ة الروحي،ة والزخم المؤسساتي، متجذ،رة ومتجد،دة.لم أغال البت،ة عندما قلت إنهم يقيمون في أستراليا ويعيشون في لبنان. علما أنني قمت بزيارة أغلبية جالياتنا في العالم، كرئيس للجامعة ومحاضر. بدون أي، مبالغة، لم أر، مثيلا لشعبنا في أستراليا. أين ترى عائلات بأكملها تشكل كنائس بيتية بكل ما للكلمة من معنى؟ أين ترى هكذا انخراط بفرح واندفاع للشبيبة في الأعمال الكنسية والرعائية والوطنية؟ أين ترى حشودا ضخمة تتدافع في صفوف طويلة إلى هيكل الرب؟ إن هذا المشهد إنما هو حكر على كنيستنا في أستراليا. وهنا لا يسعني إلا أن أحي،ي، جهود، رهباننا الجب،ارة وشهادت،هم الحياتية التي تجذب المؤمنين إلى مساحات الروح. كما وإنني أغتنمها فرصة لكي أحي،ي سهر، راعي الأبرشية المطران أنطوان شربل طربيه، إبن الر،،هبانية والصديق العزيز، ومتابعت،ه الحثيثة واهتمام،ه البالغ بكل شؤون المؤمنين. إننا نفتخر بطاقاته الإبداعية وبالتنظيم المستدام لكل أنشطة الأبرشية،ونعتبرها اليوم الأبرشية الأولى خارج لبنان، لا بل إنها تدخل في تنافس جد،ي مع الأبرشي،ات داخل لبنان ."

وتابع: "بالنسبة للجالية اللبنانية اعتقد أن الفسيفساء اللبنانية انتقلت إلى أستراليا، واستوطنت هذه الجزيرة الضخمة من جنوب الكرة الأرضية، وخلعت على التنوع الأسترالي حل،ة خاصة. وما يهمني أن أذكره هنا هو أن الدولة الأسترالية تساهم ماديا ومعنويا في الحفاظ على الذاتيات الآتية من أصقاع متنوعة ومختلفة من العالم. فهي تحضن هذا التنوع الثقافي والديني وتخصبه في مخططات تنموية متعد،دة. فهي تحافظ على المبدأ الفلسفي القائل: عليك أن تكون، ذاتك لكي تكون، مع الآخرين. فاللبنانيون المقيمون في أستراليا عرفوا كيف يحافظون على ذاتيتهم المشرقية وأبقوا شعلة الحس، اللبناني متوق،دة، وانخرطوا في المجتمع الأسترالي التعد،دي. لذا نلاحظ باندهاش قوي أن أستراليا الأبعد جغرافيا عن لبنان هي الأقرب حياتيا إليه. من هنا أهمية التنو،ع والمحافظة عليه. التنو،ع أساس الوجود. وخارج، التنوع موكب جنازة الحياة.والجدير بالإضاءة عليه هنا هو أن جاليتنا في أستراليا تختزن طاقات ضخمة في مجالات عديدة. الكثير من الأستراليين اللبنانيين يوظفون في لبنان ويساهمون في تمويل مشاريع تنموية ومعمارية واجتماعية. وهم يأتون مرارا وتكرارا إلى وطنهم الأم. على سبيل المثال لا الحصر، في الصيف الفائت،الحضور الكثيف للمغتربين وخصوصا من أستراليا رفع نسبة النمو في لبنان إلى 9 في المئة. غير أن حرب غزة وانخراط الجنوب فيها تحت مسميات متعددة، إبتداء بالإلهاء وانتهاء بالدعم والمساندة، أنزل نسبة، النمو، إلى ما تحت السفر. مهما يكن من أمر، إن الطاقة الاغترابية تشكل خشبة خلاص لبلد الأرز. هي وحدها بمقدورها أن تعيد إلى لبنان بهاء الماضي الجميل وأن تزوده في المقابل بطاقة تحديثية على الدوام."

وقال: ""بالنسبة إلى إحضار نسخة طبق، الأصل لنعش مار شربل إلى دير مار شربل في سيدني في 8 أيار المقبل، أقل، ما يقال في هذا الموعد أنه سيكون حدثا كبيرا للجالية اللبنانية في أستراليا، إذ ستفتخر بأن يكون لديها مزار لقديس عنايا على درجة عالية من الأهمية الروحية. لا نغالي البتة في قولناإن القديس مار شربل هو القديس العجائبي الأول في الكنيسة الكاثوليكية الجامعة. وأينما تذهب في العالم فإنك تجد كنيسة أو مزارا لتكريم قديس لبنان. في نسكه البطولي، ذو،ب مار شربل ذات،ه في الذات الإلهية، فأصبح موجودا في أي، مكان مع الذات الإلهية. ما يجب ذكره هنا هو أن النج،ارالذي نفذ نعش مار شربل في مزارعنايا هو نفسه الذي نف،ذ النسخة الثانية ومن الخشب الوردي عينه الذي بقي من النعش الأول. نتساءل هنا بحق لماذا أبقى النج،ار هذه الكم،ية من الخشب في مشغله ولم يمسها طوال هذه المدة الطويلة؟ إنها فعلا العناية الإلهية. في هذا النعش سيوضع تمثال لمار شربل من السيليكون مرتديا إحدى العباءات التي كانت على جثمانه عندما كان يرشح دم،ا وماء في الخمسينيات، ورأسه مستلقيا على مخدة من الخشب. إن صدر،هذا التمثال سيستضيف ذخيرة مقدسة لا تقد،ر بثمن، ألا وهي قطعة من عظام مار شربل. سيتم، التطواف به في ضواحي سيدني وسط حشود ضخمة، برئاسة المطران أنطوان شربل طربيه، ومشاركة قدس الأباتي طنوس نعمة، رئيس دير مار مارون عنايا حيث ضريح القديس شربل، ورئيس دير مار شربل في سيدني الأب أسعد لحود."

وعن فصل الدين عن الدولة، قال: "يوجد مزج والتباس وعدم فهم لهذا الموضوع، إذ إن فصل الدين عن الدولة هو أمر طبيعي وتلقائي في لبنان ومنذ زمن بعيد. لبنان هو البلد الوحيد في جامعة الدول العربية الذي لا دينا رسميا له. لبنان يحترم جميع الأديان ولكن لا يلتزم باي، منها. بينما جميع الدول العربية تذكر في أولى مواد دستورها أن الإسلام هو دين الدولة الرسمي. إن ما درج على تسميته في لبنان بالطائفية السياسية إنما هو تمثيل لأركان المجتمع التعددي في إدارات الدولة، وفق ما يحدده العالم الأميركي في العلوم السياسية أرند ليبهارت Arend Lijphardفي جامعة يل يونيفرستي Yale University. فهو يقول حرفيا: " في المجتمعات حيث يشكى من انقسامات حادة على الصعيد الأثني، أو اللغوي أو الديني، الديمقراطية العددية تفشل في مهامها. فالحل الوحيد هو حصرا في الدولة التوافقية Consociational State القائمة على مبدأ تقاسم السلطة انطلاقا من مكو،نات الشعب." وهذا التمثيل لا علاقة له بالدين انما بتمثيل المكو،ن الثقافي الذي تفرزه الأديان. على المسؤولين في لبنان أن يعيدوا قراءة تاريخ لبنان من أربعة آلاف سنة قبل المسيح إلى يومنا الحاضر، لكي يفقهوا أن المجتمع اللبناني التعد،دي خاضع إلى ثوابت، ليس بمقدور أي مكو،ن مهما علا شأنه وعظمت إمكاناته أن يحدث، أي،، تغيير فيها ولو طفيفا. إن ما أسمعه في أيامنا الحاضرة من بيانات وتصاريح متشنجة تصدر مقولبة تحت تأثير مباشر من منطق السعي المسعور إلى الهيمنة وتغيير وجه لبنان، السياسي والمجتعي والثقافي التعد،دي، يفضح مستوى متدن،يا من الإدراك ودرجة عالية من المناعة ضد، فهم أمثولات التاريخ."

أضاف في موضوع الفراغ الرئاسي: "قمت بدراسات متنو،عة وعلمية حول هذا الموضوع، فتبين لي أن المشر،ع اللبناني لم يخطر على باله أبدا أنه سيأتي يوم ويحر،،ف فيه فهم نص،ه الدستوري إلى هذه الدرجة المضحكة والمبكية. في جميع بلدان العالم، يمنع منعا باتا على النائب أن يغيب عن أي، جلسة في المجلس النيابي، أكانت تشريعية أم في الل،جان النيابي،ة، إلا لأسباب قاهرة، وعليه ان يبعث بكتاب يحد،د فيه سبب، الغياب لكي لا يتعر،ض للعقوبات. وهنا نتساءل بتعجب شديد، كيف أصبح في لبنان غياب النائب عن المجلس النيابي حقا دستوريا؟ كيف يحق، للنائب ألا يمثل من انتخبه في أعمال المجلس النيابي العادية؟ وكم بالأحرى عند انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، ويصبح المجلس النيابي، منعقدا حكما لانتخاب رئيس للدولة؟ قسم كبير من مآسي لبنان الحالية متأتية من هرطقات دستورية لا مثيل لها في أي بلد ديمقراطي. إن الهدف وراءها إنما هو ابتزاز مبرمج، يراد منه أن يصبح حضور النائب إلى قاعة مجلس النواب عنوانا للصفقة والتسوية، وليس عملية ديمقراطية حرة. فالمشر،ع اللبناني لم يذكر في النص الدستوري أن حضور النائب إلزامي، لأن هذا الأمر بديهي وتلقائي ولا يناقش. في خلاصة الكلام، عندما نعود إلى الدستور نصا وروحا، تسقط عندها فورا مسألة الفراغ الرئاسي في لبنان".

وعن رأيه في الشلل في مؤسسات الدولة وما قد يهد،د وجود، لبنان ويدفع إلى تفككه، شدد على أن "لبنان هو وطن أزلي ومنيع على نوائب الدهر ومصائبه. وعلينا أن نميز بين الدولة اللبنانية والوطن اللبناني. الدولة عابرة ومتبدلة، وتدار بين حقبة وحقبة من رجال دولة يشهد لهم على مثال الرئيس فؤاد شهاب الذي أوصل لبنان إلى أعلى مراتب الاستقرار والازدهار، أو من مسؤولين غير كفوئين، فاسدين ومفسدين، أوصلوا البلد إلى أسفل الجحيم. أما الوطن فهو صلب وذو بأس، صديق الحياة والاستمرار. ومن يشكك في كلامي، فليلق بنظرة على تاريخ لبنان المديد والمتشعب. لقد كبا بلدالأرز تحت احتلالات متتالية، من الألفية الرابعة قبل المسيح حتى اليوم. ولم تتمكن  اي، قوة احتلالية من إلغاء لبنان .وكل، الأزمات التي يعيشها اليوم بلدنا إنما هي أزمات غير وجودية، ومتأتية فقط من اختلال ظرفي في التوازنات بين الأركان الداخلية، من جهة، ومن معادلات إقليمية آنية، من جهة أخرى. فلبنان الرسالة صامد وثابت، وقدره الديمومة".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: المجلس النیابی فی أسترالیا مار شربل فی فی لبنان

إقرأ أيضاً:

جورج عبد الله: بين ذاكرة المقاومة وحسابات الدولة

عاد جورج عبد الله إلى لبنان بعد أكثر من أربعة عقود في السجون الفرنسية. لكنّ خروجه لم يكن مجرّد حدث شخصي، بل لحظة محمّلة برمزية تتجاوز مسيرته الفردية، وتعيد طرح الأسئلة حول ثمن الالتزام، وحدود التنازلات الممكنة في ميزان السيادة والمواقف.

هذه العودة التي جاءت من دون ضجيج رسمي، أعادت إلى الواجهة شخصية ظلّت حاضرة في الوجدان الشعبي لشريحة واسعة من اللبنانيين، وغائبة عن الخطاب الرسمي لسنوات طويلة، رغم أن ملفه بقي على طاولة العلاقات اللبنانية – الفرنسية، من دون أن يُقارَب يوماً بوصفه أولوية سيادية.

مصادر سياسية مطلعة على خلفيات هذا الغياب تشير إلى أن تجنّب أي استقبال رسمي لعبد الله لم يكن تفصيلاً عفوياً، بل نتيجة مباشرة لضغوط خارجية، أبرزها فرنسية، هدفت إلى منع أي توظيف سياسي لعملية الإفراج، خاصة أن باريس بقيت لعقود ترفض إطلاق سراحه رغم انتهاء محكوميته منذ عام 1999. وبالتالي، فإن أي احتفاء رسمي به كان ليُفهم دولياً على أنه إدانة ضمنية للموقف الفرنسي، وهو ما حرصت الدولة اللبنانية على تجنّبه.

من جهة موازية، برزت الاعتبارات الأميركية في خلفية المشهد لضبط رد الفعل اللبناني الرسمي، سيّما أن عبد الله كان قد أُدين بتهمة دعم فصائل مقاومة قامت بعمليات ضد أهداف أميركية وإسرائيلية. وفي ظلّ مناخ تفاوضي لبناني دقيق يرتبط بملفات حساسة، تتقاطع فيها وعود الدعم الدولي مع اشتراطات سياسية تتعلق بموقع لبنان الإقليمي، وخصوصاً في ما يتعلق بسلاح المقاومة، اختارت السلطة الصمت من باب التحوّط السياسي، خصوصاً أن عبد الله لا تنفصل رمزيته عن خيارات "محور المقاومة".

داخلياً، لا يخفى أن غياب الإجماع حول رمزية جورج عبد الله ساهم في تعزيز قرار الصمت. فالرجل الذي يُنظر إليه كمقاوم وطني من قبل شريحة واسعة من المجتمع اللبناني، لا يحظى بالموقف نفسه لدى أطراف سياسية أخرى تعتبر قضيته إشكالية، سواء بسبب ارتباطها بمحور المقاومة، أو لما تحمله من دلالات تتجاوز الساحة اللبنانية. ولعلّ هذا التباين في النظرة إلى شخصه وتاريخه حال دون تبني موقف موحّد، ودفع الدولة إلى التزام ما يشبه الحياد السلبي.

في السياق ذاته، تؤكد المصادر أن التعامل مع قضية عبد الله لم يخرج عن السياق العام الذي يحكم سلوك لبنان الرسمي اليوم في الملفات السيادية، حيث تغيب المبادرة لحساب مقاربات حذرة، تحكمها الحسابات الخارجية أكثر من المصلحة الوطنية. وبالتالي، فإن غياب أي موقف رسمي واضح لم يكن نتيجة تقصير، بقدر ما كان تعبيراً عن موقع سياسي محدود التأثير، اختار الابتعاد تفادياً لأي كلفة دبلوماسية.

أما على المستوى الشعبي، فقد جاء الاستقبال كثيفاً وعفوياً، منظماً من خارج المؤسسات، ومدفوعاً بذاكرة طويلة من الوفاء لرجل صمد رغم مرور أكثر من أربعة عقود على سجنه. هذا التفاعل، وإن بقي في إطاره الشعبي، عكس حجم الرمزية التي لا تزال تحيط بجورج عبد الله في أوساط كثيرة داخل لبنان، وخصوصاً في البيئات المرتبطة بخيارات المقاومة.

في المقابل، تُطرح تساؤلات واقعية حول الوضع الأمني لجورج عبد الله بعد خروجه، خصوصاً في ظل الاستباحة الجوية الإسرائيلية المستمرة، والاغتيالات التي تطال شخصيات تنتمي إلى بيئة المقاومة. ومع غياب التزامات رسمية بالحماية، يصبح من الطبيعي التساؤل عن الجهة التي تتحمل فعلياً مسؤولية تأمين سلامته. وتشير المصادر إلى أن البيئة السياسية والأمنية التي احتضنت قضيته طوال سنوات أسره، هي نفسها التي تتحرك اليوم لتوفير الحماية، في ظل فراغ رسمي واضح وعدم قدرة الدولة على ضمان هذا النوع من الأمن الاستباقي.

لم تكن عودة جورج عبد الله مجرد محطة شخصية، بل لحظة سياسية بامتياز، أسقطت عنها الدولة الرسمية واجب الحضور تحت وطأة توازنات خارجية دقيقة. وبين ما مثّله المشهد من رمزية وما غاب عنه من موقف، بدا واضحاً حجم الارباك الرسمي في ظلّ ما اعتبرته المصادر مراعاة لحسابات خارجية باتت تتقدّم على أي اعتبارات سيادية أو رمزية. المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة مصدر مطّلع لـ"فرانس برس": اللبناني جورج عبد الله خرج من السجن في فرنسا Lebanon 24 مصدر مطّلع لـ"فرانس برس": اللبناني جورج عبد الله خرج من السجن في فرنسا 26/07/2025 11:01:36 26/07/2025 11:01:36 Lebanon 24 Lebanon 24 جورج عبد الله: نريد جيشاً لبنانياً قوياً ومقتدراً Lebanon 24 جورج عبد الله: نريد جيشاً لبنانياً قوياً ومقتدراً 26/07/2025 11:01:36 26/07/2025 11:01:36 Lebanon 24 Lebanon 24 جورج عبد الله من بلدته القبيات: نحن مع وحدة لبنان بكل طوائفه وأطرافه Lebanon 24 جورج عبد الله من بلدته القبيات: نحن مع وحدة لبنان بكل طوائفه وأطرافه 26/07/2025 11:01:36 26/07/2025 11:01:36 Lebanon 24 Lebanon 24 شقيق جورج عبد الله لـ"الجديد": لم نستطع التواصل مع جورج بعد خروجه من السجن لكن تبلّغنا أنه صعد منذ قليل على متن الطائرة متوجّهًا إلى بيروت Lebanon 24 شقيق جورج عبد الله لـ"الجديد": لم نستطع التواصل مع جورج بعد خروجه من السجن لكن تبلّغنا أنه صعد منذ قليل على متن الطائرة متوجّهًا إلى بيروت 26/07/2025 11:01:36 26/07/2025 11:01:36 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 تابع قد يعجبك أيضاً هدفان لخصوم "حزب الله" في الإنتخابات النيابية المقبلة Lebanon 24 هدفان لخصوم "حزب الله" في الإنتخابات النيابية المقبلة 10:00 | 2025-07-26 26/07/2025 10:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 اندلاع حريق في وادي الحجة وجهود مكثفة للسيطرة عليه Lebanon 24 اندلاع حريق في وادي الحجة وجهود مكثفة للسيطرة عليه 10:50 | 2025-07-26 26/07/2025 10:50:46 Lebanon 24 Lebanon 24 الحرارة تتخطّى الـ 40 درجة.. كيف سيكون طقس الـ"ويك آند"؟ Lebanon 24 الحرارة تتخطّى الـ 40 درجة.. كيف سيكون طقس الـ"ويك آند"؟ 10:43 | 2025-07-26 26/07/2025 10:43:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الدفاع المدني يُنفّذ سلسلة مهمات إطفاء وإنقاذ خلال 24 ساعة Lebanon 24 الدفاع المدني يُنفّذ سلسلة مهمات إطفاء وإنقاذ خلال 24 ساعة 10:23 | 2025-07-26 26/07/2025 10:23:28 Lebanon 24 Lebanon 24 انقطاع خدمة اوجيرو في التبانة.. هذا ما أعلنته الهيئة Lebanon 24 انقطاع خدمة اوجيرو في التبانة.. هذا ما أعلنته الهيئة 10:10 | 2025-07-26 26/07/2025 10:10:32 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة وزير العدل يزفّ بشرى إلى اللبنانيين Lebanon 24 وزير العدل يزفّ بشرى إلى اللبنانيين 16:33 | 2025-07-25 25/07/2025 04:33:19 Lebanon 24 Lebanon 24 الغرق يتربص باللبنانيين.. البحر لم يعد آمنًا؟ Lebanon 24 الغرق يتربص باللبنانيين.. البحر لم يعد آمنًا؟ 16:30 | 2025-07-25 25/07/2025 04:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 محاولة سرقة منزل فنانة... وهذا ما عُثِرَ عليه داخل خزانة غرفة نومها! Lebanon 24 محاولة سرقة منزل فنانة... وهذا ما عُثِرَ عليه داخل خزانة غرفة نومها! 15:42 | 2025-07-25 25/07/2025 03:42:08 Lebanon 24 Lebanon 24 حرّ لاهب في لبنان غدًا... نصائح ومعلومات مهمة للمواطنين Lebanon 24 حرّ لاهب في لبنان غدًا... نصائح ومعلومات مهمة للمواطنين 21:15 | 2025-07-25 25/07/2025 09:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد الأخبار عن عودتهما إلى بعض.. نادين نسيب نجيم تخرج عن صمتها وهذا ما قالته عن خطيبها السابق Lebanon 24 بعد الأخبار عن عودتهما إلى بعض.. نادين نسيب نجيم تخرج عن صمتها وهذا ما قالته عن خطيبها السابق 06:34 | 2025-07-26 26/07/2025 06:34:05 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب ايناس كريمة Enass Karimeh @EnassKarimeh Lebanese journalist, social media activist and communication enthusiast أيضاً في لبنان 10:00 | 2025-07-26 هدفان لخصوم "حزب الله" في الإنتخابات النيابية المقبلة 10:50 | 2025-07-26 اندلاع حريق في وادي الحجة وجهود مكثفة للسيطرة عليه 10:43 | 2025-07-26 الحرارة تتخطّى الـ 40 درجة.. كيف سيكون طقس الـ"ويك آند"؟ 10:23 | 2025-07-26 الدفاع المدني يُنفّذ سلسلة مهمات إطفاء وإنقاذ خلال 24 ساعة 10:10 | 2025-07-26 انقطاع خدمة اوجيرو في التبانة.. هذا ما أعلنته الهيئة 10:07 | 2025-07-26 صور.. بدء رفع الردميات قرب المباني المدمّرة فيديو "أنا والقمر"… هدية جديدة من هشام جمال إلى ليلى زاهر (فيديو) Lebanon 24 "أنا والقمر"… هدية جديدة من هشام جمال إلى ليلى زاهر (فيديو) 17:00 | 2025-07-24 26/07/2025 11:01:36 Lebanon 24 Lebanon 24 "نعمل مهرجان للبوس".. نقيب الفنانين في مصر ينفعل مباشرة على الهواء بسبب قُبلة راغب علامة (فيديو) Lebanon 24 "نعمل مهرجان للبوس".. نقيب الفنانين في مصر ينفعل مباشرة على الهواء بسبب قُبلة راغب علامة (فيديو) 09:48 | 2025-07-24 26/07/2025 11:01:36 Lebanon 24 Lebanon 24 بأجواء عائلية بسيطة.. فنانة شهيرة تحتفل بخطوبة شقيقتها الصُغرى (فيديو) Lebanon 24 بأجواء عائلية بسيطة.. فنانة شهيرة تحتفل بخطوبة شقيقتها الصُغرى (فيديو) 09:25 | 2025-07-23 26/07/2025 11:01:36 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • توتر أمني في عكار.. ما الذي حصل؟
  • جمال عاشور يكتب: من خشبة الأوبرا إلى قلب الناس
  • انتخاب المجلس العام الجديد لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة
  • سميرة عبد العزيز : لم أعتزل الفن .. وأتمنى الموت على خشبة المسرح | خاص
  • وسط محاولات خلاص ترامب من التهمة المشينة.. مسئول قانوني أمريكي يستجوب شريكة إبستين
  • جورج عبد الله: بين ذاكرة المقاومة وحسابات الدولة
  • الأمر في عهدة الدولة
  • بالفيديو كلمة النجمة احلام على خشبة مسرح جرش
  • معلومات جديدة... هذا ما كُشف عن الطرح الذي قدّمه برّي لبرّاك
  • العميد الركن نيقولاس ثابت: لا خلاص لبلدنا إلا بضمان الأمن والاستقرار