أوضحت وزارة الاقتصاد أن البيانات السنوية لمؤشر أسعار المستهلكين في سلطنة عمان تشير إلى أن معدل التضخم سجل خلال العام الماضي أدنى مستوياته خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، وتراجع الرقم القياسي العام لأسعار المستهلكين إلى 105.3 نقطة في عام 2023 مقابل 104.3 نقطة في 2022م، لينخفض معدل التضخم إلى 0.94% في عام 2023م مقابل 2.

8% في 2022، ومن المتوقع أن يظل المعدل هذا العام عند حدوده المستهدفة في الخطة الخمسية العاشرة والتي تقل عن 3 بالمائة، وأن يسجل المعدل نحو واحد بالمائة على المدى المتوسط.

وأوضحت الوزارة أن معدلات التضخم التي سجلت صعودا كبيرا في مختلف أنحاء العام منذ عام 2021م وبلغت ذروتها خلال عام 2022م، اتجهت للتراجع الملحوظ بدءا من العام الماضي، وقد حققت جهود احتواء التضخم في سلطنة عمان نجاحا أبقى المعدل عند مستويات آمنة وتقل عن معدلاته عالميا، وجاء ذلك بدعم من عدد من العوامل المحلية والعالمية، يتصدرها التدابير والإجراءات الحكومية التي تم من خلالها رفع مخصصات الدعم الاجتماعي وتثبيت أسعار الوقود ودعم السلع الغذائية، وتوسعة قائمة السلع الغذائية المعفاة من ضريبة القيمة المضافة، كما أسهم الارتباط بين الريال العماني والدولار الأمريكي والسياسات النقدية في الحد من ارتفاع التضخم، حيث جاءت قرارات البنك المركزي العماني برفع أو تثبيت أسعار الفائدة المصرفية مواكبة لما اتخذه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من قرارات في هذا الصدد، كما شهدت مستويات الأسعار العالمية خلال العام الماضي تراجعا خاصة السلع الغذائية، وقد أدت كافة هذه العوامل للحد من ارتفاع التضخم وتأثيراته على معيشة المواطنين وعلى نمو الاقتصاد.

مؤشر أسعار المستهلكين

وعلى أساس شهري، أوضحت وزارة الاقتصاد أن بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات تشير إلى أن معدل التضخم في سلطنة عمان تراجع بنسبة 0.1 بالمائة في شهر يناير من العام الحالي مقارنة بالشهر المماثل من عام 2023م، واستقر دون زيادة خلال فبراير ثم اتجه نحو الارتفاع بنسبة 0.2 بالمائة خلال مارس الماضي مقارنة بالشهر المماثل من عام 2023م، مع تباين لمعدلات التضخم بين مختلف المحافظات، حيث انخفض المعدل في محافظتي مسقط والداخلية، وشهد ارتفاعات متفاوتة في بقية المحافظات وكان أعلاها في محافظة شمال الشرقية.

وبالنسبة لأسعار السلع والخدمات في المجموعات الرئيسة في مؤشر أسعار المستهلكين في سلطنة عمان، تمثل مجموعة السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى الوزن الأكبر بين المجموعات الرئيسة، وبنسبة31.7 بالمائة، وسجلت أسعار هذه المجموعة ارتفاعا بنسبة 0.37 خلال عام 2023م، وزيادة طفيفة خلال الربع الأول من هذا العام بنسبة 0.01 بالمائة مقارنة مع الفترة نفسها من 2023م.

أما مجموعة المواد الغذائية التي تمثل 20.6 بالمائة من مؤشر أسعار المستهلكين، فقد شهدت أسعارها ارتفاعا بنسبة 3.2 بالمائة خلال العام الماضي، وبنسبة 1.9 بالمائة خلال الربع الأول من هذا العام مقارنة مع الفترة نفسها من 2023م، وضمن مجموعة المواد الغذائية انخفضت أسعار الأسماك والأغذية البحرية بنسبة 6.3 بالمائة خلال الربع الأول من هذا العام مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2023م.

وكانت المجموعات السلعية التي تراجعت أسعارها خلال 2023م هي النقل والاتصالات والتعليم بنسب انخفاض 2.85 بالمائة و0.38 بالمائة و0.29 بالمائة على التوالي. وقد استمر تراجع أسعار هذه المجموعات خلال الربع الأول من هذا العام، وكانت مجموعة النقل هي الأعلى انخفاضا بنسبة 3.5 بالمائة خلال الربع المشار إليه، كما انضمت مجموعات "المطاعم والفنادق"، و"والأثاث والتجهيزات المنزلية" و"الملابس والأحذية" للمجموعات التي شهدت أسعارها تراجعا خلال الربع الأول من هذا العام بنسبة 0.15 بالمائة و0.14 بالمائة و0.12 بالمائة على التوالي.

التضخم عالميا

وفي تطورات التضخم عالميا، أوضحت وزارة الاقتصاد أن معدلات التضخم شهدت انخفاضا ملموسا في غالبية الاقتصادات الكبرى والصاعدة خلال العام الماضي بتأثير من سياسات التشديد النقدي ورفع الفائدة المصرفية التي اتبعتها البنوك المركزية العالمية وما شهدته أسعار السلع الأولية من انخفاض، وتوقع صندوق النقد الدولي في أحدث تقرير له حول آفاق الاقتصاد العالمي الصادر في أبريل الجاري، أن معدل التضخم سيشهد هبوطًا على أساس سنوي خلال هذا العام، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يواصل التضخم الهبوط لكن يظل خفض التضخم إلى المستوى المستهدف هو الأولوية نظرا لأنه لم يتم الوصول لهذا المستوى حتى الآن، كما أشار تقرير الصندوق حول آفاق الاقتصاد الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى أن التضخم يواصل الانخفاض في المنطقة.

وعلى الجانب الإيجابي، أشار الصندوق إلى أنه يبدو أن دورات تشديد السياسة النقدية وموجة رفع الفائدة قد انتهت في معظم البلدان، واقترب التضخم من متوسطه التاريخي في الكثير من اقتصادات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع وصول التضخم في ثلث الاقتصادات إلى مستوى قريب من المتوسط أو حتى دون المتوسط. ورجح التقرير أن تشهد الضغوط التضخمية تراجعا مطردا، حيث يتوقع أن ينخفض التضخم العالمي الكلي إلى متوسط سنوي يبلغ 5.9 بالمائة في 2024 و4.5 بالمائة في 2025 مع استعادة الاقتصادات المتقدمة لقدرتها على تحقيق أهدافها بشأن التضخم في وقت أقرب من الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية.

وفي الوقت نفسه، تشير توقعات صندوق النقد الدولي الخاصة بأسعار السلع الأولية إلى أن المتوسط السنوي لسعر النفط سينخفض بنسبة 2.5 بالمائة في عام 2024 إلى 78.61 دولار للبرميل وبنسبة 6.2 بالمائة في عام 2025 إلى 73.68 دولار للبرميل، ومع استبعاد الوقود، من المتوقع أن يظل متوسط أسعار السلع الأولية مستقرا بوجه عام خلال العام الجاري.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

«مورغان ستانلي» يتوقع خفض أسعار الفائدة الأمريكية في هذا التوقيت

استبعد بنك «مورغان ستانلي»، خفض أسعار الفائدة الأمريكية في يونيو المقبل خلال اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، مستندًا إلى بيانات الأسعار الأمريكية التي تقلل من احتمالية الخفض، فيما رجح البنك أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي تخفيض الفائدة في سبتمبر المقبل.

وقال البنك في مذكرة، عزز التضخم الأعلى من المتوقع في الربع الأول من عام 2024، وأدى إلى تراجع تخفيضات أسعار الفائدة التي توقعناها سابقًا في يوليو.

ومن المفترض أن تبدأ بيانات الصيف في إظهار أن التضخم أصبح تحت السيطرة أخيرًا، مما يدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى إجراء أول تخفيض لأسعار الفائدة هذا العام. ومن شأن تباطؤ التضخم في النصف الثاني من العام أن يمنح بنك الاحتياطي الفيدرالي الثقة للتحرك لخفض أسعار الفائدة.

ويتابع المستثمرون والمستهلكون وقادة الأعمال عن كثب تفسير بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي للبيانات الاقتصادية، في انتظار اللحظة التي يتباطأ فيها الاقتصاد بما يكفي للسماح لبنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ أن بدأ رفعها في مارس 2022. وحتى الآن.

ويرى مورجان ستانلي أنه على الرغم من تسارع التضخم في الربع الأول، فمن المتوقع أن تبدأ زيادات الأسعار في التباطؤ مع بداية النصف الثاني من العام، ما يمهد الطريق لخفض أسعار الفائدة. وسيحتاج الاحتياطي الفيدرالي إلى الشعور بالثقة بأنه لن تكون هناك أي مفاجآت تضخمية قبل أن يتخذ خطوته الأولى، ومن المحتمل أن يكون يونيو أو يوليو مبكرًا جدًا لبدء دورة التقشف. وتتوقع مؤسسة مورغان ستانلي للأبحاث ثلاثة تخفيضات هذا العام، بواقع 25 نقطة أساس لكل منها، بدءًا من سبتمبر.

وذكر البنك أن التحليل يركز على أمرين: تخفيف ضغوط الأسعار، حيث أصيب المستثمرين الذين كانوا على استعداد لخفض أسعار الفائدة في شهر مارس، بخيبة أمل في وقت مبكر من العام بسبب بيانات التضخم التي أظهرت ارتفاعات مفاجئة في أسعار السلع. في الواقع، وعلى وتيرة سنوية مدتها ثلاثة أشهر، تسارع التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، من 1.6% في ديسمبر 2023 إلى 4.4% في مارس 2024.

ويرى البنك أن التباطؤ في الوظائف والنمو، إذ أدت زيادة الهجرة في العام الماضي إلى تعزيز المعروض من العمالة في البلاد وساعدت في توسيع الاقتصاد.

وساعد هذا في تفسير المعضلة الفكرية المتمثلة في النمو السريع على الرغم من اعتدال التضخم في عام 2023.

اقرأ أيضاً«جولدمان ساكس» يتوقع ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية عن الدورة الماضية

«الخدمات والمنتجات» يتصدر نمو قطاعات البورصة اليوم بأكثر من 16%

البورصة تختتم التعاملات بمكاسب سوقية 87 مليار وقيمة تداولات 6 مليارات جنيه

هل سيبدأ العد التنازلي لأسعار الفائدة الأمريكية بعد بيانات التضخم الجديدة؟

مقالات مشابهة

  • مورغان ستانلي يكشف عن آخر توقعاته لخفض أسعار الفائدة في أمريكا
  • «مورغان ستانلي» يتوقع خفض أسعار الفائدة الأمريكية في هذا التوقيت
  • تراجع التضخم واستمرار انتعاش قطاع السياحة في النمسا
  • سلطنة عمان تحصد المراكز الأولى في المعرض الدولي للابتكار والتكنولوجيا بماليزيا
  • مخاوف من اتجاه أمريكا لخسائر 1970 وفقدان الأسهم خمس قيمتها
  • السعودية تتصدر الصادرات غير النفطية مع سلطنة عمان
  • سلطنة عمان: على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته لوقف العدوان الإسرائيلي والتدمير الممنهج
  • أسعار النفط المواتية تعزز الاستقرار المالي والإنفاق على مشروعات التنويع
  • في المؤتمر الوزاري الثاني للإيسيسكو.. وزارة التعليم تؤكد تحولات التعليم بالمملكة وجهود تطوير القدرات البشرية لتحقيق التنافسية العالمية
  • تسارع معدل التضخم السنوي في دبي إلى 3.91% في شهر أبريل