خلال الأشهر السبعة منذ أن تفجرت معركة (طوفان الأقصى) بدأ الكيان الصهيوني وكأنه فوق القانون الدولي وأكبر من كل القوانين والتشريعات الدولية، هذا الكيان الذي لم يحترم الأمم المتحدة ولا أمينها العام، ولم يحترم الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي تضم أكثر من 194 دولة، ولم يحترم مجلس الأمن الدولي المعني بحماية السلم والأمن الدوليين، ولم يحترم المنظمات الأممية مثل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ووكالة الانروا، ولم يحترم المناشدات الدولية الصادرة عن أنظمة وشعوب ومنظمات حقوقية مستقلة ذات ثقل دولي ومكانة دولية، مثل منظمة العفو الدولية، ومنظمة هيومن رايتش ووتس، ولم يحترم محكمة العدل الدولية، ولم يكترث بمحكمة الجنائيات الدولية، ولم يعبر المنظمات الصحفية الدولية، ولم يحترم وسائل الإعلام الدولية أو يكترث بها، لم يحترم احداً وبدا هذا الكيان وكأنه فوق القانون الدولي وأكبر من كل هذا العالم المترامي الأطراف والممتد على القارات الخمس بكل قدراته وإمكانياته، ناهيكم عن أنه لم يتردد عن إهانة وتسفيه منتقدي جرائمه وبكل وقاحة، كيان يمارس من الجرائم بحق شعب لم يسبق أن تعاملت بها قوى استعمارية قبله ولا أعتقد أن هناك قوى استعمارية قد تأتي تمارس جرائم كما يمارس الكيان الصهيوني وجرائمه بحق الشعب العربي في فلسطين.
.! كيان قامت ضده وضد جرائمه مسيرات واعتصامات شهدتها بلدان القارات الخمس بما فيها الدول الداعمة والراعية لهذا الكيان الاستعماري، ولم تتردد الأنظمة والحكومات الراعية للاحتلال الصهيوني عن قمع المسيرات والاعتصامات التي قامت بها شعوبها، بل لم تتردد هذه الأنظمة الحليفة للكيان عن تجاوز أنظمتها وقوانينها ودساتيرها وكل القيم التي ظلت تسوقها لعقود عن الحريات والحقوق والقيم الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير التي كانت هذه الأنظمة تتشدق بها وتضغط على أنظمة وشعوب العالم الثالث بتبنيها وتكريسها لدرجة ان هذه الدول ربطت مساعدتها للأنظمة والدول الفقيرة في العالم الثالث بتبنيها القيم الحضارية وحقوق الإنسان والحريات والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير وصولا لاحترام حقوق وحريات (المثلية) وحقوق وحريات (البغاء)..! غير أن كل هذه القيم سقطت حين تعلق الأمر بالكيان الصهيوني، حتى أن طلاب الجامعات الأمريكية والغربية الذين استفزتهم جرائم الكيان الصهيوني فأعلنوا عن تضامنهم واعتصامهم داخل (حرم جامعاتهم)، لم تتردد سلطات بلدانهم عن قمعهم واعتبار تضامنهم مع الشعب العربي في فلسطين عملاً (إرهابياً) وعملاً معادياً (للسامية) مع ان الكثير من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في تلك الجامعات ينتمون للطائفة (اليهودية) ومع ذلك سعت أنظمة الاستعمار الى قمعهم وتجاوزت كل قوانينها ودساتيرها وشعاراتها التي ظلت تسوقها لعقود وتجبر الآخرين على تبنيها، ثم في لحظة أسقطت هذه الدول كل الأنظمة والقوانين حين تعلق الأمر بالكيان الصهيوني..! هذا السلوك التراجيدي المثير يقدم لنا تفسيرا وحيدا وهو أن هذا الكيان الصهيوني ليس دولة طبيعية مثله مثل أي دولة، وهو كذلك ليس عليه ما على بقية دول العالم الطبيعية من احترام القانون الدولي، وأن يكون جزءا من هذا العالم يلتزم بالقوانين الدولية المنظمة للعلاقات الدولية، بل أثبتت الأحداث أن هذا الكيان هو فعلا مجرد (قاعدة عسكرية، وحاملة طائرات) متقدمة في الوطن العربي، مهمته حماية المصالح الاستعمارية المتمثلة بمصالح الدول التي سارعت لإنقاذه وإخراجه من أزمته ورد الاعتبار له على ما حدث له في أكتوبر الماضي من هزيمة مهينة على يد المقاومة الفلسطينية..! نعم هذه الغطرسة الصهيونية التي تتحدى العالم وقوانينه وتشريعاته المنظمة للعلاقات الدولية، ما كان لها أن تكون لو لم تكن مدعومة من قبل الغرب الاستعماري وأمريكا الإمبريالية الاستعمارية التي تؤدي دور المستعمر الحديث والحضاري منذ نهاية الحرب العالمية الثانية..! إن المقاومة في فلسطين ومنذ أكتوبر الماضي لم تواجه الكيان الصهيوني، بل تواجه حراسه ورعاته الذين زرعوه في المنطقة ليكون لهم بمثابة (كلب حراسة) لمصالحهم الجيوسياسية الاستعمارية، وحين شعروا بهزيمته في أكتوبر الماضي جن جنونهم، فهرولوا للمنطقة بأساطيلهم ومدمراتهم وحضر قادة الدول الاستعمارية جماعات وفرادى وتسابقوا إلى الكيان يؤازرون قادة ويمدونهم بكل عوامل القوة المادية والمعنوية والعسكرية والمعلوماتية ويساندونهم في ارتكاب المذابح والمجازر التي يرتكبها هذا الكيان الغاصب بحق شعب اعزل ومحاصر ويدَّون بأنها (دفاع عن النفس) ومتى كان للمحتل هذا الحق في مواجهة أصحاب الأرض الذين تحتل بلدهم..! هم من اعترفوا باستقلال إريتريا عن إثيوبيا، وسعوا لتقسيم العراق إلى دويلات ثلاث متناحرة ولكنهم اخفقوا أو تراجعوا في اللحظة الأخيرة خوفا على مصالحهم وليس حبا بالشعب العراقي، ويناضلون لتقسيم سوريا، وإيران، ويقفون خلف تداعيات الأحداث في اليمن، ومع ذلك يقفون ضد حق الشعب العربي في فلسطين وينكرون حقوقه التاريخية المشروعة التي يقر بها العالم بما فيه الدول الراعية للكيان، لكنها تريد إعادة هذه الحقوق وفق المخطط الصهيوني الاستيطاني..! إن من سخرية الأقدار أن دولة تعلم العالم الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات تقوم بقمع طلاب جامعتها وتتهمهم بمعاداة (السامية والإرهاب)، مع ان غالبية هؤلاء الطلاب (يهود)، لكنها المصلحة الاستعمارية التي دفعت هذه الدول لرعاية غطرسة وجرائم الصهاينة، ليس حتى حبا بالصهاينة الذين ذاقوا مرارة القهر والويل في هذه البلدان حتى وقت قريب، لكنها اتخذت منهم (كلاب حراسة) يحرسون مصالحها، وبالتالي فإن العدو الحقيقي للشعب العربي في فلسطين والوطن العربي وعدو العالم الإسلامي، ليس الكيان الصهيوني، بل رعاته الذين كشروا مؤخرا عن أنيابهم واظهروا حقيقتهم وعلاقتهم بهذا الكيان الذي ما كان له أن يتحدى العالم وبهذه الوقاحة والسفور لو لم يكن مستنداً على دعم رعاته من أمريكا إلى بريطانيا إلى فرنسا وألمانيا وبعض أنظمة العهر العربي التي لم تعد تعرف من العروبة والدين إلا مجرد أسمائهما، فيما حقيقتهم انهم (كلاب لكلاب الحراسة الاستعمارية) أو كما يقال في أمثالنا اليمنية الدارجة (خدام خدام بيت الجرافي)، وهؤلاء هم أنظمة العهر العربي الذين ينشطون منذ تفجر معركة الطوفان لإطلاق سراح الرهائن الصهاينة من قبضة المقاومة ويتجاهلون آلاف الأسرى العرب في سجون الاحتلال، ويتجاهلون جرائم ومذابح الاحتلال التي حركت ضمير يهود العالم وشعوب العالم، ولكن للأسف لم تحرك ضمائر أنظمة العهر العربية ولا شعوبها ونخبها المدجنة التي تدين بدين ملوكها.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية:
العربی فی فلسطین
الکیان الصهیونی
القانون الدولی
هذا الکیان
لم یحترم
إقرأ أيضاً:
لماذا أصبح تحقيق أهداف إسرائيل التكتيكية أصعب في غزة؟
ترتفع وتيرة وحدة المواجهة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة إلى محاور مختلفة في قطاع غزة بناءً على وقع مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وكبدت فصائل المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام وسرايا القدس -الجناحان العسكريان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي– جيش الاحتلال خسائر كبيرة على الصعيدين البشري والمادي في شمال قطاع غزة وجنوبها خلال الأسابيع الأخيرة.
وتأكيدا على ذلك، قال مسؤول عسكري إسرائيلي لشبكة "سي إن إن" إن تحقيق الأهداف التكتيكية في غزة صار "أصعب الآن"، وأقر في الوقت نفسه أن "إسرائيل لم تحقق جميع أهدافها الحربية بالكامل".
ومنذ بداية الحرب على غزة، رفعت إسرائيل شعار "النصر المطلق" وضرورة تحقيق أهداف الحرب، وهي: القضاء على قدرات المقاومة الفلسطينية وبنيتها التحتية، وإنهاء حكم حركة حماس، واستعادة الأسرى المحتجزين، وضمان ألا تشكل غزة تهديدا مستقبليا.
ويتفق الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي مع تصريحات هذا المسؤول الإسرائيلي، وأرجع ذلك إلى أسباب عدة:
الطبيعة الحضرية للمناطق المبنية، فهي مكتظة سكانيا، مما يعيق تحقيق الأهداف التكتيكية لصعوبة التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية. آلية عمل فصائل المقاومة، إذ قد ينفذ مقاتلان عملية عسكرية نوعية، فالأمر لا يحتاج أعدادا كبيرا، مما يصعب الوصول إلى هذه الأهداف والتخلص منها. طبيعة المنطقة الجغرافية ووجود الأنفاق يصعب على قوات الاحتلال الوصول لأهداف مهمة. العمل في بيئة حضرية تحتوي على أنقاض أصعب بكثير من العمل في بيئة حضرية طبيعية. الكفاءة القتالية لفصائل المقاومة تختلف عن قوات الاحتلال في إمكانية التصدي والتنقل داخل هذه المناطق.
وفي وقت سابق اليوم الخميس، أعلنت كتائب القسام استهداف ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة "الياسين 105" المضادة للدروع -أمس الأربعاء- في شارع المجمع الإسلامي بمدينة خان يونس (جنوبي القطاع)، مؤكدة اشتعال النيران فيها وهبوط الطيران للإخلاء.
إعلان
كما أعلنت سرايا القدس تدمير دبابة ميركافا إسرائيلية وسط خان يونس، كاشفة أن العملية تمت بتفجير عبوتين من مخلفات الاحتلال عبر الهندسة العكسية.
كما أعلنت السرايا تفجير مقاتليها -أمس الأربعاء- جرافة إسرائيلية من نوع "دي 9" بعبوة كانت مزروعة سابقا أثناء توغلها في حي الشجاعية شرقي غزة.