أعلن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، أكبر أحزاب المعارضة في موريتانيا، أنه قرر ترشيح رئيس الحزب حمادي ولد سيد المختار للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يوم 29 يونيو/حزيران المقبل.

وأوضح الحزب ذو التوجه الإسلامي في بيان أصدره في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء بهذا الشأن، أن القرار جاء انحيازا من المكتب السياسي للحزب لخيار قواعده، وتطبيقا لنتائج الشورى، وانسجاما مع تطلعات الشعب الموريتاني المشروعة في الإصلاح والتغيير.

وقال إن قرار ترشيح رئيسه يأتي في إطار مساعيه لتوفير بديل جدي للنظام الحاكم الحالي في موريتانيا، "يحمل مشروعا إصلاحيا متكاملا".

وانتقد الحزب أداء النظام الحاكم، وقال إنه أوصل البلاد إلى مستوى غير مسبوق من التردي، لافتا إلى ما "تمثله الانتخابات الرئاسية من أهمية استثنائية في ظل نظام شبه رئاسي، صلاحيات الرئيس فيه شبه مطلقة، عززتها الأعراف المطبقة منذ عقود، حيث باتت التوجيهات الرئاسية أبلغ أثرا وأكثر فاعلية من بعض القوانين والمراسيم".

وقال إن القرار جاء "احتراما لنتائج المشاورات الداخلية التي أجراها، وشملت كل هيئات الحزب من اتحاديات وأقسام، وكانت نتيجتها واضحة وجازمة"، واعتبارا لضرورة واستعجال تغيير الواقع المزري الذي تعيشه البلاد على مختلف الصعد، من فساد وغبن وتهميش".

ودعا الحزب في بيانه كافة مرشحي المعارضة للتنسيق لرفض تكرار التزوير في الانتخابات الرئاسية، وأكد مد يده لها من أجل وضع برنامج مشترك في هذا الصدد.

جانب من اجتماع المكتب السياسي لحزب تواصل والذي صدر عنه قرار ترشيح رئيس الحزب (مواقع التواصل الاجتماعي)

وكانت الرئاسة الموريتانية أعلنت يوم 20 أبريل/نيسان الماضي أن الانتخابات الرئاسية ستجرى يوم 29 يونيو/حزيران المقبل.

وجاء في مرسوم نشرته الرئاسة بهذا الشأن أنه سيتم تنظيم جولة ثانية للانتخابات الرئاسية يوم 13 يوليو/تموز المقبل في حال عدم فوز أي من المرشحين بالأغلبية المطلوبة في الجولة الأولى.

وحدد المرسوم موعد الحملة الانتخابية بين يومي 14 و27 يونيو/حزيران المقبل، في حين يبدأ التصويت في السابعة صباحا وينتهي في السابعة مساء.

وكان الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الغزواني (67 عاما) أعلن الأسبوع الماضي الترشح لولاية ثانية، إذ يسمح له الدستور بالترشح لولايتين رئاسيتين، ويعتبر المرشح الأوفر حظا للفوز بالانتخابات.

وأعلن 7 معارضين أنهم سيشاركون في الانتخابات، كما أعلن رئيس "الحركة الانعتاقية" المناهض للرق بيرام ولد اعبيدي عزمه المشاركة في الاقتراع الرئاسي، في حين لم تعلن أحزاب المعارضة الرئيسية مرشحيها بعد.

وفي بيانات سابقة، أبدت أحزاب معارضة خشيتها من عدم قدرة اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات بتركيبتها الحالية على تنظيم انتخابات نزيهة.

وكان حزب الإنصاف الحاكم فاز بأغلبية كبيرة في الانتخابات التشريعية التي جرت قبل نحو عام، وأثارت نتائجها احتجاجات من قبل عدد من الأحزاب التي طالبت بإلغائها وإعادة الاقتراع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

حزب التحالف الديمقراطي.. أبرز أحزاب المعارضة بجنوب أفريقيا

حزب سياسي جنوب أفريقي تأسس عام 2000 إثر اندماج 3 أحزاب من المعارضة هي: الحزب الديمقراطي، والحزب الوطني الجديد، والتحالف الفدرالي.

وعلى الرغم من انسحاب الحزب الوطني الجديد من التحالف بعد عام من تأسيسه، فإنه أصبح من أبرز أحزاب المعارضة وراكم نجاحات متوالية في الانتخابات المحلية والبرلمانية خلال 20 عاما من تأسيسه.

وينتمي "التحالف الديمقراطي" ليمين الوسط أيديولوجيا، وهو عضو في الشبكة الليبرالية الدولية وشبكة أفريقيا الليبرالية، وهو أقرب الأحزاب للسكان من أصول أوروبية، إذ يحظى بتأييد أكبر في المقاطعات التي يقيم فيها السكان البيض وأولئك الذين ينحدرون من أصل أوروبي وآسيوي.

يقدم نفسه وفق ما جاء في دستوره بأنه حزب "يقف جنبا إلى جنب مع جميع مواطني جنوب أفريقيا الذين يشتركون في القيم التي تجسدها هذه الكلمات: الحرية والعدالة والفرص والتنوع".

النشأة والتأسيس

تعود أصوله إلى الحزب الديمقراطي، وهو حزب سياسي تأسس عام 1989 من خلال اندماج الحزب الفدرالي الديمقراطي مع حزبين ليبراليين صغيرين هما الحركة الديمقراطية الوطنية والحزب المستقل.

عُرف الحزب الديمقراطي بدعم الحقوق المدنية للأغلبية السوداء والتغييرات الدستورية الكفيلة بتحقيق هذه الغاية، وحصل في الانتخابات العامة التي نظمت عام 1999 على 38 مقعدا، وقدم نفسه على أنه الحزب القادر على الرد بشجاعة على الحزب الحاكم.

وفي محاولة لبناء معارضة قوية وأكثر فعالية وقادرة على تقييد هيمنة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم، انضم الحزب الديمقراطي إلى الحزب الوطني الجديد والتحالف الفدرالي لتشكيل تحالف سياسي جديد أطلق عليه "حزب التحالف الديمقراطي" سنة 2000 برئاسة توني ليون، لكن بعد مضي عام انسحب الحزب الوطني الجديد وتحالف مع المؤتمر الوطني الأفريقي، في حين ظل الحزبان الآخران متحدين تحت اسم التحالف الديمقراطي.

زعيم التحالف الديمقراطي جون ستينهاوزن خلال تجمع انتخابي في بينوني بجنوب أفريقيا يوم 26 مايو/أيار 2024 (رويترز) رؤية الحزب

ترتكز رؤية الحزب على الدفاع عن عدد من المبادئ تتصدرها الحقوق والحريات الأساسية لكل شخص بما في ذلك الحق في حرية الضمير والتعبير والتنقل وتكوين الجمعيات، ورفض التمييز غير العادل لأي سبب من الأسباب وتصحيح التمييز السابق.

وتقوم رؤية الحزب أيضا على:

 سيادة دستور جنوب أفريقيا وسيادة القانون. المساواة أمام القانون. الفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية. احترام حق المجتمع المدني النابض بالحياة ووسائل الإعلام الحرة في العمل بشكل مستقل. رفض العنف والترهيب كأداة سياسية. حق جميع الناس في الملكية الخاصة والمشاركة بحرية في اقتصاد السوق. الحق في الوصول إلى السكن والخدمات الصحية والضمان الاجتماعي لجميع الأشخاص غير القادرين على مساعدة أنفسهم. حماية البيئة والحفاظ عليها. واجب جميع الأشخاص لحماية الدولة من الجريمة والعنف. الحق في التعليم والتدريب. الهيكل التنظيمي

يتكون الهيكل التنظيمي للحزب من عدة هيئات على المستوى الاتحادي والإقليمي والمحلي والدولي وفق ما حدده الدستور الفدرالي المعتمد في أبريل/نيسان 2023.

والكونغرس الاتحادي هو أعلى سلطة في الحزب، وهو هيئة مختصة بوضع السياسات العامة للحزب، ينعقد مرة واحدة على الأقل كل 3 سنوات، ولكن يمكن أن ينعقد في أي وقت بأغلبية ثلثي أصوات السلطة التنفيذية الفدرالية، أو أغلبية ثلثي أصوات المجلس الاتحادي، أو عند تقديم عريضة موقعة من 5 آلاف عضو على الأقل من أعضاء الحزب.

أما المجلس الاتحادي فهو يجتمع 3 مرات على الأقل سنويا في الأوقات والأماكن التي يحددها الرئيس أو عندما يطلب ذلك من خلال عريضة موقعة من 30% على الأقل من أعضائه، وله سلطة وضع سياسات الحزب وإدارته في الفترة ما بين انعقاد اجتماعات الكونغرس الاتحادي، فيما تتولى لجنة الإدارة الوطنية مهمة الإدارة اليومية لشؤون الحزب.

تطور الأداء الانتخابي

في الانتخابات العامة لعام 2004، حصل حزب التحالف الديمقراطي على 12.3% من الأصوات وفاز بـ50 مقعدا في الجمعية الوطنية.

وفي انتخابات الحكم المحلي لعام 2006، زاد التحالف الديمقراطي حصته الوطنية من الأصوات إلى 16.3%، وحصل على عدد أكبر من الممثلين في المدن الست الكبرى، وأصبح أكبر حزب في مدينة كيب تاون بنسبة 41.9% من الأصوات، وانتخبت هيلين زيل عمدة للمدينة وأصبحت لاحقا زعيمة التحالف.

في الانتخابات العامة لعام 2009، حصل الحزب على 16.7% من الأصوات الوطنية و67 مقعدا في الجمعية الوطنية، كما فاز في مدينة ويستيرن كيب بأغلبية بلغت 51.5% من أصوات المقاطعات.

وحقق الحزب المزيد من المكاسب في انتخابات عام 2014، حيث فاز بنسبة 22.23% من الأصوات الوطنية و89 مقعدا في الجمعية الوطنية، أي أكثر بنسبة 5% مما حققه في الانتخابات السابقة، وحصل على أغلبية مطلقة أخرى في ويستيرن كيب بنسبة 59.38%.

وحقق التحالف الديمقراطي تقدما تاريخيا في الانتخابات المحلية لعام 2016، حيث حصل على 27% من إجمالي الأصوات عبر البلاد.

إضافة إلى حكم مدينة كيب تاون وويسترن كيب، أطاح التحالف الديمقراطي بحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم ليشكل حكومات محلية في مدن أخرى مثل العاصمة الاقتصادية جوهانسبرغ والعاصمة بريتوريا وخليج نيلسون مانديلا لأول مرة، وقاد أكثر من 30 بلدية.

وفي الانتخابات الوطنية والمحلية لعام 2019، شهد الحزب أول انخفاض في أدائه منذ تشكيله، حيث حصل على ما يقرب من 21% من الأصوات، وهو انخفاض طفيف عن عام 2014. ومع ذلك كانت النتائج كافية ليرسّخ مكانته بصفته حزب المعارضة الرسمي على المستوى الوطني.

وفي انتخابات الحكومات المحلية لعام 2021، حصل الحزب على 21.81% من الأصوات أي حوالي 3.5 مليونات صوت.

وفي عام 2023، جمع أحزاب المعارضة الصغرى لتوقيع اتفاق عرف باسم ميثاق متعدد الأحزاب لجنوب أفريقيا، حيث وضعت الهيئات الموقعة على الميثاق أجنداتها الحزبية جانبا واتحدت بهدف الإطاحة بحزب المؤتمر الوطني الأفريقي في انتخابات 2024، وهو الحزب الذي يحكم البلاد منذ سقوط نظام الفصل العنصري (الأبارتايد) سنة 1994.

وأظهرت النتائج النهائية للانتخابات العامة في جنوب أفريقيا في نهاية مايو/أيار 2024 حصول حزب التحالف الديمقراطي على نحو 22% من الأصوات لينال 87 مقعدا في البرلمان، وشهدت هذه الانتخابات فقدان الحزب الحاكم الأغلبية البرلمانية لأول مرة منذ 30 عاما، بعد أن تراجعت نسبة أصواته إلى 40%، إذ لم يحصل على سوى 159 مقعدا من أصل 400.

زعماء الحزب

كان توني ليون أول زعيم لحزب التحالف الديمقراطي المعارض، وشغل عددا من المناصب السياسية في الحزب الديمقراطي قبل أن ينتخب زعيما له عام 1994، وبعد اندماج الأحزاب الثلاثة في المعارضة وتشكيل التحالف الديمقراطي أصبح ليون زعيما للحزب الجديد وبعد الانتخابات المحلية لعام 2006 أعلن عدم ترشحه لولاية أخرى للحزب.

انتخب الحزب هيلين زيل زعيمة له في السادس من مايو/أيار 2007 وكانت قد فازت في الانتخابات السابقة بمنصب عمدة مدينة كيب تاون بعد منافسة، ثم أعيد انتخابها في عام 2012 على رأس الحزب قبل أن تقرر الاستقالة فجأة عام 2015، لكنها ظلت واحدة من الوجوه المؤثرة في إدارة الحزب.

وفي محاولة من الحزب لدحض الأقاويل حول ترويجه لمصالح البيض والآسيويين والملونين، انتخب موسي مايمان رئيسا للحزب خلفا لهيلين، ليصبح أول زعيم أسود يقود التحالف الديمقراطي، وقد دعمت الزعيمة السابقة للحزب انتخاب مايمان وقالت وسائل إعلام حينها إنها اقترحت على الحزب ضرورة اختيار زعيم أسود إذا كان يرغب في أن يحل محل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي.

وشهدت الانتخابات الوطنية والمحلية لعام 2019 انخفاضا طفيفا في نتائج الحزب، مما رفع المطالب بإجراء تحقيق داخلي للكشف عن أسباب هذا التراجع، وحمّل تقرير داخلي القيادة مسؤولية هذا الفشل، فقرر رئيس الحزب مايمان الاستقالة ليخلفه جون ستينهويزن، الذي تدرج خلال سنوات في المسؤوليات داخل الحزب.

تزعّم هذا الأخير التحالف الديمقراطي بصفة مؤقتة حتى تم انتخابه رسميا في هذا المنصب في المؤتمر الفدرالي عام 2020، وأعيد انتخابه في عام 2023، ويتمتع ستينهويزن بشعبية كبيرة داخل التحالف الديمقراطي، حيث حصل على ما يزيد على 80% من الأصوات في كلا المؤتمرين.

مقالات مشابهة

  • حزب التحالف الديمقراطي.. أبرز أحزاب المعارضة بجنوب أفريقيا
  • بايدن وترامب يتفقان على قواعد المناظرة الأولى في 27 يونيو
  • قصور الثقافة تواصل عروض مسرح الطفل وتقدم "خيال الحقل" بقنا
  • مفوضية الانتخابات بدولة « جنوب السودان» تعلن تسجيل الناخبين الشهر المقبل
  • انتخابات إيران: من سيحلّ محل إبراهيم رئيسي؟
  • ما الذي قد يغير المعادلة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
  • الحزب يعلن عن مزيد من العمليات .. أهداف جديدة في مرماه
  • الشعاب: نجاح الانتخابات البلدية سيمهّد المسار أمام الانتخابات الرئاسية والبرلمانية
  • بإصابة مباشرة.. الحزب يدمّر آلية إسرائيلية موقعاً من فيها بين قتيل وجريح
  • خاتمي يعلن دعمه للمرشح بزشكيان: جميع إمكانياتنا تحت تصرفكم في انتخابات الرئاسة