مؤرخ فني عن محطات توفيق الدقن: «سمارة» كانت بدايته و«ابن حميدو» الانطلاقة
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
قال المؤرخ الفني محمد شوقي، إنَّ الفنان الراحل توفيق الدقن من أهم الوجوه التي مرت على السينما المصرية والذي ترك علامات كبيرة ومميزة في تاريخ السينما والمسرح وميكروفون الإذاعة وشاشة التلفزيون، مشيراً إلى أنَّ بداياته جاءت من مشاركته في المسلسل الإذاعي الشهير «سمارة» وكان أبرز المحطات في حياة الشرير الظريف، وجسد دور المعلم «سلطان».
وتابع «شوقي»، خلال مداخلة هاتفية له ببرنامج «صباح الخير يا مصر»، مع الإعلاميين محمد عبده وبسنت الحسيني، المُذاع على القناة الأولى والفضائية المصرية: «الناس حبته من صوته في المسلسل اللي اتلموا حواليه ليتحول لمسلسل جماهيري التف حوله الشارع المصري وعرفوا من خلاله توفيق الدقن».
وأوضح أنه بداية من المسلسل الإذاعي الشهير «سمارة»، عرفت السينما هذا الفنان ليطرق أبوابها وتُفتح له على مصراعيها ويقدم مجد عريق وأدوار متنوعة إلى أن شارك في فيلم «ابن حميدو» عام 1958، وهذا الفيلم يعد البداية الحقيقية له على الشاشة الفضية لأن أدواره السابقة كانت بسيطة.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
عبد الله علي ابراهيم مؤرخ تقليدي ظلمه ضعف منهجه و أصبح كدوّارة الريح
عبد الله علي ابراهيم يعتبر من الأجيال التي نالت تعليم حديث في السودان و بينه و بين جيل مؤتمر الخريجيين في نهاية الثلاثينيات ثلاثة عقود حينما كان طالب في جامعة الخرطوم في منتصف الستينيات و لكن آفة عبد الله علي ابراهيم هي آفة جيل مؤتمر الخريجيين و أقصد بآفة جيل مؤتمر الخريجيين في السودان أنهم لم ينتبهوا أن زمانهم كان مفصل زماني و لحظة إنقلاب زمان فيه كانت لحظات تحولات كبرى في المفاهيم لم ينتبه لها أتباع مؤتمر الخريجيين أي أن هناك أزمة علوم إنسانية كانت تعاني منها أوروبا.
لحظة الإستعمار كانت أوروبا بنخبها تعاني من لحظة إنقلاب زمان و تحول في المفاهيم و كان فلاسفة أوروبا و علماء الإجتماع و الإقتصاديين و الانثروبولوجيين و المؤرخيين غير التقليديين يبحثون في كيفية الخروج من أزمة العلوم الأوروبية و هي أزمة ناتجة من نهاية فلسفة التاريخ التقليدية التي لم تعد تعمل و كانت لحظات الإنتظار لميلاد فلسفة تاريخ حديثة و هذا البعد لم ينتبه له أتباع مؤتمر الخريجيين و كان غائب من أفقهم.
لذلك عندما إنتهى زمن الإستعمار في السودان كانت النخب الأوروبية قد فارقت فلسفة التاريخ التقليدية و قد دخلت عتبة فلسفة التاريخ الحديثة بفضل مفكريين و فلاسفة و علماء إجتماع و إقتصاديين و مؤرخيين غير تقليديين لذلك بعد إستقلال السودان ظلت النخب السودانية من أتباع الخريجيين رازحة تحت نير فلسفة التاريخ التقليدية لذلك ساد في السودان فكر أقل ما يوصف به أنه عابر و مؤقت و الفكر العابر و المؤقت في أوروبا كانت تمثله النازية و الفاشية و الشيوعية و هو نتاج نهاية الليبرالية التقليدية في وقت لم تظهر الليبرالية الحديثة بعد و هذا الصراع إنتبه له الإقتصاديين و المتخصصين في تاريخ الفكر الإقتصادي و من ضمنهم أرنولد توينبي الكبير عام 1883 و منذ ذلك الزمن البعيد إنتقد الإستعمار و قال فيه تظهر خيانة أوروبا للتنوير و فيه إهمال للطبقة العاملة في أوروبا بسبب خروج رؤس الاموال الى الدول المستعمرة و فيه إستقلال لموارد الشعوب المستعمرة في دول العالم الثالث بغير حق.
نقد أرنولد توينبي الكبير للإستعمار يسبق كتابات عبد الله علي ابراهيم في حديثه عن دول ما بعد الإستعمار بقرن كامل من الزمن و السبب لأن عبد الله علي ابراهيم لم يخرج بعد من ظلام فلسفة التاريخ التقليدية و أن أرنولد توينبي الكبير كان من طلائع و مؤسسي فلسفة التاريخ الحديثة منذ عام 1883 و لم تظهر أشعتها في أوروبا و تناولها الفلاسفة و الإقتصاديين و علماء الإجتماع بعده بشكل جاد إلا بعد خمسة عقود أي بعد حديث أرنولد توينبي الكبير عام1883
عندما نقول بعد خمسة عقود من ملاحظة أرنولد توينبي الكبير أن الليبرالية التقليدية قد قاربت نهايتها نقصد أن من بين من إنتبه نجد جون ماينرد كينز و إهتمامه بكيفية تفسير الكساد الإقتصادي العظيم و أحتاج لأربعة سنوات حتى يقدم نظريته العامة و كذلك نجد في عام 1929 بداية مدرسة الحوليات الفرنسية و قد أصبح التاريخ على المدى الطويل علم إجتماع و ليس سرد لوقائع و سير و تحقيب كما يفعل عبد الله علي ابراهيم و وثائقه المقدسة و عند مؤرخي مدرسة الحوليات الفرنسية أن ماركس قد أصبح في الأغلال و ليس طليقا كما يريده عبد الله علي ابراهيم.
و نجد قبل مدرسة الحوليات ماكس فيبر و قد إنتقد ماركسية ماركس و تحدث عن زوال سحر العالم أي أن الدين قد أصبح في مستوى دين الخروج من الدين و هذا البعد لم يفهمه عبد الله علي ابراهيم الذي ما زال مغرم بفكر الكيزان و يظن بأن الدولة يمكن أن تكون دينية أو عسكرية أو ملكية أو بقيادة كارزيمية و قد وصفها ماكس فيبر أن الشخصية الكارزيمية دلالة على تقليدية المجتمع التي يحاول ماكس فيبر تجاوزها و هو يتحدث عن مجتمع حديث و دولة حديثة قد تجاوزت النظم الشمولية كما في الشيوعية التي قد خلبت لب عبد الله علي ابراهيم و كذلك إنتقد ماكس فيبر الملكيات التقليدية في حديثه عن المجتمع الحديث و الدولة الحديثة فماكس فيبر كان مدرك أن فلسفة التاريخ التقليدية قد وصلت لمنتهاها و أن هناك فلسفة تاريخ حديثة على الأبواب لم يعد معها من الممكن الحديث عن قياد كارزمية أو قيادة رجال دين أو قيادة لنظام شمولي كالشيوعية أو قيادة عسكرية و كله ما رفضه ماكس فيبر كالنظم الشمولية أي الشيوعية كانت إمراءة شباب عبد الله علي ابراهيم و رفض ماكس فيبر الكارزما و نجد عبد الله مغرم بكارزمية عبد الخالق محجوب بل كانت طاقية إخفاء عبد الله التي يستخدمها و أخيرا إعجابه بالدولة الدينية الكيزانية و المضحك أن ما يعجب عبد الله علي ابراهيم من شيوعية و كارزما و دولة دينية و دولة عسكرية كلها كانت في مرمى نيران فكر ماكس فيبر.
ماكس فيبر إنتبه بأن الماركسية و الهيغلية قد بلغت بالفلسفة المثالية الألمانية غايتها و نهايتها المحزنة و أن الميافيزيقا لم تعد أفق فلسفي و ليس فيها ما يصلح للفلسفة و هذا الذي لم يفهمه عبد الله علي ابراهيم لذلك حديثه عن ماكس فيبر حديث مضحك لأن ماكس فيبر يوصف بأنه مؤرخ غير تقليدي و إقتصادي و عالم إجتماع و قانوني لذلك قراءة عبد الله علي ابراهيم لماكس فيبر قراءة ضعيفة و مثيرة للضحك لأن عبد الله علي ابراهيم يعاني من مشكلة كبيرة في فهم النظريات الإقتصادية و يعاني من مشكلة أكبر في فهم آداب تاريخ الفكر الإقتصادي و معروف أن ماكس فيبر كانت كل جهوده الفكرية حصيلة إطلاعه على تاريخ الفكر الإقتصادي و أدب النظريات الإقتصادية و خرج منها بفكرة العقلانية من منظور إقتصادي لذلك نجد ريموند أرون في قراءته لماكس فيبر تختلف عن قراءة عبد الله علي ابراهيم لماكس فيبر بالكلية.
عند ريموند أرون فكر ماكس فيبر و أساسه فلسفة النيوكانطية هي أكبر حاجز صد لأفكار الوضعية المنطقية بل تعتبر إعلان نهاية فكر الوضعية المنطقية لكل من ماركس و أوجست كونت و ريموند أرون فهم علم إجتماع ماكس فيبر بشكل يختلف عن فهم عبد الله علي ابراهيم لأن ريموند أرون مؤرخ غير تقليدي و إقتصادي و فيلسوف و عالم إجتماع فكره يقوم على النقد المعرفي و هذا غائب عن فكر و منهج عبد الله علي ابراهيم و نقصد هنا منهج ريموند أرون منهج واسع لذلك عندما يتحدث عن ماكس فيبر على ضوء النقد المعرفي نجد ريموند أرون يضع ماكس فيبر كمؤسس لفلسفة التاريخ الحديثة و في نظر ريموند أرون علم إجتماع ماكس فيبر يذكر ريموند أرون و خاصة في إعتماده على النيوكانطية يرجع الى فكر توكفيل عن فكرة الدولة بما يقارب قرن من الزمن قد مضى و فكرة الشرط الإنساني أما حديث ماكس فيبر عن العقلانية نجده عند توكفيل في حديثه عن عقلانية الفرد و أخلاقه التي تجعله يقبل بالحرية للآخريين و بالمساواة مع آخريين.
لذلك عندما تقراء ماكس فيبر من خلال منهج ريموند أرون فإن ماكس فيبر ليبرالي إنتقد فكرة الدولة الدينية و إنتقد النظم الشمولية أي الشيوعية و إنتقد كل أشكال الدولة في المجتمعات التقليدية و الملكيات التقليدية و إنتقد الشخصيات الكارزمية عبر حديثه عن العقلانية التي لم يفهمها عبد الله علي ابراهيم لأنه لم يفهم أدب النظريات الإقتصادية.
حديث ماكس فيبر عن عقلانية الرأسمالية و أنها عقلانية لأنها لم تظهر بعد في المجتمعات التقليدية كحال مجتمعنا السوداني التقليدي إرتكز عليه ريموند أرون في تأسيسه لفلسفة التاريخ الحديثة و هي تتحدث عن نهاية الليبرالية التقليدية و بداية الليبرالية الحديثة و لكن كيف وصل ريموند أرون لفكرة العقلانية التي تحدث عنها ماكس فيبر من وجهة نظر إقتصادية إلتقطها ريموند أرون لأنه إقتصادي و لم يلاحظها عبد الله علي ابراهيم لانه يجهل آداب الإقتصاد لذلك يصبح حديثه أي عبد الله علي ابراهيم عن ماكس فيبر مضحك و محزن لأن ماكس فيبر كذلك غير وجوده في كتابات ريموند أرون نجده في كتابات علي الوردي عالم الإجتماع العراقي أي نجد ماكس فيبر صاحب فكرة عقلانية الرأسمالية و كيف تتطلب فكرة الناخب الرشيد و المستهلك الرشيد لأن علي الوردي أيضا عالم إجتماع و إقتصادي ملم بالنظريات الإقتصادية بعكس عبد الله علي ابراهيم الذي يظهر فقره و عدم إلمامه بالنظريات الإقتصادية و أدب تاريخ الفكر الإقتصادي لذلك حديث عبد الله علي ابراهيم عن ماكس فيبر محزن و مضحك جدا.
و أخيرا لكي نختم هذا المقال سوف أتحدث عن أن ريموند أرون في أحد كتبه تحدث عن أن منتسكيو يعتبر مؤسس لعلم الإجتماع و سابق لكل من ماركس و أوجس كونت و سان سايمون بما يزيد بقرن و أعطاء أسبابا لذلك بأن منتسكيو يعتبر جسر يربط بين القديم و العلوم الجديدة لذلك حديثه عن فصل السلطات يجعله عالم إجتماع و ليبرالي و أستفاد توكفيل من فكره و طور فكرة مفهوم الدولة الحديثة و فكرة الشرط الإنساني الذي لا يتحقق بغير معادلة الحرية و العدالة و هنا في حديث ريموند أرون عن منتسكيو نجده إستخدم فكرة النقد المعرفي و نفس النقد المعرفي نجده قد إستخدمه أي ريموند أرون في فكرة العقلانية التي تحدث عنها ماكس فيبر و خاصة حديثه عن عقلانية الرأسمالية و أخذها ريموند أرون و سار بفكر ماكس فيبر ليؤسس به فلسفة التاريخ الحديثة من بداية ثلاثينات القرن المنصرم.
و من المفارقات قد وصلت لقمتها أي فلسفة التاريخ الحديثة في إنتصارها على فلاسفة ما بعد الحداثة و كان فكرهم سائد و رائج أيام كان عبد الله علي ابراهيم طالب في جامعة الخرطوم. لذلك قلنا لم ينتبه عبد الله علي ابراهيم بأن أيامه في جامعة الخرطوم قد كانت قبلها ثلاثة عقود قد مرت على فلسفة التاريخ الحديثة و كانت آخر معاركها مع فلاسفة ما بعد الحداثة و نهايتهم مع نهاية ثورة الشباب في فرنسا و بعدها رجعوا عن إنتقادهم للفكر الليبرالي و نقدهم للراسمالية إلا عبد الله علي ابراهيم ما زال ينتقد الليبرالية لانه يجهل أن ماكس فيبر قد تحدث عن العقلانية من منظور إقتصادي و تحدث عن عقلانية الرأسمالية فماذا يقول عبد الله علي ابراهيم عن عقلانية الرأسمالية التي تحدث عنها ماكس فيبر من ناحية مفاهيم تاريخ الفكر الإقتصادي؟
لذلك نقول لعبد الله علي ابراهيم أن ماكس فيبر في إعتماده على النيوكانطية و حديثه عن زوال سحر العالم أي أن الدين لم يعد له دور بنيوي في السياسة و الإجتماع و الإقتصاد قد فتح الطريق لريموند أرون ان يتحدث عن فلسفة تاريخ حديثة تسوقها معادلة الحرية و العدالة و معادلة الحرية و العدالة أفكارها لا تخرج من حيز أي محابي للكيزان كحالة عبد الله علي ابراهيم لذلك نقول عجز عبد الله علي ابراهيم عن خروجه من متاهته بسبب ضعف منهجه و قد جعله كدوّارة الريح كان يوما شيوعيا شموليا مبغوض من ماكس فيبر في نقده لفكر ماركس و اليوم عبد الله محابي للكيزان و قد تحدث ماكس فيبر عن زوال فكرهم عن فكرة زوال سحر العالم أي أن الدين لم يعد له دور بنيوي في السياسة و الإجتماع و الإقتصاد.