هل هناك “فجوة صحية” بين النساء والرجال؟ دراسة تجيب
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
أظهرت دراسة حديثة حول الفجوة الصحية بين الجنسين أن النساء يعيشن لفترة أطول من الرجال، ولكن يعانين من مشاكل صحية لسنوات أطول. يعتبر هذا الاكتشاف بمثابة دليل على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات لتعزيز صحة المرأة.
على المستوى العالمي، توجد فروقات كبيرة بين النساء والرجال فيما يتعلق بالصحة، ورغم التقدم المحدود في سد هذه الفجوات الصحية على مدى الثلاثة عقود الماضية، فإن الدراسة أظهرت تأثير الأسباب الرئيسية للأمراض في العالم.
نُشرت نتائج الدراسة في مجلة “لانسيت للصحة العامة”، وأوردتها صحيفة “الغارديان”، حيث وجد الباحثون أن الحالات غير المميتة التي تسبب المرض والإعاقة، مثل المشاكل العضلية الهيكلية والصحة العقلية واضطرابات الصداع، تؤثر بشكل كبير على النساء بشكل خاص.
في الوقت نفسه، يتأثر الرجال بشكل غير متناسب بالحالات التي تسبب الوفاة المبكرة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي والكبد وكوفيد-19 وإصابات حوادث السير.
تستمر الاختلافات الصحية بين النساء والرجال في التصاعد مع تقدم العمر، مما يؤدي إلى تراكم مشاكل الصحة والإعاقة لدى النساء على مدار حياتهن، حيث يميلن إلى العيش لفترة أطول من الرجال.
وقالت كبيرة مؤلفي الدراسة، الدكتورة، لويزا سوريو فلور، من معهد قياسات الصحة والتقييم (IHME) بجامعة واشنطن: “يُظهر هذا التقرير بوضوح أن التقدم العالمي في مجال الصحة على مدى الـ 30 عاما الماضية كان غير متكافئ”.
وأضافت أن “النساء، رغم أنهن يعشن لفترة أطول من الرجال، فهن يقضين سنوات أكثر في حالة صحية متدهورة. وعلى الرغم من الجهود المبذولة، لا يزال هناك تقدم محدود في الحد من الأمراض والإعاقات التي تصيب النساء، مما يستدعي ضرورة الاهتمام بشكل أكبر بالحالات غير القاتلة التي تؤثر سلبا على الصحة الجسدية والنفسية للمرأة، لا سيما في مراحل العمر المتقدمة. وبالمثل، يعاني الذكور من عبء أكبر ومتزايد من الأمراض ذات العواقب المميتة”.
وتتضمن الدراسة أيضا دعوة للدول لتعزيز الإبلاغ عن بيانات الجنس والنوع الاجتماعي.
وقالت سوريو فلور: “التوقيت مناسب لهذه الدراسة والدعوة إلى العمل – ليس فقط بسبب مكان وجود أدلة الآن، ولكن لأن كوفيد-19 ذكّرنا بشكل صارخ بأن الاختلافات بين الجنسين يمكن أن تؤثر بشكل عميق على النتائج الصحية”.
وأشارت إلى أن إحدى النقاط الرئيسية التي تسلط عليها الدراسة الضوء هي كيف تختلف الإناث والذكور في العديد من العوامل البيولوجية والاجتماعية التي تتقلب وتتراكم أحيانا بمرور الوقت، مما يؤدي إلى اختبارهم للصحة والمرض بشكل مختلف في كل مرحلة من مراحل الحياة وعبر مناطق العالم.
وذكرت أن التحدي الآن هو تصميم وتنفيذ وتقييم طرق لمنع ومعالجة الأسباب الرئيسية للإصابة والوفيات المبكرة بطريقة مراعية للجنس والنوع الاجتماعي، منذ سن مبكرة وعبر مجموعات سكانية متنوعة.
وحللت الدراسة التفاوتات في الأسباب العشرين الرئيسية للمرض والوفاة بين الرجال والنساء، عبر الأعمار والمناطق.
ومن بين الحالات التي تم تقييمها، أشارت النتائج إلى أن أكبر الأسباب وراء معاناة النساء من الأمراض تتمثل في آلام أسفل الظهر والاضطرابات الاكتئابية واضطرابات الصداع واضطرابات القلق واضطرابات العظام والعضلات ومرض الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى وفيروس نقص المناعة البشرية.
ووجدت الدراسة أن هذه الحالات تساهم في المرض والإعاقة طوال الحياة على عكس أنها تؤدي إلى الوفاة المبكرة.
وقالت المؤلفة المشاركة الرئيسية للدراسة، غابرييلا جيل: “من الواضح أن احتياجات الرعاية الصحية للمرأة يجب أن تمتد إلى ما هو أبعد من المجالات التي أعطتها أنظمة الرعاية الصحية وتمويل البحوث الأولوية حتى الآن، مثل الاهتمامات الجنسية والإنجابية”.
وأضافت “الحالات التي تؤثر بشكل غير متناسب على الإناث في جميع مناطق العالم، مثل الاضطرابات الاكتئابية، تعاني من نقص حاد في التمويل مقارنة بالعبء الهائل الذي تفرضه، حيث لا تُخصَّص سوى نسبة صغيرة من الإنفاق الحكومي على الصحة عالميا للحالات الصحية العقلية”.
الحرة
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
دراسة تحذر من اقتناء الأطفال دون 13 عاما للهواتف الذكية
وتنتشر بين الأهالي عبارة مألوفة "كله بسبب التلفون" التي تقال كلما صدر عن طفل سلوك غريب أو عنف غير مبرر أو حتى اشتكى من أي ألم، ولسنوات بدت هذه الجملة مجرد مبالغة أو لوم سريع، لكن الأبحاث اليوم تظهر أن لها ما يبررها.
وسعت الدراسة إلى معرفة تأثير الاستخدام المبكر للهواتف المحمولة على صحة الأطفال النفسية في مراحل لاحقة من حياتهم، واعتمدت على استبيانات شملت أكثر من مئة ألف شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4دراسة عالمية تربط بين امتلاك الهواتف الذكية مبكرا وتدهور الصحة النفسيةlist 2 of 4أوروبا تسعى للحدّ من قدرة القاصرين على استخدام الشبكات الاجتماعيةlist 3 of 4الأطفال والقراءة.. مفتاح لبناء مجتمع معرفي متطورlist 4 of 4كم خطوة عليك أن تمشي لتحمي نفسك من الاكتئاب؟end of listورأت أن امتلاك الأطفال هواتف ذكية قبل سن 13 يرتبط بتدهور صحتهم النفسية لاحقا، خاصة لدى الفتيات.
وأوضحت الباحثة تارا ثياغاراجان أن استخدام الهاتف مبكرا يزيد التعرض لمؤثرات نفسية سلبية، بسبب الإفراط في استخدام مواقع التواصل واضطرابات النوم والتنمر الإلكتروني وتوتر العلاقات الأسرية.
وخلصت الدراسة إلى أن الأطفال الذين استخدموا الهواتف الذكية في سن مبكرة كانوا أكثر عرضة لمشكلات نفسية مثل العدوانية ومشاعر الانفصال والهلوسة وحتى الأفكار الانتحارية.
وقد عانت الفتيات من ضعف في المرونة العاطفية وتراجع في الثقة بالنفس، بينما عانى الفتيان من انخفاض في شعورهم بالهدوء والاستقرار النفسي.
آراء متباينةورصد برنامج شبكات (2025/7/29) تعليقات على هذه المشكلة، منها ما كتبته فريدة من أن "الهواتف المحمولة أو الموبايلات أهم مشكلة تواجه أبناءنا، والمشكلة الطفل المراهق ما بقى يقبل يروح على المدرسة بلا موبايل، وحلها إذا بتحلها".
وغرد أبو أكرم "إذا أنت منعت الموبايل عن ابنك رح يشوف زملاؤه بالمدرسة حاملين موبايلات وتبدأ الغيرة وكره الأطفال لأهاليهم على اعتبار إنو عم نحرمهم من الموبايل أو ما بنجيبلهم مثل زملاؤهم".
وكتب صالح "والله الموبايل مؤثر على الكبار والصغار، ما بتشوف أمراض العيون وأمراض الأذن بسبب السماعات وانقراص (تأثر) الفقرات والتوحد اللي عم نشوفه".
إعلانوفي المقابل، قالت حلا مبارك "كيف بدنا نمنع الموبايل؟ كيف بدي أتطمن على الولد إذا طلع مع أصحابه؟ كيف أتواصل معه إذا صار عليه شي وأنا مو معو، الموبايل مهم وضروري بهالوقت بس لازم يكون في ضوابط لاستعماله".
ونصحت الدراسة بتأجيل إعطاء الأطفال الهواتف الذكية وفتح حسابات على وسائل التواصل حتى سن 14 على الأقل، وأوصت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال العائلات باتباع قاعدة لتنظيم استخدام الأطفال للهواتف ووسائل التواصل.
وتشمل هذه القواعد مراعاة شخصية الطفل والمحتوى الذي يشاهده والهدوء في التعامل مع مشاعره والتفاعل العائلي والحوار بشأن المحتوى الرقمي.
وأكدت الدراسة أن تنظيم اقتناء الهاتف الذكي يجب أن تكون صارمة، مما يثير تساؤلات جوهرية حول مدى استعداد المجتمعات لتطبيق مثل هذه التوصيات في عصر يصعب فيه تخيل الحياة دون التكنولوجيا.
29/7/2025-|آخر تحديث: 18:37 (توقيت مكة)