«اقتصادية المصريين الأحرار»: تصنيف «فيتش» الإيجابي يعكس نجاح إصلاحات الدولة
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
أشادت الدكتورة هبة واصل، أمين عام حزب المصريين الأحرار ورئيس اللجنة الاقتصادية، بالإصلاحات الاقتصادية الجادة من القيادة السياسية، موضحة «انعكس ذلك إيجابًا على التصنيف الائتماني للدولة المصرية، إذ أعلنت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني عن تعديل النظرة المستقبلية للاقتصاد المصري من مستقرة إلى إيجابية».
وكالة «فيتش» للتصنيف الائتمانيوأرجعت «واصل» هذا التقدم إلى الخطوات الملحوظة التي تم اتخاذها على صعيد السياسة النقدية، مما يؤكد أن إجراءات القيادة السياسية تُثمر نتائج إيجابية في ظل التحديات العالمية التي تواجهها دول العالم.
وأشارت «واصل» في بيان، إلى أن الصفقة المصرية الإماراتية البالغة 35 مليار دولار لتطوير رأس الحكمة من شأنها تخفيف ضغوط السيولة الخارجية وتسهيل تعديل سعر الصرف، وقد نتج عن ذلك تحقيق مرونة في أسعار الصرف ستكون أكثر استدامة مما كانت عليه في الماضي، وذلك وفقاً لآليات السوق.
وتعتبر «واصل» تصريحات «فيتش» حول الإصلاحات الجارية في مصر بمثابة شهادة ثقة في إدارة الاقتصاد الكلي المصري خلال هذه المرحلة الصعبة والمليئة بالتحديات.
وإلى جانب استكمال الإصلاحات والإجراءات في السياستين المالية والنقدية، توصي واصل بالتوسع في الاستثمارات محلياً وعالمياً، وترى أن لذلك أثرًا كبيرًا على الاقتصاد المصري خلال الفترة المقبلة، ويساهم في رفع التصنيف الائتماني لمصر لدى مؤسسات التصنيف الائتماني الثلاث في الأشهر القليلة المقبلة، مع استمرار العمل على نفس النهج.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فيتش المصريين الأحرار الإصلاحات الاقتصادية
إقرأ أيضاً:
الحياد الإيجابي والدبلوماسية الهادئة
سلطان بن سالم العيسائي **
sultan52053@gmail.com
في خضم تصاعد الأزمات الجيوسياسية في المنطقة، برزت سلطنة عُمان كأنموذج فريد في تبني نهج الحياد الإيجابي والدبلوماسية الهادئة، الذي مكنها من الحفاظ على توازن استراتيجي في علاقاتها مع مختلف الأطراف المتنازعة إقليميا ودوليا. ولقد شكل هذا النهج حجر الزاوية في السياسة الخارجية العُمانية منذ عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد- رحمه الله- واستمر بقوة وثبات في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه.
وسلطنة عُمان لم تكن يومًا دولة هامشية في محيطها؛ بل أدت دورًا مركزياً في التهدئة والوساطة، كما في الأزمة اليمنية، حيث احتضنت السلطنة محادثات غير مُعلنة بين أطراف الصراع، وأسهمت في توفير أرضية للحوار السياسي البعيد عن التصعيد الإعلامي. وفي الملف الإيراني الخليجي، احتفظت مسقط بعلاقات متوازنة مع طهران ودول مجلس التعاون على حد سواء، مما منحها مساحة موثوقة للتحرك الدبلوماسي عند الأزمات.
وتتمثل قوة هذا الحياد الإيجابي في أنه ليس موقفا سلبيا أو انسحابا من التأثير، بل هو اختيار استراتيجي واع، يُعزز من مكانة السلطنة كوسيط نزيه وشريك موثوق. كما إن هذا النهج اكتسب أهمية متزايدة مع تزايد الاستقطاب بين القوى الكبرى، لا سيما الولايات المتحدة، والصين، وروسيا؛ حيث حافظت عُمان على استقلالية قرارها الخارجي دون الانخراط في تحالفات حادة أو اصطفافات أيديولوجية.
ورغم ما يفرضه المحيط المضطرب من تحديات؛ فإنَّ الحياد العُماني يظل أحد الضمانات الأساسية للاستقرار الداخلي والإقليمي، خاصة في ملفات حساسة كأمن الطاقة، والملاحة الدولية، والتنمية المستدامة. ومع تسارع التحولات الإقليمية، تبرز الحاجة لتأطير هذا النهج ضمن سياسة خارجية أكثر مرونة وقدرة على التكيف، توازن بين المبادئ والسيادة، وبين البراغماتية والحكمة التاريخية.
وكذلك، أمام صعود قوى دولية جديدة كالصين، وتزايد التوترات البحرية في مضيق هرمز والبحر الأحمر، فإن استمرار السلطنة في تبني الحياد الإيجابي يمنحها القدرة على لعب أدوار استراتيجية دون المخاطرة برصيدها السياسي أو الاقتصادي. وقد أثبتت التجارب أن الدول التي تنتهج الدبلوماسية الهادئة تضمن موقعها كوسيط، لا كطرف، وهو ما يتسق مع المبادئ الثابتة للسياسة العُمانية.
وعليه.. فإن قراءة الدور العُماني ليست فقط تأريخًا لمواقف مُتزنة؛ بل دعوة لإعادة فَهْم "الحياد" كقوة ناعمة قادرة على صناعة التوازن، في زمن تتراجع فيه مساحات العقلانية السياسية.
** رئيس قسم التعلم مدى الحياة بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة