خلافات في رئاسة المجلس الانتقالي وراء أزمة وقود كهرباء عدن
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
الجديد برس:
كشفت مصادر إعلامية عن خلافات في رئاسة المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً كانت وراء رفض محافظ حضرموت، مبخوت بن ماضي، توجيهات حكومية بتزويد محافظة عدن بالوقود لمواجهة أزمة الكهرباء، مشترطاً دفع قيمة الوقود.
ونقل موقع “جنوب العرب” عن مصادر وصفها بـ”الرفيعة” في السلطة المحلية بحضرموت كواليس قرار المحافظ، مشيرة إلى أنها تأتي تنفيذاً لتوجيهات فرج البحسني، نائب رئيس المجلس الانتقالي.
ويأتي قرار سلطة حضرموت بوقف الإمدادات في وقت يرزح الانتقالي تحت ضغوط الاحتجاجات الشعبية المنددة بانهيار الخدمات، وعلى رأسها الكهرباء التي تعاني نفاد الوقود.
وبحسب الموقع، يحمل توقيت قطع الوقود عن كهرباء عدن رسائل سياسية تعكس حجم الخلافات داخل رئاسة الانتقالي، خصوصاً وأن القرار تزامن مع احتفالات الانتقالي بالذكرى السابعة لتشكيله، والتي قاطعها نواب رئيسه عن حضرموت، وعلى رأسهم اللواء فرج البحسني المتواجد حالياً في المكلا.
وكان عدنان الأعجم، رئيس تحرير صحيفة الأمناء التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، شن هجوماً عنيفاً على محافظ حضرموت متهماً إياه بالتفريط في ثروات المحافظة النفطية.
وقال الأعجم في تغريدة على منصة (إكس): “من العيب أن توجيهات الحكومة لتوريد نفط خام لمحطة الرئيس تلاقي استجابة من سلطان العرادة وإن كانت غير كافية، بينما محافظ حضرموت يشترط المال من أجل تزويد عدن بالنفط الخام”.
وأضاف: “هل يعلم بن ماضي أين يذهب بترول حضرموت وكيف يجري التعامل معه وكيف تتعامل شركات النفط في الوادي مع مأرب، يا ليت (الشحطة) يا بن ماضي تكون على ثروات حضرموت تجاه الجميع وليس تجاه عدن فقط”.
بدوره كشف الصحافي فتحي بن لزرق، رئيس تحرير صحيفة “عدن الغد” عن رفض محافظ حضرموت محاولات حكومية “منذ أشهر” لتزويد محطة بترومسيلة (الرئيس) بالوقود.
وقال بن لزرق على حسابه بمنصة (إكس): “هل ستصدق إذا قلت لك إنه منذ تشغيل محطة الرئيس في عدن وهي تعمل بوقود خام مصدره مأرب وقدره 3 آلاف برميل. المشكلة مش هنا المشكلة أن الحكومة منذ أشهر تحاول مع محافظ حضرموت لتزويد نفس المحطة بكمية إسعافية وقدرها ألف برميل فقط من احتياطي نفطي قدره 3 ملايين برميل ولكن كل الطلبات رفضت”.
وعلق بن لزرق على منشوره بالقول: “اتصل بي اليوم الصباح مسؤول في السلطة المحلية بحضرموت معلقاً على منشوري السابق حول رفض السلطات هناك تزويد محطة الرئيس بعدن بالوقود.. قال لي: “يا أخي تريدون منا نعطي عدن ثروات حضرموت و70٪ من ثروات عدن تأكلها القيادات وتبني قصوراً، وجهوا إيرادات عدن لصالح أهلها”.
يُشار إلى أن مصادر عاملة في كهرباء عدن، أفادت يوم السبت، بتوقف محطة “الحسوة الكهروحرارية” وخروجها عن الخدمة بشكل كامل جراء نفاد الوقود، وسط تحذيرات من خروج مماثل لمحطات أخرى بالمحافظة، في ظل تفاقم شديد لأزمة الكهرباء تشهدها مدينة عدن منذ أيام.
وأكدت المصادر، حسب وسائل إعلام محلية، أن محطة “الحسوة” الواقعة بمدينة الشعب خرجت عن الخدمة بسبب نفاد الوقود، ما يهدد بارتفاع عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي- التي وصلت مؤخراً إلى 6 ساعات مقابل ساعتي إنارة- في المحافظة.
وأوضحت المصادر أن القدرة التوليدية لمحطة “الحسوة”، التي تعمل بوقود المازوت، كانت 32 ميجاوات قبل أن تنخفض الأيام الماضية إلى 22 ميجاوات، لتفقد اليوم قدرتها بشكل كامل وتصل إلى صفر ميجا وات، جراء نفاد الوقود.
وكانت المؤسسة العامة للكهرباء بعدن أعلنت، عصر الأربعاء الماضي، عن توقف محطة الرئيس “بترومسيلة” عن العمل وخروجها بشكل كلي عن الخدمة جراء نفاد الوقود الخاص بتشغيلها، قبل أن تعلن، الجمعة، عودة المحطة للخدمة، عقب إعادة تزودها بكمية ضئيلة من وقود النفط الخام تكفي فقط حتى يوم أمس الأحد.
وأشار المكتب الإعلامي للمؤسسة، في منشور بموقع “فيسبوك”، بأن “استمرارية محطة بترومسيلة في الخدمة مرهون باستمرار تدفق الوقود إليها بدون توقف أو تأخر وذلك لضمان عدم توقفها مرة أخرى، حيث أن المحطة لا تمتلك أي مخزون من النفط الخام”.
ويأتي توقف محطة “الحسوة” وقبلها محطة “بترومسيلة” بعد مناشدات متكررة تقدمت بها مؤسسة الكهرباء في عدن، لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية والجهات التابعة لها ذات العلاقة لتوفير الوقود اللازم لتشغيل محطات التوليد، “إلا أن المناشدات لم تلقَ أي استجابة”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: محافظ حضرموت نفاد الوقود محطة الرئیس
إقرأ أيضاً:
الكهرباء تعود تدريجيًا إلى مدن حضرموت وسط تحذيرات عسكرية من استغلال الأزمة
تشهد مدينة المكلا ومدن ساحل حضرموت، الأربعاء، انفراجه تدريجية لأزمة الكهرباء بعد انقطاع كامل وتوقف الخدمة بسبب نفاذ الوقود من محطات التوليد الرئيسية المحافظة.
وجاءت الانفراجه عقب وصول أولى دفعات الوقود إلى محطات التوليد قادمة من شركة بترومسيلة، في خطوة وصفت بأنها "حاسمة" لإنهاء المعاناة التي تفاقمت في ظل ارتفاع شديد لدرجات الحرارة.
هذه الانفراجه جاءت بعد تنسيق مكثف بين السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، وقيادة شركة بترومسيلة، والجهات الأمنية والعسكرية، لتأمين نقل المشتقات النفطية وتغذية محطات الكهرباء، بما يضمن استعادة تدريجية للخدمة الكهربائية وتحقيق الاستقرار الفني للشبكة.
وأعلنت السلطة المحلية، مساء الثلاثاء، بدء إعادة تشغيل محطات الكهرباء في المكلا ومدن الساحل تدريجيًا، مع استمرار تدفق الوقود إلى المحطات. ودعت المواطنين إلى تسهيل مرور قواطر الوقود المخصصة للمحطات في المكلا، الشحر، الريان، وبقية مدن الساحل، مؤكدة أن التعاون المجتمعي ضرورة ملحة لإنقاذ السكان من موجة الحر القاسية وضمان استمرار الخدمة العامة.
وشهدت مدينة المكلا ومدن الساحل خلال اليومين الماضيين موجة احتجاجات شعبية واسعة، شلّت حركة الحياة وأغلقت الأسواق والطرق الرئيسية، وسط مطالبات بحلول عاجلة لأزمة الكهرباء في ظل الاتهامات المتبادلة بين السلطة المحلية وحلف قبائل حضرموت بالوقوف ورائها.
وسارعت قيادة المنطقة العسكرية الثانية إلى دعوة المواطنين للتهدئة، محذّرة من محاولات بعض الجهات استغلال المظاهرات لتحويلها إلى أعمال فوضى. وأكدت القيادة في بيان رسمي، أن بعض الأطراف تحاول استثمار حالة السخط الشعبي لتأجيج الفوضى، رافعة شعارات خارجة عن القانون، ومهددة السكينة العامة. وشدّدت على أن القوات الأمنية ستتعامل بحزم مع أي محاولات تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار.
وتسببت الاحتجاجات في إغلاق الطرق الحيوية، مما أدى إلى احتجاز عشرات الشاحنات المحملة بالخضروات والمواد الغذائية على مداخل مدينة المكلا لأكثر من 24 ساعة. وأدى توقف الإمدادات نحو الأسواق إلى إرتفاع أسعار الخضروات والفواكه بشكل حاد وجنوني.
وأعرب سائقو الشاحنات عن خشيتهم من تلف الحمولة بسبب حرارة الشمس ونقص التبريد، فيما حذّر مواطنون من تفاقم الأزمة التموينية في حال استمر تعطيل حركة الشاحنات، مطالبين بتدخل عاجل لتأمين طرق الإمداد وتفادي خسائر مادية واقتصادية جديدة.
وقال مواطنون في عدة مديريات لـ"نيوزيمن" أن عودة الكهرباء كانت تدريجية منذ مساء الثلاثاء وحتى ساعات الفجر الأولى من الأربعاء، وأن معدل التشغيل أصبح ساعتين مقابل ساعتين إلى 3 ساعات إنقطاع الأمر الذي خفف من حدة التصعيد الشعبي ودفع الكثيرين إلى فتح الطرقات والسماح بمرور المركبات والشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والاستهلاكية والوقود من وإلى خارج المحافظة.
وأكدوا أن أزمة الكهرباء الأخيرة في المكلا ومدن الساحل لم تكن أزمة خدمية فقط، بل كانت تعبيرًا عن تراكمات من الاحتقان الشعبي وسوء الإدارة وغياب الخطط الطارئة لمواجهة تحديات الصيف والطلب المرتفع على الطاقة. موضحين أن عودة التيار لا يجب أن تكون نهاية القصة، بل بداية لمرحلة تقييم شاملة تتضمن تحسين البنية التحتية، وإيجاد حلول مستدامة لأزمة الطاقة، بما في ذلك تنويع مصادر الكهرباء وضمان استقرار تموين الوقود لمحطات التوليد.