غادر وفد حركة حماس الفلسطينية القاهرة، بعد محادثات حول هدنة محتملة في قطاع غزة وإطلاق سراح المختطفين الإسرائيليين، فيما تضاربت التقارير حول نتائج جولة المفاوضات، حيث وُصفت بأنها قريبة من "الانهيار" ومن "اتخاذ قرار".

ولم ترسل إسرائيل وفدا خلال المحادثات التي تتوسط فيها مصر وقطر والولايات المتحدة، فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الأحد، إننا "نرى إشارات على أن حماس لا تريد أي اتفاق".

وكانت قناة "القاهرة الإخبارية" المصرية قد نقلت عن مصدر، الأحد، أن وفد حماس غادر القاهرة لإجراء محادثات في قطر، بعدما وضعت ردها على مقترح جديد للهدنة بين يدي الوسطاء، على أن يعود الوفد إلى مصر، الثلاثاء، لاستكمال المفاوضات.

وبعد توقفه في القاهرة، حسب وسائل إعلام أميركية، غادر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ويليام بيرنز، أيضا إلى قطر.

وأوضح مصدر لفرانس برس، أنه "في غياب التقدم" خلال مناقشات القاهرة، يعتزم بيرنز عقد "اجتماع طارئ مع رئيس وزراء قطر"، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، "من أجل مناقشة سبل استئناف المحادثات مرة أخرى".

"على وشك الانهيار"

وتضاربت التقارير عن مصير تلك الجولة، حيث نقلت وكالة رويترز عن مسؤول مطلع على المحادثات قوله، إن "أحدث جولة من الوساطة في القاهرة على وشك الانهيار".

ونقلت وكالة فرانس برس، الأحد، أن الاجتماع في القاهرة انتهى "دون إحراز تقدم ملموس"، في حين تواصل كل من إسرائيل وحماس التمسك بشروطهما، بعد نحو 7 أشهر من الحرب.

ونص المقترح الذي قدمته الدول الوسيطة، قطر ومصر والولايات المتحدة، إلى حماس في نهاية أبريل، على هدنة مرتبطة بإطلاق سراح رهائن محتجزين في قطاع غزة، مقابل سجناء فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل.

ونقلت فرانس برس، عن مسؤول كبير في حماس، مساء السبت، أن الحركة "لن توافق بأي حال من الأحوال على اتفاق لا يتضمن صراحة وقفا دائما للحرب".

مصادر: انتهاء اجتماع القاهرة بشأن هدنة غزة.. ووفد حماس يغادر قال مسؤول في حماس إن "اجتماع الأحد في العاصمة المصرية بشأن وقف إطلاق النار في غزة انتهى وإن وفد الحركة سيغادر إلى الدوحة".

كما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي، عن مسؤولين إسرائيليين اثنين، أن مصر وقطر والولايات المتحدة "تعمل على منع انهيار المحادثات"، وهو الأمر الذي قد يعني عودة التصعيد الخطير في الحرب، وبدء إسرائيل لعملية عسكرية في مدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة، على حدود مصر.

وقال مسؤول إسرائيلي بارز للموقع، إن المسألة الشائكة في المفاوضات هي "ما إذا كانت صفقة الرهائن والهدنة ستقود إلى نهاية الحرب"، حيث تريد حماس التزاما بأن تنفيذ الصفقة من شأنه وضع حد للحرب بشكل نهائي، وهو ما يرفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو.

وأشار المسؤول إلى أن "الوسطاء يعملون على إيجاد صيغة يمكن التوافق عليها من الطرفين، لكن لم يتم تحقيق انفراجة. لا يبدو الأمر جيدا، فلا توجد مثل هذه الصيغة حاليا أو نقترب منها".

وكان نتانياهو قد قال، الأحد، إن إسرائيل "مستعدة لوقف القتال في غزة مؤقتا من أجل ضمان إطلاق سراح الرهائن" الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس، لكنه أكد: "لا تزال حماس مصرة على مواقفها المتشددة وعلى رأسها المطالبة بسحب جميع قواتنا من قطاع غزة وإنهاء الحرب وبقاؤها في السلطة.. لا يمكن أن تقبل إسرائيل ذلك".

وبعد تعليقات نتانياهو، أصدرت حماس بيانا على لسان رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، جاء فيه أن الحركة "ما زالت حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل ومترابط المراحل ينهي العدوان ويضمن الانسحاب ويحقق صفقة تبادل جدية للأسرى".

وحمَل هنية نتانياهو مسؤولية "اختراع مبررات دائمة لاستمرار العدوان وتوسيع دائرة الصراع وتخريب الجهود المبذولة عبر الوسطاء والأطراف المختلفة".

قرار وشيك؟

من جانبها، قالت "القناة 12" العبرية، إن حماس "تشعر بالقلق من أن الولايات المتحدة ستسمح لإسرائيل بالعمل ضد حماس وقادتها حتى بعد التوصل لاتفاق هدنة".

ونقلت عن مسؤول من الحركة الفلسطينية، أنها في الوقت الذي لا تصر فيه على السيطرة على حكومة في غزة، "فإن قادتها مثل يحيى السنوار لا يرغبون في أن يكونوا عرضة لهجوم".

وأشار المسؤول إلى أنه خلال المفاوضات الأخيرة اقترب الطرفان من "خط اتخاذ القرار"، مشيرا أيضًا إلى أن الشائعات بأن قطر قد تُبعد القيادات السياسية لحماس من الدوحة "لا تؤثر على المفاوضات"، وأنهم "قد ينتقلون إلى العمل من فندق في ماليزيا أو إسطنبول"، حسب الترجمة الإنكليزية لتقرير القناة العبرية، الذي نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وكانت "القاهرة الإخبارية" قد نقلت، الأحد، عن مصدر  "رفيع المستوى"، أن المفاوضات الدائرة حاليا "تشهد تقدما إيجابيًا"، مضيفا: "هناك تقدم إيجابي في المفاوضات، وما يتم نشره من بنود الاتفاق في وسائل الإعلام غير دقيق".

"إشعار قبل 48 ساعة".. اجتماع بين إسرائيل ومنظمات إغاثة بشأن عملية رفح كشف مسؤولون في منظمات إنسانية دولية، أن مسؤولا بوزارة الدفاع الإسرائيلية أكد لهم أن وكالات الإغاثة سوف تتلقى إشعارا يطالبهم بإخلاء مواقعهم في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وذلك قب شن العملية العسكرية المرتقبة، وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

وتابع: "عودة السكان الفلسطينيين المهجرين من جنوبي القطاع لشماله من ضمن بنود الاتفاق.. والوفد الأمني المصري مستمر في مشاوراته مع كافة الأطراف".

وتحاول قطر، التي يوجد بها مكتب سياسي لحماس، ومصر التوسط من أجل التوصل إلى هدنة جديدة في القطاع الذي شهد هدنة قصيرة الأجل في نوفمبر، وسط استياء دولي إزاء ارتفاع عدد القتلى في غزة ومحنة يعاني منها سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

وأسفرت الحرب حتى الآن، عن مقتل نحو 35 ألف شخص، معظمهم نساء وأطفال، في قطاع غزة، نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية، وفق السلطات الصحية في القطاع، فيما يقدر عدد الموجودين تحت الأنقاض بالآلاف.

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، عندما شنت حركة حماس هجوما على إسرائيل، قتلت خلاله نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، واحتجزت 253 رهينة، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی القاهرة قطاع غزة عن مسؤول فی غزة

إقرأ أيضاً:

وزيران بحكومة نتنياهو يهددان بالاستقالة وإسقاط الائتلاف إذا قبل مقترح بايدن بشأن غزة

القدس (CNN)-- هدد وزيران إسرائيليان من أقصى اليمين بالاستقالة وإسقاط الائتلاف الحاكم لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إذا قبل اقتراح السلام الذي طرحه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بشأن قطاع غزة.

وكشف بايدن، الجمعة، عما قال إنه اقتراح إسرائيلي من ثلاث مراحل لإنهاء الصراع في غزة، والذي من شأنه أن يقرن إطلاق سراح الرهائن بـ"وقف إطلاق نار كامل وشامل".

وخلال خطاب ألقاه في البيت الأبيض، قال بايدن إن حماس تدهورت إلى حد لم يعد بإمكانها فيه تنفيذ مثل الهجوم الذي حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي أشعل الحرب الحالية في غزة.

وأضاف بايدن: "حان الوقت لإنهاء هذه الحرب"، وذلك في إشارة واضحة إلى أنه، فيما يتعلق به، تم تحقيق أهداف الحرب الإسرائيلية.

لكن أبرز عضوين من أقصى اليمين في الحكومة الإسرائيلية، وهما: وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، أوضحا صراحة أنهما يرفضان وقف إطلاق النار الفوري. كما أشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى أنه ليس مستعدًا أيضا، مما يثير شكوكا حول اقتراح بايدن.

وفي بيان على وسائل التواصل الاجتماعي، قال سموتريتش إنه "أوضح" لنتنياهو أنه لن "يكون جزءا من حكومة توافق على المخطط المقترح وتنهي الحرب دون تدمير حماس وإعادة جميع الرهائن".

وطالب سموتريتش باستمرار القتال حتى "تدمير حماس وإعادة جميع الرهائن"، فضلاً عن "خلق واقع أمني مغاير تماما في غزة ولبنان".

وفي الوقت نفسه، وصف وزير الأمن القومي بن غفير الصفقة بأنها "متهورة" و"انتصار للإرهاب"، بجانب أنها تشكل خطرا أمنيا على إسرائيل.

وقال: "إذا نفذ رئيس الوزراء الصفقة المتهورة وفقا للشروط المنشورة اليوم، والتي تعني نهاية الحرب والتخلي عن القضاء على حماس، فإن أوتزما يهوديت ستحل الحكومة"، في إشارة إلى حزب أقصى اليمين الذي يقوده والذي يساعد في دعم أغلبية نتنياهو في الكنيست.

وكان بايدن ألمح في خطابه إلى التوترات في الحكومة الإسرائيلية، حيث وجه نداءً مباشرًا إلى الإسرائيليين العاديين للتعبير عن دعمهم.

وقال الرئيس الأمريكي: "أعلم أن هناك في إسرائيل من لن يوافق على هذه الخطة وسيطالب باستمرار الحرب إلى أجل غير مسمى. بعضهم حتى في الائتلاف الحكومي".

نتنياهو تحت الضغط

وسيشهد الاقتراح أولا إطلاق سراح الرهائن وانسحاب إسرائيل من "جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة"، ويُتوج في النهاية بخطة إعادة إعمار لغزة التي تركت في حالة خراب بسبب القتال.

وقد لاقت الخطة ترحيبا واسع النطاق، حيث حثت الأمم المتحدة والقوى الدولية الأخرى إسرائيل وحماس على قبولها. وقالت حماس إنها تنظر إلى الخطة "بشكل إيجابي"، وإنها مستعدة "للتعامل بشكل إيجابي وبناء مع أي اقتراح يقوم على وقف دائم لإطلاق النار".

ولكن بعد أقل من ساعة من إعلان بايدن للاقتراح، أصر نتنياهو على أن إسرائيل لن تنهي الحرب في غزة حتى تحقق جميع أهدافها، بما في ذلك تدمير حماس.

ومن غير الواضح مدى موافقة نتنياهو على الخطة، حيث قال البيان أيضا إن "المخطط الدقيق" لاقتراح إسرائيل يسمح لإسرائيل "بالحفاظ على هذه المبادئ".

ويواجه نتنياهو ضغوطا ليس فقط من داخل ائتلافه. والسبت، خرج المتظاهرون إلى الشوارع مرة أخرى، مطالبين باستقالته وإجراء انتخابات مبكرة.

وعرض زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، دعم نتنياهو في قبول الاقتراح، وأدان تعليقات سموتريتش وبن غفير.

وقال لابيد: "تهديدات بن غفير وسموتريتش هي إهمال للأمن القومي، والرهائن وسكان الشمال والجنوب".

وأضاف يائير لابيد: "هذه هي أسوأ حكومة وأكثرها تهورا في تاريخ البلاد. بالنسبة لهم، ستكون هناك حرب هنا إلى الأبد، وصفر مسؤولية، وصفر إدارة، وفشل كامل".

وتواجه حكومة نتنياهو دعوات دولية متزايدة لإنهاء الحرب في غزة مع اقتراب الصراع من شهره التاسع.

واندلعت الحرب بسبب هجمات حماس على المدنيين الإسرائيليين في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي خلفت حوالي 1200 قتيل، وأكثر من 200 رهينة. ومنذ ذلك الحين، أسفرت الحملة الإسرائيلية في غزة عن مقتل أكثر من 36 ألف شخص.

مقالات مشابهة

  • مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد
  • وزير دفاع الاحتلال .. إسرائيل لن تقبل استمرار حماس بحكم غزة
  • حماس: ادعاءات الـ CNN عن الدور المصري في المفاوضات "قصص فاضية"
  • جيش الاحتلال: مستوطنة نيرعوز تطالب نتنياهو بالموافقة على صفقة التبادل
  • وزيران بحكومة نتنياهو يهددان بالاستقالة وإسقاط الائتلاف إذا قبل مقترح بايدن بشأن غزة
  •  قطر ومصر والولايات المتحدة تدعو إسرائيل وحماس لإبرام اتفاق هدنة في غزة
  • أمريكا وقطر ومصر تدعو الإحتلال الإسرائيلي وحماس لإبرام اتفاق هدنة
  • تفاصيل النص الكامل لإعلان بايدن بشأن وقف الحرب في غزة
  • القاهرة تحتضن اجتماعا ثلاثيا غدًا بشأن معبر رفح
  • ماذا قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مقترح بايدن بشأن غزة؟