في عام 1998، نشر الروائي الفرنسي ديدييه دانيكس كتابًا بعنوان "كانيبال" أو "آكلي لحوم البشر"، استنادًا إلى المعرض الاستعماري لعام 1931 في باريس، والذي عرض فيه مجموعة أشخاص من قبائل الكاناك (السكان الأصليون لجزيرة كاليدونيا الجديدة، إقليم فرنسي في المحيط الهادي)، وضعوا خلف القضبان في حديقة بشرية وأجبروا على أكل اللحوم النيئة وأداء رقصات وحشية من أجل تسلية آلاف المتفرجين في باريس.

وفي سياق بحثه، عثر دانيكس على صورة مذهلة لمجموعة من الرجال، وكان أحدهم يشبه إلى حد كبير كريستيان كاريمبو اللاعب السابق وبطل العالم عام 1998 مع منتخب فرنسا لكرة القدم.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4سنترال كوست مارينرز الأسترالي يتوج بكأس الاتحاد الآسيويlist 2 of 4بعد مونديال قطر 2022.. ميسي يكرر تمريرة "كيف رآه؟" بالدوري الأميركيlist 3 of 4هدف و5 تمريرات حاسمة في مباراة واحدة.. ميسي يحطم الأرقام في الدوري الأميركيlist 4 of 4جدول ومواعيد نهائيات البطولات الآسيوية والأفريقية والأوروبية والقنوات الناقلةend of list

كتب دانيكس إلى كاريمبو يسأله عما إذا كانت الصورة تعني شيئا بالنسبة له. وبعد عدة أشهر، تلقى ردا من اللاعب يفيد بأن الرجال المعنيين هم جده الأكبر ويلي كاريمبو، وعدد من إخوته، وقد تم بيع البعض منهم إلى حديقة حيوانات في فايمار بألمانيا، واستبدال عدد من التماسيح بها.

تزامن نشر كتاب "كانيبال" مع تتويج فرنسا لأول مرة في تاريخها بلقب كأس العالم لكرة القدم بعد الفوز على البرازيل بثلاثية نظيفة، وتحولت يومها شوارع فرنسا لساحات فرح وابتهاج وخرج الآلاف للاحتفال مرددين أسماء نجوم المنتخب الذين أخذوا المنتخب إلى القمة، من بينهم زين الدين زيدان، ويوري دجوركاييف، وديديه ديشامب وكريستيان كاريمبو حفيد آكلي لحوم البشر الذين لم يكونوا كذلك قط، بحسب تصريحات اللاعب.

كاريمبو.. "الرجل الغاضب"

كاريمبو كان جزءًا من قائمة الديوك المتوجة بلقب المونديال لكنه كان يرفض دوما أداء السلام الوطني الفرنسي أو ما يعرف بـ"لامارسييز" قبل المباريات، وهو ما ولّد غضبا في صفوف الفرنسيين في حين اعتبر الأمر في كاليدونيا الجديدة نوعا من التمرد.

ويقول اللاعب "ارتديت قميص "الزرق" بالكثير من الفخر. لكنني لم أنس أنه كان من الممكن أن أموت عندما كان عمري 15 أو 16 عاما. ذهبت إلى مظاهرات طلابية حيث قتل بعضهم برصاصات طائشة.. كان من الممكن أن أكون أنا. كان من الصعب الدفاع عن فرنسا بفخر كبير وتمثيل بلد قتل العائلة والأصدقاء.

صراع بين كاريمبو وريفالدو في نهائي كأس العالم عام 1998 (غيتي)

على الرغم من نجاحه على أعلى المستويات ظل كاريمبو أي "الرجل الغاضب" بحسب اللغة المحلية في كاناك، واعيا بكل جوانب هويته الفرنسية والكاناكية وكان عدم ترديده لكلمات النشيد الفرنسي طريقة لإبراز معاناة بلده الأصلي في نهاية القرن الـ20.

واعترف لاعب ريال مدريد السابق في عمود كتبه في صحيفة لوموند الفرنسية "لقد مرت عائلتي، مثل العديد من عائلات الكاناك، بتجارب مروعة.. لا أستطيع أن أغني النشيد الفرنسي لأنني أعرف تاريخ شعبي".

تذكير باضطهاد أسلافه

يحفظ لاعب وسط السابق لنانت الفرنسي وسمبدوريا الإيطالي وأولمبياكوس اليوناني وميدلزبره الإنجليزي عن ظهر قلب النشيد الفرنسي لكنه فضّل الصمت خلال المباريات انتصارا لقضية بلده الأصل وشكلا من أشكال التذكير باضطهاد أسلافه، ولكي يعرف الجميع من هم قبائل الكاناك، وبسبب موقفه تعرض لانتقادات كبيرة من الإعلاميين والسياسيين الفرنسييين من بينهم جان ماري لوبان.

كريستيان كاريمبو بقميص رقم 19 (غيتي)

قال لوبان، سياسي الجبهة الوطنية، في عام 1996 "أرى أن اللاعبين من الفرق الأخرى يغنون نشيدهم الوطني بكل إخلاص، في حين أن معظم لاعبي الفريق الفرنسي لا يغنون أو لا يبدو أنهم يعرفون الكلمات.. أجد أنه من المصطنع بعض الشيء أن نتعاقد مع لاعبين من الخارج وأن نسميهم "الفريق الفرنسي".

ربما كان موقف كاريمبو غريبا بعض الشيء، لأن صمته خلال النشيد الوطني بني على موقف سياسي، إلا أنه منذ عدة سنوات، كانت مسألة غناء النشيد موضوعا حساسا وأداة لقياس درجة وطنية اللاعبين، وقد تعرض نجوم سابقون للهجوم والنقد اللاذع، وأبرزهم ميشال بلاتيني ولوران بلان وديديه ديشان وإيريك كونتونا ونيكولا أنيلكا وكريم بنزيمة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

حماس السفير الفرنسي لدى المملكة للقاء الهلال والنصر في نهائي الكأس

ماجد محمد

أبدى سفير فرنسا لدى المملكة لودوفيك بوي حماسه للقاء المرتقب بين فريقي الهلال والنصر اليوم الجمعة في نهائي الكأس.

ونشر السفير الفرنسي صورة له بقميص الهلال مرفقة بتعليق عبر حسابه الشخصي على موقع اكس ، قال فيها :”مساء الخير والسعادة من دار فرنسا في الرياض !
‏اليوم أكثر من أي وقت مضى، قلبي أزرق !”.

ويواجه فريق الهلال نظيره النصر مساء اليوم الجمعة في نهائي كأس الملك على ملعب الملك عبدالله الدولي.

مقالات مشابهة

  • أوريان 21: إسرائيل تفلت من العقاب بتواطؤ فرنسي
  • مارسيال على رادار أحد أندية روشن
  • حزب فرنسي يثير غضبا جزائريا واسعا.. هذا ما كتبه
  • وزير الخارجية الفرنسي: يجب نشر السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بدل نقل الفوضى إلى فرنسا
  • بعد رفضه دعم المثلية.. الدوري الفرنسي يوقف السنغالي كامارا
  • فرنسا تحبط مخططا لمهاجمة ملعب كرة قدم بالأولمبياد
  • ميركاتو 2024.. 7 نجوم تنتهي عقودهم هذا الصيف
  • رابطة الدوري الفرنسي توقف محمد كامارا 4 مباريات لرفضه دعم المثلية
  • حماس السفير الفرنسي لدى المملكة للقاء الهلال والنصر في نهائي الكأس
  • ملف لبنان في قمّة بايدن - ماكرون ورفض إسرائيلي لمقترحات التهدئة