رفض أداء النشيد في مباريات فرنسا.. يوم انتصر كريستيان كاريمبو لقبائل الكاناك
تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT
في عام 1998، نشر الروائي الفرنسي ديدييه دانيكس كتابًا بعنوان "كانيبال" أو "آكلي لحوم البشر"، استنادًا إلى المعرض الاستعماري لعام 1931 في باريس، والذي عرض فيه مجموعة أشخاص من قبائل الكاناك (السكان الأصليون لجزيرة كاليدونيا الجديدة، إقليم فرنسي في المحيط الهادي)، وضعوا خلف القضبان في حديقة بشرية وأجبروا على أكل اللحوم النيئة وأداء رقصات وحشية من أجل تسلية آلاف المتفرجين في باريس.
وفي سياق بحثه، عثر دانيكس على صورة مذهلة لمجموعة من الرجال، وكان أحدهم يشبه إلى حد كبير كريستيان كاريمبو اللاعب السابق وبطل العالم عام 1998 مع منتخب فرنسا لكرة القدم.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4سنترال كوست مارينرز الأسترالي يتوج بكأس الاتحاد الآسيويlist 2 of 4بعد مونديال قطر 2022.. ميسي يكرر تمريرة "كيف رآه؟" بالدوري الأميركيlist 3 of 4هدف و5 تمريرات حاسمة في مباراة واحدة.. ميسي يحطم الأرقام في الدوري الأميركيlist 4 of 4جدول ومواعيد نهائيات البطولات الآسيوية والأفريقية والأوروبية والقنوات الناقلةend of listكتب دانيكس إلى كاريمبو يسأله عما إذا كانت الصورة تعني شيئا بالنسبة له. وبعد عدة أشهر، تلقى ردا من اللاعب يفيد بأن الرجال المعنيين هم جده الأكبر ويلي كاريمبو، وعدد من إخوته، وقد تم بيع البعض منهم إلى حديقة حيوانات في فايمار بألمانيا، واستبدال عدد من التماسيح بها.
تزامن نشر كتاب "كانيبال" مع تتويج فرنسا لأول مرة في تاريخها بلقب كأس العالم لكرة القدم بعد الفوز على البرازيل بثلاثية نظيفة، وتحولت يومها شوارع فرنسا لساحات فرح وابتهاج وخرج الآلاف للاحتفال مرددين أسماء نجوم المنتخب الذين أخذوا المنتخب إلى القمة، من بينهم زين الدين زيدان، ويوري دجوركاييف، وديديه ديشامب وكريستيان كاريمبو حفيد آكلي لحوم البشر الذين لم يكونوا كذلك قط، بحسب تصريحات اللاعب.
كاريمبو.. "الرجل الغاضب"كاريمبو كان جزءًا من قائمة الديوك المتوجة بلقب المونديال لكنه كان يرفض دوما أداء السلام الوطني الفرنسي أو ما يعرف بـ"لامارسييز" قبل المباريات، وهو ما ولّد غضبا في صفوف الفرنسيين في حين اعتبر الأمر في كاليدونيا الجديدة نوعا من التمرد.
ويقول اللاعب "ارتديت قميص "الزرق" بالكثير من الفخر. لكنني لم أنس أنه كان من الممكن أن أموت عندما كان عمري 15 أو 16 عاما. ذهبت إلى مظاهرات طلابية حيث قتل بعضهم برصاصات طائشة.. كان من الممكن أن أكون أنا. كان من الصعب الدفاع عن فرنسا بفخر كبير وتمثيل بلد قتل العائلة والأصدقاء.
على الرغم من نجاحه على أعلى المستويات ظل كاريمبو أي "الرجل الغاضب" بحسب اللغة المحلية في كاناك، واعيا بكل جوانب هويته الفرنسية والكاناكية وكان عدم ترديده لكلمات النشيد الفرنسي طريقة لإبراز معاناة بلده الأصلي في نهاية القرن الـ20.
واعترف لاعب ريال مدريد السابق في عمود كتبه في صحيفة لوموند الفرنسية "لقد مرت عائلتي، مثل العديد من عائلات الكاناك، بتجارب مروعة.. لا أستطيع أن أغني النشيد الفرنسي لأنني أعرف تاريخ شعبي".
تذكير باضطهاد أسلافهيحفظ لاعب وسط السابق لنانت الفرنسي وسمبدوريا الإيطالي وأولمبياكوس اليوناني وميدلزبره الإنجليزي عن ظهر قلب النشيد الفرنسي لكنه فضّل الصمت خلال المباريات انتصارا لقضية بلده الأصل وشكلا من أشكال التذكير باضطهاد أسلافه، ولكي يعرف الجميع من هم قبائل الكاناك، وبسبب موقفه تعرض لانتقادات كبيرة من الإعلاميين والسياسيين الفرنسييين من بينهم جان ماري لوبان.
قال لوبان، سياسي الجبهة الوطنية، في عام 1996 "أرى أن اللاعبين من الفرق الأخرى يغنون نشيدهم الوطني بكل إخلاص، في حين أن معظم لاعبي الفريق الفرنسي لا يغنون أو لا يبدو أنهم يعرفون الكلمات.. أجد أنه من المصطنع بعض الشيء أن نتعاقد مع لاعبين من الخارج وأن نسميهم "الفريق الفرنسي".
ربما كان موقف كاريمبو غريبا بعض الشيء، لأن صمته خلال النشيد الوطني بني على موقف سياسي، إلا أنه منذ عدة سنوات، كانت مسألة غناء النشيد موضوعا حساسا وأداة لقياس درجة وطنية اللاعبين، وقد تعرض نجوم سابقون للهجوم والنقد اللاذع، وأبرزهم ميشال بلاتيني ولوران بلان وديديه ديشان وإيريك كونتونا ونيكولا أنيلكا وكريم بنزيمة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
اليوسفي يحرز ذهبية بطولة آسيا في التايكواندو بماليزيا
كتب - خليفة الرواحي
نجح لاعب المنتخب الوطني للتايكواندو داود بن فهد اليوسفي في إضافة ميدالية ذهبية للمنتخب الوطني في وزن تحت 45 كجم ضمن منافسات بطولة آسيا للتايكواندو 2025 المقامة حاليا في مدينة كوتشينغ بولاية سراواك الماليزية التي يشرف عليها الاتحاد الآسيوي للتايكواندو والاتحاد العالمي للعبة، وبهذه الميدالية يرفع المنتخب رصيده إلى ميداليتين؛ الأولى برونزية جاءت عن طريق اللاعب قابوس بن سعيد البلوشي وذلك في البطولة التي شارك فيها أكثر من 1300 لاعب ولاعبة من 44 دولة، من بينهم 406 لاعبين ولاعبات في فئة الناشئين والناشئات من 36 دولة، وتعد ذهبية اليوسفي إنجازا تاريخيا جديدا للرياضة العُمانية.
وأثبت اللاعب علو كعبه في هذه الفئة، حيث قدّم أداءً مجيدا في جميع أدوار البطولة، متفوقًا على منافسيه بأسلوبه الهجومي المتوازن والدفاع الصلب، ما مكّنه من الوصول إلى النزال النهائي بثقة عالية، وفي المباراة النهائية واجه أحد أبرز أبطال القارة، ليحسم اللقاء لصالحه ويصعد إلى منصة التتويج متوّجًا بالذهب، حيث جاءت المشاركة في إطار جهود اللجنة العُمانية للتايكواندو لدعم الفئات العمرية وتوفير الاحتكاك القوي للاعبين واللاعبات وتهيئتهم للمشاركة في البطولات القادمة.
وفي هذا الجانب أكد فهد اليوسفي، مدرب المنتخب العُماني للتايكواندو ووالد داوود اليوسفي، على أهمية الإنجاز الذي حققه اللاعب في هذه البطولة، وقال: هذا إنجاز كبير للرياضة العمانية في بطولة آسيا للتايكواندو التي تُعد من أقوى البطولات على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن أغلب أبطال العالم ينحدرون من القارة الآسيوية، ما جعل المنافسة في هذه البطولة في غاية الصعوبة وتتطلب إعدادًا عالي المستوى.
وأضاف: منتخبنا قدّم مستوى مشرّفًا في البطولة، خاصة في فئة الشباب حيث أظهر اللاعبون التزامًا وانضباطًا عاليًا داخل المنافسات، ونجح اللاعب قابوس البلوشي في حصد الميدالية البرونزية، بينما تألق داوود اليوسفي في فئة الناشئين وزن تحت 45 كجم وحقق الميدالية الذهبية، وهو إنجاز كبير يعكس ثمرة التحضير الجيد.
وأشار اليوسفي إلى أن "الإنجاز الذي تحقق لم يأتِ من فراغ، بل اعتمد على خطة مدروسة بدأت قبل أشهر، أقمنا خلالها معسكرا داخليا لمدة أسبوعين لتقوية اللياقة البدنية وتطوير المهارات التكتيكية، ثم انتقلنا إلى معسكر خارجي في كوريا الجنوبية لمدة أسبوعين للتدريب مع أبطال من مدارس آسيوية مختلفة، قبل أن نختتم بمعسكر قصير في تايلاند لمدة أربعة أيام للتركيز على الجاهزية الذهنية والتأقلم مع أسلوب اللعب السريع"، مؤكدا أن "الجاهزية قبل البطولة كانت في أعلى مستوياتها، وكنا واثقين من قدرة لاعبينا على تقديم أداء قوي؛ لأنهم دخلوا البطولة وهم في أفضل حالاتهم الفنية والبدنية والنفسية".
وعن مستوى البطولة قال: البطولة قوية والمنافسة كانت شرسة جدًا؛ كون البطولة تضم نخبة من أقوى اللاعبين على مستوى العالم، وبعضهم من أبطال العالم والحاصلين على ميداليات أولمبية، موضحا أن اللاعب داوود اليوسفي قدّم أداءً لافتًا أبهر الجميع، حيث أدار نزالاته بذكاء، وحافظ على توازنه تحت الضغط، ونجح في استغلال نقاط ضعف منافسيه، أما قابوس البلوشي فقد أظهر روحًا قتالية عالية رغم قوة خصومه، واستحق الوصول إلى نصف النهائي وتحقيق البرونزية.
وحول التعامل مع الضغوط في البطولات الكبرى، قال: العمل على الجانب النفسي جزء أساسي من إعدادنا، خصوصًا مع اللاعبين الناشئين؛ فقبل كل نزال نحرص على تخفيف التوتر وتعزيز الثقة بالنفس؛ لأن البطولات الآسيوية تضم أسماء قوية، وإذا لم يكن ذهن اللاعب حاضرًا بنسبة 100% قد يخرج من المنافسة مبكرًا، مضيفا أن "مستقبل التايكواندو في سلطنة عمان يبشر بالخير، فلدينا جيل واعد من اللاعبين يمتلك الموهبة والانضباط، وما تحقق في البطولة هو بداية الطريق نحو حضور قوي في المحافل الدولية، وهدفنا القادم هو إعداد لاعبينا للمنافسة في بطولات العالم والتأهل للأولمبياد"، وفي ختام حديثه قدم شكره لوزارة الثقافة والرياضة والشباب، واللجنة الأولمبية العُمانية، واللجنة العُمانية للتايكواندو، على دعمهم المتواصل، مؤكدًا أن هذا الدعم هو الركيزة الأساسية لمثل هذه الإنجازات.
يذكر أن المنتخب الوطني شارك في البطولة بوفد مكون من الطاقم الفني بقيادة الماستر فهد اليوسفي والمدرب عادل الوهيبي، إلى جانب الدكتور خالد المحرمي عضو اللجنة العُمانية للتايكواندو، كما شارك عدد من لاعبي ولاعبات المنتخب الوطني، وهم مهند البلوشي، ومعتصم المسكري، وزياد البلوشي، وداوود اليوسفي، وأوس السيباني، وقابوس بن سعيد البلوشي، واللاعبات فداء البروانية، ودانيا العبدلية، وروان الطالعية.