تصريحات جديدة من الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تشير إلى تغيير في النهج الأمريكي تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث أعلن بايدن يوم الأربعاء، 8 مايو 2024، عن تهديد بوقف شحن الأسلحة الهجومية الأمريكية إلى إسرائيل، وهو تحول كبير في سياساته تجاه دولة الاحتلال، بحسب ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

جو بايدنهل توقف أمريكا الحرب؟

علقت الولايات المتحدة إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل، تتضمن قنابل ثقيلة تستخدمها في حملتها العسكرية على قطاع غزة، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني حتى الآن.

وتمثل تصريحات بايدن تحذيراً صريحاً لإسرائيل، حيث أشار بايدن إلى أن الأسلحة الأمريكية قد استخدمت لقتل المدنيين في غزة، وسيتم إيقاف الشحن إذا استمرت إسرائيل في اجتياح رفح، وهو ما يعتبر تحولاً جديداً في السياسة الخارجية الأمريكية بخصوص المنطقة.

وأكد بايدن أن الولايات المتحدة ستواصل تزويد إسرائيل بأسلحة دفاعية فقط، مثل أسلحة نظام القبة الحديدية، لكنها لن تقدم أسلحة هجومية للتوغل في المناطق المدنية في رفح، وهو ما يمثل تغييراً ملحوظاً في النهج الأمريكي.

تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وإسرائيل خلال الحرب الدائرة منذ 7 أشهر، حيث تحدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مراراً المطالب الأمريكية ورفض الضغط المتزايد من الديمقراطيين وأجزاء من قاعدته السياسية.

وفي الوقت نفسه، فإن هذا التحول في اللهجة الأمريكية جاء مصحوبًا بتصاعد الاحتجاجات ضد دعم بايدن للحملة العسكرية الإسرائيلية في الجامعات الأمريكية.

فيما يتعلق بالأوضاع الميدانية، فقد أعلنت إسرائيل عن عدد من الإجراءات التي أثارت مخاوف المسؤولين الأمريكيين من تصعيد في رفح، وخاصة بعد سيطرتها على معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة، مما أدى إلى قطع الشريان الرئيسي للمساعدات الإنسانية.

وزير خارجية بريطانيا: سنواصل تقديم الأسلحة لـ إسرائيل بالرغم من الموقع الأمريكي بايدن: إذا اقتحمت إسرائيل رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة فلن نزودها بالأسلحة

ومع ذلك، فإن الأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ووقف القتال يتضاءل، في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية على غزة وعدم قبول حماس فكرة الدولة الفلسطينية المستقبلية.

وفي السياق ذاته، فقد أدت الحملة العسكرية الإسرائيلية إلى مقتل وإصابة آلاف الفلسطينيين، وتفاقم الوضع الإنساني في القطاع، حيث تواجه غزة أزمة مدقعة في الرعاية الصحية ونقص حاد في المواد الغذائية والمياه النظيفة.

وفي الوقت الراهن، يبقى التحدي الرئيسي هو البحث عن آليات للخروج من هذا الصراع المستمر والعثور على حل سلمي يضمن الاستقرار في المنطقة.

وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، إنه حتى الآن لم يتم تفعيل خطط العملية العسكرية الموسعة في مدينة رفح.

وأضافت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن إسرائيل لن تتمكن من تجاهل تهديد الرئيس الأمريكي جو بايدن بوقف الإمدادات الأمريكية بالذخيرة إن بدأت عملية عسكرية واسعة في رفح. كما أوضحت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن العملية العسكرية الواسعة في رفح تم وقفها حتى الآن.

ومن جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس والقيادي بحركة فتح، الدكتور أيمن الرقب، أن عملية اقتحام رفح تُظهر رفض الاحتلال لجهود الهدنة، وأشار إلى أن المقاومة استجابت بشكل إيجابي للورقة المصرية، ولكن نتنياهو أشار إلى اختلاف الورقة التي وصلتهم عن التي وافقت عليها حماس، مما يوحي برغبته في استمرارية الصراع.

وأضاف الرقب في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن مشهد احتلال معبر رفح من الجانب الفلسطيني يشير إلى نية إسرائيل في اقتحام المنطقة، بالإضافة إلى ارتكاب جريمة بحق أفراد الشرطة الفلسطينية المدنيين العاملين بالمعبر، مشيرًا إلى أنهم ليسوا مسلحين، وإنما يقومون بمهمة تنظيم دخول وخروج المسافرين.

وأكد الرقب أن الهدف الأساسي للاحتلال هو القضاء على المقاومة، ورغم ذلك، فإنهم يدركون أنهم غير قادرين على تحقيق ذلك، وبالتالي يلجأون إلى محاولات بائسة، مشيرًا إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح لا تقتصر على نطاق محدود وتتسع بشكل ملحوظ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل أمريكا غزة قطاع غزة الحرب بايدن جو بايدن فی رفح إلى أن

إقرأ أيضاً:

بوليتيكو: بايدن يواجه صعوبة فى تحقيق التوازن بين دعم إسرائيل وإدانة الهجمات فى غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

فى خضم الحرب الدائرة فى غزة، يواجه الرئيس الأمريكى جو بايدن تحديات فى سياسة دعم إسرائيل بالأسلحة، رغم تعليق شحنة من القنابل، لا يزال تدفق الأسلحة الأمريكية مستمرًا.

وفى ظل التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وإسرائيل، نتيجة لسلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال الصراع فى قطاع غزة، يثير استفسارًا حول مسار السياسة الخارجية الأمريكية فيما يتعلق بتقديم الدعم العسكرى لإسرائيل، حسبما ذكرت صحيفة  "بوليتيكو" الأمريكية.

وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن يسعى إلى تحقيق توازن بين مواصلة الدعم القوى لأقرب حليف للولايات المتحدة فى الشرق الأوسط وفى الوقت ذاته، إبداء الاستياء والانتقاد للاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين فى قطاع غزة.

وشهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل توترًا متزايدًا الأسبوع الماضي، حيث قررت الولايات المتحدة تعليق شحنة من القنابل الثقيلة المخصصة لإسرائيل.

كما هدد الرئيس جو بايدن بسحب المساعدة العسكرية الإضافية إذا قامت إسرائيل بتنفيذ عملية عسكرية كبيرة فى جنوب مدينة غزة، حيث يقدر عدد السكان بأكثر من مليون شخص. ومع ذلك، تواصل الأسلحة الأمريكية الأخرى التحرك بلا توقف خلال عملية الموافقة، حيث تشمل ذلك شريحة محتملة بقيمة تصل إلى مليار دولار، تتضمن ذخيرة للدبابات ومركبات تكتيكية وقذائف هاون، حسبما أبلغت الإدارة الامريكية للكونجرس يوم الثلاثاء. 

كما أكد الرئيس بايدن عزم الولايات المتحدة على مواصلة تقديم الأسلحة الدفاعية، بما فى ذلك الصواريخ الاعتراضية لنظام الدفاع الجوى "القبة الحديدية".
 

وتم تعليق شحنة من الذخائر التى كان من المتوقع أن تستخدمها إسرائيل فى رفح، وتشمل هذه الشحنة ١٨٠٠ قنبلة بوزن ٢٠٠٠ رطل (٩٠٧ كيلوجرامات) و١٧٠٠ قنبلة بوزن ٥٠٠ رطل (٢٢٦ كيلوجراما). أعرب مسئولون أمريكيون عن قلقهم إزاء الآثار المدمرة للقنابل الثقيلة فى المناطق الحضرية المزدحمة بالسكان. وعند إعلان تعليق الشحنة، أقر الرئيس جو بايدن لأول مرة بمقتل مدنيين فى غزة جراء استخدام تلك القنابل، وأكد أن إسرائيل لن تحصل على دعم الولايات المتحدة إذا استمرت فى استهداف المناطق السكنية.
 

ووفقًا لتقرير بوليتيكو، فإن الشحنة المعلقة لم تتضمن أى أجهزة توجيه مثل "مجموعات الذيل" التى تحول القنابل إلى أسلحة ذكية يمكن توجيهها بدقة.
 

قيد المراجعة
ما زالت أكثر من ٦٥٠٠ مجموعة من ذخائر JDAM قيد المراجعة، حيث تم طرحها للترخيص فى ديسمبر ٢٠٢٣، ولم توافق عليها الإدارة حتى الآن، وفقًا لمسئول فى الكونجرس ومسئول أمريكي. هناك أيضًا مبيعات عسكرية أجنبية أخرى محتملة لإسرائيل تمر عبر عملية الموافقة من وزارة الخارجية. يتم إجراء هذه المبيعات بين حكومة الولايات المتحدة وحكومة أجنبية، وتتطلب عملية معقدة وطويلة.

من المعتاد أن تستغرق الإدارة الأمريكية الوقت اللازم للتدقيق والتحقق قبل الموافقة على مثل هذه الأصناف من الأسلحة، والتى قد تشمل محركات مخصصة للمقاتلات من طراز F-٣٥، وذخائر للمدرعات، وقذائف هاون، وعربات تكتيكية متوسطة الحجم. 

عندما تتم الموافقة من الإدارة والكونجرس على هذه الأسلحة، قد يستغرق إنتاجها وتسليمها أشهرًا أو حتى سنوات.

لا يزال يتدفق

الولايات المتحدة كانت المورد الرئيسى للأسلحة لإسرائيل لسنوات، مع اتفاقية تم توقيعها فى عام ٢٠١٦ لتقديم مساعدات عسكرية سنوية بقيمة ٣.٨ مليار دولار، تشمل ٣.٣ مليار دولار فى التمويل العسكرى الأجنبى لشراء أسلحة أمريكية و٥٠٠ مليون دولار لبرامج الدفاع الصاروخي.
 

هذه المساعدات تتيح التخطيط المسبق للأسلحة بين البلدين، مع مناقشات دورية بشأنها، وعادة ما لا تشمل المبيعات الشحن الفوري، بل تدور المناقشات حول التسليمات المستقبلية.
 

ومنذ أكتوبر، كان لدى الولايات المتحدة ٥٩٩ حالة "نشطة" من المبيعات العسكرية الأجنبية لإسرائيل، أى تلك التى وافقت عليها الإدارة وأخطرت بها الكونجرس. وإجمالا، تقدر قيمة الحالات النشطة لإسرائيل بـ ٢٣.٨ مليار دولار، وفقا لوزارة الخارجية.
 

ومن السابع من أكتوبر، وافقت إدارة بايدن على أكثر من ١٠٠ عملية بيع لإسرائيل، وتواصل الموافقة على صفقات محتملة تتجاوز هذا العدد، بما فى ذلك صفقة بقيمة مليار دولار. كما تُدرس إدارة بايدن صفقة بقيمة ١٨ مليار دولار لبيع طائرات F-١٥ لإسرائيل، بالإضافة إلى تسريع نقل الأسلحة المخزنة فى إسرائيل من قِبل البنتاغون.
 

ومن المتوقع أن يتبع هذا التدفق المزيد من الأسلحة بعد موافقة الكونجرس على دعم إضافى بقيمة ٢٦.٣ مليار دولار فى أبريل، بما فى ذلك مليارات الدولارات لأسلحة مثل نظام الدفاع الجوى "القبة الحديدية".
 

مقالات مشابهة

  • طرد أمريكا وسحب قواتها وقواعدها العسكرية من أحد الدول الأفريقية بحلول 15 سبتمبر
  • أمريكا تعلن موعد خروج قواتها من النيجر نهائيًا
  • الحوثيون يُنهكون ترسانة الولايات المتحدة من الأسلحة: هل تصبح أمريكا عاجزة؟
  • عزت إبراهيم: وقف إطلاق النار بغزة في مصلحة بايدن قبل الانتخابات الأمريكية
  • الكونغرس الأمريكي يعاقب بايدن على تأخير منح القنابل لجيش الاحتلال الإسرائيلي
  • تحذير بوتين للغرب يثير هلع مرشحة للرئاسة الأمريكية
  • بوليتيكو: بايدن يواجه صعوبة فى تحقيق التوازن بين دعم إسرائيل وإدانة الهجمات فى غزة
  • واشنطن بوست: المسؤولون الأمريكيون يرون أن غزو إسرائيل لرفح فشل استراتيجي
  • ‎النواب الأمريكي يلزم بايدن بإرسال السلاح لإسرائيل
  • رغم تهديد بايدن .. «النواب الأمريكي» يقر مشروع قانون يمنع حجب الأسلحة عن إسرائيل