شهد اليوم 217 من العدوان الإسرائيلي على غزة تطورات لافتة كان أبرزها استهداف المقاومة الفلسطينية بئر السبع بدفعيتن من الصواريخ وذلك لأول مرة منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفي نيويورك صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح مشروع قرار يوصي مجلس الأمن بإعادة النظر في عضوية دولة فلسطين بشكل إيجابي.

ميدانيا، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 34 ألفا و934 شهيدا، وبثتت المقاومة مشاهد جديد لمعارك في غزة واستهداف عناصر من قوات الاحتلال.

وبخصوص اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة التبادل أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن هجوم إسرائيل على رفح ورفضها المقترح الذي وافقت عليه الحركة في وقت سابق، يؤكد تهرب الاحتلال من التوصل لاتفاق ويعيد الأمور إلى المربع الأول.

استهداف بئر السبع

أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية على دفعيتن ردا على المجازر في حق المدنيين.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن بئر السبع تعرضت لإطلاق 15 صاروخا من رفح، وأدى القصف وفق وسائل إعلام إسرائيلية إلى وقوع إصابات بين الإسرائيليين وتضرر للأبنية.

وبعد أقل من ساعتين من الدفعة الأولى، أعلنت كتائب القسام قصف بثر السبع مجددا برشقة صاروخية. وقالت القناة الرابعة عشرة الإسرائيلية إن حماس تطلق الصواريخ على إسرائيل بنفس القوة التي كانت عليها في الأسابيع الأولى من الحرب.

عمليات المقاومة

وعلى محاور التوغل في قطاع غزة، خصوصا في رفح، حصلت الجزيرة على مشاهد للمعارك الضارية بين كتائب القسام والجيش الإسرائيلي شرق رفح، وتظهر المشاهد استهداف عناصر القسام لقوات إسرائيلية تحصنت في منازل ولدبابات إسرائيلية توغلت شرق رفح.

كما نشرت كتائب القسام مشاهد تظهر قنص أحد مقاتليها لجندي إسرائيلي جنوب حي الزيتون في مدينة غزة.

و قالت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- إن مقاتليها قصفوا بقذائف الهاون جنود العدو وآلياته المتوغلة شرق مدينة رفح. كما أعلنت سيطرتها على طائرة مسيرة من طراز سكاي لارك في رفح.

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 4 من جنوده وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك شمالي قطاع غزة، وأوضح أن الجنود الأربعة من وحدة ناحال وقتلوا نتيحة تفجير عبوة ناسفة شمالي القطاع.

كما أعلن مستشفى سوروكا في إسرائيل استقباله أربعة جنود جرحى من الجيش الإسرائيلي، نقلوا إليه بواسطة مروحية وسيارة إسعاف، وقال المستشفى إن حالة اثنين من الجنود حرجة وإصابات الآخرين طفيفة.

انقاذ أسير من الانتحار

أعلنت كتائب القسام إنقاذ أسير إسرائيلي قبل أيام في اللحظات الأخيرة إثر محاولته الانتحار في مكان أسره.

وحمّلت القسام العدو ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شخصيا المسؤولية الكاملة عن تدهور الصحة البدنية والنفسية لدى بعض الأسرى، كما بثت صورة تعبيرية تتساءل على لسان الأسرى الإسرائيليين: لماذا نحن متروكون هنا؟.

ووفق تقارير، لا تزال القسام وغيرها من فصائل المقاومة تحتجز نحو 133 أسيرا إسرائيليا في قطاع غزة، وتصر على تأمينهم والاحتفاظ بهم لحين مبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

مصير المفاوضات

وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر على توسيع منطقة عمليات الجيش الإسرائيلي في رفح، وفق موقع أكسيوس الأميركي الذي نقل عن مصادر مطلعة قولها إن القرار يمكن أن تفسره واشنطن بأنه تجاوز للخط الأحمر للرئيس جو بايدن.

وردا على ذلك، قالت حركة حماس إن رفض إسرائيل مقترح اتفاق وقف إطلاق النار الذي قدمه الوسطاء أعاد الأمور إلى المربع الأول، وأضافت في بيان أن هجوم إسرائيل على رفح واحتلال المعبر مباشرة بعد إعلان حماس موافقتها على مقترح الوسطاء، يؤكد أن الاحتلال يتهرب من التوصل لاتفاق.

وأكدت حماس أن نتنياهو وحكومته يستخدمان المفاوضات غطاء للهجوم على رفح واحتلال المعبر، ومواصلة حرب الإبادة في غزة، وحذرت من أن قيادة الحركة ستجري مشاورات مع فصائل المقاومة الفلسطينية من أجل إعادة النظر في استراتيجية التفاوض.

فلسطين والأمم المتحدة

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح مشروع قرار يوصي مجلس الأمن الدولي بإعادة النظر في عضوية دولة فلسطين بشكل إيجابي.

ونص القرار على أن فلسطين دولة مُحبة للسلام وراغبة في تنفيذ التزاماتها في ميثاق الأمم المتحدة، وبالتالي ينبغي قبولها عضوا في المنظمة الأممية. وينص القرار أيضا على تعزيز حقوق دولة فلسطين وامتيازاتها في الأمم المتحدة دون السماح لها بالتصويت في الجمعية العامة.

وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية مائة وثلاثة وأربعين صوتا تأييدا لمشروع القرار الذي أثار غضب إسرائيل، إذ وصفه وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بـ "القرار بالسخيف" وقال إنه بمثابة جائزة لحماس، فيما أقدم مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان على تمزيق ميثاق الأمم المتحدة على منصة الجمعية العامة باستخدام آلة لتمزيق الورق قبيل التصويت على مشروع القرار.

مجازر جديدة

أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر وصل منها للمستشفيات 39 شهيدا و58 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، وأوضحت أن حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي ارتفعت إلى 34 ألفا و934 شهيدا، و78 ألفا و572 إصابة.

وتواصلت غارات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق القطاع، وأوقعت شهداء في عبسان ورفح جنوبا وأحياء مدينة غزة، وأفاد مراسل الجزيرة بأن إدارة مستشفى كمال عدوان شمال غزة حذرت من توقف الخدمات الطبية خلال 24 ساعة، نتيجة نفاد الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء، فيما قال المكتب الإعلامي الحكومي إن نفاد الوقود في مستشفى شهداء الأقصى خلال ثمان وأربعين 48 ساعة يهدد بوقوع أزمة إنسانية.

نزوح من رفح

قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، إنّ نحو 110 آلاف شخص فروا من رفح بحثا عن الأمان، مع اشتداد القصف الإسرائيلي عليها، فيما حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من وصول الوضع في رفح إلى الهاوية.

بدوره، أكد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن إغلاق معبر رفح يؤثر على إمدادات الوقود والمساعدات وتحركات السكان، بينما قالت اليونيسف إنها تتوقع أن مخزونات الغذاء في جنوب قطاع غزة ستنفـد خلال أيام، داعية إلى الحيلولة دون وفاة الأطفال.

جبهات أخرى

في الضفة الغربية،اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي بلدة السموع جنوب الخليل،  وقال مراسل الجزيرة إن مستوطنين متطرفين اعتدوا على مزارعين في بلدة نعلين غربي رام الله، كما فرضت قوات الاحتلال الاسرائيلي حظرا للتجول على بلدة ديراستيا شمال غربي سلفي.

وعقب هجوم شنه متطرفون إسرائيليون على مقرات وكالة الأونروا في القدس الشرقية، عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن إدانته للاعتداءات، فيما دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل إلى محاسبة الجناة وحمّل إسرائيل مسؤولية سلامة العاملين في المجال الإنساني.

من جانب آخر، كثف حزب الله اللبناني قصفه على كريات شمونة وخربة ماعر ونعى اثنين من مقاتليه، بينما تحدثت تقارير إسرائيلية عن انطلاق 35 صاروخا من جنوب لبنان، وأكد الجيش الإسرائيلي قصف مقار لحزب الله في يارون وكفر كلا وبليدا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الجیش الإسرائیلی الجمعیة العامة للأمم المتحدة الأمم المتحدة کتائب القسام بئر السبع فی رفح

إقرأ أيضاً:

العالم يفشل فى وقف الحرب الإسرائيلية بدعمه الاحتلال

القاهرة تندد بالحملات الصهيوأمريكية لتشويه الجهود المصرية

 

نددت أمس مصادر رفيعة المستوى، بحرب التصريحات المسمومة والحملات الإعلامية وممارسة بعض الأطراف للعبة توالى الاتهامات للقاهرة وللوسطاء واتهامهم بالانحياز وإلقاء اللوم عليهم للتهرب من اتخاذ القرارات المطلوبة فيما يتعلق بحرب الإبادة الجماعية التى تمارسها حكومة الاحتلال الصهيونية بدعم أمريكى وغربى، واستنكرت المصادر محاولات بعض الأطراف تعمد الإساءة إلى الجهود المصرية المبذولة للتوصل لوقف إطلاق النار فى غزة وإنجاز صفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية.

وأوضحت أن ممارسة مصر لدور الوساطة جاء بعد طلب وإلحاح متواصل للقيام بهذا الدور، وجاء نظرا لخبرة وقدرة مصر فى إدارة مثل هذه المفاوضات الصعبة» التى أشاد بها العالم خاصة لحكمة المفاوض المصرى فى مثل هذه القضايا.

ونفت المصادر صحة التقارير الصحفية الغربية، التى اتهمت مصر بتغيير شروط اقتراح وقف إطلاق النار فى غزة الذى وقعت عليه إسرائيل، ما أدى فى النهاية إلى إحباط الصفقة.

وكانت شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية، قد نقلت عن مصاد زاعمة أن التغييرات التى أجرتها مصر، والتى لم يتم الكشف عن تفاصيلها من قبل، أدت إلى موجة من الغضب والاتهامات المتبادلة بين المسئولين الأمريكيين والقطريين والإسرائيليين، وأوصلت محادثات وقف إطلاق النار إلى طريق مسدود».

وشددت المصادر على احترام مصر لالتزاماتها ومعاهداتها الدولية، وأكدت أن ذلك لا يمنعها من استخدام كل السيناريوهات المتاحة للحفاظ على أمنها القومى والحفاظ على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطينى. ونفت المصادر صحة ما تتداوله وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن وجود أى نوع من التنسيق المشترك مع إسرائيل بشأن عمليتها العسكرية فى مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة. 

وشددت على أن مصر حذرت إسرائيل من تداعيات التصعيد فى القطاع ورفضت أى تنسيق معها بشأن معبر رفح. 

وأشارت إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تتعمد نشر أخبار غير صحيحة لصرف الأنظار عن حالة التخبط التى تعانى منها إسرائيل داخليا.

وكان السفير أسامة عبدالخالق مندوب مصر بمجلس الأمن الدولى قد أكد أن إسرائيل تهدف إلى التلاعب بالحقائق وتحميل مصر والأمم المتحدة مسئولية عدم وصول المساعدات إلى غزة. ووصف ما يحدث فى رفح الفلسطينية، بأنه جريمة إنسانية وحمّل المجتمع الدولى المسئولية عنها.

 وأشار إلى أن احتلال إسرائيل للجانب الفلسطينى من المعبر جعل من المستحيل استئناف العمل الإنسانى. وأكد الاستمرار فى العملية العسكرية الإسرائيلية فى رفح جنوب قطاع غزة أمر مرفوض وأضاف «عبدالخالق» أن الوضع فى غزة وصل إلى حد المجاعة.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • «القسام» تكشف عن احتجازها لقائد اللواء الجنوبي للاحتلال في غزة
  • إحباط خدعة روبوتات الاحتلال بغزة والقسام تقنص ثلاثة جنود إسرائيليين (شاهد)
  • العالم يفشل فى وقف الحرب الإسرائيلية بدعمه الاحتلال
  • حزب الجيل: دعم مصر الثابت للقضية الفلسطينية أبلغ رد على أكاذيب إسرائيل
  • الاحتلال يوسع اجتياح رفح وسط اشتباكات مع المقاومة.. وكمين شمال غزة
  • عضو بـ«النواب»: الدولة المصرية تضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها
  • خبير عسكري: إسرائيل تخوض حرب أميركا وستواجه معارك ضارية في رفح
  • معارك ضارية في تل الزعتر ودير البلح ورفح.. والاحتلال يتراجع في جباليا تحت نار المقاومة (شاهد)
  • المقاومة الفلسطينية تستهدف 3 دبابات للاحتلال الإسرائيلي شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة بقذائف “الياسين 105”
  • خطة نتانياهو لغزة فيما بعد الحرب