نشر موقع "غلوبس" الإسرائيلي دراسة شملت 340 من مستوطني الحدود الشمالية النازحين، بهدف تقويم تأثير الإجلاء فيهم، وذلك بعد شهورٍ من المعركة الدائرة في جبهة الشمال المحاذية للبنان.   وترسم نتائج الدراسة "صورة قاسية" لمجموعات تعاني أزمة الشعور بالإهمال من جانب إسرائيل، والصراع لإعادة الحياة إلى مسارها، وفق الموقع.



وتقول البروفيسور ميراف أهرون - غوتمان، التي تترأس مجموعة الدراسة، إنّ "الحكومة والجيش لم يعملا وفقاً للطريقة التي رسماها، ولم يسعيا لإيجاد حل"، مشيرةً إلى أنّ "سكان المستوطنات الحدودية، حراس الزراعة، الطبيعة، الحدود، شعروا بأنّ الإجلاء دمر الطباع الأساسية لحياتهم".

تلفت البروفيسور الإسرائيلية إلى أنّ هناك مسألة واحدة تبرز أكثر من غيرها، وهي مجال التعليم، مشيرة إلى أن شهر أيلول المقبل يمثل الفترة التي يفترض على الإسرائيليين أن يُبادروا خلالها إلى تسجيل أولادهم في المدارس"، وتضيف: "في الوقت الراهن، ليس هناك أي فكرة لدى الإسرائيليين حول الأماكن التعليمية التي سيعمدون لتسجيل أبنائهم فيها، فالكثير من النازحين لم يستكلموا مسار دراستهم في المدارس".   وأشارت إلى أنّ "الأولاد، الذين هم أيضاً خريجو جيل الكورونا، لا يعتقدون أنّ هناك نهوضاً للفكرة المسماة مدرسة"، مضيفةً: "ليس لدى الأولاد والشبان عادات دراسية، والثغر آخذة في الاتساع".

"هزة دراماتيكية" في الدراسة التي أجرتها البروفيسور أهرون - غوتمان، مع البروفيسور رون كنت، الدكتور يرون يبلبرغ، غولن تمير وغيل رفيفو، تمّت دراسة واسعة وسط 340 مستطلَع نزحوا عن بيوتهم.   الدراسة، التي نُفذت في شباط بعد أربعة أشهر على الإخلاء، تُظهر مشاكل صعبة، وتكشف أن أكثر من ثلث المستطلَعين قلقون من الوضع الأمني ومن الخدمات المفقودة في المنطقة، ولا ينصحون أولادهم بالعودة إلى الحياة الأسرية في الشمال.

ثمة نتيجة إضافية، وهي أنّ الإجلاء باغت مستوطني الشمال تماماً، فـ 77% من المجيبين لم يخطر في بالهم أبداً أنهم سيضطرون إلى مغادرة بيوتهم، فيما تبين أن 91% لم يقدّروا أنّ المسألة تتعلق بإجلاء يدوم طويلاً (أكثر من ثلاثة أشهر).

وفيما يخص العمالة، فإن 36% من المجيبين بقوا من دون عمل، فيما نسبة لا بأس بها (34%) استمرت في العمل عن بُعد، مجبرة ومنتظرة العودة إلى مكان عملهم الأصلي.   أما في مجال التعليم، فأغلبية الأولاد تتعلم في أطر وقتية في مراكز الإيواء، فيما تبين أن أكثر من 50% سجّلوا في أطر جديدة.

من هنا، فإنّ حالة الطوارئ تعمّق الأزمات والوقت يؤدي دوره، وكلما مرّ الوقت، زاد الاستنزاف النفسي، وفق الموقع الإسرائيلي.

شروط للعودة ثمة فصلٌ إضافي في الدراسة يتناول شروطاً يضعها مستوطنو الشمال في ما يخص العودة إلى بيوتهم، وما يظهر هو أنّ 74% من المجيبين يشترطون عودتهم بحلٍّ أمني مستقر على شاكلة عملية عسكرية تُبعد حزب الله عن الحدود اللبنانية، أو على الأقل تؤمن وجوداً عسكرياً دائماً في المكان.

إلى جانب ذلك، فإنّ 55% يعتقدون أنّ حرباً شاملة فقط ستؤدي إلى تغيير الوضع. 

وبالنسبة إلى المستقبل، يقدر 73% من المستطلَعين أنّ عدد مستوطني المنطقة سيقل، وفقط 32% متأكدون من أنّ الأزمة ستمر والأمور ستعود إلى سابق عهدها. مع هذا، فإنّ قسماً كبيراً لا يعتمد على الحكومة وعلى السلطات التي ستبذل قصارى جهدها لتأمين عودة سريعة (63%).

وبحسب كلام أهرون - غوتمان، فإن إعادة المستوطنين تتطلب عملاً واسعاً وشاملاً كان يجب بدء العمل به قبل أشهر، وتضيف: "إذا تابعنا الأساليب التي تعالج عبرها الحكومة خطة الشمال، نرى أنها فشلت في مهمتها". (الميادين نت)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: أکثر من إلى أن

إقرأ أيضاً:

تقرير إسرائيلي: فقدنا الشمال وبات في أيدي حزب الله

بينما تتساقط الصواريخ من لبنان وتسبب دمارا، يعتقد بعض الإسرائيليين أن رد فعل حكومتهم "الباهت" يظهر أنها سلمت الشمال بـ"اليد إلى حزب الله"، وفق تقرير نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم".

إقرأ المزيد الجيش الإسرائيلي يعترف بفشل اعتراض طائرتين بدون طيار أطلقتا من لبنان وسقطتا في الجولان

وبحسب الصحيفة العبرية، فإن غاي إيال، ضابط الأمن في المجلس الإقليمي للجولان، لم يغمض له جفن منذ الأمس، إذ تقع أكثر من 20 بلدة في الشمال، بينها مستوطنتان تم إخلاؤهما وهما أفيفيم ودوفيف، ضمن نطاق صلاحياته الواسعة.

وقال إيال بتجهم للصحيفة: "يبدو أن هذا هو الأسلوب الجديد للعدو.. إنهم يرون ويسمعون ما يحدث.. إنهم يفهمون أن حرق الشمال هو أكثر فعالية".

وأردف: "نحن نخرج من ليلة مليئة بالحرائق، وهذا الصباح بدأ حريق آخر في غابة يرعون.. خوفنا الأكبر هو انتشار الحريق إلى جبل ميرون.. إذا اشتعل هذا الجبل، فإن جميع مجتمعات الجليل في خطر".

ويدعي إيال أنهم استعدوا مسبقا، حيث قاموا بوضع 24 منصة وهي مقطورة للمياه سعة كل منها 1000 لتر في كل مجتمع، مردفا: "إنها مجرد قطرة في بحر.. لقد جهزنا في العام الماضي العديد من مقطورات المياه للمساعدة على مكافحة الحرائق، لكن هذا ليس كافيا. نحن نعمل مع محطات الإطفاء في صفد وكريات شمونة وطبريا وكرميئيل، ويتعامل مجلسنا مع أربع محطات إطفاء، يبذل رجال الإطفاء كل ما في وسعهم، ويعملون بلا توقف، لكن النار تنتشر كما في حقل من الأشواك".

إقرأ المزيد رئيس الصندوق اليهودي القومي: أضرار الحرائق في الشمال تفوق خسائر حرائق حرب لبنان الثانية بمرتين

وتابع محذرًا: "هناك مجتمعات لا يمكن الوصول إليها لأنها تم إخلاؤها وبقيت أهدافا لـ"حزب الله".. كنت أتوقع من دولة إسرائيل أن تقدم سيارات الإطفاء إلى المجالس وأن تكون مستعدة بالفعل للرد، لأن الحرائق ستشتعل..إن القلق الأكبر هو انتقال الحريق إلى جبل ميرون، فإذا اشتعل هذا الجبل، سنكون في وضع مختلف تماما".

رئيس بلدية صفد السابق إيلان شوحات، الذي شغل سابقا منصب مدير وزارة تطوير النقب والجليل، يشاهد الشمال يحترق من منزله في صفد بـ"قلب مثقل"، على حد وصف "يسرائيل هيوم".

وصرح بـ"قلق" للصحيفة قائلا: "هذه هي استراتيجية حزب الله الجديدة: إطلاق النار عمداً على مناطق مفتوحة لإشعال النيران وحرق الشمال"، متابعا: "أنا في صفد، أرى الجليل والحدود الشرقية وقد اشتعلت النيران فيهما.. "حزب الله" يستغل الشتاء الماطر الذي شهدناه ووفرة الأشواك.. كاستراتيجية، يفضلون حرق الشمال الذي تم إجلاؤه، وبات متروكا مهجوراً.. لقد اعتمدوا هذا التكتيك ويطلقون الآن النار بكثافة على المناطق المفتوحة والغابات، وهي استراتيجية مشتركة.. لا توجد إصابات، ولكن الحرائق في كل مكان".

وأضاف: "إنهم يقصفون كريات شمونة لأنهم يعلمون أنها تم إخلاؤها..إنهم يقيمون منطقة عازلة لأنفسهم داخل الأراضي الإسرائيلية.. يجب أن نغير المعادلة. من المهم التأكيد على أننا، شعب الشمال، أقوياء ومتجذرون، ونحن لن نغادر".

رافائيل سالاب، أحد سكان كريات شمونة، والذي ترشح على قائمة الحزب الوطني لعضوية مجلس المدينة، قال لصحيفة "يسرائيل هايوم" إن الدولة تخلت عن الجليل، متابعا: "استيقظت هذا الصباح وأنا على يقين من أن لبنان سيحترق. كان هذا هو شعوري، ولكن بدلا من أن يحترق لبنان، كان الشعور هو أن الدولة تخلت عن الشمال".

إقرأ المزيد هل سيحاول "حزب الله" شل القبة الحديدية؟ تقرير عبري يوضح تصوراته للحرب الشاملة

وأضاف سالاب: "الجليل يحترق منذ ثمانية أشهر، وقد رأوا ذلك بالأمس بالفعل.. هناك هجر للمنطقة بأكملها هنا، وليس هناك طريقة أفضل لوصف الأمر.. على الدولة أن تقرر الآن ما إذا كانت ستتخلى عن المنطقة بأكملها أم ستستوطنها.. في الوقت الحالي، لا أستطيع ببساطة أن أفهم ما يحدث هنا".

وقال ساكن آخر من الشمال كان في الخارج طوال الليل خلال اندلاع حرائق مختلفة لصحيفة "يسرائيل هيوم": "من المستحيل وصف ما مررنا به هنا الليلة الماضية.. كل شيء احترق، وقد اشتعلت النيران في منطقة بأكملها.. كنت أقود سيارتي بين بساتين الفاكهة بين المجتمعات بينما اشتعلت النيران، واحترق قلبي. الشعور فظيع بالدمار، لا توجد طريقة لتفسير شعور الناس وهم يشاهدون جنى حياتهم وهو يحترق أمام أعينهم".

وتشهد الحدود اللبنانية الجنوبية ازديادا كبيرا في عدد العمليات التي ينفذها "حزب الله"، وسط تحذيرات من خطورة الوضع ودعوات إلى جميع الأطراف لوقف إطلاق النار وضبط النفس.

ومنذ إطلاق حركة "حماس" عملية طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023 وما تبعها من حرب مدمرة على قطاع غزة، يستمر "الحزب" في تنفيذ عملياته ضد إسرائيل.

ويؤكد "حزب الله" على لسان قادته أن توقف عملياته ضد الجيش الإسرائيلي، "رهن بتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة".

المصدر: "يسرائيل هيوم" + RT

مقالات مشابهة

  • تقرير إسرائيلي: فقدنا الشمال وبات في أيدي حزب الله
  • لافروف يعلق على أوضاع غزة وعملية تحرير الأسرى الإسرائيليين في "النصيرات"
  • “ربع السكان”… إحصائية جديدة بشأن النازحين واللاجئين في السودان
  • ثمن السكوت عن الظلم
  • الزُبيدي: ما يجمع شعبي الشمال والجنوب أكثر مما يفرقهم إذا صدقت النوايا
  • حرب داخل الحرب.. هكذا تبقي حماس مواقع الأسرى الإسرائيليين مخفية عن الاحتلال
  • الدفاع المدني الفلسطيني: الجيش الإسرائيلي يستهدف بناية سكنية تضم عددا من النازحين
  • قائد الجبهة الداخلية الإسرائيلية: الحرب لم تنته بعد ومستعدون لخوض حرب في الشمال
  • مسئول عسكري إسرائيلي سابق: صفقة التبادل لصالحنا أكثر لأننا نواجه تهديدا وجوديا في الشمال
  • حزب الله يعلق على مجزرة النصيرات وسط قطاع غزة.. هذا ما نؤمن به