الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تحفز النقاش حول دور التلفزيون بالمعرض الدولي للنشر والكتاب
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
استمرارا في أنشطة رواقها المؤسساتي المقام بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، تحت شعار "الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة رافعة للثقافة المغربية"، نظمت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، يوم الاثنين 13 ماي 2024، ندوة تمحورت حول "القناة الثقافية: رهان الخدمة العمومية وتحديات مجتمع الثقافة والمعرفة"، وهي الندوة التي سبقها تقديم كتاب "التلفزيون المغربي وصناعة القيم"، الذي أصدرته حديثا، الدكتورة مونية المنصور، الصحافية بقناة "الثقافية".
"الثقافية".. رافعة للإعلام الثقافي المغربي
وحسب بلاغ للشركة، فقد سلط المتدخلون في الندوة المتعلقة بـ"القناة الثقافية: رهان الخدمة العمومية وتحديات مجتمع الثقافة والمعرفة"، الضوء على القناة الرابعة باعتبارها رافعة للإعلام الثقافي بمعناه الواسع وأداة للتواصل مع حقول ثقافية وفكرية وفنية وتربوية، تتحاور فيها الذاكرات، وتتعايش فيها مختلف الأجناس الإبداعية والمرجعيات الثقافية والفكرية، مشيدين بالعمل الدؤوب للقناة وسعيها إلى الاستثمار الأمثل، للغنى الثقافي والتنوع اللغوي الذي يميز المغرب وترويج صورته الحضارية.
وفي هذا الصدد، أبرز السيد عبد العزيز كوكاس، الكاتب والإعلامي، أن القناة الرابعة "الثقافية" نجحت في السنوات الأخيرة في أن تعطي لنفسها هوية إعلامية مكنتها من فرض نفسها في المشهد الإعلامي المغربي، فتحولت إلى رافعة أساسية للثقافة بمفهومها الواسع، داعيا إلى ضرورة توسيع دائرة التخاطب لاستهداف مختلف الحساسيات، بما يمكن من الوصول إلى شبكة برامج وسيطة، وفي ارتباط باهتمامات الشباب، في ظل مختلف التحديات التي تفرضها التحولات المتنوعة التي يعرفها المغرب والعالم.
من جهته، شدد السيد محسن بنتاج، رئيس قطاع البرامج بالقناة "الثقافية"، على أن الخدمة العمومية التي تقدمها القناة مؤطرة بدفتر تحملات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، مبرزا أن هذه القناة باتت توجد أينما وُجدت الثقافة، كما تسعى إلى تقديم منتوج ثقافي هادف تدافع من خلاله عن السيادة الثقافية للمغرب والترويج لصورته الحضارية.
ومن جانبها سلطت السيدة فاطمة يهدي، صحافية ومعدة ومقدمة برامج بقناة "الثقافية"، الضوء على الدور الريادي لقناة "الثقافية" في الدفاع عن الهوية المغربية، ومجهوداتها من أجل استقطاب أوسع فئات جمهور، سيما بالخروج من النمطية في إنتاج البرامج الثقافية، مبرزة النجاح اللافت في التوفيق بين مهام الإخبار والمواكبة الإعلامية للفعل الثقافي، وإنتاج محتويات سمعية بصرية تندرج ضمن إنتاج الثقافة.
قراءة في كتاب "التلفزيون المغربي وصناعة القيم"
ومواصلة لاحتفاء الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بكفاءتها المتميزة وأطرها التي تزاوج بين العمل السمعي البصري والكتابة والتأليف في المجالات الفكرية والبحثية الموصولة بالقطاع السمعي البصري الوطني ومسائله، استضاف الرواق المؤسساتي للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، قراءة في كتاب "التلفزيون المغربي وصناعة القيم"، لمؤلفته الدكتورة مونية المنصور، الصحافية بالقناة الرابعة "الثقافية".
وشارك في تقديم هذا الكتاب السيدة زهور كرام، الأكاديمية والكاتبة، والدكتور عبد اللطيف بنصفية، مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال، فقدما قراءة نقدية في هذا الكتاب الذي يتناول العلاقة بين التلفزيون والأسرة من حيث القيم، على ضوء مرجعيات نظرية أطّرت لوظائف الأسرة وأخرى لامست العلاقة التفاعلية بين المشاهد والمضامين الإعلامية في التلفزيون خاصة ما يتعلق بالدراما التلفزية.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الشرکة الوطنیة للإذاعة والتلفزة
إقرأ أيضاً:
المجلات الثقافية.. بين الحبر والخوارزمية
هزاع أبو الريش (أبوظبي)
أخبار ذات صلةرغم التحولات الرقمية الكبرى، وهيمنة الذكاء الاصطناعي على المشهد الإعلامي، لا تزال المجلات والصحف الثقافية الإماراتية تسجل حضوراً متماسكاً ومؤثراً، يوازن بين جماليات الورق، وديناميكية النشر الرقمي. وفي ظل هذا التداخل، تتنوع التجارب وتتعاظم التحديات، لكن الإصرار على البقاء يتغذى من إيمان المؤسسات بقيمة الثقافة واحتياجات القارئ المعاصر.
ثوب معاصر
ندى الزرعوني، مدير تحرير مجلة المقطع، الصادرة عن الأرشيف والمكتبة الوطنية، ترى أن «إصدار مجلة ثقافية في زمن الهيمنة الرقمية كان تحدياً أقرب للمستحيل»، لكنها تصف التحول بالقول: «لم يكن من الصعب أن أجد نفسي أحاول أن أفتح كوة صغيرة في هذه المؤسسة العريقة، أنقل عبرها لجميع المهتمين حكايات من التاريخ حول عظمة هذه الدولة، باعتماد كلي على ما نحتفظ به من وثائق وصور وفيديوهات وتاريخ شفاهي». وتؤكد الزرعوني أن التفاعل الجماهيري الكبير مع المجلة فاق التوقعات: «اكتشفنا بعد فترة وجيزة من انطلاق المجلة أننا نواجه طلبات لا تنتهي لنسخ المجلة ونرفع نسبة الطباعة مع كل عدد».
خادم لا خصم
من جهته، يوضح الدكتور وليد الساعدي، رئيس تحرير مجلة المنارة الإماراتية، أن الدولة «من الدول المتقدمة جداً في مجال الذكاء الاصطناعي، ما انعكس على مختلف أوجه الحياة، ومنها الإعلامية والثقافية».
وأشار إلى أن المجلات الثقافية الإماراتية واكبت هذه الطفرة بذكاء، حيث «أسهم الذكاء الاصطناعي في إتمام المهام الروتينية مثل التدقيق اللغوي، تحليل البيانات، وتوقع اتجاهات القراء».
ويختم بالدعوة إلى التوازن: «على الجهات والمؤسسات المعنية أن توازن بين الإبداع واستخدامات الذكاء الاصطناعي حتى نصل لنتيجة مرضية».
القاعدة الجماهيرية
أما الشاعر والكاتب خالد العيسى، مؤسس ورئيس تحرير صحيفة هماليل الأدبية، فيصف المشهد الإعلامي بأنه قائم على استراتيجيات «واعية ومهنية عالية المحتوى والمضمون»، مؤكداً أن النجاح في الإعلام يعني مجاراة الواقع، فيقول: «من أساسيات الإعلام مجاراة الواقع، والسير على الطريق الذي يوصلك إلى الجمهور، ويسهل عليك إيصال الرسالة».
ويكشف العيسى عن أن صحيفة هماليل تبنت هذا النهج منذ انطلاقتها: «حظيت الصحيفة بالعديد من المشاركات الثقافية في المحافل والمعارض الدولية، التي جعلتها تثبت وجودها بجدارة». ويضيف بثقة: «نحن حالياً بصدد التواجد بشكل جديد ومختلف يواكب المرحلة الراهنة، كما تتطلبه التحديات».
أرض الواقع
تُثبت هذه التجارب أن المجلات الثقافية الإماراتية لم تركن إلى الماضي، بل استخدمت أدواته، ودمجتها برؤية معاصرة تتجاوز الهيمنة الرقمية، وتسعى للحفاظ على الهوية الثقافية في زمن السرعة والتقنية. بين الورق والذكاء، تظل الكلمة الأصيلة سيدة الحضور، وتظل المجلة نافذة لا تغلق.