رايتس ووتش تتهم الدعم السريع بشن حملة تطهير عرقي بدارفور
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
أفادت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بأن قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، نظمت حملة تطهير عرقي ممنهجة، العام الماضي، ضد قبيلة "المساليت" غير العربية الواقعة في غرب دارفور.
وقدر فريق الخبراء المعني بالسودان، التابع للأمم المتحدة، نقلا عن مصادر استخبارية، أن ما بين 10 آلاف شخص و15 ألفا قتلوا في الجنينة العام الماضي.
وجمعت المنظمة إفادات 221 من الشهود، أكدت أن قوات الدعم السريع قامت بتكديس الأطفال وإطلاق النار عليهم أثناء محاولتهم الفرار من الجنينة في يونيو/حزيران من العام الماضي.
وأكد تقرير المنظمة أن هجمات قوات الدعم السريع في الجنينة خلفت آلاف القتلى، وأجبرت مئات الآلاف على اللجوء.
ولجأ أكثر من 500 ألف سوداني من غرب دارفور إلى تشاد منذ أبريل/نيسان من العام الماضي، 75% منهم قدموا من الجنينة.
حاكم إقليم دارفور يدين حصار الفاشرمن جانبه، أعلن وزير الصحة المكلف بإدارة إقليم دارفور، بابكر حمدين، في مؤتمر صحفي -اليوم الأربعاء- أن ما تعرضت له مدينة الفاشر من حصار يُعتبر جريمة بموجب القانون الدولي الإنساني، حيث يُعرّض حياة المدنيين للخطر من خلال التجويع والحرمان المنظم من حق الحياة.
وخلال المؤتمر، وجه حمدين انتقادات حادة للهجوم العشوائي الذي نفذته مليشيا الدعم السريع و"حلفاؤها من المرتزقة"، مما عرض النازحين والمدنيين لمخاطر جمة، منها الجوع والعطش والمرض.
وأدان بشدة عملية تجنيد الأطفال دون سن الـ15، وهو أمر محظور بموجب القانون الدولي الإنساني.
كما طالب حمدين الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي باتخاذ مواقف واضحة ضد مليشيا الدعم السريع، مشددا على ضرورة إدانتها ومحاسبتها على الانتهاكات الخطيرة التي ارتكبتها بحق المدنيين في الفاشر، والعمل على إدخال المساعدات الإنسانية وحماية الأطفال من التجنيد.
كما أشاد بالدور الإيجابي لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور والعاملين في الحقل الصحي بالولاية على جهودهم في تقديم الخدمات الصحية تحت الظروف الراهنة.
وثمن أيضا جهود قوات الشعب المسلحة والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح وقوى المقاومة الشعبية في حماية المدنيين وممتلكاتهم.
وأوضح حمدين أن الهجوم الذي استمر منذ يوم الجمعة إلى يوم الاثنين، كان قد سبقه هجوم مليشيا على مناطق ريف الفاشر الغربي، مما أدى إلى حرق نحو 15 قرية وسقوط ضحايا، ونزوح آلاف الأشخاص إلى المدينة.
وأشار إلى أن المليشيا منعت دخول المساعدات والسلع الضرورية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود وتفاقم الأزمة الإنسانية.
وأكد حمدين أن استخدام المليشيا للقصف العشوائي يتنافى مع كافة الأعراف والقيم الإنسانية، ويخالف مواثيق حقوق الإنسان الدولية، داعيا إلى توفير الحماية الفورية للنازحين وتأمين العودة الآمنة للمتضررين من الهجوم العسكري.
واندلعت الحرب في السودان في أبريل/نسيان 2023 بين قوات الجيش بقيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وأدت حتى هذه اللحظة إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين وحدوث كارثة إنسانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات قوات الدعم السریع العام الماضی
إقرأ أيضاً:
مجلة أميركية: العنف بغزة ليس حربا بل تطهير عرقي تمهيدا لطرد السكان
نشرت مجلة ريسبونسيبل ستيتكرافت الأميركية مقالا يصف حرب إسرائيل على غزة بأنها ليست حربا، بل اعتداء أحادي الجانب على السكان المدنيين وسبل عيشهم تمهيدا لطردهم، في ظل تفوق إسرائيلي كامل.
وقالت المجلة التي يصدرها "معهد كوينسي للسياسة المسؤولة" بواشنطن في المقال، الذي كتبه بول آر بيلار، إن الآمال بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، تتلاشى بعدما انسحب المفاوضون الإسرائيليون والأميركيون من محادثات في قطر في وقت يواصل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحديث عن "بدائل" لتحقيق أهداف إسرائيل في القطاع.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس: لا تمنحوا نتنياهو صكّ براءة حيال ما يفعله بغزةlist 2 of 2يديعوت أحرونوت: تسونامي دبلوماسي يحاصر إسرائيلend of listويشير بيلار إلى أن الأخبار القادمة من القطاع لا تتحدث عن معارك، بل عن مجازر يومية يذهب ضحيتها نحو 150 مدنيا يوميا، في ظل تصاعد الجوع القاتل، واتهامات إسرائيلية متكررة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بسرقة المساعدات، رغم غياب الأدلة بما في ذلك من الجيش الإسرائيلي نفسه.
الأونروا اعتراف دولي بالقضية
ويؤكد بيلار أن الجوع الجماعي في غزة هو نتاج مباشر لحصار إسرائيل وإقصائها لوكالة الأونروا، بذريعة اتهامها بالتواطؤ مع حماس، في حين أن السبب الحقيقي هو أن الأونروا تُجسد اعترافا دوليا بوجود قضية لاجئين فلسطينيين.
أما البديل الإسرائيلي لتوزيع المساعدات فهو "منظومة عقابية"، تخدم هدف إسرائيل في "التطهير العرقي"، من خلال حصر المساعدات في نقاط قليلة تُجبر السكان على التجمع في مناطق أشبه بـ "معسكرات اعتقال"، تمهيداً لطردهم لاحقا من غزة.
في هذا السياق، يشير الكاتب إلى أن إسقاط المساعدات جوا هو "خدعة مسرحية" غير مجدية، تُستخدم لتهدئة الضمير الدولي، في حين يواصل الجيش الإسرائيلي منع دخول مئات الشاحنات البرية ويدمر محتوياتها.
ويضيف أن إسرائيل تشارك بنفسها في عروض الإسقاط الجوي، رغم معرفتها بسوء كفاءتها، لتحويل الأنظار عن حصارها.
بيلار: السبب الحقيقي لإبعاد الأونروا هو أنها تُجسد اعترافا دوليا بوجود قضية لاجئين ليس حماس بل عموم السكانوفي تحليله، يصف بيلار إستراتيجية إسرائيل في غزة بأنها تقوم على "الإبادة والطرد" وهي مقاربة عسكرية لا تهدف إلى التفاوض، بل إلى القضاء على الخصم أو إزاحته جسديا.
إعلانويؤكد أن هذا الهدف لم يعد موجها ضد حماس فقط، بل ضد عموم سكان غزة، الذين يُنظر إليهم كأعداء، وهي نظرة تفاقمت منذ هجوم حماس في أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقد اعترف نتنياهو علنا بأن "قتل قيادة حماس" والعمل في "كل مناطق غزة" هو جزء من "نصر كامل" يجب تحقيقه قبل وقف العمليات.
وفي ظل هذه الإستراتيجية، يستمر بيلار، لا معنى لانتظار تسوية تفاوضية، مضيفا أن نتنياهو يملك دوافع سياسية شخصية للإبقاء على الحرب، من بينها تأجيل محاكمته بتهم فساد، والحفاظ على ائتلافه المتطرف المعارض لوقف إطلاق النار.
من جهة أخرى، يؤكد بيلار أن حماس أبدت مرونة كبيرة خلال محادثات قطر، ووافقت على معظم بنود اتفاق توسط فيه القطريون والمصريون، وطالبت فقط بتعديلات تتعلق بضمانات إنسانية، وتحديد مواقع الانسحاب الإسرائيلي بدقة، والإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين.
انحياز أميركي سافر
لكن الرد الإسرائيلي والأميركي جاء بالانسحاب المفاجئ من المحادثات، تلاه اتهام ترامب للحركة بـ "السعي للموت".
ويرى الكاتب أن تحميل حماس مسؤولية استمرار المجازر هو تكرار لسردية تعكس الانحياز الأميركي لإسرائيل، إذ يتم تصوير الفصائل الفلسطينية المقاومة كأصل العنف، وليس كنتيجة للاحتلال المستمر.
ويذكّر بأن نتنياهو نفسه دعم حماس سابقا لإضعاف السلطة الفلسطينية، كجزء من إستراتيجية "فرق تسد" الإسرائيلية، التي تُستخدم لاحقا للزعم بأن "لا يوجد شريك فلسطيني للتفاوض".
في الختام، يشدد بيلار على أن ما يجري في غزة اليوم ليس صراعا عسكريا بين جيشين، بل عملية تدمير ممنهجة لشعب بأكمله، في ظل تواطؤ أميركي سياسي ودبلوماسي.