الشارع الجزائري تحت الصدمة.. العثور على شاب اختفى منذ قرابة 30 عاما
تاريخ النشر: 15th, May 2024 GMT
في واقعة وصفت بأنها "أغرب من الخيال" تداولها رواد المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي عن شاب جزائري ينحدر من ولاية الجلفة الجزائرية، اختفى قبل 28 سنة وعثر عليه في حالة مأساوية بمستودع جاره.
المفقود عمر بن عميرة، اختفى من منزله ولم يعثر له على أثر، منذ عام 1996، وظلّت عائلته تبحث عنه بلا كلل، مستعينة بالشرطة ووسائل الإعلام، لكن دون جدوى.
ومع مرور السنوات، فقدت العائلة الأمل، واعتبرت أن ابنهم قد مات. وتوفيت والدة عمر بن عميرة حزنا على فقدان ابنها، وظلّ والده يعيش على أمل العثور عليه يوما ما.
ضجت شبكات التواصل الاجتماعي، أمس الثلاثاء، بالحديث عن الشاب عمر، وأعرب الكثيرون عن أسفهم لما حدث للشاب خاصة بعد وفاة والدته حزنا عليه في عام 2007.
قصة غريبة و محزنة، ولا حول ولا قوة إلا بالله،
العثور على شاب اختطف قبل 25 عاما بالجلفة
1/لم تنم بلدية القديد غرب ولاية الجلفة طوال ليلة البارحة بعد أن تناهى إلى سكانها أنه تم العثور على الفتى الذي اختفى في ظروف غامضة مع نهاية تسعينات القرن الماضي وهو عتبة العشرين عاما.
…. pic.twitter.com/1zjBZqKy2N
— عبد السلام دحماني ???????? (@A__dahmani) May 14, 2024
فيما وصف مستخدمو منصة "إكس" قصة الشاب عمر بـ"الغريبة والأقرب إلى الخيال" خاصة وأن المختطف جار الضحية.
قصة أقرب إلى الخيال .. من ولاية #الجلفة:
????العثور على مفقود منذ 1998 ببلدية الڨديد؛ كان محتجزا عند جاره لازيد من 26سنة.????
????المختطِف جارُ الضحية، كان قد احتجزه داخل مستودع ومحاطا بالتبن.???? pic.twitter.com/R3Uy7CL9ut
— ???????? 1.2.3 viva l'algerie (@vivalalgerie7) May 14, 2024
#السعوديه_العظمي
قصة غريبة حصلت في دولة الجزائر الغالية???????? في ولاية الجلفة بلد القديد تم العثور على رجل مفقود منذ ٢٦ سنة إذ اختفى الشاب (بن عمران) عام ١٩٩٧ و الغريب في الموضوع انه تم اكتشاف الشاب المفقود في بيت جاره بعد وقوع خلاف بين الجار و اخته على ميراث دفع اخته لإبلاغ عليه pic.twitter.com/beI89rOGNC
— ذياب ???????? (@Jeep32443993) May 15, 2024
وذكرت وسائل إعلام جزائرية، نقلا عن بعض أقارب وجيران الشاب أن السكان تداولوا أخبارا "يقال إن مرجعها منشور على صفحات التواصل الاجتماعي من شخص مقرب من مختطفه يؤكد أن الشاب المختفي على قيد الحياة وبصحة جيدة".
وحين راجت هذه الأخبار بدأت أسرته في البحث عنه مجددا، وبدأت تستحضر بعض الأدلة، ليعاد فتح ملف التحقيق لدى النيابة العامة أمس الثلاثاء.
وقالت الأخيرة في بيان إنها "تلقت شكوى مساء 12 مايو/أيار الجاري من شقيق شخص مفقود منذ قرابة 30 عاما بأن المفقود في منزل جارهم في بلدية القديد داخل زريبة أغنام".
وأضافت أنه إثر هذا البلاغ أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة الإدريسية مصالح الدرك الوطني بفتح تحقيق معمّق وإرسال الشرطة إلى المنزل المذكور، حيث عثر على الشخص المفقود وتم توقيف المشتبه فيه البالغ من العمر (61 عاما).
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات العثور على
إقرأ أيضاً:
رأي في الخلاف الجزائري الفرنسي
في خضم التوترات المتصاعدة بين الجزائر وفرنسا، تبدو الحاجة ماسّة إلى وقفة تأمل عميقة، تقود إلى قرارات رشيدة تتجنب الانزلاق إلى مواجهات قد تضر بمصالح الشعبين أكثر مما تخدم القضايا الجوهرية. فبين الذاكرة الاستعمارية والملفات السياسية والاقتصادية المعقدة، تتشابك خيوط الأزمة بشكل يفرض على الجزائر اعتماد نهج أكثر عقلانية، يقوم على الدبلوماسية النشيطة من جهة، وعلى تدعيم الجبهة الداخلية من جهة أخرى.
لا يخفى على أحد أن العلاقات الجزائرية-الفرنسية لطالما شهدت فصولاً من التوتر، تعود جذورها إلى التاريخ الاستعماري وما خلفه من جراح عميقة لم تندمل بعد. لكن في الوقت نفسه، لا يمكن إنكار الروابط المتشابكة اقتصادياً وثقافياً وحتى اجتماعياً بين البلدين، خاصة في ظل وجود جالية جزائرية كبيرة في فرنسا. ولهذا، فإن أي تصعيد غير محسوب قد تكون له عواقب وخيمة، ليس فقط على العلاقات الرسمية، بل أيضاً على الأمن الاقتصادي والاجتماعي للجزائر.
إن من مصلحة الجزائر أن تتجنب الانجرار إلى مواقف انفعالية أو شعاراتية، قد تكسب تعاطفاً شعبياً آنياً، لكنها تهدد المصالح الاستراتيجية للدولة على المدى البعيد. وهنا تبرز أهمية تبني “دبلوماسية نشيطة”، لا تقتصر على إصدار البيانات أو ردود الأفعال، بل تعتمد على الفعل السياسي المدروس، والانخراط في مفاوضات متعددة المستويات، والسعي إلى بناء تحالفات دولية تحترم سيادة الجزائر وتدعم مصالحها.
غير أن نجاح الدبلوماسية الجزائرية في هذا السياق لا يمكن أن يتحقق بمعزل عن وحدة وطنية صلبة. ولتحقيق هذه الوحدة، لا بد من توسيع مجال الحريات السياسية والإعلامية، بما يسمح بخلق مناخ داخلي قائم على الثقة بين المواطن والدولة. إن تعزيز حرية التعبير، وفتح المجال أمام النقاش السياسي المسؤول، وتمكين المجتمع المدني من أداء دوره، كلها عوامل تعزز اللحمة الوطنية وتحصن الجبهة الداخلية في وجه أي ضغوط خارجية.
الوطنية لا تُبنى بالشعارات وحدها، بل بالممارسات الديمقراطية الفعلية، وبالعدالة الاجتماعية، وباحترام حقوق الإنسان. في هذا السياق، فإن توسيع الحريات لا يُعدّ تهديداً للدولة، بل هو شرط من شروط قوتها. فالشعوب التي تشعر بأنها تُحترم وتُشارك في اتخاذ القرار، تكون أكثر استعداداً للدفاع عن الوطن في مواجهة التحديات الخارجية.
وفي ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة في المنطقة والعالم، تحتاج الجزائر إلى تصليب موقفها الدولي عبر الاعتماد على شرعية داخلية حقيقية، قائمة على التعددية والشفافية والمساءلة. أما الاستمرار في الاعتماد على خطاب المواجهة فقط، فيخاطر بعزل الجزائر دبلوماسياً، وتقديمها كدولة منغلقة تفتقر إلى أدوات التأثير الإيجابي في محيطها.
وفي السياق نفسه، إذا كانت الجزائر تطمح فعلاً إلى لعب دور فاعل ومؤثر في محيطها الإقليمي والدولي، فإن عليها أيضاً أن تعيد النظر بجدية في علاقاتها مع الجار المغربي. إن القطيعة القائمة حالياً لا تخدم مصلحة أي من الشعبين، بل تعمّق الانقسام وتفتح الأبواب أمام أطراف خارجية لاستثمار هذا الشرخ. لقد آن الأوان لطي صفحة الخلافات المفتعلة، وعلى رأسها ملف الصحراء المغربية، الذي ينبغي أن تتخلى الجزائر عن التدخل فيه وتتركه بين يدي المؤسسات الدولية، بعيداً عن الحسابات الجيوسياسية الضيقة. فتح قنوات الحوار مع المغرب، والتوجه نحو التكامل المغاربي الحقيقي، لا يُعدّ ضعفاً بل هو مؤشر نضج سياسي ووعي بالمصالح المشتركة التي يتوق إليها شعبا البلدين منذ عقود. إن تجاوز منطق العداء وبناء الثقة المتبادلة هو السبيل الأمثل لتعزيز الاستقرار في المنطقة، ولتمكين الجزائر من توجيه جهودها نحو التنمية الداخلية والإصلاح الوطني بدل استنزافها في صراعات عبثية.