روسيا والصين.. تعميق الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء أمس الأربعاء، “زيارة دولة” إلى الصين تستمر يومين، هي الأولى له منذ إعادة انتخابه رئيسا.
وبعد محادثات في بكين، وقّع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ، على بيان حول تعميق علاقات الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي.
وقال بوتين: “لقد تم إعداد عدد من الوثائق الجديدة للزيارة، وعلى وجه الخصوص، بيان مشترك لرؤساء الدول يغطي الجوانب الرئيسية لتعاوننا، وحزمة من الاتفاقيات المشتركة بين الإدارات والشركات، وتنص جميع هذه الوثائق على خطوات ملموسة تهدف إلى زيادة تعميق التعاون العملي الثنائي”.
وأضاف: “لقد أظهرت المفاوضات التي أجريت للتو الأهمية الكبيرة التي توليها كل من موسكو وبكين لتطوير وتعزيز الشراكة الشاملة الروسية الصينية والتفاعل الاستراتيجي، ولا شك أن هذه الشراكة هي مثال على كيفية بناء العلاقات بين الدول المجاورة”.
وخلال محادثات القمة الروسية الصينية التي عقدت اليوم بالصيغتين المصغرة والموسعة بحضور أعضاء الوفدين، أشار بوتين إلى أنه “يتم حاليا تنفيذ 90% من مجمل المدفوعات بين البلدين بالروبل واليوان، مضيفا أن تحويل المدفوعات إلى العملات الوطنية أعطى زخما قويا لتوسيع التعاملات التجارية”.
وشدد بوتين، على “أن العلاقات بين روسيا والصين ليست انتهازية وليست موجهة ضد أحد”، مشيرا إلى أن “روسيا والصين تدافعان بشكل مشترك عن مبادئ الديمقراطية والنظام العادل في العالم”.
وأضاف أن “موسكو وبكين شكلتا محفظة كبيرة تضم 80 مشروعا استثماريا مشتركا كبيرا في مجموعة واسعة من المجالات”.
وقال بوتين خلال الاجتماع: “راكمت موسكو وبكين بالفعل قدرا كبيرا من التعاون العملي”، مشيرا إلى أنه في عام 2023، زادت التجارة بين البلدين بنحو الربع ووصلت إلى رقم جيد قدره 227 مليار دولار”، وأكد بوتين أن الصين هي الشريك الرئيسي لروسيا في المجال التجاري والاقتصادي”.
من جهته، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بكين، إن العلاقات بين روسيا والصين صمدت أمام اختبار تقلبات الوضع الدولي، مشددا على أن العلاقات الروسية– الصينية أصبحت معيارا للعلاقات بين الدول الكبرى.
وأضاف: “تصادف هذا العام الذكرى الـ75 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وروسيا، وعلى مدى ثلاثة أرباع القرن الماضية، ترسخت العلاقات الصينية الروسية في ظل ظروف صعبة وصمدت أمام اختبار الوضع الدولي المتغير، هذه العلاقات باتت اليوم بمثابة معيار للعلاقات بين الدول الكبرى والدول المتجاورة، والتي تتميز بالاحترام المتبادل والثقة والصداقة والمنفعة المتبادلة”.
وشدد الرئيس الصيني على أن “التنمية المستدامة للعلاقات بين الصين وروسيا، تلبي ليس فقط المصالح الأساسية للبلدين والشعبين، بل وتفيد أيضا قضية السلام والرخاء في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس الصيني شي جين بينغ روسيا والصين روسیا والصین
إقرأ أيضاً:
أميركا اللاتينية تميل إلى الصين في خضم الحرب التجارية
في خضم التصعيد التجاري المستمر بين الولايات المتحدة والصين، تظهر استطلاعات حديثة أن دول أميركا اللاتينية باتت تميل اقتصاديًا نحو بكين، وهو ما يعكس تغيرًا ملحوظًا في المزاج الشعبي والإقليمي تجاه القوى الاقتصادية العالمية.
وبحسب استطلاع "نبض أميركا اللاتينية" الذي أجرته شركة أطلس إنتل لصالح وكالة بلومبيرغ نيوز ونُشر اليوم الجمعة، فإن دعوات تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الصين تتزايد في مختلف أنحاء المنطقة، لا سيما في المكسيك، الشريك التجاري الأول للولايات المتحدة.
تفوق واضح لتأييد الصين في المكسيكوأظهر الاستطلاع أن نحو ثلثي المكسيكيين المشاركين في المسح الذي أجري في مايو/أيار الجاري يفضلون توسيع العلاقات التجارية مع العملاق الآسيوي، وهي نسبة تفوق بكثير أولئك الذين يدعمون تعميق العلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة، وذلك وسط موجات عدم الاستقرار التي تسببت بها الرسوم الجمركية المتقطعة التي يفرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
أما في البرازيل، فقد أبدى أكثر من نصف المشاركين تأييدهم لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الصين، وهي نسبة قريبة جدًا من عدد المؤيدين لتوسيع العلاقات مع الولايات المتحدة، مما يشير إلى انقسام نسبي في الرأي العام البرازيلي.
وفي دول أخرى مثل الأرجنتين، وتشيلي، وكولومبيا، وبيرو، عبّر غالبية المشاركين عن دعمهم لتوسيع التجارة مع بكين. كما أن الصين تُعتبر لدى معظم المشاركين – باستثناء الأرجنتين – مصدرًا أفضل لفرص الاستثمار والتمويل مقارنة بالولايات المتحدة.
إعلانوقالت بلومبيرغ إن هذا التحول في المواقف يعكس تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب وسياسته القائمة على الضغوط الاقتصادية، مما دفع العديد من قادة الدول اللاتينية لمحاولة التوازن في علاقاتهم مع واشنطن وتجنب الاصطدام المباشر، فيما باتت شرائح واسعة من شعوبهم ترى في الصين شريكًا تجاريًا أكثر موثوقية.
نتائج الاستطلاع بالأرقاموقد تم تنفيذ الاستطلاع بهامش خطأ (±2 نقطة مئوية) في الأرجنتين وتشيلي وكولومبيا والمكسيك، و±1 نقطة مئوية في البرازيل، مما يعكس درجة عالية من الدقة الإحصائية.
أظهرت النتائج أن المكسيك الدولة الأكثر ميلا نحو تعزيز العلاقات مع الصين، حيث صرّح نحو 66% من المشاركين بأن على بلادهم زيادة التعاون الاقتصادي مع بكين، في مقابل نسبة أقل بكثير تؤيد التقارب مع الولايات المتحدة. ويرى مراقبون أن هذا التغير يعود إلى الرسوم الجمركية غير المتوقعة التي يفرضها ترامب، والتي أثرت على ثقة الشركاء التجاريين.
وفي حين عبر البرازيليون بأكثر من 50% من المشاركين عن رغبتهم في تقوية الروابط التجارية مع الصين، كانت الغالبية المطلقة في كل من تشيلي، وكولومبيا، وبيرو، تميل لصالح توسيع التعاون مع الصين.
وباستثناء الأرجنتين، التي تسعى حكومتها برئاسة خافيير ميلي إلى توقيع اتفاق تجارة حرة مع إدارة ترامب، أظهرت كل الدول الأخرى تفضيلا واضحًا للاستثمارات والتمويلات القادمة من بكين على حساب واشنطن.
في ضوء هذه النتائج، يتضح أن الصين باتت تمثل بوابة اقتصادية واعدة لكثير من دول أميركا اللاتينية، وسط التراجع التدريجي في الثقة الاقتصادية تجاه الولايات المتحدة، خاصة في ظل السياسات الحمائية التي تتبناها إدارة ترامب، والتي باتت تؤثر بشكل مباشر على توجهات الشعوب تجاه الشراكات الإستراتيجية المستقبلية.