دراسة: الحكومات لا تفي بوعودها في حماية التنوع البيولوجي
تاريخ النشر: 16th, May 2024 GMT
أجرى فريق دولي من خبراء حماية الطبيعة تقييما معمقا لأكبر 100 محمية بحرية في العالم، وخلصوا إلى أن الحكومات تقصر عن الوفاء بوعدها في الحماية الفعالة للتنوع البيولوجي، وذلك بسبب بطء تنفيذ إستراتيجيات الإدارة والفشل في تقييد الأنشطة الأكثر تأثيرا.
ففي دراسة نشرت يوم 9 مايو/أيار الحالي بدورية "كونفرزيشن ليترز"، يقول الخبراء إن هذه المناطق الـ100 تمثل مجتمعة ما يقرب من 90٪ من إجمالي المحميات البحرية على مستوى العالم على امتداد حوالي 26.
وتعرّف المحميات البحرية على أنها مناطق محددة من المحيط يُرجى الحفاظ على منظومتها البيئية ويُمنع تدخل البشر فيها، وتهدف هذه المحميات إلى حماية التنوع البيولوجي البحري، أي تنوع وتعدد أشكال الحياة البحرية، وتعزيز النظم البيئية الصحية والمرنة، وهو ما يوفر فوائد مستدامة لكل من البشر والكوكب.
وتعد المحميات البحرية مهمة في سياق حالة تغير واسعة للمناخ والبيئة تشهدها الأرض خلال ما مضى من عقود تتعرض خلالها كافة أشكال الحياة لتسارع غير مسبوق في معدلات الانقراض، مما يؤثر في حياة البشر بشكل غير مباشر، لأن انخفاض أعداد الأنواع الحية يقلل من مرونة بيئات هذا الكوكب في مواجهة أي تغيّر مستقبلي.
وفي الوقت الحالي، تُدرِج قاعدة البيانات العالمية للمحميات البحرية التابعة للمركز العالمي لرصد الحفاظ على البيئة التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة؛ أكثر من 18 ألف منطقة بحرية محمية تغطي 30 مليون كيلومتر مربع، أو نحو 8٪ من المحيط العالمي.
وتؤكد الباحثة الرئيسية في الدراسة "بيث بايك"، وهي مديرة برنامج أطلس الحماية البحرية التابع لمعهد الحفاظ على البيئة البحرية، أهمية التصميم والإدارة الفعّالين لتحقيق النتائج المرجوة للمناطق البحرية المحمية.
وتضيف بايك في حديث مع "الجزيرة نت"، أن هذا التقييم الذي أجراه الفريق البحثي يهدف إلى تذكير صُناع السياسات ومتخذي القرار على مستوى العالم بأن تحقيق الهدف العالمي بحماية ما لا يقل عن 30% من المحيطات بحلول عام 2030 -وهو الهدف الذي حددته اتفاقية دولية للأمم المتحدة- يتطلب زيادة مساحة المحميات البحرية وتحسين نوعيتها.
وتقول الباحثة: "يمكن للمحميات البحرية أن تقدم فوائد كبيرة للناس والطبيعة والكوكب، ولكن لسوء الحظ نرى فجوات واسعة بين مساحة المحيطات التي تغطيها المناطق البحرية المحمية، وقوة وسائل الحماية هذه في كثير من الحالات".
وبينما تُعتبر المحميات البحرية عادةً أدوات مجربة وفعالة للحفاظ على المحيطات، فإن الدراسة تسلط الضوء على اختلافات واسعة في التصميم والأهداف واللوائح والإدارة فيما بين تلك المحميات، وفقا للبيان الصحفي الرسمي الصادر من مؤسسة "مارين كونزرفيشن إنستِتيوت" المشاركة في الدراسة.
وتوضح بايك أن المحميات البحرية تتعرض لمخاطر كبيرة أبرزها التدخلات البشرية من خلال بعض الأنشطة التدميرية للبيئة، مثل التنقيب عن النفط والغاز، أو الصيد الصناعي، أو تربية الأحياء المائية، و"تتعرض ثلث مساحة المحميات البحرية المبلّغ عنها لأنشطة مدمرة على نطاق صناعي".
ويشير الباحثون إلى أن المحميات البحرية الكبيرة تقع بشكل غير متناسب في المناطق النائية والأقاليم الخارجية عن سيطرة الدول، مما يترك الموائل والأنواع المهمة غير محمية ومعرضة للخطر في معظم أنحاء المحيط.
وتعتقد "بايك" أنه يمكن للمحميات البحرية جيدة التصميم والإدارة والتنفيذ أن توفر فوائد هائلة لكل من البشر والطبيعة. وتقول "لقد حان الوقت للعمل الجماعي قبل فوات الأوان بالنسبة لمحيطنا وكوكبنا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات المحمیات البحریة من المحیط
إقرأ أيضاً:
لا هدوء في المحيط الهاديء
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
كل مؤشرات القلق والفزع والرعب والخوف في البحار والمحيطات تقف وراءها القوى العظمى، فالمحيط الأكبر، والأشهر بهدوئه المصطنع، اصبح ملاذاً لكل السفن الحربية (الأمريكية والصينية واليابانية والهندية والبريطانية والاسترالية والنيوزلندية والفلبينية ناهيك عن سفن الكوريتين). .
اشتركوا كلهم في نشر حاملاتهم وفرقاطاتهم غرب المحيط في الوقت الذي وصل فيه التنافس إلى اخطر مؤشراته بين واشنطن وبكين من اجل فرض هيمنتهم البحرية في المنطقة. .
ولكي نكون بالصورة لابد ان نذكر ان حاملة الطائرات الأمريكية جورج واشنطن George Washington عادت في وقت سابق إلى مينائها الرئيسي في اليابان، ورست على ارصفة قاعدة يوكوسوكا البحرية Yokosuka naval base بالقرب من طوكيو، لتكون بمثابة واحدة من السفن الحربية الأمريكية المنتشرة لدى الدول الحليفة. .
ودخلت الصين في الوقت نفسه بأسطول يتألف من أكثر من 370 سفينة حربية، بما في ذلك حاملاتها الموجودة بالخدمة الفعلية. حيث اظهرت الصور المنشورة الآن على موقع X تحركات حاملة الطائرات جورج واشنطن وهي تغادر ميناءها لإجراء مناورات بحرية في منطقة عمليات الأسطول السابع الأمريكي، التي تغطي غرب المحيط الهادئ والمحيط الهندي. وشاركت أيضاً في تدريبات سفن الإنزال على سواحل جزيرة إيو تو Iwo To وهي جزيرة يابانية تقع على بُعد 750 ميلاً جنوب طوكيو. بينما كانت حاملة الطائرات الصينية لياونينج Liaoning تعمل في الوقت نفسه على بعد 124 ميلا شمال جزيرة (كوبا Kuba)، وهي جزء من جزر (سينكاكو Senkaku) جنوب غرب اليابان. ثم انضمت اربع سفن حربية إلى حاملة الطائرات لياونينغ في بحر الصين الشرقي، وكانت تتألف من المدمرتين: (Tangshan)، و (Qiqihar)، بالإضافة إلى الفرقاطتين: (Tangshan)، و (Binzhou). .
والشيء بالشيء يذكر ان جزر (سينكاكو) هي جزر غير مأهولة، وتعرف باسم جزر (دياويو Diaoyu) في الصين، التي تطالب بضمها والاستيلاء عليها، الأمر الذي اضطر اليابان إلى إرسال سفينة وطائرة تابعتين لقوتها الدفاعية، بالإضافة إلى طائرات مقاتلة تابعة للقوات الجوية اليابانية. .
ختاماً وعلى وجه العموم شهد المحيط هذا العام تحركات حربية متنوعة، من بينها مناورات عسكرية في مضيق تايوان من قبل الجيش الصيني. وكانت في جنوب شرق آسيا تحركات لحاملة الطائرات الفرنسية (شارل ديغول). بالإضافة إلى ذلك، هناك توقعات بحدوث صراعات، مثل الصراع في شبه الجزيرة الكورية، والصراع بين الصين والولايات المتحدة، مما يثير المخاوف بفقدان الهدوء في المحيط الهادئ.