قال فريق من علماء الفلك إن المجال المغناطيسي للشمس ليس عميقا كما كان يعتقد سابقا، ما يلقي ضوءا جديدا على أصوله الغامضة التي حيرتهم لمدة 400 عام.

ومنذ توثيق البقع الداكنة على الشمس، المعروفة باسم البقع الشمسية (العلامات المنذرة للنشاط الشمسي المغناطيسي) من قبل عالم الفلك الإيطالي غاليليو في وقت مبكر من عام 1612، حاول العلماء فهم مصدر المجال المغناطيسي المتغير باستمرار للشمس.

إقرأ المزيد "الأسوأ منذ 165 عاما".. عالم يحذر من عواصف شمسية قوية قد تضرب الأرض في صيف 2025

وكانت النظريات تقول إنه يتم توليده في أعماق النجم، على عمق نحو 130 ألف ميل (نحو 210 آلاف كم) تحت سطح الشمس.

ومع ذلك، تشير عمليات محاكاة حاسوبية معقدة الآن إلى أن هذه الظاهرة الشمسية أقل عمقا بكثير مما كان يعتقد سابقا، على عمق نحو 20 ألف ميل (32 ألف كم).

ويشير هذا الاكتشاف إلى أن المجال المغناطيسي للشمس ينشأ من عدم الاستقرار في البلازما عبر الطبقات الخارجية لسطح الشمس، وليس من أعماق النجم كما كان يعتقد سابقا.

وتمنح هذه النتائج العلماء فرصة أفضل للتنبؤ بشكل أكثر دقة بالعواصف الشمسية القوية التي تسبب ظهور الأضواء الشمالية في سماء الليل، ويمكن أن تسبب أيضا انقطاع التيار الكهربائي، وتعطيل الإنترنت، وحتى تدمير الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض.

ويوضح دانييل ليكوانيت، الأستاذ المساعد في قسم العلوم الهندسية والرياضيات التطبيقية بجامعة نورث وسترن في الولايات المتحدة: "إن فهم أصل المجال المغناطيسي للشمس كان سؤالا مفتوحا منذ غاليليو، وهو مهم للتنبؤ بالنشاط الشمسي المستقبلي، مثل التوهجات التي تنطلق من الشمس ويمكن أن تضرب الأرض".

وأضاف: "على الرغم من أن العديد من جوانب ديناميكيات الطاقة الشمسية ما تزال محاطة بالغموض، فإن عملنا يخطو خطوات هائلة في حل واحدة من أقدم المشاكل التي لم يتم حلها في الفيزياء النظرية ويفتح الطريق أمام تنبؤات أفضل للنشاط الشمسي الخطير".

إقرأ المزيد عواقب غمر البلازما الشمسية للأرض

وخلال الدراسة، طور العلماء نماذج حديثة لمحاكاة المجال المغناطيسي الشمسي لمعرفة المزيد حول البقع الشمسية والتوهجات التي تظهر على سطح الشمس مدفوعة بالمجال المغناطيسي، والذي يتم توليده داخليا من خلال عملية تسمى عمل الدينامو الشمسي.

وأظهرت المحاكاة أن التغيرات في تدفق الغاز المتأين فائق السخونة (المعروف باسم البلازما) داخل طبقات سطح الشمس كان كافيا لتوليد مجالات مغناطيسية في نفس المناطق.

وفي المقابل، قال العلماء إن التغيرات في الطبقات العميقة أنتجت مجالات شمسية أقل واقعية، وتتركز بالقرب من قطبي الشمس بدلا من خط الاستواء.

وتمكنت النماذج الحاسوبية أيضا من توضيح كيفية ارتباط البقع الشمسية بالنشاط المغناطيسي للشمس.

وأوضح الفريق أن الأنماط التي شوهدت في عمليات المحاكاة تتطابق مع المواقع والجداول الزمنية للبقع الشمسية التي لاحظها علماء الفلك منذ عصر غاليليو.

وقال كيتون بيرنز، عالم الأبحاث في قسم الرياضيات بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة: "أعتقد أن هذه النتيجة قد تكون مثيرة للجدل. لقد ركز معظم المجتمع على إيجاد عمل الدينامو عميقا في الشمس. ونحن الآن نظهر أن هناك آلية مختلفة تبدو أكثر توافقا مع الملاحظات".

المصدر: إندبندنت

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الارض الشمس الطاقة الشمسية دراسات علمية فيزياء معلومات عامة معلومات علمية المجال المغناطیسی المغناطیسی للشمس

إقرأ أيضاً:

«الصحة» تحذر من خطورة الشمس على الجلد.. وخبير يكشف أبرز الأضرار

حذرت وزارة الصحة والسكان، المواطنين من التعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام؛ منعا للإصابة بالمشاكل والمضاعفات الصحية الخطيرة على الجلد.

وقالت وزارة الصحة والسكان، في بيان، إن التعرض لأشعة الشمس يكون مفيدا في الأوقات التي ينصح بها الأطباء فقط، بينما هناك أوقات التعرض المبالغ فيه لأشعة الشمس يسبب مشاكل صحية ومرضية تؤثر سلبا على صحة الجلد بشكل عام.

خطر كبير على صحة الجلد

ومن جانبه، قال الدكتور ماهر محمود استشاري الأمراض الجلدية، إن التعرض للشمس يمثل خطرا كبيرا على صحة الجلد ويسبب حروقا من الدرجة الثانية أحيانا وتصل خطورة التعرض للشمس إلى حد الإصابة بسرطان الجلد والحروق، إضافة إلى زيادة حب الشباب وانتشار التصبغات وظهور التجاعيد فضلا عن زيادة النمش الذي يظهر عند أصحاب البشرة البيضاء، كما يزيد من قشرة الرأس، مشيرا إلى أن الوقت الصحيح للتعرض للشمس قبل الساعة 10 صباحا وبعد الساعة الخامسة مساء بمعنى أن الفترة الخطرة للتعرض للشمس هي من 10 إلى 5 مساء وننصح دائما بتفادي التعرض للشمس في هذا الوقت .

أضاف أن الشمس لها فوائد عديدة منها أنها مضادة للإصابة بالاكتئاب كما أن 90% من فيتامين «د» نحصل عليها بسبب التعرض لأشعة الشمس في الأوقات المناسبة كما أنها تحفز الجسم على مواجهة السمنة والتقليل من خطر الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني.

وقال: «ينبغي الحرص على ارتداء الواقيات الشمسية والنظارات وكذلك استخدام المرطبات الجلدية وكريمات الحماية منعا لحدوث أي إصابات أو مضاعفات صحية مثل غمقان الجلد والحروق من الدرجة الثانية»، وتابع: «عند ظهور إحمرار وفقاعات على سطح الجلد يجب التوجه فورا للمستشفى وهو ما يتطلب أسبوعا بحد أقصى للعلاج والتعافي التام».

شرب كميات معقولة من المياه

ونصح بضرورة شرب كميات معقولة من المياه خاصة عند التعرض لأشعة الشمس، مشيرا إلى أن الدراسات الحديثة أثبتت أن التعرض لحروق الشمس سيزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد، مشيرا للفرق بين حروق الشمس والتسمم الشمسي، قائلا: كلاهما ينتج عن قضاء الكثير من الوقت في الشمس مع حماية غير كافية أو عدم وجود حماية على الإطلاق.

ونصح بالابتعاد عن الشمس وشرب الكثير من الماء والراحة وفي حالة التعرض لحروق الشمس، ويمكن اللجوء إلى وضع كمادات باردة أو هلام الصبار أو الكريمات الخالية من العطور.

مقالات مشابهة

  • علماء يحددون العوامل التي تُمكن من الإصابة بمرض الزهايمر
  • من خلايا دماغ بشري.. علماء يصنعون كمبيوتراً خارقاً
  • «الصحة» تحذر من خطورة الشمس على الجلد.. وخبير يكشف أبرز الأضرار
  • هل تهدد العواصف الشمسية مستقبل رحلات الاستكشاف المأهولة للكوكب الأحمر؟
  • مخاوف من خطر قد يواجه رواد الفضاء بعد عاصفة شمسية ضخمة ضربت المريخ
  • علماء يكتشفون حفريات "شبح البحر" الطائر في أستراليا
  • نصائح مهمة للحماية من حساسية الشمس
  • علماء: طول الأيام على الأرض يزداد بسبب النواة الداخلية
  • أشعة الشمس وآثارها الضارة على البشرة
  • علماء يكتشفون السر.. لماذا تعمر النساء أكثر من الرجال؟