عندما أعلن عن نزال مايك تايسون واليوتيوبر الذي أصبح ملاكما جيك بول، سأل عدد كبير من المتابعين: كيف لأسطورة ملاكمة عمره 58 عاما، مواجهة ملاكم شاب يبلغ من العمر 27 عاما؟

وقبل 10 أعوام من ولادة الملاكم جيك بول فاز تايسون بلقبه الأول في بطولة العالم للوزن الثقيل والآن سيتواجه الرجلان في نزال تحتسب نتيجته ضمن سجل كل منهما.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إضراب عمال السكك الحديدية في باريس قبل شهرين من انطلاق أولمبياد 2024إضراب عمال السكك الحديدية في ...list 2 of 2رغم قتلها 193 رياضيا.. رئيس اللجنة البارالمبية الدولية: لماذا نعاقب إسرائيل؟رغم قتلها 193 رياضيا.. رئيس ...end of list

وبدا الجمهور منقسمًا حيال الأمر، حيث يعتقد مشجعون أن تايسون سيدمر بول، بينما يرى آخرون أن جسد تايسون المسن لن يصمد وأن النزال يشكل خطورة على صحته.

ومع اقتراب النزال المقرر في 20 يوليو/تموز المقبل في أرلينغتون بولاية تكساس، أثار تايسون إعجاب الكثيرين بفيديوهاته التدريبية.

تايسون يتوعد بول ويرد على المشككين في عودته للملاكمة: أنا جميل
المزيد: https://t.co/ZLbKFbuUGY pic.twitter.com/bJ4cmGTUy7

— الجزيرة نت رياضة (@AJASports) May 14, 2024

ويبدو أنه في حالة جيدة بالنسبة لعمره ولا يزال بإمكانه توجيه لكمات قوية لخصمه، لكن الأمر استغرق وقتا طويلا للعودة إلى ما هو عليه اليوم.

لكن فارق السن لم يكن المشكلة الوحيدة أمام تايسون بل ثمة أمر آخر كان يحول دون صعود تايسون إلى الحلبة.

من الكرسي المتحرك إلى الحلبة

شارك تايسون مؤخرًا قصة معركته مع عرق النسا، الذي يسبب ألمًا شديدًا وضعفًا وخدرًا من الظهر إلى الساق.

يقول تايسون "إنها معجزة لأنني لم أكن أعرف ما الذي سيحدث في حياتي. كنت خائفا من أنني سأبقى على كرسي متحرك بقية حياتي. تشعر بالإحباط الشديد عندما يؤلمك ظهرك، لا يوجد شيء يمكنني فعله، كنت عديم الفائدة".

عانى تايسون من "التهاب عرق النسا" في أسفل ظهره، وهي مشكلة أجبرته قبل على البقاء في فراشه لأسابيع.

والمشكلة ذاتها أصابت نجم الملاكمة في ختام مسيرته الاحترافية، وكانت أحد الأسباب التي أجبرته على اعتزال اللعب قبل نحو 19 عامًا.

Just 2 years ago, Mike Tyson was pictured in a wheelchair at the airport, now he's scheduled to fight Jake Paul pic.twitter.com/pTC9rnfp9N

— Best MMA Moments (@XcellentMMA) March 7, 2024

وشوهد تايسون على كرسي متحرك عدة مرات خلال السنوات القليلة الماضية حتى أواخر عام 2023. ثم بدأ العلاج مع الدكتور أبهيناف غوتام من منظمة "ريليف"، ويبدو أن أعراضه قد اختفت تمامًا.

وسمح له ذلك بالتفكير في العودة إلى الحلبة، وهو الآن يستعد لمواجهة ملاكم خطير وأصغر سنًا بكثير منه.

واكتسب تايسون شهرة واسعة منذ شبابه، حيث أصبح أصغر بطل للوزن الثقيل في التاريخ، بعد فوزه على تريفور بربيك عام 1986 وعمره 20 عامًا، وفاز في 50 من أصل 58 نزالًا للمحترفين قبل الاعتزال.

وأعلن تايسون اعتزاله بعد الهزيمة أمام كيفن مكبرايد في 2005.

I’m coming for you #PaulTyson pic.twitter.com/la9vrHvq3L

— Mike Tyson (@MikeTyson) April 16, 2024

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

الجاحظ قبل سيمون.. نحو «جندرة عربية»

لقد ظل الحديث في الثقافة العربية المعاصرة حول موضوع المرأة ينصرف إلى فاعلية تقفز على الذات، إلى سياق يجد تمثيله في واقع غير واقعنا، ذلك أنه متصل بحوار مقحمٍ في وعينا، إنها مسألة «الجندر»، ولعل ما يؤسف له أن غالب الأفكار المطروحة هو تقليد لما يُكتب ويُبحث فيه بين مجتمعات نازعتها خصوصيتها حتى انتهت إلى القول فيها بالحل، وعلى تناولنا لما يجري هناك أصبح حديثنا مقطوعا عن التأثير المباشر في الواقع، بل يؤزمه أكثر، وليس السبب أننا معفون من هذا النوع من المشكلات، بل لأن القضية الأساس لدينا لا تتصل بالمساواة بين الرجل والمرأة، بل بمسائل أخرى ذات صلة بفهم الواقع قبل الخوض فيه، ورغم كل شيء لا تزال مجتمعاتنا تؤذي نفسها بالانصراف إلى قضاياها عبر غياب فهم تمظهراتها الاجتماعية.

فرغم تكاثر الدراسات في الغرب حول المرأة والتمييز ضدها، والاتهامات بطغيان الذكورية في النشاط الاجتماعي في: «الطبقة والحرفة والقانون...» ما أنتج تغييبا متعمدا للمرأة، ظهر أولا في إقصائها من سوق العمل بدوافع تتصل بالنوع، إلا أن ثقافتنا العربية كانت سبّاقة في التأكيد على حداثة العلاقة بين المرأة والرجل، وهي حداثة أصيلة وليست مستوردة، ولا يمكن لها أن تكون إلا كذلك، والسبب أنها نابعة مما نسميه «أصالة البنية»، فنحن أول من كشف زيف التفوق الذكوري في المجتمع، وعندما نقول نحن، فالإشارة إلى فضائنا العربي، وهو بعدُ يدبر مشاغله دون أية إملاءات مفروضة، وهي إملاءات تعتقد بأننا مجتمع لم يتشكل بعد، ولا يحق له أن يملك هُويته، ولذا ينفرط عقد الجماعة العربية لا بسبب قوة هذا الغازي الثقافي بأن يملي علينا ما يجب أن نفعل؟، وكيف ندير مجتمعاتنا، بل السبب كله في ممارساتنا مشوِّهة الأدوات، هو التغييب الكامل لبنى الوعي التقدمي في ثقافتنا العربية، فقبل سيمون دي بوفوار (1908م- 1986م) وكتابها «الجنس الآخر- 1949م» والذي فككت فيها علاقات السلطة بالمجتمع، وبينت المظلومية الأنثوية في سياق المجتمع الغربي، لتكشف كيف تم استثمار النوع لأجل تعطيل قدرات المرأة، وسحبها بعيدا عن فضاء الإنتاج في سياقاته كافة، وبحق استطاعت أن تحدِث ثورة في الوعي الغربي حينها، وقبل عالمة الاجتماع البريطانية آن أوكلي في كتابها (الجنس-الجندر والمجتمع- 1972م) وهو عمل أكثر تماسكا من الناحية المنهجية، ويعد تطورا لشكاية دي بوفوار التي أرادت فهم طبائع سلطة الذكور والتعتيم على النساء، فأوكلي توصلت إلى أن المشكلة لا تتصل بالحتمية البيولوجية بل تعود إلى سياق التنشئة، كل هذا في سياقهم، وتعد هذه الأشكال المعرفية استجابة طبيعية لشواغل حقيقية واجهت بناءهم الاجتماعي. أين المشكلة إذن؟ المشكلة تتعلق بنا نحن؟ كيف؟ دعنا نرى!

إنه وبسبب من غياب الوعي النقدي بالتراث، والانخراط في قراءات غير معرفية، تآكلت فينا قنوات الاتصال بالذات، لأن الحقيقة أن انشغالنا بهذه المسألة سابق لأعمال دي بوفوار وأوكلي، وهو أمر يشير إلى أصالة الطرح في تراثنا العربي، ذلك أن موضوعة «المرأة» في الذاكرة العربية لم تكن غائبة، بل نعرف كيف استجاب مثقفونا لقضية التطور والتغيير في المجتمع، ووضعوا بصماتهم بشكل حداثوي ذلك حتى قبل أن تتبلور هذه المسائل في سياق المدنية الحديثة، وهو أمر شبيه بما واجه نسويات العالم الغربي، ومن أكثر الأمور طرافة أن جندرتنا العربية لم تتأسس على يد النسوية، بل جاءت على يد أبي عثمان عمرو بن بحر «الجاحظ» (150 هـ - 255هـ) وهنا أشير إلى عمله «رسالة النساء» وهي عمل تحرري بامتياز إذا كنا بحاجة إلى استخدام هذا اللفظ الذي يحمل دلالات مؤسلبة للذات، فشيخنا يعد بحق مؤسسا لجندرة عربية أصيلة، جندرةٌ لا تقفز على حقائق المجتمع، بل تأتي استجابة موضوعية لمشكلاته، وآثارها المعيقة لتطور الذات الجماعية، وجهد الجاحظ أقرب إلى سياق السيسيولوجيا المعاصرة، فالرجل من حساسيته تجاه فكرة البنى في مجتمعه أنجز هذه الرسالة في القرن الثالث الهجري، لا ليمارس ترفا فكريا، بل ليعالج ما تبدى له من مشكلات في قضية «النوع» فأراد مواجهتها عبر تفكيك جذور الإشكالية، وهو أمر يشبه إلى حدٍ كبيرٍ ما قام به فيلسوف الحقائق المتوحشة ميشيل فوكو ( 1926م- 1984م) وهو يدرس أشكال الهيمنة في الفضاء الاجتماعي، ويعمل بقوة لصالح تفكيك بنى السلطة فيه، إذ شرح في كتابه «المعرفة والسلطة - 1980م» كيف يدبر الخطاب الاجتماعي قواعد سلطته على الفضاء الاجتماعي؟ وكيف أن هذه السلطة تنتج معارفها لصالح تجذير حضورها في الوعي؟ وهنا تصبح السلطة الذكورية خطابا قبل كل شيء.

أما صاحبنا وببيانه الباذخ سابقا رؤية فوكو، عبر قيامه بتفكيك خطاب السلطة الذكورية في مجتمعه، وبيان زيف التفوق الذكوري المزعوم والمخدوم باستثمار أعمى لما استقر من ترسيمات في الوعي أو تشكلات في بنية الخطاب، وهو القول إن تفوق الرجل يقوم على نقص عقل المرأة، فكتب: «وقد رأينا من النساء من يفوق عقلها عقل الرجل، ويزيد فضلها على فضله، كما رأينا من الرجال من هو دون المرأة، فليس النقص من النساء لازمًا، ولا الفضل من الرجال دائمًا - الجزء الرابع، صـ 77». والجاحظ هنا يرفض الحتمية الجندرية التي ترى الفضل يعود إلى امتياز العقلانية في الفعل، امتيازا لا يصح للمرأة الاقتراب منه، كما أنه يرفض التقسيم بين ذكر وأنثى بناءً على فروقات جوهرية، والرجل مبكرا يؤسس لفهم التمثيل الاجتماعي خارج إطاره البايولوجي، ليدخله في سياق تحليلي دارسا له في إطارٍ من نقد جعله يرفض ربط الكفاءة بالذكورة، بل رآها مسألة فردية في الأساس.

ولا تقف حداثة الجاحظ هنا فقط، بل إنه يدخل إلى المنطقة الأكثر حساسية، وهي مسألة الكفاءة السياسية للمرأة، ويؤكد أنها لا تعود إلى خصائص في «النوع» بقدر ما هي مَلكات في الذات، يتساوى فيها الرجل والمرأة، كتب يقول: «ولو كان نقصان العقل طبعًا لا يزايلهن، لما رأينا امرأة تصيب في التدبير، وتحسن الحيلة، وتبلغ الغاية، وتهزم الرجل، وتدبّر العسكر، وتحكم البلد». إنها حداثة أصيلة، وليست صدىً، فالحكم على طبائع وعي المرأة هو أمرٌ لا يتعلق بمسألة النوع، بل إن الحكمة فاعلية مشتركة بين الرجال والنساء، وكيف أن النساء هنا لسن فقط نظيرات للرجل في القدرات التي هي من ميدان فعله، بل يمتلكن التفوق عليه فيها، وهو موقف ناقد للهيمنة الذكورية.

ولأننا بصدد تقعيد أصول للجندرة العربية، فإننا لا نزال مع نصوص رسالة «النساء»، وفي نص بليغ ينبغي أن يوضع أمام كل من يهرف بتغييب المرأة في الثقافة العربية، ويصل متعبا إلى التراث لينتخب نصوصا أو يُذكِّر بأحداثٍ يعتقد فيها وعبر تأويله المضطرب أنها دالة على إقصاء المرأة، فعليه أن يقرأ ما كتبه الجاحظ حول أن عقلانية الشيء لا ترتبط بالنوع، كتب: «وفي الرجال حمقى كما في النساء عاقلات، وإنما هو تفاوت الطبائع لا تفاوت الأجناس- الرسائل- ص80».

إن الدعوة إلى انخراط فاعل في التراث، لن تسمح لنا فقط ببناء حالات من الرضا عن الذات، بل تسهم في تأصيل كثير من بنى الوعي فينا، إذ سنكون قادرين على مخاطبة أزماتنا الاجتماعية برسوخ وثبات، ما سيجعل النظر فيها ممكنا من الناحية الموضوعية لاستنباط حلولها من سياقنا الخاص، ولأننا نرى كيف ينخرط البعض في تبني منتجات السياق الغربي دون وعي ليتسبب في مضاعفة الأذى لمجتمعه، نرى بأن الحل أن يوفر العقل الاجتماعي العربي جهده لبناء أصالته، فهي فقط من ستطور أدواته لإصلاح مجتمعه لا تخريبه.

لقد عاشت مقولات الجاحظ بعده لسنوات طويلة، لكنها انقطعت عنا لغياب الصلة الثقافية بتراثنا، فها هو ابن حزم يقول في طوق الحمامة: «وقد رأيت من النساء من يفوقن الرجال في العقل والأدب والدين، كما رأيت من الرجال من هو دون النساء».

غسان علي عثمان كاتب سوداني

مقالات مشابهة

  • لاعب يتعرض لإصابة خطيرة بـ"كرسي طائش" ألقي من الجماهير
  • الجاحظ قبل سيمون.. نحو «جندرة عربية»
  • جندي على كرسي الطبيب
  • ثورة النسوان الثانية 
  • تقرير: تغيّر المناخ يهدد صحة الحوامل حول العالم
  • تايمز: ما أهمية الأرقام 86 و47 وما علاقتهما بالدعوة إلى اغتيال ترامب؟
  • هبة اليوسف تهدي طفلتها طقم كرسي جابر.. فيديو
  • جنوب إفريقيا تهزم نيجيريا وتتأهل إلى نهائي كأس أفريقيا لأقل من 20 عاماً
  • “الدندر والسوكي وسنجة” .. والي القضارف يكرم قائد متحرك النبأ اليقين
  • كرسي الأمير فيصل بن خالد لدراسات الطاقة المتجددة بجامعة الحدود الشمالية يعزز البحث في كفاءة الطاقة والتقنيات المستدامة