المصالح الأجنبية تعمّق الحرب في السودان ولا سبيل لإيقافها سوى الدبلوماسية الإقليمية
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
نشر موقع "كونفرسيشن" الأميركي مقالا لأحد الأكاديميين الأفارقة بالمؤسسات الأكاديمية في الولايات المتحدة، يتناول فيه الحرب في السودان ويقترح كيفية الوصول إلى السلام هناك.
يستهل الأكاديمي جون موكوم مبّكو، أستاذ الاقتصاد في جامعة ويبر ستيت الأميركية والزميل الأول غير المقيم في مؤسسة بروكينغز بواشنطن، مقاله باستعراض الأهوال التي نتجت عن الحرب في السودان، وأبرزها مقتل أكثر من 150 ألف شخص، ونزوح أكثر من 14 مليونا، بينهم 3 ملايين فروا إلى دول الجوار، وتحول العاصمة الخرطوم إلى مدينة منكوبة.
ويرى المقال أن جذور هذه الحرب تعود إلى توترات عرقية وسياسية واقتصادية قديمة، لكنها ازدادت سوءا بسبب التدخلات الخارجية غير المحايدة، حيث فاقمت الأطراف الدولية والإقليمية الصراع بدلا من حله.
واستشهد بعبارة لمنظمة العفو الدولية حول الاستجابة الدولية للصراع في السودان، إذ وصفت المنظمة هذه الاستجابة بأنها "مخيبة للآمال بشكل مؤلم".
ويشير الكاتب، المتخصص في أزمات الحكم الأفريقية، إلى أن إنهاء الصراع في السودان يتطلب التزاما دوليا جادا بالحياد، مع دعم الشعب السوداني لحل أزماته بنفسه.
دور الاتحاد الأفريقي
ولتحقيق ذلك، يقول الكاتب، يجب تفعيل الدبلوماسية الإقليمية، وعلى رأسها دور الاتحاد الإفريقي.
ثم يعود مبّكو مستدركا أن الاتحاد الإفريقي، رغم شعاره القائل "حلول إفريقية للمشكلات الإفريقية"، لم يُفعّل دوره كما يجب، إذ لم يُحاسب قادة الحرب، ولم يحصّن المدنيين.
ويقترح المقال خطوات يمكن للاتحاد الأفريقي اتخاذها، منها:
التعاون مع الأمم المتحدة لإرسال بعثة لحماية المدنيين ومراقبة حقوق الإنسان، خصوصا النساء والفتيات، والمساعدة في عودة النازحين. تشكيل فريق خبراء للتحقيق في الانتهاكات، لا سيما العنف الجنسي، ورفع النتائج إلى مجلس السلم والأمن الأفريقي. التنسيق مع الجامعة العربية لضمان موقف موحد يخدم مصالح السودانيين في السلام والتنمية. معالجة الأسباب الجذرية للنزاع، مثل: الفقر، والتمييز، والتهميش السياسي، والاقتصادي. جون موكوم مبّكو: السلام في السودان لن يتحقق إلا من خلال عمل دولي وإقليمي منسق وجاد، يدعم الديمقراطية ويبني مؤسسات مستقلة، ويعزز ثقة المواطنين بمؤسساتهم، باعتبار أن ذلك هو الطريق الوحيد نحو الاستقرار والتنمية. خبرات الزعماء الأفارقةويقترح الكاتب أيضا الاستفادة من خبرات الزعماء الأفارقة الحاليين والسابقين في الوساطة وحل النزاعات، مثل: ثابو مبيكي، وموسى فكي، وأولوسيغون أوباسانغو.
إعلانأما بالنسبة إلى الولايات المتحدة، فيقول الكاتب إنها لعبت دورا مهما في الماضي من خلال "اتفاقيات أبراهام"، التي أدت إلى تطبيع جزئي بين السودان وإسرائيل، ورفعت اسم السودان من قائمة "الدول الراعية للإرهاب".
الدور الأميركيوأشار إلى أن هذا التقارب مع أميركا كان من الممكن أن يشكّل أساسا للتعاون المستقبلي، خاصة بعد عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 2025، لولا أن الحرب الحالية وعدم الاستقرار السياسي عطّلا هذا المسار.
ويستمر مبّكو ليقول إن ترامب لم يبدِ اهتماما فعليا بالسودان، رغم أن اتفاقيات أبراهام كانت إنجازا كبيرا له، إذ لم يتطرق إلى هذه الأزمة خلال زيارته إلى السعودية في مايو 2025.
ويختم الكاتب المقال بالتشديد على أن السلام في السودان لن يتحقق إلا من خلال عمل دولي وإقليمي منسق وجاد، يدعم الديمقراطية ويبني مؤسسات مستقلة، ويعزز ثقة المواطنين بمؤسساتهم، باعتبار أن ذلك الطريق هو الوحيد نحو الاستقرار والتنمية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات فی السودان
إقرأ أيضاً:
موديز تخفض تصنيف البنك الأفريقي للتصدير بسبب ضعف الأصول
خفضت وكالة مودز للتصنيف الائتماني تصنيفها للبنك الأفريقي للتصدير والاستيراد "أفريكسيم بنك"، في ثاني انخفاض له خلال شهر، مرجعة أسباب ذلك إلى تراجع الأصول وضعف الوصول إلى مصادر التمويل.
وخفضت الوكالة تصنيفها للبنك من درجة بي 1 إلى درجة بي 2، مما يضعه في خانة السلبي والرديء، لكنها غيرت رؤيتها المستقبلية من سلبية إلى مستقرة، بحسب بيان صادر مساء الثلاثاء.
وقالت موديز إن البنك انتهج في الفترة الأخيرة سياسة تخضع للضغوط، أصبح بموجبها يقدّم قروضا لدول ذات أوضاع مالية متعثرة، مما أخرجه عن مساره التقليدي المتمثل في تمويل التجارة وتمويل المشاريع الاستثمارية بين الدول الأوضاع.
ويمكن أن يؤدي تخفيض التصنيف الائتماني للبنك إلى ارتفاع كلفة الإقراض، وبالتالي التأثير على أسعار الفائدة المطبّقة على الديون.
وتزامن تخفيض تصنيف البنك مع جهود تبذلها إدارته في حماية قروضها من إعادة الهيكلة الجارية في غانا وزامبيا وملاوي، مشدّدة على أنه يتمسك بصفة "دائن مفضل" كمؤسّسة متعددة الأطراف.
وكان البنك يتمتّع تاريخيا بتمويل متنوع ومنخفض التكلفة من خلال قروض ثنائية ومجمعة بدلا من الاعتماد على رأس الأموال.
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، خفضت وكالة فيتش تصنيفها للبنك مع نظرة مستقبلية سلبية، مما يعدّ إنذارا بتراجع آخر محتمل.
وقد تراجعت سندات "أفريكسيم بنك" بعد خفض فيتش إلى أدنى مستوياتها خلال عام في منتصف يونيو/حزيران الماضي، قبل أن تتعافى لاحقًا.