موقع النيلين:
2025-07-30@06:02:47 GMT

???? مَن هو المتضرر من نشاط حمدوك؟

تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT

مع غروب شمس كل يوم وشروق شمس يوم آخر جديد، تتناقص المسافة بين الشعب السوداني الذي يعيش أحلك أيامه منذ الاستقلال ورئيس الوزراء السابق “د عبد الله حمدوك”، وبالتالي تتناقص فرص العودة إلى الجلوس في ذلك الكرسي. وفي الوقت ذاته، وبشكل عكسي، يزداد الجنرالات اقتراباً من باب الوصول إلى القواعد الجماهيرية يوماً بعد آخر…
حرباً شعبوية وسياسية خاضها “حمدوك” ضد الجنرالات، ولكن حظي الجنرالات بالفوز في كسب المؤيدين، ولم يحظ حمدوك بشرف اعترافه بالهزيمة، ولم يستوعب حتى الآن أن قادة الجيش استحوذوا على الغنيمة كاملة، وأقاموا في مركز القرار بحسب نتائج استبيانات الرأي العام التلقائية…

جعل اللغو والصراخ السياسيين من عميل مكشوف ك “حمدوك”، بطلاً قومياً خلال السنوات العجاف الماضية، وسرعان ما سقطت عنه ورقة التوت الوطنية التي كان يتدثر بها، حتى أعلن عن نفسه سياسي بدرجة “مراسلة” لدى الإماراتيين، بعد ظهوره الأخير برفقة “عبد الواحد نور” و “عبد العزيز الحلو”، وهو يبتسم، لأنه نجح في حرمان شعب جبال النوبة من الغذاء والدواء بإفشاله الاتفاق الإنساني بين الحركة الشعبية وحكومة السودان، الموقع في جوبا مطلع هذا الأسبوع.

اجتهاد “حمدوك” ومن خلفه “الامارات” في إسقاط هذه الفرصة، ( اتفاق كباشي_الحلو)، يعني استمرار السودان في دفع ثمن باهظ من حيث التشرذم السياسي، والانهيار الاقتصادي، والصراع المستمر، و التشابك القاتل في الصراعات المحلية .

منذ اندلاع الحرب، وبسبب مباشر من حراك “حمدوك” الدولي المكثف، ثم وراثة النشاط الدبلوماسي لميليشيا الدعم السريع وهذا الدور، أبطل كل تعاطف دولي وإقليمي مع القضية السودانية وملايين المهجرين قسرياً و القتلى، وجرى تزوير الرؤية القطبية الغربية التي كانت تعمل في توقيت ما بشكل جدي على إنهاء الحرب في السودان بقراءات تعزز مطالب الشعب السوداني، ولكن اجتهد “حمدوك” في تأبيد العداء السوداني- السوداني ووضعه ضمن سياق لا علاقة له بمصالح الشعب السوداني العملية والمباشرة، كرفضه الاحتلال ونهب موارده والعبث بأمنه المجتمعي والقومي.

كانت الفرصة مواتية لأن يتطور اتفاق المساعدات الإنسانية الموقع في جوبا مدعوماً بضمانات دولية قوية، لأن يصبح اتفاقاً لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين، وحده ما سيمكن منطقة جنوب كردفان خاصة والسودان عامة من استعادة إمكاناته وتأمين مستقبل أكثر إشراقاً لمواطنيه.

عاجلاً أم آجلاً ، سيذهب أهل جبال النوبة نحو مزيد من السلام، ولكن سيكونوا قد دفعوا كثيراًمن الأثمان الرهيبة قبل أن يلتحقوا بما كان متاحاً لهم الآن بتكاليف أقل، ولكن حمدوك و مشغليه قد قطعوا عليه الطريق.
محبتي واحترامي

رشان اوشي
رشان اوشيإنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

إنقسام السنابل لا يسر وطني ولكن الأحزاب السودانية تتجاهل الدروس

إنقسام السنابل لا يسر وطني ولكن الأحزاب السودانية تتجاهل الدروس:
أحزاب الحركة السياسية السودانية لا تتعلم من دروس التاريخ. اعتمدت هذه الأحزاب على سلاح الحركة الشعبية السودانية لتحرير السودان للقتال نيابة عنها وإعادتها إلى مقاعد الحكم. لكن الحركة الشعبية إستعملت هذه الأحزاب وأساءت استخدامها لانتزاع أقصى التنازلات من الحكومة السودانية، وانتهى بها الأمر بتقسيم السودان حيث استولت على الجنوب ونفطه وموارده لصالح نخبتها الحاكمة وليس لصالح المهمشين في الأرض.

لكن الحركة السياسية السودانية لم تتعلم أي درس، ولذلك كررت أخطائها مرة أخرى عندما اعتمدت على الجنجويد للقتال نيابة عنها وحماية عرشها بين عامي 2019 وأبريل 2023 أو لاستعادة سلطتها منذ ذلك تاريخ بداية الحرب. ولكن كما هو متوقع، استخدم الجنجويد الأحزاب السياسية لتنظيف سجلهم وإخفاء إجرامه الوحشي وغسيل كمونية سمعتهم.
لكن لم يكتفِ الجنجويد بذلك، فبدأوا في أكل الأحزاب السياسية واحدا تلو الآخر. والنتيجةً لذلك، انقسام حزب الأمة، وكذلك التجمع الاتحادي، والآن ينقسم حزب المؤتمر السوداني إلى قسمٍ مؤيدٍ للجنجويد صراحةً، وقسمٍ آخر يتظاهر بالحياد. وياتي المنقسمون بنفس البذاءات الجزافية التي قذفها رفاقهم علي الآخرين بلغة المركز والهامش والنخبوية والإقصاء ومناصرة بنية الدولة القديمة.

حتى بيت المهدي الكبير انقسم: بعض ذريته مع الحكومة والدولة، وبعضهم يدعم الجنجويد علنًا، وبعضهم يدعمهم سرًا، وبعضهم محايدٌ بنزاهة. وكذلك انقسمت الحركة الجمهورية إذ هاجر رهط من أهلها من الرسالة الثانية من الإسلام إلي الرسالة الثانية من الجنجوة الدقلوية التي نسخت الرسالة الأولي فيرشن موسي هلال.

فهكذا قد أثبت الجنجويد إنهم سكينٍ حادٍّ في خاصرة من أمسك بها. وحتي اليسار الذي يحمد له ترفعه عن مخالطة الجنجا وجَدا الاجانب لكنه انزوى وأصابه شلل السكت حتي لا يفسد منطق علي مسافة واحدة من غزو أجنبي وميليشا همجية.

الشجن الأليم:
متي تفهم الأحزاب أن الاعتماد على قوة الآخرين — سواءً كانت بندقية حركات أو ميليشياتٍ مسلحةً أو دعمًا أجنبيًا — هو انتحارٌ سياسيٌ بطيء. ففي النهاية، يستعملك صاحب البندقية أو المال الأجنبي، ثم يلقى بك في كوشة التاريخ بعد إستنزاف كرامتك، وتدنيس سمعتك، وسلبك أعز ما تملك ونهب وطنك وعزلك عن جماهير شعبك البحبك. وانت ما بتعرف صليحك من عدوك.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • خالد أبو بكر: نقدر الجهود الحالية ولكن لا بد من محاسبة حال وجود تقصير
  • السوداني: سوريا تمثل أمنا قوميا للعراق.. أفكار التقسيم مرفوضة
  • الجيش السوداني ينفتح ويحكم قبضته على منطقة حيوية في كردفان
  • مني أركو: تشكيل ما يُسمى «حكومة تأسيس» يمهّد لتدخل دولي في الشأن السوداني
  • رئيس الوزراء السوداني يعين 5 وزراء جدد في حكومته
  • شاهد بالفيديو.. التيكتوكر السودانية الحسناء “صفاء” تسخر من حكومة تأسيس: (مبروك يا القحاتة ومبروك يا راجل تسابيح ومبرك يا خالد سفة وحكومة ستحكم الشعب السوداني أون لاين)
  • إنقسام السنابل لا يسر وطني ولكن الأحزاب السودانية تتجاهل الدروس
  • رفض قاطع.. وتوعد بإحباط المشروع.. الجيش السوداني يصف الحكومة الموازية بـ«المؤامرة»
  • لن نفرط.. وزير “المعادن” السوداني يعلن الحرب على مهربي الذهب
  • انفصال فعلي".. حميدتي يعلن حكومة ومجلسا رئاسياً من قلب دارفور ويصعّد التحدي للجيش السوداني!