وزارة الحج السعودية تلاحق الشركات الوهمية دولياً
تاريخ النشر: 26th, May 2024 GMT
سرايا - وصف الدكتور عايض الغوينم، وكيل وزارة الحج والعمرة لشؤون الحج في السعودية، أن الشركات الوهمية وما تقوم به من عمليات احتيال يعد «جريمة متكاملة الأركان» سواء في الداخل أو الخارج، موضحاً أن هناك عملاً مع «باكستان، ومصر، والعراق» وعدد من الدول التي تكثر بها مثل هذه الحملات، وجرى الإطاحة بمثل هذه الشركات في تلك الدول.
وتحدث الغوينم، خلال حوار مع «الشرق الأوسط»، عن جهود دولية لملاحقة الشركات الوهمية، وخاصة تلك الدول التي يكثر فيها الإعلان عن مثل هذه الحملات الوهمية، ويقول: «كان هناك رصد من قبلنا وجرى الضبط والإيقاف في هذه الدول»، موضحاً أن من يقوم بالنصب والاحتيال على الحجاج يدرك تماماً أن المستهدفين لا يمكنهم تأدية الحج وسط كل الاحتياطات الأمنية التي يجري تنفيذها لسلامة الحجاج.
وعن ملاحقة الشركات داخلياً، أوضح الغوينم أن هناك استعداداً وجهوزية من منظومة حج وطنية لمواجهة مثل هذه الممارسات الخاطئة، «وأنتم تتابعون عن كثب الإعلانات التي تجري على منصات التواصل الاجتماعي من القبض على من تسول له نفسه إيهام الحجاج بأنه يمكن له أن يقدم لهم خدمات الحج بطريقة غير نظامية».
ومن المهم، كما يقول الغوينم، أن «نوجه رسالة لكل من يرغب في الحج، أن يتقدم من خلال المنصات الرسمية (نسك) لحجاج الداخل، كذلك مكاتب شؤون الحجاج في الدول الإسلامية، ومن خلال منصة (نسك حج) للدول غير الإسلامية»، مرحباً بمن تمكن من الحصول على مقعد لحج هذا العام، وحذر من لم يحصل على مقعد بعدم القدوم لأن العقوبة رادعة، وغرامة تصل إلى 10 آلاف ريال، وترحيل من الأراضي السعودية، ومنع دخولها في حال ضُبط متسللاً لدخول الحج.
تجويد الخدمات
وقال إن الضوابط على الشركات مقدمة الخدمة ستكون في موسم الحج للعام الحالي أقوى مما كانت عليه، مشدداً على أنه لن يكون هناك أي تهاون ضمن منظومة الحج بما في ذلك الدخول غير النظامي للمشاعر المقدسة، وسيكون الرد حازماً ورادعاً.
وتوقع الوكيل زيادة في أعداد الحجاج عما كان مسجلاً العام الماضي، لافتاً إلى قدرة الوزارة والجهات المشاركة التشغيلية والخدمية التي تضمن تقديم الخدمة لأكبر قدر من الحجاج، في ظل وجود 400 شركة في كافة التخصصات في تقديم الخدمات ونقل وتقديم الإعاشة.
ويلعب القطاع الخاص دوراً مهماً في منظومة الحج، وهو ما أشار إليه الوكيل، متحدثاً عن 35 شركة متخصصة في تقديم الخدمة، و63 شركة نقل، و300 مزود لخدمات الإعاشة، لذلك يعد القطاع الخاص شريكاً رئيسياً في تقديم خدمات الحج.
وتابع الغوينم حديثه، بأن وزارة الحج والعمرة حريصة على تمكين القطاع من تجويد الخدمات، والتأكد من أن الخدمة التي تقدم للحجاج هي وفق ما جرى التعاقد عليه، «وقد طورنا التصنيف الكمي والنوعي للخدمات لضمان ألا يكون هناك أي تلاعب أو أي قصور في تقديم الخدمة للحجاج».
مراقبة الشركات
من الأسئلة التي كان الرد فيها حازماً من وكيل الوزارة، كانت حول أداء الشركات ومراقبتها في الحج، بقوله إن «الضوابط ستكون في موسم الحج للعام الحالي أقوى مما كانت عليه»، وأردف بأن «هناك مبادرة (امتثال) والتي تعنى بلائحة تفصيلية للعقوبات والجزاءات التي يجري إيقاعها على مقدم الخدمة في حال عدم التزامه بالخطط التفصيلية في موسم الحج».
وجرى إيقاف شركتين عن العمل نهائياً في العام الماضي، والحديث للغوينم، الذي قال إنه جرى مخالفة عدد من الشركات بمبالغ كبيرة، كما قامت الوزارة بتعويض الحجاج الذين لم يحصلوا على بعض الخدمات التي لم تقدم لهم، وجرى إعادة الأموال سواء كانوا من الحجاج داخل السعودية أو خارجها.
الضوابط الصحية والحوكمة
تحدث وكيل وزارة الحج عن الضوابط الصحية والتعليمات التي أقرتها وزارة الصحة للتأكد من صحة الحجاج، موضحاً أنه لا يوجد هناك اختلاف جوهري عما جرى الإعلان عنه في الموسم الماضي، مؤكداً أنه وُضعت جميع الاستعدادات الصحية من أَسرّة ميدانية ومستشفيات ووسائل نقل مع الهلال الأحمر، وطواقم صحية ميدانياً، جميعها على أهبة الاستعداد لمواجهة أي عارض صحي لا قدر الله قد يعكر صفو حج هذا العام.
وحول حوكمة الشركات، قال الغوينم، إن ما يجري من تحول في قطاع الحج هو تاريخي، قائلاً إن ما نلاحظه اليوم من حوكمة واضحة للشركات أوجد منافسة شريفة وإلغاء العمل الاحتكاري الذي كان سائداً في الأعوام الماضية، والذي انطلق مع موسم 1441هـ بتحول مؤسسات أرباب الطوافة إلى شركات مساهمة، وجرى احتضانها لمدة 3 أعوام لتمكين الشركات المساهمة من التحول، كما جرى فتح المجال لشركات جديدة، ومنح صلاحية تقديم الخدمات لأي دولة وليس الارتباط بنطاق جغرافي أو دول محددة.
الشركات والتحول
يؤكد الوكيل أن عدد الشركات التي تقدم الخدمة لحجاج الخارج قبل خمسة أعوام كان 6 شركات، واليوم «لدينا 35 شركة، وجرى في هذا العام الترخيص لـ15 شركة جديدة من الشركات الرائدة في مجال الضيافة، لذلك نتفق جميعاً في قطاع الحج على التحول من الطوافة للضيافة»، لافتاً إلى نوعية الخدمات التي تقدم بطريقة الضيافة وليس بطريقة الطوافة، وهي عبارة عن حزمة، «وكل حزمة فيها تصنيف نوعي وكمي للخدمة، ومسعر، وبالتالي الحاج يختار مقدم ونوع الخدمة التي يحتاجها».
الحج بلا تصريح
في هذا الجانب لفت وكيل وزارة الحج إلى عدة نقاط من أبرزها حجم العمل الذي تقوم به الجهات المشاركة في الحج، والتي تزيد على 40 شركة وفقاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين؛ إذ عملت خلال الأعوام الماضية على تقديم أفضل الخدمات للحجاج وفق آلية التسجيل المسبق ومعرفة أعداد الحجاج، وبالتالي نضمن أن الحاج يحصل على الخدمة.
وأضاف الغوينم أن «ما يجري رصده من دخول حجاج غير نظاميين يربك العمليات التشغيلية، إضافة إلى بعض المخاطر التي تُرصد من خلال الافتراش واستخدام نمط الراجلة في التنقل بين المشاعر المقدسة، ما يؤدي بشكل أو بآخر إلى التهلكة، وهذا مخالف لكافة الأنظمة ولنص الفتوى الشرعية التي بينت أن من يأتي الحج بلا تصريح يأثم».
طوق أمني
وعمن يتسلل إلى مكة، شدد الغوينم على أن وزارة الحج وكافة الجهات ستكون حازمة في الردع للحد من الدخول غير النظامي في المشاعر المقدسة كذلك مكة المكرمة، موضحاً أن الجهات الحكومية وعلى رأسها الجهات الأمنية تقوم بعمل جبار في هذا السياق من خلال عمل أطواق أمنية داخل مكة المكرمة للحد من دخول المتسللين من الحجاج غير النظاميين على مسارات الخدمة المقدمة للحجاج النظاميين.
زيادة أعداد الحجاج
قال وكيل وزارة الحج إننا في موسم حج هذا العام نتوقع زيادة عما كان مسجلاً في موسم حج العام الماضي، إلا أنه من الصعب تحديد أرقام في هذه الأيام عن تلك الزيادة إلا مع نهاية يوم عرفة، مؤكداً أن العدد في هذا العام سيكون أكبر من العدد الذي جرى خدمته في العام الماضي، وأن نعود إلى ما كنا عليه وأكثر في الموسم الحالي، وخاصة أن وزارة الحج والجهات المشاركة لديها القدرات التشغيلية والخدمية التي تضمن تقديم الخدمة لأكبر قدر من الحجاج.
الشرق الاوسط
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: وکیل وزارة الحج تقدیم الخدمة العام الماضی من الحجاج هذا العام فی تقدیم فی موسم من خلال فی هذا
إقرأ أيضاً:
الإسعاف: نقل 30368 طفلًا مبتسرًا بشكل آمن خلال النصف الأول من العام
أعلن الدكتور عمرو رشيد، رئيس مجلس إدارة هيئة الإسعاف المصرية، أن الإسعاف المصري تمكن من نقل ٣٠٣٦٨ طفلًا مبتسرًا خلال النصف الأول من العام الجاري بشكل آمن ووفق أعلى معايير السلامة والتعقيم، وذلك عبر أسطول حضّانات هيئة الإسعاف المصرية المتنقل، والذي يبلغ قوامه ١٠٧ حضّانة متنقلة يتم إدارتها بأكثر من ٧٣٠ من الأطقم الإسعافية المدربة فنيًا وتقنيًا للتعامل مع الأطفال المبتسرين.
وحول القيمة الحقيقية التي يجسدها ذلك الرقم، أوضح الدكتور عمرو رشيد أن كل طفل تم نقله هو سند صريح وترجمة حقيقية لاستحقاق دستوري هام أقره المُشرِّع المصري في حق المواطن في تلقي خدمة طبية لائقة، عبر مظلة صحية قوية دعمتها القيادة السياسية لتشمل كافة أرجاء الجمهورية، بشكل فعلي لامس حيز الواقع لأكثر من ثلاثين ألف أسرة مصرية وضعت ثقتها في منظومة الإسعاف المصري في ظرف غاية في الدقة لنقل أبنائهم المبتسرين.
مشروع "رعايات مصروأضاف أن المساندة لا تقتصر فقط على إتاحة الخدمة، بل وتقديمها بشكل مجاني للأطفال المبتسرين أثناء نقلهم ما بين المستشفيات الحكومية، أو الحالات التي تتبع مشروع "رعايات مصر"، والذي دشنه ويشرف عليه الأستاذ الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، والخاص بتوفير أسِرّة الرعاية والحضّانات.
وحول التكلفة الفعلية للخدمة، أكد الدكتور عمرو رشيد أن الدولة تدعم تلك الخدمة بشكل عام، ولا يقتصر الدعم على فئة معينة، فالمواطن في حالة نقل طفله المبتسر إلى مستشفى خاص، فإنه يتحمل ٣٠٪ من التكلفة الحقيقية للخدمة على أقصى تقدير.
وفي قراءة متأنية لبعض الأرقام التي تضمنها التقرير النصف سنوي لأسطول حضّانات هيئة الإسعاف المصرية، أكد الدكتور عمرو رشيد أن أحد أهم الأرقام من حيث الدلالة هو نقل ٤١٩١ طفلًا مبتسرًا على أجهزة التنفس الصناعي، وهي حالة طبية غاية في الدقة تقتضي حرصًا وتجهيزًا شديدًا أثناء نقل الطفل، والرقم يعكس القدرة الفنية والعملية لرجال الإسعاف المصري الذين أثبتوا مهارة فائقة في التعامل مع تلك النوعية من الحالات.
مضيفًا أن محافظة القاهرة احتلت المرتبة الأولى في حجم الخدمات بأكثر من ثلاثة آلاف خدمة، تليها محافظة الغربية بهامش بسيط، وحلّت محافظة الدقهلية في المرتبة الثالثة بما يقارب ٢٢٥٠ حالة نقل.
وحول أقل المحافظات طلبًا لتلك الخدمة، حلّت محافظتا شمال سيناء وجنوب سيناء بإجمالي ٢٧ حالة نقل، واستأثر إقليم الدلتا بالنصيب الأكبر من حجم الخدمات بما يقارب ٨٨٤٠ خدمة.
وفي ختام استعراضه للتقرير، أكد الدكتور عمرو رشيد أن ذلك النجاح هو نتاج عمل جيش جرار من رجال الإسعاف المصري يمثلون كافة الأطياف الوظيفية من أطباء، ومهندسين، وصيادلة، وفرق دعم لوجيستي، ولكن يأتي في صدارتهم الأطقم الإسعافية التي قطعت ملايين الكيلومترات في سبيل إنقاذ عشرات الآلاف من الأطفال، في رسالة طمأنة لأسرهم مفادها أن الدولة المصرية تساند أبناءها مهما كان الظرف أو الموقف الذي ألمّ بهم.