أسباب مرض السكري: رحلة لفهم اختلال توازن السكر في الجسم
تاريخ النشر: 27th, May 2024 GMT
الجديد برس:
يُعد مرض السكري من أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً في العالم، ويُصيب ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار. لكن ما هي العوامل التي تُؤدي إلى ظهوره؟
في هذا الموضوع، سنغوص في رحلةٍ لفهم أسباب مرض السكري، ونُسلط الضوء على الأنواع المختلفة لهذا المرض، ونناقش العوامل الوراثية والبيئية التي تُؤثر على ظهوره.
*ما هو مرض السكري؟
ببساطة، مرض السكري هو اضطراب في طريقة استخدام الجسم للجلوكوز (السكر) للحصول على الطاقة. يُعد الجلوكوز مصدراً رئيسياً للطاقة للخلايا، ويصل إلى هذه الخلايا عبر مجرى الدم بمساعدة هرمون الأنسولين الذي يُفرزه البنكرياس.
*اختلال توازن السكر في الجسم:
يحدث اختلال توازن السكر في الجسم عندما لا ينتج البنكرياس كمية كافية من الأنسولين أو عندما لا تستجيب خلايا الجسم للأنسولين بشكل طبيعي.
*نتائج اختلال توازن السكر:
– ارتفاع مستويات السكر في الدم: يُعدّ ارتفاع مستويات السكر في الدم (فرط سكر الدم) هو السمة المميزة لمرض السكري.
– مقاومة الأنسولين: تحدث مقاومة الأنسولين عندما لا تستجيب خلايا الجسم للأنسولين بشكل طبيعي، مما يُؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
– نقص السكر في الدم: يحدث نقص السكر في الدم (انخفاض سكر الدم) عندما تنخفض مستويات السكر في الدم إلى ما دون المستوى الطبيعي.
*أنواع مرض السكري:
– مرض السكري من النوع الأول: في هذا النوع، يهاجم الجهاز المناعي خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين، مما يُؤدي إلى نقصٍ حادٍ في إفراز هذا الهرمون. يُصيب هذا النوع عادةً الأطفال والمراهقين، ويُعرف أيضاً بمرض السكري المعتمد على الأنسولين.
– مرض السكري من النوع الثاني: هو النوع الأكثر شيوعاً، ويحدث عندما يُصبح الجسم مقاوماً للأنسولين أو عندما لا ينتج البنكرياس كمية كافية منه. يُصيب هذا النوع عادةً البالغين، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالسمنة وقلة النشاط البدني.
– مرض السكري الحملي: يحدث هذا النوع من السكري خلال فترة الحمل، وعادةً ما يختفي بعد الولادة.
– أنواع أخرى من مرض السكري: تشمل بعض الأنواع الأخرى الأقل شيوعاً مرض السكري الكلوي ومرض السكري الناتج عن الأدوية.
*عوامل الخطر:
تُؤثر العديد من العوامل الوراثية والبيئية على خطر الإصابة بمرض السكري، وتشمل:
– العوامل الوراثية: إذا كان لديك أفراد من العائلة يُعانون من مرض السكري، فإنك تكون أكثر عرضة للإصابة به.
– السمنة: تُعد السمنة من أهم عوامل الخطر لمرض السكري من النوع الثاني.
– قلة النشاط البدني: عدم ممارسة الرياضة بانتظام يُزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
– العمر: يزداد خطر الإصابة بمرض السكري مع تقدم العمر، خاصةً بعد سن 45 عاماً.
– تاريخ العائلة مع سكري الحمل: إذا كنتِ قد أصبتِ بسكري الحمل في الماضي، فإنكِ تكونين أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني في وقت لاحق.
– ارتفاع ضغط الدم: يُعد ارتفاع ضغط الدم عامل خطر لمرض السكري من النوع الثاني.
– ارتفاع الكوليسترول: ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار (LDL) يُعد عامل خطر لمرض السكري من النوع الثاني.
– التدخين: يُعد التدخين من العوامل التي تُزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
*الوقاية من مرض السكري:
على الرغم من أن بعض أنواع مرض السكري لا يمكن الوقاية منها، إلا أن هناك العديد من الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وتشمل:
– الحفاظ على وزن صحي: إنقاص الوزن أو الحفاظ على وزن صحي يُقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
– ممارسة الرياضة بانتظام: يُنصح بممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع.
– اتباع نظام غذائي صحي: اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة ومنخفض الدهون المشبعة والسكريات المضافة يُساعد في التحكم في الوزن وخفض خطر الإصابة بمرض السكري.
– الإقلاع عن التدخين: يُعد التدخين من العوامل التي تُزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، والإقلاع عنه يُقلل من هذا الخطر بشكل كبير.
– الحصول على فحوصات منتظمة للسكري: إذا كنتِ مُعرضاً لخطر الإصابة بمرض السكري، فتحدث إلى طبيبك حول إجراء فحوصات.
*العوامل البيئية:
– النظام الغذائي: يلعب النظام الغذائي دوراً هاماً في الإصابة بمرض السكري، خاصةً مرض السكري من النوع الثاني.
– الإفراط في تناول الكربوهيدرات البسيطة: مثل السكريات الموجودة في المشروبات الغازية والحلويات، يُؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات السكر في الدم، مما قد يُؤدي إلى مقاومة الأنسولين بمرور الوقت.
– قلة تناول الألياف: تُساعد الألياف على إبطاء امتصاص السكر في الدم، مما يُساعد في التحكم في مستوياته.
– تناول الدهون غير الصحية: مثل الدهون المشبعة والدهون المتحولة، يُؤدي إلى زيادة مقاومة الأنسولين.
– قلة النشاط البدني: عدم ممارسة الرياضة بانتظام يُؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة، وهما عاملان رئيسيان لمرض السكري من النوع الثاني.
– التعرض للمواد الكيميائية: أظهرت بعض الدراسات أن التعرض لبعض المواد الكيميائية، مثل مبيدات الآفات، قد يُزيد من خطر الإصابة بمرض السكري.
– الضغط النفسي: يُعدّ الضغط النفسي المزمن من العوامل التي تُؤثر على مستويات السكر في الدم، وقد يُؤدي إلى زيادة مقاومة الأنسولين.
*مضاعفات مرض السكري:
يُعدّ مرض السكري من الأمراض المزمنة التي قد تُؤدي إلى العديد من المضاعفات الخطيرة، وتشمل:
– أمراض القلب والأوعية الدموية: يُعدّ مرض السكري من أهم عوامل الخطر للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
– أمراض الكلى: يُعدّ مرض السكري من أهم أسباب الفشل الكلوي.
– أمراض الأعصاب: قد يُؤدي مرض السكري إلى تلف الأعصاب، مما قد يُسبب ألمًا وخدرًا ووخزًا في القدمين واليدين.
– فقدان البصر: قد يُؤدي مرض السكري إلى تلف شبكية العين، مما قد يُؤدي إلى فقدان البصر.
– مشاكل القدم: قد يُؤدي مرض السكري إلى ضعف الدورة الدموية في القدمين، مما قد يُؤدي إلى الإصابة بقرحات القدم والتهاباتها، وقد تُؤدي في بعض الحالات إلى بتر الأطراف.
*التعايش مع مرض السكري:
على الرغم من أن مرض السكري هو مرض مزمن، إلا أنه يمكن التحكم فيه بشكل جيد من خلال اتباع نمط حياة صحي وتناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب.
تشمل خطوات التحكم في مرض السكري:
– اتباع نظام غذائي صحي: يُساعد اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة ومنخفض الدهون المشبعة والسكريات المضافة في التحكم في مستويات السكر في الدم.
– ممارسة الرياضة بانتظام: يُساعد ممارسة الرياضة بانتظام على التحكم في مستويات السكر في الدم وتحسين حساسية الأنسولين.
– مراقبة مستويات السكر في الدم: يُعدّ مراقبة مستويات السكر في الدم بانتظام ضرورياً لمعرفة مدى فعالية خطة العلاج وإجراء التعديلات اللازمة عليها.
– تناول الأدوية الموصوفة: قد يصف الطبيب بعض الأدوية للمساعدة في التحكم في مستويات السكر في الدم، مثل الأنسولين أو حبوب السكري.
– الحصول على رعاية منتظمة من الطبيب: من المهم الحصول على رعاية منتظمة من الطبيب لمتابعة حالة مرض السكري وإجراء الفحوصات اللازمة.
ختاماً:
يُعدّ مرض السكري من الأمراض المزمنة التي تُؤثر على حياة الملايين من الأشخاص حول العالم.
ومع ذلك، يمكن التحكم في هذا المرض بشكل جيد من خلال اتباع نمط حياة صحي وتناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب.
فهم أسباب مرض السكري يُساعدنا على اتخاذ الخطوات اللازمة للوقاية منه أو التحكم فيه بشكل أفضل.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: من خطر الإصابة بمرض السکری من النوع الثانی لمرض السکری من النوع الثانی مرض السکری من النوع الثانی فی مستویات السکر فی الدم ممارسة الریاضة بانتظام التحکم فی مستویات مقاومة الأنسولین اتباع نظام غذائی ارتفاع مستویات العوامل التی ت فی التحکم فی قد ی ؤدی إلى من العوامل هذا النوع عندما لا مما قد ی ی ساعد
إقرأ أيضاً:
حرب غزة.. مقاربة لفهم استعصاء جبهة اليمن
يستمر إطلاق الصواريخ اليمنية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تعهدت حركة أنصار الله اليمنية باستمرار هجومها على “إسرائيل” ما دامت حرب الإبادة مستمرة على قطاع غزة، وذلك بالرغم من قيام الاحتلال الإسرائيلي بشنّ غارات على اليمن إحداها في 6 مايو الحالي، ألحقت أضراراً بالمطار الرئيسي في العاصمة صنعاء وأدت إلى استشهاد عدد من المدنيين اليمنيين.
وبالرغم من الضربات الأمريكية (سابقاً) والإسرائيلية المستمرة منذ مارس 2025م، وبالرغم من قوتها، والتكاليف المادية والبشرية اليمنية، من غير المتوقع أن تؤثر الضربات الجوية استراتيجياً على القوة اليمنية، أو تثني اليمنيين عن الدفاع عن أنفسهم أو عن القيام بردود أفعال عسكرية انتقامية مقابلة.
إن محاولة فهم استعصاء جبهة اليمن أمام التحالف الدولي الذي أنشأته الولايات المتحدة “حارس الازدهار” و”إسرائيل”، يتطلب فهماً معمقاً لتركيبة اليمن السياسية والاجتماعية والجغرافية، وكذلك لطبيعة جماعة أنصار الله الحوثية وأسلوبها في القتال، وهي على الشكل التالي:
1- الجغرافيا المعقدة:
تمتلك اليمن تضاريس جبلية معقدة تُصعّب العمليات العسكرية التقليدية وتعطي أفضلية لليمني للتخفي وتعيق فعالية الضربات الجوية التي اعتمد عليها الأمريكيون والإسرائيليون في هجومهم على اليمن. كذلك، تشكّل الجبال الوعرة والمرتفعات عوائق طبيعية تسهم في منح ميزة قتالية في الحروب كافة.
هذه التضاريس توفر غطاءً طبيعياً ممتازاً للتمركز، والانسحاب، وإعادة الانتشار، كما تعيق فعالية الطيران والاستطلاع، وهنا، يمكن أن نقول إن الأمريكي والإسرائيلي وقبلهما التحالف الدولي لم يستفيدوا من الدروس التاريخية للقتال في اليمن.
2- الأساليب القتالية:
بسبب الحرب التي يخوضونها منذ عام 2015م، طوّر اليمنيون أساليبهم العسكرية التي تجعل إمكانية هزيمتهم صعبة، يمتلك اليمنيون بنية تحتية عسكرية مرنة ومنتشرة في مناطق متفرقة من الجغرافيا التي يسيطرون عليها في اليمن، ويعتمدون على التخفي، التمويه، واللامركزية القتالية والعسكرية، لذا فإن الضربات لم تؤثر على قدرتهم على إطلاق الصواريخ على تل أبيب واستهداف الطائرات الأمريكية في البحر، وإسقاط الطائرات المسيّرة بدقة.
3- العوامل المجتمعية والعقائدية:
المجتمع اليمني قبلي بطبعه، ويتمتع بتماسك اجتماعي يمنح جماعة أنصار الله الحوثية حاضنة مجتمعية يصعب اختراقها، ويمنع الاقتتال الأهلي الذي يمكن توظيفه من قبل استخبارات خارجية لإضعاف جماعة ما.
زد على ما سبق، أن اليمنيين لا يقاتلون “إسرائيل” والأمريكيين من أجل مصالح سياسية، بل يعتبرون أنفسهم في “حرب مقدسة” لنصرة فلسطين، ما يجعل المقاتل أكثر استعدادًا للتضحية، وأكثر صبرًا على المعاناة، ويعزز من قدرته على الصمود أمام الحصار والهجمات الجوية التي حصلت، والتي أضرّت بالبنية التحتية وأدّت إلى سقوط ضحايا مدنيين.
4- الدعم الخارجي:
أي جماعة مقاتلة لا تمتلك عمقاً استراتيجياً أو تتلقى دعماً خارجياً لا تستطيع أن تصمد طويلاً في مواجهة “أكبر قوة عسكرية في العالم وأكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط”، لذلك فإن الدعم الذي تتلقاه جماعة أنصار الله الحوثية من الخارج يشكّل عاملاً مساعداً في ذلك الاستعصاء، لكنه ليس العامل الحاسم.
اعتمد اليمنيون على تطوير محلي لأسلحة متقدمة، بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيّرة، مستفيدين من الهندسة العكسية للأسلحة المهرّبة واستنساخ تقنيات إيرانية وصينية، إضافة إلى تصنيع محلي للأسلحة باستخدام مواد بسيطة ومكونات تجارية متاحة.
وعليه، من المرجّح أن تستمر جبهة اليمن في إسناد غزة ودعم الفلسطينيين في الصراع مع “إسرائيل”، وذلك لعدة عوامل أهمها:
أولاً: رغبة جماعة أنصار الله في عدم التخلي عن الفلسطينيين في ظل تعرضهم لحرب إبادة. بعد تعرّض أطراف “محور المقاومة” لضربات كبرى، وفي ظل انشغال إيران بمفاوضات ملفها النووي، يبقى اليمني هو الطرف الوحيد (في المحور) القادر والراغب على دعم وإسناد غزة.
ثانياً، رغم تصاعد القصف وتدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن، لا تزال جماعة أنصار الله تحظى بدعم شعبي واسع نسبياً في مناطق سيطرتها، والدليل هو التظاهرات الهائلة التي تخرج كل يوم جمعة نصرة لغزة وفلسطين لأسباب عدة أبرزها التعاطف الشعبي اليمني الواسع مع الفلسطينيين في غزة، حيث يسود الشعور بالمظلومية التاريخية، ما يعزز من تماسك القواعد الشعبية، حتى في ظل التحديات الاقتصادية والخدمية.
ثالثاً: قيام جماعة أنصار الله الحوثية باستهداف “إسرائيل”، يمنحها شرعية إضافية في نظر شريحة واسعة من المجتمع اليمني، وكذلك هم باتوا محط افتخار من قبل شرائح واسعة من الشعوب العربية التي تنظر إلى غزة بعين “العاجز” عن إيقاف حرب الإبادة.
رابعاً: هذه الجبهة تُعد منخفضة الكلفة نسبيًا لليمنيين، مقابل تكلفة عالية تتحملها “إسرائيل” سواء من ناحية أمنها القومي، أم من ناحية الهيبة الدولية، وتأثيرها في الضغوط على نتنياهو داخلياً لعقد صفقة وإنهاء حرب غزة.
هذا إضافة إلى الكلفة الاقتصادية الكبيرة على “إسرائيل” عبر توقف شركات الطيران عن الوصول إلى مطار بن غوريون، والحصار المستمر على الموانئ الإسرائيلية وقدرة اليمنيين على السيطرة على الممرات البحرية الاستراتيجية مثل البحر الأحمر وباب المندب… كل هذه الأمور تجعلها ورقة ضغط سياسية حيوية أساسية- وتقريباً وحيدة خارجياً- لإنهاء الحرب على غزة.
* أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية