أدانت دول ومنظمات عربية وإسلامية، القصف الإسرائيلي الذي استهدف مخيما للنازحين في رفح بقطاع غزة، وطالبوا بتدخل دولي لوقف الحرب على قطاع غزة، وسط قلق قطري من أن يعقد القصف جهود الوساطة الجارية بقطاع غزة".

 

جاء ذلك في بيان صادرة عن السعودية وقطر والكويت، ومصر والأردن، بخلاف فلسطين، إضافة إلى بيانين من منظمة التعاون الإسلامي وأمين الجامعة العربية، أحمد أبو الغيط.

 

ومساء الأحد، قُتل أكثر من 30 فلسطينيا وأصيب العشرات، أغلبهم أطفال ونساء، في قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين في منطقة تل السلطان شمال غرب رفح، رغم أنها كانت ضمن المناطق التي زعم الجيش الإسرائيلي أنها آمنة ويمكن النزوح إليها.

 

ويقع المخيم ضمن مناطق حددها الجيش الإسرائيلي مسبقا على أنها آمنة، ودعا النازحين إلى التوجه إليها، ولم يصدر أي بيانات أو تحذيرات للنازحين وسكان المنطقة لإخلائها، وتأتي المجزرة بعد يومين من قرار محكمة العدل الدولية إيقاف الهجوم العسكري الإسرائيلي في رفح فورا.

 

"مجزرة" وتهديد للوساطة

 

وأعربت السعودية، في بيان للخارجية، عن "إدانة المملكة واستنكارها بأشد العبارات" للاستهداف، واعتبرته "استمرارا لمجازر قوات الاحتلال الاسرائيلي".

 

أهابت بـ"المجتمع الدولي ضرورة التدخل الفوري لوقف المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي للحد من تفاقم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يمر بها الشعب الفلسطيني".

 

وأدانت قطر في بيان للخارجية، القصف ذاته، وعدته "انتهاكا خطيرا للقوانين الدولية من شأنه أن يضاعف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر".

 

وأعربت قطر عن "قلقها من أن يعقد القصف جهود الوساطة الجارية، ويعيق الوصول إلى اتفاق لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين".

 

والسبت، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن المفاوضات مع حركة حماس بشأن التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة ستُستأنف الأسبوع المقبل.

 

في سياق متصل، أدانت الكويت في بيان للخارجية "العدوان الاسرائيلي الجديد على خيام النازحين في مدينة رفح بقطاع غزة"، مؤكدة أن ذلك "تأكيد جلي على الإبادة الجماعية ضد غزة".

 

ودعت إلى "تدخل فوري وحازم من المجتمع الدولي لإلزام قوات الاحتلال بالانصياع لقرار محكمة العدل الدولية الواضح والصّريح بضرورة وقف استهداف مدينة رفح، وتوفير الحماية للشّعب الفلسطيني".

 

مطالبات بموقف دولي

 

كما أدانت مصر، في بيان للخارجية، ذلك القصف، واعتبرته "انتهاكا جديدا وسافرا لأحكام القانون الدولي الإنساني"، مؤكدة أن "هذا الحدث المأساوي، إمعانا في مواصلة استهداف المدنيين العُزّل، والسياسة الممنهجة الرامية لتوسيع رقعة القتل والدمار في قطاع غزة لجعله غير قابل للحياة".

 

وطالبت مصر "إسرائيل بالامتثال لالتزاماتها القانونية كقوة قائمة بالاحتلال، وتنفيذ التدابير الصادرة عن محكمة العدل الدولية بشأن الوقف الفوري للعمليات العسكرية وأية إجراءات أخرى بمدينة رفح الفلسطينية"، بحسب البيان ذاته.

 

وجددت القاهرة مطالبتها إلى "مجلس الأمن، والأطراف الدولية المؤثرة، بضرورة التدخل الفوري لضمان الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنهاء العمليات العسكرية في مدينة رفح الفلسطينية".

 

كما أدان الأردن، في بيان لوزارة الخارجية، "استمرار جرائم الحرب البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وآخرها قصف مخيم للنازحين قرب مقر لـ(الأونروا) برفح".

 

وطالب الأردن وفق البيان، المجتمع الدولي "بضرورة التحرك بشكل فوري وفاعل وإلزام إسرائيل بتحمل مسؤولية ممارساتها ومحاسبتها على أفعالها".

 

مطالبات بمحاسبة إسرائيل

 

على مستوى المنظمات والحركات، أدانت منظمة التعاون الإسلامي في بيان بـ"أشد العبارات قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب مجزرة بشعة بحق المدنيين الفلسطينيين بعد قصفها مخيم مكتظ بآلاف النازحين في مدينة رفح".

 

وجددت المنظمة "دعوتها المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن الدولي تحمل مسؤولياته في إلزام إسرائيل تنفيذ أوامر محكمة العدل الدولية بوقف هذا العدوان الإسرائيلي فورا، وفتح معبر رفح لتمكين دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة".

 

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في تغريدة، الاثنين، بمنصة "إكس": "للأسف يستمر مسلسل جرائم الحرب الأسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني بقصف مخيم النازحين التابع للاونروا في منطقة رفح".

 

وأضاف: "نقدم هذه الجريمة الجديدة للمحاكم الدولية حتي يتعزز لدي هيئاتها ملف الادلة التي تستوجب أن يكون المسؤولون عن هذه الجرائم مطلوبين فعلياً للعدالة الدولية".

 

من جانبها، قالت جماعة الحوثي اليمنية، في بيان "ندين بشدة المجزرة الإسرائيلية البشعة بحق النازحين شمال غربي رفح،

 

وطالبت المجتمع الدولي بـ"الضغط على العدو الصهيوني لسحب قواته من معبر رفح وفتح المعبر وإدخال المساعدات"، محملا "الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن مجزرة رفح وغيرها من المجازر كونها الداعم الرئيسي لإسرائيل ".

 

ومنذ 6 مايو/ أيار الجاري، تشن إسرائيل هجوما بريا على رفح، واحتلت في اليوم التالي، الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر، ما أدى إلى إغلاقه أمام عبور الجرحى ومساعدات إنسانية شحيحة بالأساس.

 

أجبر الهجوم ما لا يقل عن 810 آلاف فلسطيني على النزوح من رفح، التي كان يوجد فيها نحو 1.5 مليون شخص، بينهم حوالي 1.4 مليون نازح من مناطق أخرى في القطاع.

 

وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أكثر من 116 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: محکمة العدل الدولیة فی بیان للخارجیة المجتمع الدولی قوات الاحتلال فی قطاع غزة مدینة رفح

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تكشف عن أزمة بقاء بغزة ولندن تطالب إسرائيل بوقف الحرب

قال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن الناس يواجهون في غزة أزمة بقاء ونصفهم من الأطفال، من جهته قال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي إن استهداف فلسطينيين قرب مركز توزيع مساعدات لا يطاق.

وبحسب المكتب الأممي فإن أكثر من 632 ألف شخص أجبروا على النزوح مرة أخرى منذ 18 مارس/آذار الماضي.

وفي وقت سابق اليوم أعلنت وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 200 فلسطيني وصلوا إلى المستشفيات، بينهم 49 شهيدا، و5 حالات موت سريري، ونحو 30 حالة حرجة في قصف إسرائيلي استهدف فلسطينيين كانوا متوجهين إلى مركز توزيع للمساعدات تديره شركة أميركية غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن الاحتلال الإسرائيلي حول موقع توزيع المساعدات من نقاط للإغاثة الإنسانية إلى مصائد للقتل الجماعي، بينما اعتبرت منظمة "أطباء بلا حدود" أن إسرائيل تستخدم المساعدات أداة لتهجير السكان قسرا.

استنكار ومطالبة

من جهته اعتبر وزير الدفاع البريطاني إن استهداف فلسطينيين قرب مركز توزيع مساعدات لا يطاق ويعزز وجوب أن توقف إسرائيل عمليتها، مشيرا إلى أنه تم إبلاغ نظيره الإسرائيلي بهذا الموقف.

وأضاف هيلي أن على إسرائيل فتح البوابات لدخول المساعدات إلى المدنيين الفلسطينيين. وشدد على ضرورة أن تبدأ إسرائيل بالعمل على المفاوضات للتوصل إلى سلام طويل الأمد.

إعلان

وأوضح أن بلاده تقدم كل الدعم للجهود الأميركية القطرية المصرية لاستعادة وقف إطلاق النار في غزة.

واستأنفت إسرائيل العدوان على غزة في 18 مارس/آذار الماضي بعد أن انقلبت على اتفاق وقف إطلاق النار، وأسفرت غاراتها منذ ذلك الوقت عن استشهاد أكثر من 4117 شخص وإصابة أكثرا من 12 ألفا، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال حرب إبادة ضد سكان القطاع الفلسطيني -وفق توصيف خبراء دوليين- وقد استشهد خلالها أكثر من 54 ألف فلسطيني وأصيب 124 ألفا، وشُرد كل سكان القطاع تقريبا وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تكشف عن أزمة بقاء بغزة ولندن تطالب إسرائيل بوقف الحرب
  • فعاليات تضامن مع غزة بإقليم الباسك الإسباني تطالب بوقف الحرب
  • أكثر من 160 كاتبا إسرائيليا يطالبون بوقف العدوان على غزة.. حرب لا أخلاقية
  • الجيش الإسرائيلي ينذر سكان خان يونس وبني سهيلا وعبسان ويطلب إخلاءها
  • حماس تسلّم ردها على المقترح الأمريكي بوقف الحرب في غزة
  • إن بي سي: معارضة الحرب تتصاعد بصفوف الجيش الإسرائيلي
  • مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: تقرير "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" يظهر أن هدف برنامج إيران النووي ليس سلميًّا
  • عربية النواب: إنشاء 22 مستوطنة إسرائيلية استهانة بالقانون الدولي
  • إسرائيل تنذر بإخلاء 5 مناطق في شمال غزة «فوراً»
  • دعوات لإنهاء حرب غزة خلال حفل الخريجين في هارفارد