دبي: «الخليج»

أكد إعلاميان مخضرمان في مجال الصحافة الاقتصادية أن الإعلام الاقتصادي يحمل خصوصية التأثير في حياة كل فرد، وأنه قائم على الحقائق.

وأشار كل من رائد برقاوي، رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة «الخليج»، ومحمد برهان الرئيس التنفيذي لقناة «سي إن بي سي عربية»، خلال جلسة «الاقتصاد والإعلام.. أزمات عابرة للحدود»، أن دور الإعلام الاقتصادي مهم ويتخطى الأزمات ويواكب المتغيرات الاقتصادية المتسارعة، وأن التحدي الأساسي يكمن في إيجاد الكادر الصحفي المؤهل.

وشدد رائد برقاوي في الجلسة التي أدارتها المذيعة في قناة العربية نادين هاني، خلال اليوم الثالث من فعاليات قمة الإعلام العربي في دبي، على أن الإعلام الاقتصادي يسبق السياسي في تأثيراته، وأنه صادق فهو يتعامل مع أرقام حقيقية، مشيراً إلى ذلك قد يكون السبب في أنه لا ينتشر في وسائط التواصل الاجتماعي كغيره من فئات الإعلام.

وأشار إلى أن الإعلام الاقتصادي لم يصل بعد إلى الجمهور العام، ولا يزال له جمهوره النخبوي، ولكنه أكد أنه تطور على مدار سنوات وخصوصاً في الإمارات التي شهدت حراكاً إعلامياً مواكباً للطفرة الاقتصادية، ولذلك كان الإعلام الاقتصادي في الإمارات سبّاقاً على مستوى المنطقة بسبب مرونة وحيوية الاقتصاد الإماراتي.

رائد برقاوي:

الإعلام الجديد «فاست فود» ولا عدالة في توزيع الإعلاناتالإعلام الاقتصادي يسبق السياسي في تأثيراتهالتواصل الاجتماعي لم يجذب الإعلام الاقتصادي لأنه صادقلا يزال جمهور الإعلام الاقتصادي نخبوياًحيوية الاقتصاد الإماراتي قادت طفرة الإعلام الاقتصاديالإعلام بحاجة للدعم كي لا يصل إلى يوم ويتوقف
الصورة

وقال برقاوي إن هناك تحديات رئيسية تتمثل في الكوادر المؤهلة، فيما التحدي الأكبر الذي لا يقتصر على الإعلام الاقتصادي، هو فقدان العدالة في توزيع عائدات الإعلانات بين الإعلام المهني التقليدي وبين الإعلام الاجتماعي والرقمي الذي يقوم على الاستفادة من محتوى الإعلام المهني والتقليدي لا بل وحتى «يسرقه» أحياناً، فيما يأخذ العائدات ويحتكرها من خلال المنصات العالمية الكبرى، وعلى رأسها «جوجل»، مشيراً إلى أن الإعلام الجديد سريع وعلى طريقة الـ«فاست فود».

وعن المقارنة بين واقع الإعلام الاقتصادي العربي والعالمي، أكد برقاوي أن الإعلام في الغرب ناضج ولا يعتمد على نقل الخبر بقدر ما يقدم خدمات للمؤسسات والجمهور، مجدداً التأكيد على أن الإعلام في المنطقة بحاجة للدعم المادي والمعنوي للاستمرار، وإلا فإنه سيصل إلى يوم ويتوقف.

من جهة أخرى، قال محمد برهان الرئيس التنفيذي لقناة سي إن بي سي عربية، إن قيمة الإعلام الاقتصادي في المنطقة في ارتفاع منذ الطفرة الكبيرة التي بدأت في العام 2003، وحينما بدأ التحول في الإعلام السياسي إلى الاقتصاد الذي بدأ يأخذ حيزاً أوسع. وأضاف أن الإعلام الاقتصادي مهم في فترات الركود والنمو لاتخاذ قرارات سليمة بالنسبة للمستثمرين وأصحاب القرار.

وأكد برهان على أهمية نقل الأخبار التي تؤثر في معيشة الفرد العادي والأزمات والفرص التي تواجهه، موضحاً أن تعدد اللاعبين في الإعلام الاقتصادي المرئي، والتحول السريع في العالم يفرضان الحاجة إلى معرفة توقعات المستقبل وليس فقط ما يجري في الأسواق اليوم.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات رائد برقاوي الإعلام الخليج صحيفة الخليج

إقرأ أيضاً:

مجموعة الأزمات: غزة تقترب من الجوع الجماعي وشروط إعلان المجاعة متحققة

حذرت مجموعة الأزمات الدولية من أن ملامح المجاعة الكاملة بدأت تتجسد على الأرض في قطاع غزة، وسط تصاعد خطر الجوع الجماعي ووصول الأوضاع الإنسانية إلى مرحلة حرجة غير مسبوقة، نتيجة فرض الاحتلال الإسرائيلي حصارا مطبقا على غزة منذ مارس/آذار الماضي.

وقال الخبيران في مجموعة الأزمات روبرت بليتشر وكريس نيوتن إن تقارير الأمم المتحدة تؤكد أن المجاعة أصبحت شبه حتمية ما لم يحدث تدخل فوري وشامل، معتبرين أن السياسات الإسرائيلية المفروضة على القطاع قد تكون بلغت نهايتها المأساوية، بعد أن تحوّلت سياسة تقييد الإمدادات إلى كارثة إنسانية فعلية.

وجاء في تقرير للمجموعة -نشر اليوم الخميس على موقعها، بعنوان "غزة تواجه أسوأ مراحل المجاعة"- أن البيانات الأخيرة تشير إلى أن قطاع غزة تجاوز اثنين من أصل 3 معايير أساسية تعتمدها الأمم المتحدة لإعلان المجاعة، مما يؤكد أن الكارثة لم تعد مجرد احتمال، بل واقع يتفاقم يوما بعد آخر.

محاولات محفوفة بالمخاطر يخوضها آلاف المجوعين بغزة يوميا للحصول على مساعدات غذائية (الجزيرة)خطر الجوع الجماعي

وأكد الخبيران أن سياسة تقييد الإمدادات المفروضة على غزة أوصلت القطاع إلى نقطة النهاية المأساوية، وأن المجاعة لم تعد احتمالا بعيدا بل صارت واقعا يتكشف مع ارتفاع أعداد الوفيات نتيجة الجوع.

ونقلت المجموعة عن نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) التابع للأمم المتحدة تحذيرا صريحا في 29 يوليو/تموز الجاري، يشير إلى أن غزة تسير بسرعة نحو المجاعة، وأن لجنة مراجعة المجاعة (FRC) التابعة للأمم المتحدة اعتبرت وقوع المجاعة "حتميا" في حال لم يتم التدخل فورا.

وبيّن تقرير المجموعة -استنادا إلى تقييمات رسمية صدرت في مايو/أيار الماضي- أن نظام توزيع المساعدات القائم على التنسيق الأميركي-الإسرائيلي من خلال ما يعرف بمؤسسة غزة الإنسانية لم ينجح في حماية السكان من الجوع الجماعي، بل كان من شأنه أن يزيد تفاقم الكارثة.

إعلان

وأكد محللا المجموعة أن هذا النظام لم يُجرب مسبقا، وجاء في وقت ذروة التدهور الإنساني، مما حوّل نقاط توزيع المساعدات إلى بؤر للفوضى والعنف ومصائد للموت تحت أنظار القوات الإسرائيلية، بينما تُرك شمال قطاع غزة يواجه الانهيار الكامل بسبب تركيز المساعدات في الجنوب.

ومؤسسة غزة الإنسانية شركة أميركية يقع مقرها في جنيف بسويسرا، وتأسست في فبراير/شباط 2025، وهدفها المعلن هو ضمان وصول المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة من دون وقوعها في أيدي عناصر المقاومة، لكنها منذ بدء عملها تعرضت لانتقادات كثيرة من قبل الأمم المتحدة وغيرها بسبب الفوضى والعنف وعمليات التدافع الناتجة عن قلة الإمدادات ووجود القوات الإسرائيلية التي تطلق النار على الناس.

مؤشرات إعلان المجاعة

وتوضح التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة أن قطاع غزة تجاوز 2 من أصل 3 مؤشرات أساسية لإعلان المجاعة رسميا، وحسب محللي مجموعة الأزمات الدولية فإن الكارثة أصبحت واقعا يعيشه الفلسطينيون في غزة.

وتقول مجموعة الأزمات إنه وفق أحدث بيانات نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، فإن ربع أسر غزة تعاني من فجوات حادة في استهلاك الغذاء، في حين لم تتعد النسبة 4% في أبريل/نيسان الماضي، وهو ما يفوق العتبة الأممية المحددة بـ20%.

كما بلغ معدل سوء التغذية الحاد لدى الأطفال في غزة 16.5% حسب قياس محيط منتصف الذراع مطلع يوليو/تموز الجاري، متجاوزا المستويات المعتمدة عالميا لتصنيف المجاعة.

أما المؤشر الثالث، المتعلق بعدد الوفيات اليومية غير العنيفة، فلا يزال من الصعب توثيقه رسميا نتيجة القيود الإسرائيلية على جمع البيانات، إلا أن تقارير المستشفيات المحلية أظهرت بوضوح وفاة عشرات من سكان القطاع بسبب الجوع، وارتفاع درجات الحرارة ونقص المياه وانتشار الإسهال، مما يجعل التدهور متسارعا وخطيرا للغاية.

جذور الأزمة الإنسانية

وترجع مجموعة الأزمات الدولية جذور الكارثة الراهنة إلى سياسات ممنهجة يتبعها الاحتلال الإسرائيلي، حيث أبقت أكثر من 2.1 مليون فلسطيني رهن الجوع المستمر منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، عبر فرض 3 موجات متتالية من الحصار المشدد.

وأشارت المجموعة إلى أن التخفيفات الجزئية للقيود لم تتحقق إلا للرد على تحذيرات منظمات الأمم المتحدة مع تكرار المشهد في مارس/آذار ونوفمبر/تشرين الثاني 2024، ثم في مايو/أيار 2025، إلا أن كل دورة إغلاق جديدة كانت تدفع السكان نحو مزيد من الإنهاك والهشاشة.

كما لفت المحللان إلى تصريحات رسمية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تؤكد أن المساعدات الإنسانية كانت مجرد أداة ضغط لأجل نقل السكان نحو الجنوب، حيث يظهر الواقع أن وعود الإغاثة الشاملة لم تترجم فعليا على الأرض، وأن معظم ما حصل عليه السكان في الشمال هو الجوع والموت عند نقاط التوزيع القليلة تحت التهديد والفوضى.

ويخلص تقرير مجموعة الأزمات إلى أن كارثة الجوع الجماعي في غزة أصبحت حقيقة تتفاقم يوميا، وأن التعاطي الدولي مع الأزمة لم يرقَ بعد إلى مستوى خطورة الوضع. محذرا من أن أعداد الضحايا قد ترتفع بشكل مأساوي في الأسابيع المقبلة إذا استمر الوضع على ما هو عليه.

إعلان

يذكر أن نتنياهو أعلن في 27 يوليو/تموز الجاري عن تخفيف بعض القيود المتعلقة بوصول المساعدات للقطاع، وهو بذلك يعيد السيناريو المتكرر: استجابة شكلية للضغوط الدولية التي سرعان ما تتضح محدوديتها فعليا.

ولذلك يؤكد مراقبون أن غزة اليوم تقف على حافة الانهيار الكامل، ولا سبيل لوقف هذا الانحدار الكارثي سوى باستجابة إنسانية عاجلة وشاملة، تقودها الأمم المتحدة وتترافق مع وقف فوري للعمليات القتالية.

مقالات مشابهة

  • الأردن: نؤكد دعمنا للبنان في الأزمات
  • مجموعة الأزمات: غزة تقترب من الجوع الجماعي وشروط إعلان المجاعة متحققة
  • وزير الخارجية الأمريكي يبحث مع نظيره المصري تعزيز السلام والأمن في المنطقة
  • اللقاء الإنساني الموسع بصنعاء يدعو للعمل بعيداً عن الاعتبارات والضغوط السياسية
  • زراعة العنب في القصيم.. إنتاج نوعي يعزّز تنوّع المحاصيل ويدعم الاقتصاد المحلي
  • السياسات الأمريكية والعبث بالنظام الاقتصادي العالمي
  • عمل الشرقية تعقد ندوات لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية بجامعة الزقازيق
  • 2593 مشروعًا للتمكين الاقتصادي بقرى ومراكز أسوان ضمن جهود «الأورمان» والتضامن الاجتماعي
  • إضراب للممرضين بنيجيريا احتجاجا على الرواتب ونقص الكوادر
  • 495 مليار ريال حجم الاقتصاد الرقمي.. وزير الإعلام: إطلاق الإستراتيجية الوطنية للإعلام قريباً