افتتح الشيخ هيثم بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب صاحب السمو حاكم الشارقة بمدينة كلباء معرض “رسائل متبادلة: مراسلات الشيخ سعيد وعائلته”، الذي تنظمه هيئة الشارقة للمتاحف في متحف بيت الشيخ سعيد بن حمد القاسمي، ويضم المعرض مجموعة من الرسائل النادرة المتبادلة بين الشيخ سعيد بن حمد القاسمي وعائلته وأصدقائه ومعارفه.

شهد الافتتاح في الصرح التاريخي الذي تم تشييده في كلباء قبل 125 عاماً وأعيد افتتاحه في أكتوبر الماضي، كل من سعادة عائشة راشد ديماس، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف وسعادة عبد الله غانم الزعابي, رئيس مجلس أحياء كلباء، وعدد من المسؤولين وشخصيات أكاديمية وثقافية.

ويتيح المعرض الذي يستمر حتى 31 ديسمبر 2024، الفرصة أمام الجمهور للاطلاع على مجموعة رسائل تعرض لأول مرة، تحمل قيمة معنوية ودلالات هامة، منها رسالة الشيخ سعيد بن حمد بن ماجد بن سلطان القاسمي، حاكم كلباء، إلى ابنته الشيخة عائشة بنت سعيد، وأخرى إلى ابنة خالته شيخة بنت سيف العبدولي، ورسالة من لطيفة بنت علي بن درويش، والدة الشيخ سعيد وخالته شيخة بنت سيف العبدولي، إلى حفيدتها عائشة بنت سعيد تتحدث فيها عن سعادتها بولادة حفيدتها، ما يؤكد على الروابط العائلية القوية التي تعد سمة مميزة لتراث الشارقة، علاوة على احتوائه لبعض الأزياء النسائية ومواد الزينة الشخصية والأدوات المنزلية ما يزيد من ثراء السرد عن تلك المرحلة.
كما تكشف هذه الرسائل لمحة نادرة عن عصر ما قبل الحداثة وظهور أنظمة البريد الحديثة والبريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث لعبت هذه الرسائل المكتوبة بخط اليد، والتي سلمها الرسل، دورًا حاسمًا في الخطاب الاجتماعي والسياسي في ذلك الوقت، من خلال تقديمها لرؤى عميقة حول الوسط الثقافي والاجتماعي للشيخ سعيد ومعاصريه.
وتؤكد مجموعة “الرسائل المتبادلة “التي تمت مشاركتها من قبل عائلة بن درويش ” السيد عبد العزيز بن درويش ” عمق الروابط العائلية وما تتسم به من الاحترام، فيما تعد هذه الوثائق الشخصية جزءًا من مجموعة أوسع تحتفظ بها هيئة الشارقة للمتاحف، مما يوفر أيضًا للزوار نافذة على النسيج الغني للعلاقات العائلية والاجتماعية في ماضي الشارقة، كما يعد المعرض الذي يقدم ”نسخ طبق الأصل من الرسائل“ حدثًا بارزًا يسهم في الحفاظ على التراث الثقافي لمدينة كلباء والاحتفال به، ويدعو الجميع لاستكشاف التاريخ الغني والجمال المعماري لمتحف بيت الشيخ سعيد بن حمد القاسمي.
هذا ويعتبر متحف بيت الشيخ سعيد بن حمد القاسمي الذي يتميز بتصميمه المعماري الرائع، مركزًا للاستكشاف الثقافي والتاريخي بما يحتويه من قطع أثرية وقصص ذات قيمة إنسانية تجسد ذاكرة المكان لصالح الأجيال القادمة، كما يعد رمزا لحرص وتفاني إمارة الشارقة في حفظ وعرض تراثها الغني للعالم.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

حين لا تأتي الرسائل!

 

 

د. إبراهيم بن سالم السيابي

الحب ليس شيئًا نختاره، ولا بابًا نطرقه بإرادتنا، إنه يتسلل إلينا كما يتسلل الضوء بين ستائر القلب، بهدوء، بخفة، ثم يملأ المكان كله دون أن نشعر؛ فالحب لا يأتي صاخبًا، ولا يعلن نفسه في أول الطريق... يبدأ بنظرة، بضحكة، بحديث عابر، ثم يتحول إلى عمرٍ كامل لا يُمكننا التراجع عنه.

و"هو"… كان من أولئك الذين إذا أحبوا، أحبوا بكُلّهم. لم يكن الحب عنده نزوة، ولا تسلية، ولا فصلًا في رواية تنتهي بعد عدة صفحات، كان إيمانًا داخليًا، صادقًا، يتنفسه كما يتنفس الهواء، ويعيشه كما تُعاش الطمأنينة حين يجد القلب وطنه. كان يرى في الحب ملاذًا، وسكينة، ودفئًا لا يمكن أن يشتريه من العالم كلّه. كان كل ما فيه يخصّ ذاك الحب: ذاكرته، صمته، الأماكن التي مرّ بها، الأغاني التي لم تعد تعنيه إلا لأنها تحمل صوته، عطوره، وطريقة نطقه لاسمه. لم يكن يمرّ على شيء إلا وترك فيه أثرًا منه، كأن من أحبّه أصبح لغة جديدة يقرأ بها كل شيء. كل مكان جلس فيهما معًا، كل طريق مشيا عليه، كل مساء تبادلا فيه حديثًا عاديًا، تحوّل إلى ذكريات لا يشاركها مع أحد.

ثم جاء العيد..

العيد، بما يحمله من فرحٍ للقلوب، من لحظات قرب، من تكبيرات الفجر، ومن انتظار لمن نحبّهم كي يُضيئوا تفاصيل اليوم بكلمة؛ فالعيد موسم المشاعر، ومرآة للقلوب، وفيه تُختبر الذاكرة والمحبّة.

كل الناس كانوا يحتفلون، يرسلون التهاني، يعانقون اللقاء، أما هو، فكان هناك… خلف كل ذلك. لم يكن ينتظر شيئًا من الدنيا في ذلك اليوم، سوى أن يُشعل أحدهم اسمه في هاتفه، برسالة واحدة.

ليست طويلة، لا تحتاج إلى كلمات منمقة، فقط: "عيدك مبارك" كانت كافية أن تردّ له شعوره بالحياة. كان يحمل الهاتف كما لو أنه يحمل روحه فيه. يراه، يفتحه، يُغلقه، ثم يعود إليه، كما يعود العطشان إلى السراب. وفي كل لحظة صمت تمرّ، كان قلبه ينقص شيئًا.

كان العيد يمرُّ من حوله، أصوات التكبير تموج في السماء، الأطفال يركضون بثيابهم الجديدة،

لكن داخله كان صامتًا.. هشًّا.. خاليًا من الفرح؛ فالرسالة التي كان ينتظرها لم تأتِ!

العيد مرّ، والعين ممتلئة بالانتظار، واليد فارغة. هو لم يُعاتب، لم يُظهِر شيئًا، كان فقط يعيش داخله لحظة من الحزن الخفي؛ ذلك النوع من الحزن الذي لا يبكي، لكنه يمكث طويلًا.

لم يكن الأمر مجرد عيد بلا تهنئة؛ بل كان صدىً لخذلان عميق…

لأن من نحبّ، لا ننتظر منه الكثير، فقط أن يتذكر.

أن لا يمرّ بنا مرور الغريب.

ورغم الصمت، لم يتوقف عن الحب.

ولا عن التذكّر.

ولا عن بناء التفاصيل الصغيرة في قلبه كلما مرّت ذكرى، أو عبَر اسمه فجأة في حديث لا علاقة له بشيء.

هو لا يبحث عن حضور، ولا حتى عن وعدٍ قادم، كل ما يريده هو أن يبقى في ذاكرة من أحبّ، كما بقي هو.

تمرُّ عليه الأعوامُ وهو كما هو، قلبه عند أول اللقاء، وصوته داخله يُردّد اسمًا لم يَعد يُقال... لكنّه لا يُنسى.

هو لا يكتب ليُشتكي، ولا ليُسمِع؛ بل لأن الحب حين لا يجد من يُصغي له، يتحوّل إلى كتابة…

إلى نظرة طويلة من النافذة، إلى دعاءٍ خافت في سجدة، إلى شوقٍ يَكبر… ولا يُقال.

وذلك هو... قلب عاش حبًا كبيرًا، وما زال يسكنه كما لو أن الزمن لم يتحرك، كما لو أن العيد لا يبدأ إلا حين تصله تلك الرسالة… ولم تصله بعد.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • حين لا تأتي الرسائل!
  • خالد بن أحمد القاسمي: رؤية حاكم الشارقة جعلت من الوثيقة مرجعاً لتعزيز الوعي
  • سلطان القاسمي يصدر مراسيم أميرية بشأن ترقية الكوادر العسكرية في الهيئات النظامية بالشارقة
  • سلطان القاسمي يصدر مرسوماً أميرياً بتعيين يوسف عبيد الشامسي مديراً عاماً لهيئة الشارقة للدفاع المدني
  • سلطان القاسمي يصدر مرسوماً أميرياً بتعيين سعيد عبيد السويدي نائباً لمدير عام هيئة الشارقة للدفاع المدني
  • فيديو .. لوس انجلوس تتحول الى حرائق.. وصدامات متبادلة ومعارك كر وفر
  • “جوجل” تتيح استخدام نموذج الذكاء الاصطناعي “جيميني” لتلخيص رسائل البريد الإلكتروني
  • «جوجل» تتيح استخدام نموذج الذكاء الاصطناعي «جيميني» لتلخيص رسائل البريد الإلكتروني
  • بلونات وحلوى .. متحف شرم الشيخ يبهر زواره في العيد .. صور
  • إنجازات سلطان في كلباء تحوّل المدينة إلى وجهة خدمية وسياحية