هوكشتاين يوصي بعودة الوضع إلى ما قبل 7 تشرين: واشنطن تسمح باستجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية؟
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
يستعد الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لتشغيل محركاته بين بيروت وتل أبيب، فور التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو إلى هدنة مديدة على الجبهة الغزاوية، سعياً وراء تسويقه لخطة متكاملة تُطبّق على مراحل لتهدئة الوضع في جنوب لبنان، خصوصاً وأنه توصل في تنقلاته السابقة بين إسرائيل ولبنان إلى مشروع اتفاق لم يعد ينقصه، كما يقول مصدر نيابي رفيع لـ"الشرق الأوسط"، سوى وضع اللمسات الأخيرة عليه، في حال نجح الضغط الأميركي في منع إسرائيل من توسعة الحرب التي أخذت تتدحرج نحو خروجها على قواعد الاشتباك، في ضوء تبادل القصف الصاروخي بينها وبين "حزب الله" الذي بدأ يطاول العمقين اللبناني والإسرائيلي، ويكاد يخرج عن السيطرة عليه.
فرئيس المجلس النيابي نبيه بري هو من يتولى التفاوض مع هوكستين، بالإنابة عن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي و"حزب الله"، ويقوم بالتنسيق معهما في كل شاردة وواردة لقطع الطريق على من يحاول المزايدة عليه، وينطلق في تفاوضه، كما قال لـ"الشرق الأوسط"، من التزام لبنان بتطبيق القرار الدولي 1701 أساساً للتوصل إلى اتفاق مرحلي بوساطة أميركية؛ لإعادة الهدوء على امتداد جبهة جنوب لبنان، شرط تقيُّد إسرائيل به وامتناعها عن مواصلة خرق أجوائه براً وبحراً وجواً. وتوقف الرئيس بري أمام قول الوسيط الأميركي إن المرحلة الأخيرة من الاتفاق تتعلق بالحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، ورأى أن الإطار العام للاتفاق ينطلق من الالتزام بتطبيق القرار 1701، وإنهاء الخروق الإسرائيلية للنقاط التي ما زالت موضع اختلاف، وعددها 6 نقاط، وهي جزء من سيادة لبنان على أرضه، و"سبق أن اعترضنا عليها وسجَّلنا تحفظنا لجهة أن الخط الأزرق لا يُعدّ خط الانسحاب الشامل، ما لم ترضخ إسرائيل لمطالبتنا بالانسحاب منها استكمالاً لإخلائها لعدد من النقاط الخاضعة للسيادة اللبنانية والمعترف بها دولياً". وقالت مصادر لبنانية شبه رسمية مواكبة لما آلت إليه المفاوضات التي كان تولاها الرئيس بري، أن المرحلة الأولى من مشروع الاتفاق الحدودي الذي توصل إليه الوسيط الأميركي في تنقلاته السابقة بين بيروت وتل أبيب، تقضي بالعودة بالوضع على الجبهة الجنوبية إلى ما كان عليه قبل السابع من تشرين الأول الماضي؛ أي قبل قيام حركة "حماس" باجتياح المستوطنات الإسرائيلية الواقعة ضمن غلاف غزة، ومبادرة "حزب الله" إلى مساندتها، رداً على الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة.
وأكدت المصادر نفسها أن التزام إسرائيل و"حزب الله" بالمرحلة الأولى من "اتفاق الحدود"، كما سمّاه هوكشتاين، سيؤدي حتماً إلى إعادة الذين نزحوا من البلدين على جانبي الحدود اللبنانية - الإسرائيلية إلى بلداتهم وقراهم، على أن تُستكمل العودة بتعزيز قدرات القوات المسلحة اللبنانية، بما في ذلك التجنيد والتدريب والتجهيز، ليكون في وسعها ضبط الوضع جنوب الليطاني بالتعاون مع القوات الدولية "يونيفيل". ولفتت إلى أنه بمجرد التدقيق في مضامين المرحلة الأولى، لا بد أن نلاحظ أنْ لا ذكر لأي إشارة تتحدث بصراحة عن انسحاب "قوات الرضوان" التابعة لـ"حزب الله" من جنوب الليطاني، إلا إذا كانت العودة إلى ما قبل السابع من أكتوبر الماضي تعني أنه لم يعد من ضرورة لوجودها بهذه الكثافة، على الأقل بما يتعلق بنوعية السلاح الذي تمتلكه في هذه المنطقة. وبالنسبة إلى المرحلة الثانية المتعلقة بالحزمة الاقتصادية الموعودة للبنان، كشفت المصادر السياسية عن أن واشنطن تبدي استعدادها لأن تعيد النظر بموقفها بعدم السماح للبنان باستجرار الكهرباء من الأردن والغاز من مصر عبر سوريا، لرفع منسوب التغذية بالتيار الكهربائي، بذريعة الالتزام بقانون "قيصر" الذي يفرض عقوبات أميركية على النظام السوري. وقالت المصادر إن سماح واشنطن للبنان باستجرار الكهرباء والغاز يأتي متأخراً، بخلاف ما تعهدت به سابقاً بلسان الوسيط الأميركي، في مقابل إنجاح مهمته للوصول إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. وسألت: هل تلتزم بموقفها أم تنقلب عليه في اللحظة الأخيرة؟ وتبقى المرحلة الثالثة المتعلقة بتحديد الحدود اللبنانية - الإسرائيلية على قاعدة الالتزام بالقرار 1701، والتي ستكون موضع ملاحقة من قبل الرئيس بري؛ كونها تشكل الممر الإلزامي للانتقال إلى الحل المستدام للاتفاق الحدودي بين البلدين، وهذا ما يفتح الباب أمام السؤال عمّا إذا كانت هذه المرحلة ستعيد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا إلى السيادة اللبنانية، في ضوء تضارب المعلومات حول مدى استعداد إسرائيل للانسحاب منهما، أو ترحيل بحثهما إلى مرحلة لاحقة، لأنهما ليستا مشمولتين بالقرار 1701، خصوصاً أن الوفود النيابية التي زارت واشنطن مؤخراً نقلت عن هوكشتاين قوله إن الأولوية محصورة بتهدئة الوضع على طول الحدود اللبنانية - الإسرائيلية لمنع توسعة الحرب، وأنْ لا مجال للبحث في المزارع ما دام النظام في سوريا يعدّها جزءاً من أراضيه.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الوسیط الأمیرکی حزب الله
إقرأ أيضاً:
عاجل. غروسي يدين هجوم إسرائيل على إيران ويعرض زيارة طهران لتقييم الوضع في المنشآت النووية
في أعقاب الهجوم العسكري الواسع الذي شنته إسرائيل على إيران، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) أن ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية، هي فوردو وأصفهان وبوشهر، لم تتأثر بالضربات الجوية، وذلك نقلاً عن مسؤولين إيرانيين. اعلان
أفاد مساعد المدير العام للوكالة الإيرانية الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي بأنه قد تم تسجيل تلوث كيميائي وإشعاعي في داخل منشأة نطنز إثر الضربة التي وجهتها إسرائيل فجر الجمعة.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهي هيئة مستقلة تابعة لمنظومة الأمم المتحدة، أن مديرها العام، رافائيل ماريانو غروسي، على تواصل مباشر ومستمر مع الجانب الإيراني لمتابعة تطورات الوضع الميداني وتأثيراته على الأمن النووي وأنه لم يسجل أي ارتفاع في مستويات الإشعاع في الموقع حتى الآن.
إيران كانت تعرض منشأة "نطنز"، أكبر موقع نووي في البلاد، للقصف، وهو ما وثقته مقاطع مصورة أظهرت أعمدة دخان تتصاعد من الموقع.
Relatedالوكالة الدولية تحذر: لا يوجد ضمانات على سلمية البرنامج النووي الإيرانيطهران تهدّد بخطوات تصعيدية رداً على قرار مرتقب للوكالة الذرّية ضدّ برنامجها النوويإيران تؤكد أن الوثائق السرية تضمن حمايتها ونتنياهو يسعى لإقناع ترامب بوقف المفاوضات النووية
وتقع منشأة نطنز الاستراتيجية تحت الأرض، على بُعد نحو 150 ميلاً جنوب العاصمة طهران، بينما تقع منشأة فوردو، أيضاً تحت الأرض، على مسافة 20 ميلاً شمال شرقي مدينة قم المقدّسة.
وأشار خبراء عسكريون لشبكة CNN إلى أن إيران أمضت سنوات في تعزيز تحصينات منشآتها النووية، باستخدام خرسانة متخصصة وأنظمة نفقية معقدة بزاوية 90 درجة، مما يجعل من الصعب تدميرها بالكامل بضربات جوية تقليدية.
في السياق الدبلوماسي، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن الوزير عباس عراقجي، وجّه رسالة إلى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، طالب فيها بإدانة رسمية للهجوم الإسرائيلي.
وأشار عراقجي إلى أن طهران تعتزم اتخاذ "تدابير خاصة" لحماية منشآتها ومعداتها النووية، داعياً إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس محافظي الوكالة لمناقشة التطورات الأخيرة.
وفي موقف واضح، صرح غروسي، الجمعة، أن استهداف المنشآت النووية "يتعارض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي ولوائح الوكالة".
وأكد استعداده للسفر إلى طهران "في أقرب وقت ممكن" لتقييم الوضع الأمني على الأرض، وضمان استمرار إجراءات السلامة ومنع انتشار الأسلحة النووية.
وأضاف غروسي: "أبلغت جميع الأطراف المعنية باستعدادي للمساهمة في خفض التوتر وتقديم ضمانات بخصوص الأمن النووي"، مشدداً على ضرورة عدم استخدام المنشآت النووية كأهداف عسكرية "تحت أي ظرف كان".
وكانت إسرائيل قد نفذت، فجر الجمعة، هجوماً واسعاً على الأراضي الإيرانية باستخدام أكثر من 200 مقاتلة، في عملية أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت خلالها منشآت نووية في عدة مواقع، إضافة إلى اغتيال قيادات عسكرية وعلماء بارزين.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة