ربط إسرائيلي مثير بين التطبيع مع السعودية واتفاق وقف حرب غزة
تاريخ النشر: 2nd, June 2024 GMT
في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود الأمريكية لإنجاز اتفاق تطبيع إقليمي بين السعودية والاحتلال، تتخوف أوساطه من أن الفرصة الزمنية التي يمكن لها أن يخرج خلالها من المأزق المتورط فيه حالياً آخذة في الانغلاق، ورغم مزاعمه بأن الثمن لهذا التطبيع ليس سهلا، خاصة من النواحي السياسية، لكن التغيير ضروري، وهو مطالب باتخاذ قرارات تخرج الإسرائيليين من هذا الوضع المزري الذي يجدون أنفسهم فيه، وإلا سينتقلون من مأزق إلى آخر، وإلى أجل غير مسمى.
الجنرال عاموس يادلين، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية، ومؤسس منظمة "مايند إسرائيل"، وجه نداء عاجلا لقيادة الاحتلال، جاي فيه أن "الزيارة الأخيرة التي قام بها مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، لدولة الاحتلال، أوضحت لها بوضوح أنها تتسابق نحو تقاطع "T" الاستراتيجي، وأن الفرصة متاحة لتقرير أي الاتجاهين يجب أن تسلك، لأن واشنطن تتجه نحو الإغلاق بسرعة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، مما يستدعي من صناع القرار لديه للقيام بعملهم، واتخاذ القرارات، بدلاً من الاستمرار في التأجيل والتعثر، وتجنب القرارات الأساسية، بل عليهم القيام بخطوة استراتيجية ذات طابع تاريخي".
وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "القرار يكمن بالموافقة على صفقة التبادل مع حماس وإبرام اتفاق تطبيع مع السعودية ودول إسلامية أخرى، مما سيسمح بإثبات شرعية وجود دولة الاحتلال "اليهودية" في قلب الشرق الأوسط، والحفاظ على الدعم الإقليمي والدولي للعمل ضد تقوية حماس وإنعاشها، وتجفيف مصادر دخلها، وتصميم وترسيخ تحالف ضد إيران، وكبح الإجراءات القانونية ضد الاحتلال، وهي منجزات جديرة بالاهتمام، ومفضلة على تعريض أمن الاحتلال للخطر، لأن استمرار القتال العبثي في غزة دون هدف سياسي يزيد احتمالات التصعيد على الجبهة الشمالية، والمخاطرة بأن يفرض العالم في النهاية قراره".
وأشار أنه "كأولوية قصوى، قد تكون الأسابيع المقبلة الفرصة الأخيرة لإعادة المختطفين بدل أن يموتون في أنفاق غزة، قبل أن تصبح هذه المأساة دائمة، وتستمر لسنوات، لأن دولة الاحتلال أنشئت بالأساس للسماح لليهود بالعيش في أمان، وقد فشلت في هذه المهمة في السابع من أكتوبر، ونحن ملزمون أن نقطع شوطا طويلا، طريقا طويلا جدا، لإعادتهم، مع قناعة الجهاز الأمني بكيفية التعامل مع نتائج الصفقة مع حماس، لكن طالما لم يتم إطلاق سراحهم من الأسر، فإن ظلاً ثقيلاً سيرافق المجتمع الإسرائيلي، مما سيحجب قدرته على التغلب على الصدمة الجماعية، واستعادة تماسكه وصموده الوطني".
وأوضح أن "صفقة الرهائن ليست مجرد ضرورة أخلاقية عليا للدولة تجاه مواطنيها فحسب، بل هي أيضًا أهم عمل سياسي من المتوقع أن ينقذ دولة الاحتلال من المأزق، ويفتح الباب أمام التحركات السياسية التالية، وعلى رأسها التطبيع، وإنقاذها من دوامة التصعيد على الحدود الشمالية، وسيكون مطلوباً الاعتراف بحل الدولتين من حيث المبدأ، لأنه المفتاح لتعزيز التطبيع، وهذا في الحقيقة ليس خياراً بين "حماسستان وفتحستان" كما يحاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تأطيره لأسباب شخصية، وقد تبين لجميع الأطراف أنه لا توجد إمكانية أمنية لتحقيق الهدفين معاً".
يكشف هذا الربط الغريب بين إبرام التطبيع مع السعودية وإنجاز صفقة التبادل مع حماس، عن خشية إسرائيلية من استمرار تدهور أمن الاحتلال، وما يعنيه ذلك لاقتصادها وعلاقاتها الخارجية، والإضرار بالتحالف مع الولايات المتحدة، الذي أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، بجانب إبرام المزيد من التحالفات الإقليمية والدولية للوقوف ضد المحور المعادي في المنطقة، مما يستدعي من قيادة الاحتلال، وفق هذا النداء أعلاه، اتخاذ قرارات بشأن صفقة التبادل، حتى لو كانت التكاليف مؤلمة، والخروج من المضيق الاستراتيجي الذي يواصلون التحرك فيه، وإلا فينبغي للقادة الذين لا يستطيعون إظهار القيادة أو اتخاذ القرارات التي تخدم مصلحة الدولة، أن يعلقوا المفاتيح، ويختفوا من الحياة العامة، وفق الصيغة الإسرائيلية.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة فلسطين غزة الاحتلال طوفان الاقصي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ضابط استخبارات إسرائيلي سابق: مساعدات غزة بدون صفقة دليلُ تخبط
وصف ضابط استخبارات إسرائيلي سابق سماح إسرائيل المحدود بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة بأنه نتيجة "فشل إسرائيلي مستحق" منتقدًا بشدة ما اعتبره تخبطًا إستراتيجيًا لحكومة بنيامين نتنياهو وعجزًا عن تسويق الحرب للعالم بل وحتى للمجتمع الإسرائيلي نفسه.
وفي مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت، اعتبر مايكل ميلشتاين، وهو رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان بجامعة تل أبيب، أن "الهجوم الخاطف" للمساعدات الإنسانية التي تكثفت في الأيام الأخيرة يعكس "فشلاً ذريعا في إدارة المعركة في غزة" مشيرًا إلى أن هذا النشاط الذي يشمل إسقاط المساعدات من الجو وفتح المعابر وربط منطقة المواصي بالمياه وفتح ممرات إنسانية "لا يأتي في إطار أي اتفاق مع حماس، بل كمبادرة إسرائيلية، يترافق معها كالمعتاد سيل من الانتقادات من داخل الائتلاف الحكومي نفسه".
كما أكد أن الخطأ الأكبر هو تفسير هذا التراجع بأنه مجرد "فشل في الهسبراه" (الدعاية الإسرائيلية) مؤكدًا أن "المشكلة ليست في إقناع العالم بأنه لا توجد مجاعة في غزة، بل في تفسير لماذا توجد؟".
وأضاف ميلشتاين قائلا إنه "إن لم تكن هناك مجاعة، فلماذا تبذل إسرائيل هذا الجهد الضخم لإطعام السكان؟". ورأى أن "إسرائيل باتت بلدا غير مفهوم لمعظم العالم، بسبب غياب خطة إستراتيجية أو سياسية منظمة، والاعتماد فقط على القوة العمياء".
ما الذي نفعله في غزة؟وهاجم الضابط السابق رواية الحكومة التي تربط كل عملية عسكرية بفرضية أن "المزيد من القوة" سيجبر حماس على التراجع عن شروطها، سواء فيما يتعلق بالإفراج عن الرهائن أو بالانسحاب الإسرائيلي من غزة، في حين أن "حماس تثبت مجددًا أنها مستعدة للذهاب إلى أقصى الطريق لإفشال ذلك".
وأضاف أن صناع القرار في إسرائيل يواصلون "التجارب الفاشلة" معتبرا أن الفشل لا يقتصر على إدارة المعركة بل يمتد إلى مشاريع "الهندسة الاجتماعية" ومحاولات اختلاق واقع جديد في غزة، مثل دعم المليشيات والعشائر المحلية كبديل لحماس، وهو ما اعتبره "جانبًا مظلمًا من السياسة الإسرائيلية" موضحا أن هذه الجماعات يُنظر إليها من قبل الغزيين على أنها "متعاونة مع الاحتلال" ويُطلق عليهم لقب "جيش لحد" في جنوب لبنان.
إعلانوأشار ميلشتاين إلى أن آلية المساعدات الإنسانية الجديدة المتمثلة بمراكز توزيع المساعدات التي يشرف عليها الجيش الإسرائيلي "أصبحت رمزًا للفشل" مشبها إياها بمشروع غربي العقلية، الذي وُلد من تخطيط بعيد عن الواقع الميداني، ونُفذ بشكل اعتباطي، دون التأكد ممن يستلم المساعدات، ودون بنية توزيع منظمة، مما حولها إلى بؤر للفوضى، بدلًا من أن تكون جزءًا من إستراتيجية واضحة.
ورأى أن القيادة الإسرائيلية تروج لـ"نجاحات ظاهرية" في حملات علاقات عامة موجهة للجمهور المحلي، وتزرع التفاؤل الوهمي، بينما على الأرض يتسع الفارق بين الوعود والواقع، قائلاً "في محاولة لملء هذا الفراغ، تُطرح أفكار هلوسية تم تسويقها على أنها مشاريع إستراتيجية".
ومن بين تلك المشاريع، انتقد الضابط السابق ما يُعرف بمشروع "المدينة الإنسانية" في جنوب غزة، والمخططات المستوحاة من رؤية يمينية دينية، تشمل "الإخلاء الطوعي" للفلسطينيين وإعادة الاستيطان في القطاع، مؤكدًا أن هذه التصورات "تثير الخوف من انفصال الحكومة عن الواقع".
انتقاد لوسائل الإعلامودعا ميلشتاين وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أداء دور نقدي حقيقي، وعدم الاكتفاء بترديد تصريحات الحكومة ونقل الرسائل الدعائية، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان لـ"تعلم دروس 7 أكتوبر، وألا يُمنع النقد بذريعة أنه يضعف الروح الوطنية".
وأكد أن "الفصل الحالي من الحرب (عملية عربات جدعون) ما هو إلا تكرار أكثر شدةً وكلفةً للعملية التي نُفذت في شمال القطاع قبل وقف إطلاق النار الماضي، مع نتائج متشابهة: خسائر كبيرة دون تغيير حقيقي في الواقع، مما يعيد إسرائيل إلى نفس المفترق الإستراتيجي الذي تهربت منه مرارًا" وهو التصور السياسي لما بعد الحرب حسب رأي الضابط السابق.
واختتم ميلشتاين مقاله بتحذير صريح "إسرائيل أمام خيارين لا ثالث لهما: إما احتلال كامل للقطاع والتخلي عن الرهائن، أو التوصل إلى ترتيب يتضمن وقف القتال والانسحاب. أما ما بينهما، فليس سوى أوهام مدمرة تُطيل أمد الحرب، وتزيد من عدد الضحايا، وتضاعف معاناة المختطفين، وتسيء لمكانة إسرائيل عالميًا".