رئيس سابق للموساد يعترف: حماس لن تخضع بالقوة العسكرية
تاريخ النشر: 3rd, June 2024 GMT
بعد أن واجهت سلطات الاحتلال قبل السابع من أكتوبر جبهة واحدة متمثلة بقوى المقاومة في الضفة الغربية، لكنها اليوم بعد الحرب، بات عليها أن تواجه جبهات عسكرية وسياسية عديدة، والوضع يزداد سوءاً، ولا نستطيع تحقيق أهداف الحرب في الشمال والجنوب.
داني ياتوم، الرئيس السابق لجهاز الموساد، أكد أنه "بعد ثمانية أشهر، لا يزال العديد من المختطفين في أنفاق غزة، وآلاف النازحين بعيدون عن العودة لمنازلهم، حيث يتم تدمير المستوطنات في الشمال بنيران حزب الله، وتسمع أصوات الإنذار الأحمر في المستوطنات المحيطة، رغم أن الوجود العسكري للجيش الإسرائيلي في جميع أنحاء القطاع لن يهزم حماس بالتحركات العسكرية، ولن يعود المختطفون وسكان المستوطنات في الشمال والجنوب بسلام لبيوتهم بسبب الضغط العسكري، دون ترتيبات سياسية".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، وترجمته "عربي21" أن "اللافت في التطورات السياسية المحيطة بالاحتلال أن دول العالم تكثف ضغوطها على الاحتلال، رغم أنها دعمته في بداية الحرب، بل إن دولا حليفة لنا مثل فرنسا وألمانيا تؤيد قرار المدعي العام للمحكمة الدولية في لاهاي بإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء ووزير الحرب، وهذا أمر شنيع، لا يمكن تصوره، وفاضح وغير مقبول".
وأوضح ياتوم، الذي أشرف على حادثة الاغتيال الفاشلة لخالد مشعل قائد حماس في التسعينات، أنه "في كل الفوضى والانقسام الكبير الذي يعيشه الاحتلال، من الأهمية بمكان تسليط الضوء على العمل اليومي الصعب والمرهق الذي تقوم به قوات الاحتلال ضد المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، خاصة في المدن الرئيسية: جنين ونابلس وطولكرم والخليل، وينفذ الجيش هجماته بناء على المعلومات الدقيقة التي يتلقاها من جهاز الأمن العام- الشاباك، بجانب معلومات تأتي من استجوابات الأسرى، ويقدم رجال التكنولوجيا والإنترنت مساهمتهم المهمة في إنشاء شبكة استخباراتية".
وختم بالقول أنه "رغم كل ذلك، فإن الجهود العسكرية الإسرائيلية في غزة والضفة، لا تملك القدرة على منع جميع الهجمات المعادية، والقضاء عليها، أو هزيمة قوى المقاومة العاملة في هاتين المنطقتين، ما هو ممكن فقط هو إحباط بعض العمليات، وإلحاق أضرار كبيرة بتنظيماتها، دون القضاء المبرم عليها، لأن ذلك بحاجة إلى عملية سياسية أوسع".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة حماس حماس غزة الاحتلال طوفان الاقصي صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ضابط استخبارات إسرائيلي سابق: مساعدات غزة بدون صفقة دليلُ تخبط
وصف ضابط استخبارات إسرائيلي سابق سماح إسرائيل المحدود بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة بأنه نتيجة "فشل إسرائيلي مستحق" منتقدًا بشدة ما اعتبره تخبطًا إستراتيجيًا لحكومة بنيامين نتنياهو وعجزًا عن تسويق الحرب للعالم بل وحتى للمجتمع الإسرائيلي نفسه.
وفي مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت، اعتبر مايكل ميلشتاين، وهو رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان بجامعة تل أبيب، أن "الهجوم الخاطف" للمساعدات الإنسانية التي تكثفت في الأيام الأخيرة يعكس "فشلاً ذريعا في إدارة المعركة في غزة" مشيرًا إلى أن هذا النشاط الذي يشمل إسقاط المساعدات من الجو وفتح المعابر وربط منطقة المواصي بالمياه وفتح ممرات إنسانية "لا يأتي في إطار أي اتفاق مع حماس، بل كمبادرة إسرائيلية، يترافق معها كالمعتاد سيل من الانتقادات من داخل الائتلاف الحكومي نفسه".
كما أكد أن الخطأ الأكبر هو تفسير هذا التراجع بأنه مجرد "فشل في الهسبراه" (الدعاية الإسرائيلية) مؤكدًا أن "المشكلة ليست في إقناع العالم بأنه لا توجد مجاعة في غزة، بل في تفسير لماذا توجد؟".
وأضاف ميلشتاين قائلا إنه "إن لم تكن هناك مجاعة، فلماذا تبذل إسرائيل هذا الجهد الضخم لإطعام السكان؟". ورأى أن "إسرائيل باتت بلدا غير مفهوم لمعظم العالم، بسبب غياب خطة إستراتيجية أو سياسية منظمة، والاعتماد فقط على القوة العمياء".
ما الذي نفعله في غزة؟وهاجم الضابط السابق رواية الحكومة التي تربط كل عملية عسكرية بفرضية أن "المزيد من القوة" سيجبر حماس على التراجع عن شروطها، سواء فيما يتعلق بالإفراج عن الرهائن أو بالانسحاب الإسرائيلي من غزة، في حين أن "حماس تثبت مجددًا أنها مستعدة للذهاب إلى أقصى الطريق لإفشال ذلك".
وأضاف أن صناع القرار في إسرائيل يواصلون "التجارب الفاشلة" معتبرا أن الفشل لا يقتصر على إدارة المعركة بل يمتد إلى مشاريع "الهندسة الاجتماعية" ومحاولات اختلاق واقع جديد في غزة، مثل دعم المليشيات والعشائر المحلية كبديل لحماس، وهو ما اعتبره "جانبًا مظلمًا من السياسة الإسرائيلية" موضحا أن هذه الجماعات يُنظر إليها من قبل الغزيين على أنها "متعاونة مع الاحتلال" ويُطلق عليهم لقب "جيش لحد" في جنوب لبنان.
إعلانوأشار ميلشتاين إلى أن آلية المساعدات الإنسانية الجديدة المتمثلة بمراكز توزيع المساعدات التي يشرف عليها الجيش الإسرائيلي "أصبحت رمزًا للفشل" مشبها إياها بمشروع غربي العقلية، الذي وُلد من تخطيط بعيد عن الواقع الميداني، ونُفذ بشكل اعتباطي، دون التأكد ممن يستلم المساعدات، ودون بنية توزيع منظمة، مما حولها إلى بؤر للفوضى، بدلًا من أن تكون جزءًا من إستراتيجية واضحة.
ورأى أن القيادة الإسرائيلية تروج لـ"نجاحات ظاهرية" في حملات علاقات عامة موجهة للجمهور المحلي، وتزرع التفاؤل الوهمي، بينما على الأرض يتسع الفارق بين الوعود والواقع، قائلاً "في محاولة لملء هذا الفراغ، تُطرح أفكار هلوسية تم تسويقها على أنها مشاريع إستراتيجية".
ومن بين تلك المشاريع، انتقد الضابط السابق ما يُعرف بمشروع "المدينة الإنسانية" في جنوب غزة، والمخططات المستوحاة من رؤية يمينية دينية، تشمل "الإخلاء الطوعي" للفلسطينيين وإعادة الاستيطان في القطاع، مؤكدًا أن هذه التصورات "تثير الخوف من انفصال الحكومة عن الواقع".
انتقاد لوسائل الإعلامودعا ميلشتاين وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أداء دور نقدي حقيقي، وعدم الاكتفاء بترديد تصريحات الحكومة ونقل الرسائل الدعائية، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان لـ"تعلم دروس 7 أكتوبر، وألا يُمنع النقد بذريعة أنه يضعف الروح الوطنية".
وأكد أن "الفصل الحالي من الحرب (عملية عربات جدعون) ما هو إلا تكرار أكثر شدةً وكلفةً للعملية التي نُفذت في شمال القطاع قبل وقف إطلاق النار الماضي، مع نتائج متشابهة: خسائر كبيرة دون تغيير حقيقي في الواقع، مما يعيد إسرائيل إلى نفس المفترق الإستراتيجي الذي تهربت منه مرارًا" وهو التصور السياسي لما بعد الحرب حسب رأي الضابط السابق.
واختتم ميلشتاين مقاله بتحذير صريح "إسرائيل أمام خيارين لا ثالث لهما: إما احتلال كامل للقطاع والتخلي عن الرهائن، أو التوصل إلى ترتيب يتضمن وقف القتال والانسحاب. أما ما بينهما، فليس سوى أوهام مدمرة تُطيل أمد الحرب، وتزيد من عدد الضحايا، وتضاعف معاناة المختطفين، وتسيء لمكانة إسرائيل عالميًا".