4 يونيو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: قال المحلل الاقتصادي زياد الهاشمي حول سياسة البنك المركزي العراقي في بيع العملة الصعبة للحكومة، ان “المركزي العراقي باع (ثلثي إيرادات النفط) من بداية 2024 لتغطية إنفاق الحكومة، والحكومة ستضغط وستطالب ببيع المزيد لتلبية متطلبات موازنة 2024”.

وأضاف الهاشمي: “منذ بداية هذا العام وحتى نهاية الشهر الخامس، باع المركزي العراقي ما يقدر بـ 22.

4 مليار دولار كنقد او حوالات خارجية (4-5 مليار دولار شهريًا)، وهذا رقم هائل يمثل أكثر من 61% من مجمل إيرادات النفط العراقية والتي بلغت كمتوسط 36.5 مليار دولار لنفس الفترة”.

وتحدث عن ضغوط الإنفاق الحكومي قائلا: “ونتيجة التوسع والتضخم الكبير في الإنفاق الحكومي والذي سيتجاوز 120 مليار دولار سنويًا كمصاريف تشغيلية فقط، فإن الحكومة لن يكفيها الـ 5 مليار دولار التي تصلها شهريًا من المركزي بل ستحتاج لـ 10 مليار دولار شهريًا على أقل تقدير”.

واعتبر الهاشمي ان هذه المبالغ المضاعفة ستكون فقط لتغطية الرواتب والإعانات وباقي أبواب النفقات التشغيلية المتضخمة، ولا تشمل بالتأكيد الموازنة الاستثمارية او جداول تسديد الديون أو دعم القطاعات الاقتصادية والتنموية (بمعنى أستهلاك أكثر، وتنمية وإنتاج أقل)!

واضاف بان المركزي كما هو واضح استخدم كل أدواته لبيع النسبة الأكبر من أموال النفط العراقية وتوفيرها للحكومة لاستهلاكها ولا يبدو انه قادر على توفير المزيد، إن لم تتحسن أوضاع نظامه المصرفي المتقادم والمعاقب فيدرالياً !

و برأي الهاشمي، ستكون الحكومة العراقية أمام مأزق الدخول في حسابات معقدة وصعبة! فإما ترشيد وتقليل الإنفاق وضغط المصاريف مع تطبيق بعض الإجراءات شبه التقشفية وزيادة الضرائب والجباية وبعض الإيرادات الجانبية، أو الاتجاه للدائنين المحليين والدوليين للحصول على قروض، أو إلغاء أو تقليص النفقات الاستثمارية المهمة للإقتصاد، أو اللجوء لكل هذه المسارات في وقت واحد للهروب من العجز الذي يلاحق هذه الحكومة بسبب توسعها التاريخي في الانفاق الاستهلاك.

وتابع: وبكل الأحوال، فإن صفة (الإستهلاك بدون الإنتاج والإستثمار والتنمية) صارت صفة لصيقة تلاحق الحكومات العراقية وعلى رأسها الحكومة الحالية التي كسرت أرقاماً قياسية بالإنفاق واستنزفت بسياساتها المالية الاستهلاكية، كتلة ضخمة وهائلة (لن تعوض) من أموال النفط العراقي، وهذا سلوك اقتصادي خاطئ لن يساعد على حدوث أي تنمية إقتصادية مستدامة تحرر العراق من قيود ريعية النفط وتوجيهه نحو التنوع الإقتصادي!

وختم بالقول:  ستجر هذه السياسات المالية لهذه الحكومة، الاقتصاد العراقي نحو زيادة الإدمان على أموال النفط واستمرار الاستهلاك غير المنتج وتضخم الأسعار وتوسع الاستيراد مقابل عرقلة التوجه نحو الانتاج والخدمات الوطنية وهذا مرض إقتصادي له آثار خطيرة ليس من السهل التعافي منها، يسمى اقتصادياً (بالمرض الهولندي).

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

تحذيرات اقتصادية من خطورة طباعة حكومة عدن أي كميات جديدة من العملة

الجديد برس| حذرت مراكز اقتصادية، اليوم الأربعاء، من خطورة لجوء حكومة عدن، إلى طباعة كميات جديدة من العملة دون غطاء نقدي، معتبرًا الخطوة “مقامرة اقتصادية خطيرة” تهدد بتفجير احتجاجات شعبية واسعة، قد تؤدي إلى انهيار ما تبقى من الهياكل الهشة للدولة. وعبرت عن قلقها إزاء التطورات الاقتصادية المتسارعة في البلاد، وسط تدهور غير مسبوق لسعر الريال اليمني، الذي تجاوز حاجز ٢,٥٠٠ ريال مقابل الدولار، مقارنة بـ٢٢٠ ريالًا فقط قبل اندلاع الحرب في عام ٢٠١٥، في تراجع بلغت نسبته ١,٠٠٠٪. وأكدت أن هذا الانهيار النقدي الحاد يعكس عمق الأزمة الاقتصادية التي تعصف في المحافظات اليمنية الجنوبية على وجه التحديد، مشيرًا إلى أن الأزمة الحالية لا تُختزل في تدهور العملة فحسب، بل ترتبط بمجموعة من العوامل المتراكمة، أبرزها: وأضافت، أن الوضع الاقتصادي بات مهيأً لانفجار شعبي واسع، في ظل التدهور المعيشي وانعدام الرواتب وارتفاع أسعار السلع، محذرًا من أن أي خطوة غير مدروسة لطباعة النقود ستسرّع من وتيرة الانهيار، وتقوض ما تبقى من أدوات الاستقرار. وتأتي هذه التحذيرات في وقت تشهد فيه عدة مدن يمنية جنوبية الخاضعة لسيطرة حكومة عدن الموالية للتحالف، احتجاجات شعبية متفرقة تنديدًا بتدهور الأوضاع المعيشية، وسط تصاعد الغضب الشعبي من الأداء الاقتصادي للحكومة وانعدام المعالجات الحقيقية للأزمة.

مقالات مشابهة

  •  العجز الخدمي يهدد احتياطيات العراق: فجوة تتجاوز 17 مليار دولار
  • تراجع أسعار النفط وارتفاع الذهب وسط مخاوف اقتصادية أمريكية
  • تحذيرات اقتصادية من خطورة طباعة حكومة عدن أي كميات جديدة من العملة
  • ارتفاع احتياطي المركزي التركي 1.3 مليار دولار خلال أسبوع
  • وزير النفط: العراق ماضٍ في خفض الانبعاثات وتحويل الكربون إلى فرصة اقتصادية
  • (9) مليارات دولار قيمة الصادرات النفطية العراقية لكوريا الجنوبية في 2024
  • العراق يقترح إنشاء سوق إقليمي لتبادل سندات الكربون لما يمتلكه من أرصدة تصل لـ100 مليار دولار
  • وزير النفط:ننظر الى الكربون فرصة اقتصادية ومالية كبيرة
  • استقرار أسعار النفط وسط توقعات اقتصادية متباينة
  • 52 مليار دولار.. متحدث الحكومة: نسعى للاستفادة من الاستثمارات الصينية الضخمة