في جامعة تشرين… المعهد العالي لبحوث البيئة يعقد مؤتمره السنوي
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
اللاذقية-سانا
بمناسبة يوم البيئة العالمي، أقام المعهد العالي لبحوث البيئة بجامعة تشرين اليوم مؤتمره السنوي تحت عنوان “الاستدامة البيئية” بمشاركة معاهد وكليات من جامعات دمشق وحلب وطرطوس والمنارة الخاصة ومؤسسات وهيئات بحثية وجمعيات أهلية، ويتناول المؤتمر على مدار يومين عدة محاور، أبرزها تقليل انبعاثات الكربون والحفاظ على الموارد الطبيعية والحد من النفايات والتلوث وتعزيز المجتمعات المستدامة، كما يتضمن معرضاً بيئياً يحتوي على أعمال يدوية من مخلفات البيئة.
نائب رئيس الجامعة للشؤون العلمية الدكتور مصطفى إبراهيم نوه بأهمية مؤتمر البيئة في ظل تعاظم الملوثات البيئية من خلال تركيزه على دراسة المشاكل البيئية ووضع الحلول الكفيلة بالوقاية من هذه الملوثات ومعالجتها عبر إعادة تدوير النفايات.
من جهتها، عميدة المعهد العالي لبحوث البيئة الدكتورة هاجر ناصر بينت أن المعهد العالي لبحوث البيئة يقوم بنشاطات بيئية على مستوى الأفراد والطلبة، وينجز الدراسات بالتعاون مع الهيئات البحثية من أجل وضع اللبنة الأولى في طريق الطبيعة الخضراء وبناء الاقتصاد الأخضر، مؤكدة على أهمية ترجمة كل مخرجات البحث العلمي ونقلها إلى حيز التطبيق.
وجرى على هامش المؤتمر توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة تشرين وشركة مصفاة دمشق للبتروكيماويات للتعاون في مجالات التعليم والتدريب والبحث العلمي.
وفي تصريح لمراسل سانا، بين رئيس الجامعة الدكتور بسام حسن أن هذه المذكرة ستشكل إضافة في مجال أبحاث البتروكيميائية وأبحاث البيئة والترشيد وإعادة الاستخدام وسلامة البيئة وفي الصناعات المتعددة وبما يمكن العديد من الكليات والمعاهد العليا كالمعهد العالي لبحوث البيئة وكلية العلوم وقسم البيئة في كلية الهندسة المدنية في الانخراط بإضافات ونتائج بحثية وإنتاجية مهمة.
بدوره مدير عام شركة مصفاة دمشق للبتروكيماويات الدكتور سامر أبو عمار أكد أهمية المذكرة لما تتمتع به جامعة تشرين من تأثير في مجالات البحث العلمي ومجالات تطوير الأبحاث العلمية التي تعنى بالمجال البيئي أو الكيميائي، مؤكداً أن المذكرة ستسهم في تطوير قدرات الطلبة في ميادين البحث العلمي عبر استقبالهم في مخابر الشركة وإطلاق مسابقات لتحفيز الطلبة على تطوير أدوات البحث العلمي لديهم وعلى اختيار الأبحاث التطبيقية في ميادين الحياة العملية.
فراس زرده
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: البحث العلمی
إقرأ أيضاً:
ماذا يعني تدمير إيران معهد وايزمان قلب البحث الإسرائيلي؟
القدس المحتلة- لم يكن الصاروخ الذي أُطلق من إيران مجرد ضربة عسكرية، بل أصاب أحد أعمق الأعصاب الحية للمعرفة الإسرائيلية. فقد سقط مباشرة على معهد وايزمان للعلوم في مدينة رحوفوت، المقامة على أنقاض بلدة صرفند المهجرة، موقعا أضرارا جسيمة في مختبرات الأبحاث، وماحيا في لحظة جهود عقود طويلة من العمل والبحث العلمي السري.
يقدم المعهد خدمات بحثية متقدمة للجيش الإسرائيلي، تشمل مجالات الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات الاستخباراتية، وتوجيه الطائرات المسيّرة. ويعمل أيضا على تطوير أسلحة ذاتية أو شبه ذاتية، وأجهزة تعقب وتوجيه دقيقة، وتقنيات تشويش وحماية إلكترونية، إلى جانب أبحاث في الطاقة الموجهة والتقنيات النووية، ودعم أنظمة الأقمار الاصطناعية العسكرية.
ويُعد من بين أبرز المؤسسات العلمية في إسرائيل، بل العالم، والهجوم عليه يمثل ضربة لتل أبيب التي تتكتم على دوره في تطوير أبحاث البرنامج النووي الإسرائيلي.
أضرار جسيمةوساهم المعهد في مجالات أساسية كعلم الأحياء والفيزياء، وأخرى أمنية مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية. ولذلك، وصفت قناة "برس تي في" الإيرانية الهجوم بأنه "ضربة دقيقة لموقع بالغ الحساسية".
وفي اليوم التالي للهجوم، بدأت تتكشف تدريجيا أبعاد الأضرار الجسيمة التي لحقت بمعهد وايزمان. فقد اشتعلت النيران في أحد مبانيه المخصصة لمختبرات علوم الحياة، قبل أن ينهار كليا ومعه معدات بحثية متقدمة وعينات بيولوجية نادرة لا يمكن تعويضها.
لم يسفر الهجوم على المعهد، الذي يمثل "عقل الأمن والتكنولوجيا" لإسرائيل، عن قتلى، لكنه خلف ضربة موجعة وجرحا عميقا في العقل الأكاديمي الإسرائيلي لا تضمده إعادة البناء وحدها، بل يحتاج سنوات طويلة لاستعادة ما فقد من معرفة وأبحاث وتجارب ومصادر نادرة، بعضها قد لا يستعاد أبدا، كما تقول غالي وينيرف مراسلة العلوم في صحيفة "غلوبس".
إعلانوتضيف أن الهجوم ألحق دمارا واسعا بالمباني والمختبرات، وتسبب بخسائر كبيرة في البنية التحتية البحثية، إذ طال منشآت كانت تحتضن تجارب علمية دقيقة امتدت لسنوات، شملت أبحاثا في الوقاية من الشيخوخة، وعلاج السرطان، وأمراضا معقدة أخرى.
وأشارت وينيرف إلى تدمير معدات بحثية متقدمة لا يمكن تعويضها بسهولة، وخسارة بيانات وتجارب يصعب جدا إعادة إجرائها. وقال أحد الباحثين "ما حدث لا يمس فقط المعهد، بل هو ضربة للعلم ولأبحاث العلوم الدقيقة".
تأسس معهد وايزمان للعلوم عام 1934 على يد حاييم وايزمان، عندما كان كيميائيا بارزا في زمن الانتداب البريطاني، تحت اسم "معهد دانيال سيف"، تكريما لعائلة متبرع بريطاني دعم هجرة اليهود إلى فلسطين. وفي عام 1949، سمي باسم وايزمان، الذي أصبح لاحقا أول رئيس لدولة إسرائيل.
يُعد المعهد اليوم من أبرز مؤسسات البحث العلمي متعددة التخصصات في العالم، خاصة في مجالات الكيمياء، والفيزياء، والبيولوجيا، وعلوم الحاسوب. ويضم أكثر من 250 مجموعة بحثية، و30 مختبرا. وسجل قرابة ألفي براءة اختراع، بحسب موقعه الإلكتروني.
لكن خلف هذه الصورة العلمية، يرتبط المعهد بعلاقات وثيقة مع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية. فقد تعاون مع شركات الأسلحة الكبرى كـ"إلبيت سيستمز" والصناعات الجوية الإسرائيلية، ووزارة الدفاع، في مشاريع تتضمن تطوير مواد بيولوجية لتطبيقات عسكرية.
ويقدم برامج ماجستير خاصة بالجنود، وأكاديميات لإعداد طلاب المدارس الثانوية للخدمة العسكرية، بل يمنح امتيازات لطلاب شاركوا في الحرب على غزة.
ومنذ عقود، يضطلع المعهد بدور مركزي في دعم البرنامج النووي الإسرائيلي من خلال أقسام الفيزياء النووية وفصل النظائر، وتدريب العلماء في مفاعل "نحال سوريك"، فضلا عن دور بارز لأعضائه، من بينهم ديفيد بيرغمان وهاري ليبكين، في تأسيس البنية العلمية للقدرات النووية الإسرائيلية.
وبحسب تقرير مشترك للصحفيين روتي ليفي وجدعون ليفي في صحيفة "ذا ماركر"، فإن حجم الخسارة العلمية للمعهد غير مسبوق، ويصعب حصره أو استعادته.
وفي مقطع فيديو في اليوم التالي للهجوم نُشر على صفحة المعهد، ظهر الأستاذ عاموس تاناي من قسمي علوم الحاسوب والبيولوجيا الجزيئية، جالسا على بيانو داخل مبنى متضرر، يعزف مرتديا خوذة دراجة، وسط زجاج محطم وأعمدة مكشوفة.
إصابة مباشرةوقع الهجوم ليلا، حين كانت معظم المختبرات خالية من الباحثين، لكن الصور التي نُشرت لاحقا بحسب تقرير "ذا ماركر"، كشفت حجم الضرر: جدران متفحمة، ونوافذ محطمة، وأسلاك مكشوفة، وأرضيات غمرتها مياه الإطفاء. مشهد الدمار، بعد أقل من 24 ساعة على الهجوم الإيراني، لخص مشاعر الفقد والصمت في أحد أبرز رموز العلم والبحث الإسرائيلي.
لم يكن الهجوم عشوائيا، حيث أصاب أحد الصواريخ، التي أُطلقت باتجاه رحوفوت مباشرة، عددا من مباني معهد وايزمان، موقعا أضرارا جسيمة. اشتعلت النيران في مبنى يُستخدم لمختبرات أبحاث في مجالات الأحياء والكيمياء الحيوية وعلوم الحياة والعوم الدقيقة، وانهارت 3 طوابق منه بالكامل.
يقول الأستاذ إلداد تساهور، من قسم بيولوجيا الخلايا الجزيئية، وقد عاش داخل المعهد على مدى 22 عاما "وصلتني صور الانفجار بعد دقائق من وقوعه، ورأيت مبنى مختبري يحترق. لم أصدق. ذهبت في الصباح لأتفقد المكان. لم يتبق شيء. لا مختبر، لا مقاطع قلب، لا صور، لا تذكارات. كل شيء اختفى".
ويضيف "كل يوم ندرك حجم الخسارة أكثر. ليس فقط المعدات، بل المعرفة المتراكمة، التفاصيل الصغيرة التي لا تعوض. لا يمكن نشر بحث علمي بدونها. في لحظة واحدة، تبخر كل شيء".
إعلان
من جانبه، وصف الأستاذ إران سيغال، من قسم علوم الحاسوب، محاولات فريقه لإنقاذ عينات حيوية مخزنة عند 80 درجة مئوية، قائلا "نجحنا في إخراج بعضها عبر الزجاج المحطم، قبل لحظات من إنذار جديد". وأضاف "بعض المعدات، التي تقدر بملايين الدولارات، غمرتها المياه وتلفت. لا أحد يعلم حتى الآن ما إذا كانت قابلة للإصلاح. هذه ضربة قاسية للبحث العلمي الإسرائيلي، سنعيد البناء، وربما بشكل أقوى".
أما الأستاذة ساريل فلايشمان من كلية الكيمياء الحيوية، التي نجا مختبرها، فتحدثت عن الصدمة التي خيمت على مجتمع الباحثين، ووصفت الخسائر بأنها تتجاوز الأجهزة إلى المعايرات الدقيقة والمعرفة المتراكمة، مضيفة "هذا إرث علمي وبحثي ضاع في لحظة"، مشيرة إلى أن إعادة بناء البنية التحتية قد تستغرق عامين على الأقل.