جاءت انطلاقة الألعاب الأولمبية الحديثة في العام 1896 في العاصمة اليونانية أثينا، لكن المشاركة اقتصرت على الرجال حينها. هكذا أراد مؤسس الألعاب الأولمبية الحديثة ومصمم رموزها -كالعلم والشعار- بيير دي كوبرتان، فكان يسعى من خلال هذا القرار إلى تخليد ذكرى الألعاب القديمة التي لم تشهد مشاركة النساء.

لكن الأمور بدأت تتغير مع نهاية القرن الــ19، ففي الدورة الثانية التي احتضنتها العاصمة الفرنسية باريس عام 1900، تمكنت النساء من المشاركة نتيجة لتزايد الحركات النسائية ونشاط المناصرين لحقوق المرأة في تلك الفترة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2سلتيكس يسحق مافريكس في أولى مباريات سلسلة نهائي الدوري الأميركي لكرة السلةسلتيكس يسحق مافريكس في أولى مباريات ...list 2 of 2إيقاف العدّاء الكيني كيبروتو 6 سنوات بسبب المنشطاتإيقاف العدّاء الكيني كيبروتو 6 سنوات ...end of list "باريس 1900".. المشاركة النسائية الأولى

ولم يحظَ أولمبياد "باريس 1900" بالكثير من الاهتمام العالمي، إذ كان ينظر إليه كعرض جانبي لمعرض باريس الدولي، الذي أرادت فرنسا من خلاله إبراز تطورها وإنجازاتها. ولم يهتم المنظمون بالألعاب كثيرًا، فامتدت المنافسات على مدى 6 أشهر وأُجريت في أماكن تفتقر إلى المعدات المناسبة.

إحدى الرياضيات المشاركات في أولمبياد "لندن 1908" (غيتي إيميجز)

لكن الإنجاز الوحيد الذي يُذكر لتلك الدورة كان مشاركة 22 امرأة لأول مرة في تاريخ الألعاب الأولمبية، مما فتح الباب أمام دخول النساء في مجال الرياضة عالميًا. فمن أصل 977 رياضيًا، تنافست هؤلاء النساء الـ22 في 5 رياضات مقبولة اجتماعيًا وغير متطلبة للاحتكاك الجسدي: وهي التنس، والإبحار، والكروكيه، والفروسية، والغولف. الغريب في الأمر أن بعض هؤلاء النساء شاركن بمحض الصدفة!.

مارغريت أبوت، أول امرأة أميركية تفوز بميدالية ذهبية أولمبية، لم تكن على علم بما فازت به. تتحدث بولا ويلش، الأستاذة الفخرية في جامعة فلوريدا وعضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية الأميركية، أن أبوت كانت موجودة في باريس عام 1900 لدراسة الفنون، ولم تكن مدرجة في سجلات البعثة الأولمبية الأميركية.لكن نظرًا لأنها كانت من هواة رياضة الغولف، فقد سمعت عن وجود مسابقة تُقام في باريس.

ذهبت أبوت إلى مقر إقامة الألعاب الأولمبية وسألت إذا كان بإمكانها المشاركة، ونظرًا لتواضع التنظيم في تلك الدورة، وافق المنظمون على مشاركتها.

الأكثر سخرية أن والدتها، ماري آيفز أبوت، شاركت أيضًا، وهي المرة الأولى والوحيدة في تاريخ الألعاب الأولمبية التي تتنافس فيها أم وابنتها في نفس الرياضة وفي نفس الحدث وفي نفس الوقت. وبعد حصولها على المركز الأول، لم تحصل على ميدالية ذهبية، بل حصلت على وعاء مزخرف!.

تجسد هذه القصص حالة الفوضى التي ميزت دورة "باريس 1900″، لكنها في الوقت ذاته تمثل نقطة تحول مهمة في تاريخ الرياضة النسائية، والتي مهدت الطريق للمزيد من المشاركات في النسخ اللاحقة.

فريق الجمباز النسائي الدنماركي المشارك في أولمبياد "لندن 1908" (غيتي إيميجز) المزيد من الحقوق بين "لندن 2012″ و"طوكيو 2020"

بعد 112 عامًا من المشاركة النسائية في الأولمبياد، تمكنت المرأة لأول مرة من تمثيل كل دولة متنافسة برياضة واحدة على الأقل، حيث وصل عدد النساء المشاركات إلى 4 آلاف و847 امرأة في دورة "لندن 2012". ولأول مرة، شملت بعثات السعودية وقطر وبروناي رياضيات سيدات.

وعلى مدار أكثر من قرن، خضعت النساء في الألعاب الأولمبية لقوانين وقيود صارمة استمرت لعقود، ومنعت شرائح كبيرة من الرياضيات من المشاركة في الألعاب الأولمبية.

فحتى العام 2013، كان يُمنع على الرياضيات ارتداء الحجاب، مما فوت على العديد من الرياضيات المسلمات فرص تحقيق إنجازات رياضية. ولكن بمجرد السماح بارتداء الحجاب، استطاعت المصرية جيانا لطفي، أول لاعبة كاراتيه أفريقية وعربية تصل إلى الأولمبياد، أن تفوز بالميدالية البرونزية.

إضافة إلى ذلك، كان المنظمون يفرضون أزياء مكشوفة على الرياضيات في رياضات مثل الجمباز وكرة الشاطئ. إلا إن أولمبياد "طوكيو 2020″، شهد إطلاق الفريق الألماني للجمباز "ثورة" على تلك الأزياء، حيث خرج بملابس تغطي كامل الجسم، لتشجيع جميع اللاعبات على ارتداء ما يشعرهن بالثقة والراحة، خاصة مع عدم وجود قانون يمنع ذلك.

كما عانت الرياضيات الأمهات الجدد لعقود من التضييق عليهن في اصطحاب أبنائهن ورعايتهم أثناء فترة الألعاب. لكن هذا الوضع تغير في "طوكيو 2020" أيضا، حيث تم اتخاذ خطوات لتلبية احتياجات الأمهات الجدد، مما يعكس تقدما كبيرا في هذا المجال.

"باريس 2024" ينتصر للأمهات المرضعات

أما أولمبياد "باريس 2024" الذي تنطلق فعالياته في 26 يوليو/تموز المقبل، فيشهد استكمالا لانتزاع المزيد من الحقوق للرياضيات، إذ ستتمكن المرضعات من المشاركة في الألعاب مع أطفالهن الرضع. كانت البداية في "طوكيو 2020″، حيت أعربت الأمهات المرضعات عن استيائهن علنًا من السياسة التي منعت إحضار أطفالهن إلى طوكيو، مما أجبر المنظمين على التراجع عن هذا القرار. ومع ذلك، رغم تعديل السياسة، بقيت المتطلبات والاشتراطات مقيدة للغاية، مما أجبر بعض الرياضيات على ترك أطفالهن في المنزل.

أما في "باريس 2024″، فيبدو أن الأمور تسير نحو الأفضل؛ إذ قامت نجمة الجودو الفرنسية كلاريس أجبينينو بحملة لتلبية احتياجات الأمهات الجدد في مجال الرياضة، واستجابت اللجنة المنظمة من خلال تخصيص مخصصات للأمهات المرضعات. وفي تطور كبير، سيتم منح الرياضيات الفرنسيات خيار الإقامة في غرف فندقية قريبة من قرية الرياضيين الجديدة في ضاحية سان أوين شمال باريس.

وتعني هذه الخطوة أن الأمهات يمكنهن استخدام الغرف للنوم بجانب أطفالهن الرضع، أو جلب شركائهن إلى الغرفة، كما ستتم إتاحة منطقة اجتماعية خاصة للأطفال.

الأمينة العامة للجنة الأولمبية الفرنسية أستريد جويارت قالت لموقع صحة المرأة، "إنه أمر غير مسبوق، وهو شيء نريد أن يصبح دائمًا".

رغم أن هذه الخطوة نادرة، فإنها تأتي بعد تجارب سابقة مثل تجربة لاعبة كرة السلة الكندية كيم جوشر خلال أولمبياد "طوكيو 2020″، والتي نجحت مساعيها في إحضار ابنتها الرضيعة إلى الألعاب، وهو ما وصفته بأنه "القرار الصحيح للمرأة الرياضية".

وتمثل هذه الخطوة انتصارًا جديدًا للنساء في المجال الرياضي، وفي الوقت الذي وصلت فيه نسبة المشاركة النسائية إلى 48% في أولمبياد طوكيو، أصبح من المؤكد أن القوانين السابقة والقيود المفروضة على النساء في طريقها إلى الزوال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الألعاب الأولمبیة من المشارکة باریس 2024

إقرأ أيضاً:

كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025.. البطولات الكبرى تحط رحالها في الرياض

نخبة اللاعبين يتنافسون على المجد في ALGS وFC Pro محمد الجليحي- الرياض
أعلنت مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية (EWCF) وشركة إلكترونيك آرتس (EA) اليوم عن استضافة التصفيات النصفية لسلسلةApex Legends Global Series (ALGS)، وبطولة العالم الاحترافية للعبةEA SPORTS FC 25، ضمن منافسات كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025، التي تعود إلى الرياض في نسخة ثانية مرتقبة هذا الصيف. وتعكس هذه الخطوة المكانة المتنامية لكأس العالم للرياضات الإلكترونية؛ كمنصة عالمية رائدة تحتضن أبرز الألعاب وأكثرها جماهيرية في القطاع. ومن خلال استضافة بطولات كبرى مثل ALGS وFC Pro، تواصل المؤسسة توسيع انتشار الألعاب الرائدة، واستقطاب جماهير جديدة، وخلق فرص أوسع للاعبين والفرق على حد سواء. كما يؤكد انضمام هاتين البطولتين العالميتين إلى جدول البطولة مدى التطور اللافت الذي حققته كأس العالم للرياضات الإلكترونية في فترة زمنية قصيرة.
وبعد نجاح ظهورها الأول في النسخة الافتتاحية من كأس العالم للرياضات الإلكترونية، التي شهدت نهائيًا تاريخيًا من 13 مباراة بين 12 فريقًا، تعود لعبة Apex Legends بسلسلتها الرسمية إلى العاصمة الرياض؛ لتشعل حماس عشاق الألعاب والرياضات الإلكترونية هذا العام. وتُقام التصفيات النصفية لسلسلة ALGS خلال الفترة من 10 إلى 13 يوليو، بجوائز مالية ضخمة تبلغ مليوني دولار، وبمشاركة 40 من نخبة فرق العالم في منافسة شرسة على اللقب. وتنطلق البطولة بمرحلة المجموعات يومي 10 و11 يوليو، حيث تُقسّم الفرق إلى مجموعتين، تضم كل منهما 20 فريقًا، وتتنافس في سلسلة من 10 مباريات لتحديد المتأهلين. ويتأهل أصحاب المراكز السبعة الأولى من كل مجموعة مباشرة إلى النهائيات الحاسمة في 13 يوليو، بينما تخوض الفرق المصنفة من المركز الثامن حتى السابع عشر جولة الفرصة الأخيرة، ضمن نصف النهائي في 12 يوليو، للتنافس على المقاعد الستة المتبقية في النهائي. ويحصل الفريق المتوّج بالبطولة على جائزة مالية قدرها 600 ألف دولار، إلى جانب 1000 نقطة قيّمة تُسهم في تأهله إلى نهائيات ALGS لموسم 2025. أما بطولة العالم الاحترافية للعبة EA SPORTS FC 25، فستُقام بين 7 و10 أغسطس، حيث يتنافس أفضل اللاعبين في العالم على جائزة مالية إجمالية قدرها 1.5 مليون دولار، تشمل 500 ألف دولار مخصصة لتصفيات الفرصة الأخيرة والتصفيات التمهيدية، بينما ينال البطل المتوّج جائزة قدرها 250 ألف دولار. وتنطلق تصفيات الفرصة الأخيرة من 31 يوليو حتى 3 أغسطس في الرياض، بمشاركة 512 لاعبًا يتنافسون على بطاقات التأهل إلى التصفيات التمهيدية. ويخوض 48 لاعبًا مرحلة التصفيات التمهيدية لحجز المقاعد الأربعة المتبقية في البطولة العالمية. وتُقام مرحلة المجموعات يومي 7 و8 أغسطس، بمشاركة 32 لاعبًا، تليها الأدوار الإقصائية التي تنطلق في 9 أغسطس من دور الـ 16، وتُختتم المنافسات في 10 أغسطس بإقامة مباريات ربع النهائي ونصف النهائي والنهائي، إلى جانب مباراة تحديد المركز الثالث. وجاء اعتماد تصفيات الفرصة الأخيرة في بطولة العالم الاحترافية للعبة EA SPORTS FC 25؛ عطفًا على القصة الملهمة التي شهدتها نسخة 2024، حين نجح اللاعب البرتغالي جواو فاسكونسيلوس (jafonsogv) في تحقيق اللقب بعد انطلاقه من هذه التصفيات تحديدًا. وبعد هذا الإنجاز الاستثنائي، بات من الضروري ترسيخ هذا النموذج التنافسي، ضمن مسار التأهل الرسمي لنسخة 2025، ما يمنح أكثر من 500 لاعب فرصة ثمينة للمنافسة على أحد المقاعد الخمسة المتبقية في التصفيات التمهيدية للبطولة العالمية. وتشهد نسخة هذا العام حضورًا لعدد من أبرز نجوم اللعبة، يتقدمهم بطل نسخة 2024، أنديرس فيرجانج، ممثلاً عن كبرى أندية كرة القدم والرياضات الإلكترونية على مستوى العالم. وتعليقًا على هذا الموضوع، صرح فابيان شويرمان، المسؤول الرئيسي عن الألعاب في مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية: “تُعتبر كل من ALGS وFC Pro من أكثر البطولات العالمية شهرة وتنافسية في عالم الرياضات الإلكترونية. وبفضل شراكتنا مع EA، نفتح الأبواب أمام اللاعبين من جميع المستويات؛ بدايةً من الهواة الصاعدين إلى المحترفين؛ للمشاركة في الحدث العالمي الأكبر. نحن متحمسون لاستقبال نخبة أندية كرة القدم والرياضات الإلكترونية في الرياض، ضمن بطولة FC Pro، ونتطلع أيضًا لعودة ALGS إلى العاصمة بعد النجاح الاستثنائي الذي حققته العام الماضي. ما نشهده اليوم هو انطلاقة حقيقية نحو مستقبل الرياضات الإلكترونية كرياضة عالمية متكاملة، وهذه ليست سوى البداية”. وتعود بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025 إلى مدينة الرياض، لتوحّد من جديد اللاعبين وعشّاق الألعاب من مختلف أنحاء العالم ضمن منافسة عالمية على اللقب الأغلى. وتتميز هذه البطولة بنظامها المبتكر متعدد الألعاب، الذي يكرّس مهارات الأندية واللاعبين وقدرتهم على المنافسة عبر مختلف المنصات والأنواع. وتجمع المنافسات أبرز الفرق وألمع النجوم وأشهر الأسماء في عالم الألعاب، في حدث هو الأكبر والأبرز في تاريخ الرياضات الإلكترونية. وستشهد نسخة 2025 مشاركة 2,000 لاعب من نخبة المحترفين، و200 نادٍ من أكثر من 100 دولة، يتنافسون في 25 بطولة ضمن 24 لعبة مختلفة، على جوائز مالية قياسية تزيد قيمتها عن 70 مليون دولار.

مقالات مشابهة

  • المركز الوطني للامتحانات: السماح باستخدام آلة الجيب فقط في امتحان الرياضيات
  • رئيس جامعة أسيوط يفتتح الصالة المغطاة بالقرية الأولمبية بعد تطويرها
  • أولمبياد المنشطات يثير الجدل عالميًا
  • الصحافة اللبنانية تودّع عماد عجمي: سندباد الإعلام بين طوكيو وبيروت
  • وزيرة التضامن تشارك في مقابلات برنامج المرأة تقود للتنفيذيات لتعزيز تمكين النساء
  • جمهور الألعاب الإلكترونية يتخطى 3.2 مليار شخص
  • القومي للمرأة ينظم ندوة النساء الأفريقيات بناء الجسور من القاهرة إلى الكيب
  • محافظ الجيزة يشيد بـ "المرأة تقود" ودعم الدولة لتمكين النساء
  • كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025.. البطولات الكبرى تحط رحالها في الرياض
  • قبل الحكم عليه.. أبرز محطات قضية محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تلقى رشوة