صوّت عشرات الملايين من الناخبين، اليوم الأحد، لاختيار أعضاء البرلمان الأوروبي، فيما حقق اليمين المتطرف مكاسب في العديد من الدول، ما قد يؤثر على المسار السياسي للاتحاد الأوروبي في السنوات الخمس المقبلة.
ويجري انتخاب الأعضاء الـ720 في البرلمان الأوروبي، على خلفية مخاوف مرتبطة بالأزمة الأوكرانية وتحديات كبرى تتعلق بالاقتصاد والهجرة.


يدلي مواطنو 21 من إجمالي 27 دولة في الاتحاد الأوروبي، من بينها ألمانيا وفرنسا وإسبانيا، بأصواتهم في اليوم الأخير من الماراثون الانتخابي الذي بدأ الخميس في هولندا. وفي المجموع، تم استدعاء أكثر من 360 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع.
في ألمانيا، أكبر قوة اقتصادية في الاتحاد الأوروبي، جاء حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف في المركز الثاني، بنسبة تناهز 16,5% من الأصوات، خلف المحافظين. ورغم الفضائح الأخيرة التي طالت رئيس قائمته، فإن حزب البديل من أجل ألمانيا تقدم على الحزب الاشتراكي الديمقراطي (14%) الذي ينتمي إليه المستشار الألماني أولاف شولتس.
في النمسا، حصل "حزب الحرية" اليميني المتطرف على 27% من الأصوات، ليصبح أكبر قوة سياسية في البلاد، وفق استطلاعات رأي نشرت في وقت متأخر من بعد الظهر.
وفي فرنسا، أفادت تقديرات أولية، عقب إغلاق صناديق الاقتراع، أن حزب  اليمين المتطرف فاز بالانتخابات الأوروبية بحصوله على نسبة تراوح بين 31,5 و32,5 % من الأصوات أي ضعف ما حققه حزب الرئيس إيمانويل ماكرون، على ما أظهرت تقديرات معهدي الاستطلاع "إيفوب" و"أيبسوس".
وحل في المرتبة الثانية حزب الغالبية الرئاسية مع 15,2 % من الأصوات وأتت في المرتبة الثالثة تشكيلة الاجتماعي-الديمقراطي رافاييل غلوكسمان مع 14 %.

أخبار ذات صلة بدء التصويت في اليوم الأخير من انتخابات البرلمان الأوروبي محللون: أوروبا تنتظر خريطة سياسية جديدة بعد الانتخابات البرلمانية المصدر: وكالات

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: البرلمان الأوروبي انتخابات البرلمان الأوروبي اليمين المتطرف البرلمان الأوروبی من الأصوات

إقرأ أيضاً:

سبايكر.. لن تُنسى

بقلم : سمير السعد ..

في مثل هذا اليوم من عام 2014، وقعت واحدة من أبشع الجرائم التي شهدها العراق، حين أقدم تنظيم “داعش” الإرهابي على ارتكاب مجزرة مروّعة بحق أكثر من 1700 شاب أعزل من طلاب القوة الجوية في قاعدة سبايكر بمحافظة صلاح الدين. اقتيد الضحايا بدمٍ بارد إلى مصيرهم المجهول، وجرى إعدامهم على دفعات في مشهد لا يمكن للعقل البشري أن يستوعبه، إلا إذا تجرد من كل إنسانية وشرف. إنها جريمة لا تُغتفر، ستبقى محفورة في ذاكرة الوطن وضمير كل عراقي شريف.

لقد شكّلت سبايكر جرحاً نازفاً في جسد العراق، ليس فقط لما حملته من ألمٍ وخسارة، بل لأنها كشفت الغطاء عن بشاعة الفكر المتطرف، وأظهرت خيانة المتواطئين الذين آووا الإرهاب وسهّلوا له ارتكاب جرائمه، سواء بالصمت أو التبرير أو التواطؤ الخفي. ومنذ ذلك الحين، ظلّ العراقيون يستذكرون هذه المجزرة لا للبكاء على الماضي، بل لحمل أمانة الشهداء، والمطالبة بالقصاص من الجناة الذين ما زال بعضهم هارباً أو محمياً بصمت السياسة ونذالة بعض المنتفعين.

وما يزيد الألم مرارة، أن هناك اليوم من يخرج من بين الظلال، ليعيد تلميع ذلك الفكر المظلم، ويمجّد مرحلة سوداء بُنيت على الدم والخراب. لكننا نؤكد أن العراق، من زاخو إلى الفاو، لن يسمح بعودة الإرهاب، ولا بمشاريع الطائفية التي مزّقت النسيج الوطني. فالشعب العراقي اليوم أكثر وعياً من أن تنطلي عليه خطابات الخداع، والذاكرة الجمعية لا تنسى من خان الوطن، ولا من لوّث يدَه بدم الأبرياء.

وفي هذا السياق، تبرز اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب بدور وطني محوري، إذ تقف بالمرصاد لكل الحركات المشبوهة ومحاولات اختراق الوعي المجتمعي. لقد عملت اللجنة، بكوادرها المتخصصة، على إرساء أسس السلام وتعزيز قيم التعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد، من خلال برامج نوعية ومتنوعة تستهدف الشرائح الأكثر عرضة للتأثر بالفكر المتطرف. وسعت اللجنة إلى بناء نسيج اجتماعي متماسك يؤمن بالسلم الأهلي، ويواجه الكراهية بالحوار، والتطرّف بالوعي، والانقسام بالتقارب.

وإلى جانب جهودها التوعوية، تقوم اللجنة برصد الظواهر الفكرية المشبوهة، وكشف مخططات التضليل والتجنيد الإلكتروني، والتنسيق مع المؤسسات الأمنية والمدنية لوضع استراتيجيات استباقية لحماية المجتمع من الانزلاق نحو العنف والتكفير. وهذا الجهد المؤسسي يعد استكمالاً لمشروع العدالة الانتقالية التي ينشدها ضحايا سبايكر وكل من ذاق مرارة الإرهاب.

إن خطر الفكر المتطرف لا يكمن فقط في من حمل السلاح، بل في من زرع الكراهية في النفوس، وفي من سوّق للقتل تحت عباءة الطائفة أو القومية أو الدين، وفي من يحاول اليوم أن يعيد إنتاج نفسه عبر منصات الإعلام والسياسة والتضليل. لذا فإن المعركة لم تنتهِ، وهي ليست فقط معركة سلاح، بل معركة وعي وثقافة وجرأة في تسمية الأشياء بأسمائها.

يجب أن تتحمّل الدولة بكل مؤسساتها مسؤولية كشف كل من تورط أو تستر أو سهّل أو موّل تلك الجرائم، لا مجاملة، ولا تسوية على حساب دم الشهداء. فالمصالحة الحقيقية لا تُبنى على العفو عن القتلة، بل على العدالة والمحاسبة، وعلى إحلال الحق مكان الخوف، والصوت الوطني مكان الصمت المريب.

سبايكر ليست مجرد مأساة، إنها قضية وطنية وإنسانية وأخلاقية، تضعنا جميعاً أمام امتحان الضمير، فإما أن نكون أوفياء لدماء الأبرياء، أو نسمح لتلك الجرائم بأن تتكرّر بثوب جديد. والخيار واضح ، لن ننسى، ولن نغفر، ولن نسكت. فالعراق باقٍ، والإرهاب إلى زوال

سمير السعد

مقالات مشابهة

  • اليوم.. البرلمان يناقش الموازنة العامة وخطة التنمية 2025/2026
  • العقرب: تغييرات كبيرة في حياتك المهنية.. توقعات الأبراج وحظك اليوم السبت 14-6-2025
  • خام البصرة يحقق مكاسب اسبوعية كبيرة
  • مصدر يكشف طبيعة الأصوات التي سمعت في العراق: ليست قصفا
  • قفزة كبيرة.. سعر الذهب اليوم الجمعة بعد اندلاع الحرب الإيرانية الإسرائيلية
  • «مكانة الوطن وخطر الفكر المتطرف».. موضوع خطبة الجمعة اليوم
  • نتائج انتخابات بوروندي تثير جدلا وتحذيرات من تقويض الديمقراطية
  • ضغوط أوروبية متزايدة على حكومة نتنياهو: ستوكهولم تطالب بعقوبات على وزراء من اليمين المتطرف
  • سبايكر.. لن تُنسى
  • السويد تطالب بعقوبات ضد أعضاء اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو