هناك من ينظر إلى تطوُّرات الحرب الصهيونية على غزة، بانهزامية كاملة، لا يمنح فيها للمقاومة ولو نقطة ضوء، ويرى بأن الصهاينة وحلفاءهم في بلاد الغرب والعرب قد حقَّقوا الانتصار الذي لم يحلموا به قطّ حتى في عزِّ الحروب الكلاسيكية، من خلال قتلهم للقيادات وتحقيقهم انتصارات لم تكن على البال، في بلاد الشام وغيرها، وربما تفكيك المقاومة في فلسطين ولبنان، كما يتراءى لهم، وهي أهداف كانت أبعد من السراب.
وعندما يُطرح أمامهم بأن ما تحقَّق -إن كان قد تحقق أصلا للصهاينة- إنما هو معركة، وليست حربا، يثورون ويعتبرون صاحب هذا الطرح، مجرد مخدِّر لأمة هي في الأصل مخدَّرة.
في منتصف أكتوبر القادم، سيواجه المنتخب الإيطالي لكرة القدم، حامل لقب كأس العالم أربع مرات، منتخب الكيان الصهيوني في إيطاليا ضمن تصفيات كأس العالم 2026، وقد باشر الإيطاليون معتمدين على قوانين “الفيفا” والاتفاقيات العالمية، جمع التوقيعات لمنع منتخب الكيان من دخول إيطاليا، واقترحوا على منتخب بلادهم استقبال فريق الكيان في بلاد أخرى، على طريقة البلجيكيين الذين فعلوها من قبل، وسافر منتخب بلادهم إلى المجر وتلاقى مع منتخب الكيان، مفضِّلا أن تبقى مملكة بلجيكا طاهرة من أقدام من ارتكبوا كل أنواع الجرائم وآخرها إرهاب التجويع إلى حدّ الموت.
الجميل في مسعى الإيطاليين الذي تقوده أحزابٌ يسارية وتجمع الخضر ومحامون وأطباء وجامعيون، أنه يعتمد على قوانين ومواد في بنود “الفيفا” تدافع عن أي بلد مظلوم، كما حدث مع روسيا التي مُنعت من المشاركة في كل التظاهرات الرياضية بمجرد مهاجمتها لأوكرانيا، وعدّ أصحاب المبادرة قتل الآلة الحربية الصهيونية 635 رياضيٍّ ورياضية منذ بداية العدوان على قطاع غزة.
إيطاليا هي جزءٌ هام من عالم كرة القدم، فقد استضافت كأس العالم في مناسبتين وفازت باللقب الكبير أربع مرات، ويمكن وضعُها رفقة ألمانيا والبرازيل ضمن القمم الشامخة للرياضة الأكثر شعبية في العالم، وإن تمكّنت من منع منتخب الكيان من دخول أراضيها، فستكون ضربة موجعة، حتى وإن كانت المبادرة في حد ذاتها انتصارًا.
صحيحٌ أن ذاكرة الناس تحجّمت، وصحيح أن الصهاينة يجدون داعمين لهم في كل قارات العالم، ولكن الذين يظنون أن القضية الفلسطينية قد كتبت شهادة وفاتها واهمون، فقد قدّم منتخب جيش التحرير الوطني في الجزائر ما قدّمه الثوار، وخسرت فرنسا في كل مباراة لعبها رفقاء زيتوني ومخلوفي، أوراقا مهمة من شجرة غرستها قبل قرن وثلث قرن.
الحماقات التي يرتكبها نتنياهو ومن معه في حكومة التطرف والإرهاب، والتي بلغت سقف الجهر بضمِّ غزة إلى بقية المستعمرات، لا بدّ وأن تكون لها نهاية، فقد كان هدف هتلر ابتلاع بولونيا فقط، وعندما تفتَّحت عيناه وزادت شهيته عن إمكانات جيشه، سقط بالضربة القاضية فنحر جنده وانتحر، ودفن دولته النازية إلى الأبد.
الشروق الجزائرية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه غزة إيطاليا كرة القدم القضية الفلسطينية إيطاليا غزة الاحتلال القضية الفلسطينية كرة القدم مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات رياضة صحافة مقالات رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة منتخب الکیان
إقرأ أيضاً:
"يوم المخاطر".. هكذا تستعد إيطاليا لاستقبال منتخب إسرائيل
يدرك المنتخب الإيطالي أن تأهله إلى مونديال 2026 قد يمرّ من بوابة الملحق الأوروبي، إلّا في حال اجتراح معجزة، ولكن شرط أن يعزز مركزه الثاني في المجموعة التاسعة بفوز على إسرائيل، مساء الثلاثاء، وسط توتر شديد بسبب السياق الجيوسياسي.
ويعيش منتخب الـ"أتزوري" هاجس عدم التأهل إلى مونديال 2026 في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، بعدما غاب عن النسختين الاخيرتين في روسيا 2018 وقطر 2022 عقب فشله في اجتياز عقبة الملحق في المرتين.
مظاهرة تحت حراسة مشددة
في مواجهة إسرائيل، التي مُنيت أمام إيطاليا بهزيمة 4-5 في مباراة حماسية في سبتمبر في ديبريتشن المجرية ضمن الجولة السادسة من التصفيات، يفتقد منتخب إيطاليا مهاجمه المتألق مويس كين الذي أعلن غيابه رسميا ظهر الاثنين بسبب تعرضه لإصابة في كاحله ضد إستونيا.
وبعد أربعة أيام من سحق المنتخب النروجي نظيره الاسرائيلي 5-0 في أوسلو على وقع احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين، تستعد السلطات الإيطالية لـ"يوم محفوف بالمخاطر"، كما أقر وزير الداخلية ماتيو بيانتيدوزي.
أكد بيانتيدوزي قائلا "جميع المباريات تنطوي على مخاطر، لكن المخاطر لا تعني إثارة الهلع، بل توخي أقصى درجات الحذر".
وسيُنشر نحو ألف شرطي، بما في ذلك في شوارع أوديني التي اختيرت لبعدها عن المراكز الحضرية الإيطالية الرئيسة حيث تظاهر مئات الآلاف في أوائل أكتوبر وهم يهتفون "أوقفوا الإبادة الجماعية"، وكان عمدتها يأمل حتى الأسبوع الماضي في نقل مكان المباراة.
قبل صافرة بداية المباراة، ورغم اكتمال المرحلة الأولى من خطة السلام في غزة بنجاح مع إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الاثنين، من المتوقع مشاركة قرابة 10 آلاف متظاهر في مسيرة تحت حراسة مشددة تبدأ في الساعة 5:30 مساء.