تجربة سياحية وترفيهية متكاملة في "خريف ظفار".. وعروض دولية لأول مرة في عُمان والعالم
تاريخ النشر: 12th, August 2025 GMT
◄ غواص: ساحة أتين أيقونة الفعاليات.. وتضم أكبر مدينة ألعاب هوائية في العالم
◄ ألعاب نارية صديقة للبيئة.. وعروض فولكلورية من 18 دولة
◄ "عودة" تُحاكي الحياة العُمانية التراثية بعروض للفنون التقليدية
◄ 1000 مشروع وطني للأسر المنتجة ورواد ورائدات الأعمال
صلالة- العُمانية
تُنظِّم بلدية ظفار فعاليات متنوعة بتجربة متكاملة تجمع بين الثقافة والترفيه والابتكار في موسم خريف ظفار 2025، عبر استقطاب عروض عالمية تُقدَّم لأول مرة في سلطنة عُمان وبعضها على المستوى الدولي.
وتشهد مواقع الفعاليات المختلفة إقبالًا واسعًا من الزوار لما تتميز به من تنوع وجاذبية في المحتوى المقدم.
وقال عمار بن عوبد غواص مدير دائرة الفعاليات والتوعية ببلدية ظفار، إن ساحة أتين تُعد أيقونة الفعاليات لهذا الموسم، إذ تضم أحد أكبر مدينة ألعاب هوائية في العالم، إلى جانب مسرح مُجهَّز بأحدث تقنيات الصوت والإضاءة، وعروض ألعاب نارية صديقة للبيئة، وعروض الدرونز، وعروض فولكلورية من 18 دولة، إضافة إلى أسواق متنوعة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومنتجات محلية لرواد ورائدات الأعمال العُمانيين.
وأضاف أن الواجهة العصرية بسهل أتين تُوفِّر وجهة ترفيهية متكاملة للعائلات، تشمل الممشى، ومحطات العالم للأطفال، وقصر الأميرات، ومجموعة مطاعم وعربات طعام، إلى جانب فعالية "عودة" التي تحاكي الحياة العُمانية التراثية بعروض للفنون التقليدية، وأسواق تراثية، ومنتجات حرفية تحافظ على الموروث الوطني.
وبيّن غواص أن حديقة عوقد "وقت الطفل" خصصت لتقديم أنشطة تعليمية وترفيهية مبتكرة للأطفال في بيئة آمنة، فيما تحتضن حديقة صلالة "الحديقة الصحية" مسارات رياضية وتحديات تناسب جميع الفئات وتشجع على أسلوب حياة نشط ومتوازن.
وأشار غواص إلى أن الموسم يشمل فعاليات مصاحبة متعددة منها "أوسارا"، و"أفيسينيا"، و"الغارف"، وسوق اللبان، وسوق شاطئ الحافة، إضافة إلى أنشطة في ولايات طاقة ومرباط وسدح، إلى جانب استضافة فعاليات رياضية دولية أبرزها طواف صلالة الدولي للدراجات الهوائية، وبطولة ظفار الدولية لسباق السحب الرملي "دراج ريس"، ومسابقة الرماية بالأسلحة التقليدية.
وأكد على أن بلدية ظفار حرصت على إبراز الهوية العُمانية في جميع مواقع الفعاليات عبر أكثر من 1000 مشروع وطني للأسر المنتجة ورواد ورائدات الأعمال، مع إسناد تشغيل وتنظيم الفعاليات لشركات عُمانية بالكامل؛ في خطوة تعكس دعم المشروعات الوطنية والأفكار الشبابية، وجعل الموسم منصة حقيقية للتنمية المُستدامة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الع مانیة
إقرأ أيضاً:
الجبّالية الشحرية: لغة نادرة تصارع النسيان في جبال ظفار العُمانية
في تجمّع أقيم في صلالة في جنوب سلطنة عمان، يردد رجال بلباسهم التقليدي قصائد قديمة باللغة الجبّالية الشحرية التي لا يفهمها إلا 2% من سكان البلاد ويتمسكون بتوارثها وحمايتها من الاندثار.
من أعالي جبال ظفار، المحافظة التي تضم صلالة، انبثقت هذه اللغة. ويقول الباحث في التراث الشعبي علي بن سهيل المعشني لوكالة فرانس برس إن عدد الذين يتكلمون اليوم الجبّالية الشحرية "لا يتجاوز 120 ألفا"، مضيفا "إنها لغة مهددة"، ومشيرا إلى مخاوف من انقراضها بحكم أنها لم تدوّن جيّدا ولم تدرج في المناهج الدراسية.
وتعود أصول الجبّالية الشحرية إلى اللغات السامية، وتفرّعت عنها السامية العربية الجنوبية ثم لغات قديمة عاشت في ظفار، من بينها الشحرية، وأخرى باتت شبه منقرضة اليوم مثل البطحرية التي "يتحدثها 3 أو 4 أشخاص فقط"، وفق المعشني.
ويختلف أهلها على تسميتها بين من يصرّ على "الجبّالية" فقط ومن لا يمانع باسم "الشحرية". ويقول المعشني إنه اختار موقف الوسط بعبارة "الجبّالية الشحرية"، مضيفا أنها "لغة متكاملة الأركان" تضم قواعد صرف ونحو كاملة، واستخدمت عبر التاريخ في الأشعار والأمثال والأساطير، لكنها بقيت "لغة خام لم تُهذّب".
وضعت الجغرافيا الجبلية المميزة لظفار هذه اللغة في بيئة شبه مغلقة، ينشأ فيها الأطفال على لسان الأجداد، ويكبرون على أنغام الفنون الشعبية والقصائد المتوارثة التي تحفظ في طيّاتها كلمات عتيقة اندثرت من الحياة اليومية.
ويقول المعشني إن الجبالية الشحرية "لغة تاريخية قديمة جدا موغلة في عمق التاريخ (…)، حمتها العزلة في ظفار".
الجبّالية وتحديات العصر الرقميلكن العزلة اليوم لم تعد كافية لحماية هذا الموروث اللغوي أمام الزخم الهائل للتكنولوجيا.
فبرغم تمسّك القبائل بعاداتها وتقاليدها ولغتها، فإن معظم أفرادها يملكون هواتف ذكية ويتفاعلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما انتقل كثير من أبناء الجبال الى المدن أو خارج ظفار، مما أفقد بعضهم القدرة على تحدث اللغة بطلاقة.
إعلانومع ذلك، أكّد جميع من حاورتهم فرانس برس إصرارهم على الحفاظ على هذه اللغة ومخاطبة أطفالهم بها دائما.
ويوضح سعيد شماس، وهو ناشط على منصات التواصل الاجتماعي من ظفار، لفرانس برس أن تعلّم اللغة يبدأ من نشأة الطفل في البيت فهو "يجد أن من في بيئته يتكلمون الجبّالية، من الأب والجد والأم، فيفهم مباشرة أنها اللهجة أو اللغة التي سيتكلمها".
وقال طفل في الخامسة وآخر في الثامنة إنهما "يفضّلان التحدث بالجبّالية على العربية"، وإن العربية تبقى بالنسبة لهما لغة المدرسة.
ويتمسّك أهل ظفّار بتوريث لغتهم عبر الفنون الشعبية للحفاظ عليها، في حين يتجه اليوم باحثون إلى صونها بمبادرات توثيقية.
في خيمة في مدينة صلالة في محافظة ظفار، يقول الشاعر والفنان الظفاري خالد أحمد الكثيري (41 عاما)، بعد أن أنهى إنشاد قصيدة بالجبالية الشحرية خلال فعالية ثقافية، "القصيدة الجبّالية وسيلة نحافظ بها على هذه اللغة ونعلّم من خلالها الأجيال الجديدة".
وانضم له شماس البالغ من العمر 35 عاما قائلا "نحافظ على الموروث وعلى الكلمات القديمة أيضا من خلال فنون النانا والدبرارت (الاسمان باللغة الجبالية لهذه القصائد) التي تستخدم كلمات لا تُستخدم في الحوارات اليومية".
وتتكثف الجهود في محافظة ظفار لحماية اللغة ومحاولة تدوينها وتوثيقها.
ويؤكد المعشني وجود "جهود حثيثة من المهتمين والباحثين والجهات الحكومية" لذلك "ضمن خطة عُمان 2040" التي تنص على "التركيز على مثل هذه اللغات والموروثات الشعبية".
ويقود المعشني فريقا لإنجاز أول معجم شامل لهذه اللغة، يضم نحو 125 ألف مفردة مترجمة إلى العربية والإنجليزية.
ومن المتوقع أن تكون للمعجم نسخة إلكترونية تضم خاصية النطق الصوتي لحفظ مخارج الحروف والأصوات المميزة في الجبّالية الشحرية.