كم مرة حج الرسول؟.. وماذا فعل في حجه الأخير؟
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
حجة الوداع.. تزامنًا مع موسم الحج 2024، يسترجع الكثير من المسلمين سيرة نبيهم صلى الله عليه وسلم خلال حجة الوداع، لذلك تقدم «الأسبوع»، كل ما تريد معرفته عن حجة الوداع.
كم مرة حج النبي؟الحج في الإسلام، هو حج المسلمين إلى مدينة مكة في موسم محدد من كل عام، وله شعائر معينة تسمى مناسك الحج، وهو واجب لمرة واحدة في العمر لكل بالغ قادر من المسلمين، ويذكر أن النبي قام بالحج مرة واحدة، وهى المعروفة تاريخيا بحجة الوداع، لكن بعض من الكتب التراثية ترى أن الرسول حج مرات أخرى.
وقال ابن القيم في زاد المعاد: لا خلاف أنه صلى الله عليه وسلم لم يحج بعد هجرته إلا حجة واحدة وهى حجة الوداع سنة عشر، وقد روى الترمذي عن جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم حج ثلاث حجج، حجتين قبل أن يهاجر وحجة بعدما هاجر ومعها عمرة، فساق ثلاثاً وستين بدنة جاء على من اليمن ببقيتها، فيها جمل لأبي جهل في أنفه برة من فضة، فنحرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر من كل بدنة ببضعة فطبخت وشرب من مرقها.
وقد ضعف الترمذي هذا الحديث، قال: وسألت محمداً (يعنى البخاري) عن هذا الحديث فلم يعرفه إلى أن قال البخاري: وإنما يروي عن الثوري عن أبى إسحاق عن مجاهد مرسلاً.
وأخرج ابن ماجه والحاكم أنه حج قبل أن يهاجر ثلاث مرات، وهو مبني -كما يقول ابن حجر- على مقابلته للأنصار بالعقبة، وهذا بعد النبوة، أما قبل النبوة فلا يعلم عدد حجه إلا الله، وكل ذلك استصحاب للأصل الذى درج عليه العرب من أيام إبراهيم عليه السلام.
وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم حج حجة واحدة وهي حجة الوداع، بعدما فرض الحج كما في الصحيحين والترمذي، ولفظ الترمذي عن قتادة قال: قلت لأنس بن مالك: كم حج النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: حجة واحدة، واعتمر أربع عمر، عمرة في ذي القعدة وعمرة الحديبية وعمرة مع حجته وعمرة الجعرانة إذ قسم غنيمة حنين.
متى فرض الحج على المسلمين؟وفرض الحج على المسلمين في سنة الوفود التي تعادل العام التاسع للهجرة، وهو الوقت الذي نزلت فيه الآية: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا).
ويعد الحج أحد أركان الإسلام الخمس، والتي تعد فروضًا وأساسيات لدى المسلمين، ويمكن أداء الحج مرة واحدة فقط في العمر لمن يستطيع السفر إلى بيت الله الحرام بمكة، إلا أنه لا يستحب أداؤه في حال كان مال السفر حرامًا أو كان أهل المرء أحوج إلى خدمته وماله.
حجة الوداع- سميت حجة الوداع بذلك لأنها كانت في آخر عمره، ولأنه - صلى الله عليه وسلم- ودع فيها الأمة فوقف يوم عرفة وقال: «أيها الناس اسمعوا قولي وخذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا».
- أُطلق عليها اسم حجة البلاغ لأن الرسول قد بلغ فيها رسالته، وكان يقول بعد كل أمر ونهي: «ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد».
- كما سميت بحجة الإسلام لأنها كانت الحجة الوحيدة التي يؤديها الرسول في الإسلام، وبعدها نزل قول الله تعالي: «اليوم أكملت لكمْ دينَكُمْ وأَتْمَمْتُ عليكُمْ نِعمتِي ورَضِيتُ لكُمْ الإسلامَ دينًا».
- كانت هذه هي الحجة الوحيدة التي أداها النبي صل الله عليه وسلم بعد الهجرة وفرض الحج على المسلمين، لذلك سميت بحجة الوداع.
- عمل النبي صل الله عليه وسلم على توضيح أحكام الإسلام وشعائره في هذه الحجة من خلال خطبته المعروفة، ويقال أن الله في ذلك الوقت قد أنزل عليه قوله: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).
- يقال أن النبي صل الله عليه وسلم قد نوى أن يقرن عمرة بهذه الحجة، لذلك لم يحل من إحرامه بعد إنهاء تأدية الحج.
- ورد في صحيح مسلم أن النبي صل الله عليه وسلم قال: (لتأخذوا عني مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد عامي هذا)، ويقال إن هذه كانت إشارة للوداع وإعلام الصحابة بقرب وفاته.
- مرض النبي بعد هذه الحجة لثلاثة عشر يومًا قضاها في منزل زوجته عائشة رضي الله عنها، وكان يتألم بشدة إلى أن توفي في عامه الثالث والستين من العمر يوم الإثنين الموافق 12 ربيع الأول.
اقرأ أيضاًسنن يوم عرفة وأفضل الأعمال تزامنا مع الحج
الركن الخامس من أركان الإسلام.. تعرف على أحكام مناسك الحج
الحجاج يتجهون لإنهاء التفويج إلى مشعر منى
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: حجة الوداع الوداع خطبة الوداع حجة حجة النبي النبی صل الله علیه وسلم صلى الله علیه وسلم حجة الوداع
إقرأ أيضاً:
ملتقى الجامع الأزهر: تقبيل الحجر والطواف شعائر توحيد لا وثنية كما يزعم البعض
عقد الجامع الأزهر اللقاء الأسبوعي لملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، تحت عنوان "شبهات وأباطيل حول الحج" وذلك بحضور كل من؛ أ.د/ عبد الفتاح العواري، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وأ.د أحمد على محمود ربيع، أستاذ أصول اللغة بجامعة القاهرة، وأدار اللقاء الدكتور علاء العرابي، المذيع بإذاعة القرآن الكريم.
في بداية الملتقى أوضح الدكتور العواري أن الشبهات والمغالطات التي تثار عن الحج، إما أن تكون متعمدة من قبل بعض المشككين بهدف التشكيك في الدين، أو ناتجة عن سوء فهم لمقاصد الحج السامية، ومناسكه، وأبعاده الروحية، والتاريخية، مشيرًا إلى أن البيت الحرام بيت عتيق ضارب في جذور التاريخ، وأن الإسلام قد جدد العهد به بفريضة الحج، ليثبت أركان الحق والعدل ويقضي على الظلم والجور، ويرسخ عقيدة التوحيد، ويزيل مساوئ الأخلاق، والتعاليم الإسلامية تؤكد أن الحج عبادة خالصة لله سبحانه وتعالى، وأن جميع مناسكه تمثل امتثالًا لأوامر الحق سبحانه وتعالى، وليست عبادة وثنية كما يدعي المشككون من خلال ربطها بأشياء مادية كتقبيل الحجر والسعي بين الصفا والمروة والطواف بالبيت، دون النظر إلى المعنى الحقيقي وهو التسليم والامتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى.
وردًا على الزعم بأن شعائر الحج مجرد طقوس جسدية قال العواري، يُخطئ من يرى أن الشعائر التي تؤدى خلال الحج هي مجرد طقوس جسدية لا تحمل أي قيمة روحية، فالحج هو في جوهره رحلة روحية عميقة تتجاوز الأفعال الظاهرية لتلامس أعماق النفس، والحج كله توحيد خالص وشعائره كلها دين خالص لله رب العالمين، والمسلمون متوجهون إلى الله أثناء أداء هذه الشعائر، وهو ما علمهم إياه الرسول صلى الله عليه وسلم، كما أن بناء البيت الحرام كان على يد الملائكة "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ"، وعندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أول المساجد قال: "المسجد الحرام"، وهو دليل على أن الحج شعيرة قديمة.
من جانبه، أكد فضيلة الدكتور أحمد ربيع، أستاذ أصول اللغة بجامعة الأزهر، أن فريضة الحج تتوق إليها نفوس المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وهي فريضة فرضت على كل الأمم السابقة منذ سيدنا آدم عليه السلام، مبينًا أن شعائر الحج التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي الحق والصواب المطلق، لأنها من عند الله تعالى، ولا يمكن للمشككين أن يزعزعوا ثوابتنا عنها، مشيرًا إلى أن هناك من يحملون حقدًا على المسلمين، ويسعون لتشكيكهم في ثوابتهم الدينية. واستشهد بقول الحق سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: " وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".
وشدد أستاذ اللغويات على ضرورة أن يطمئن المسلمون إلى الشعائر التي يؤدونها، ولا ينبغي لهم الالتفات إلى أقوال المشككين لأنها أقوال نابعة من حقد وحسد لهذه الأمة، ولأن شعائر الحج هي أركان ثابتة من عند الله سبحانه وتعالى جاءت بأمر إلهي ووحي من السماء، وشرحها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بفعله وقوله، فكل خطوة يخطوها الحاج، وكل ركن يؤديه، له أصل في كتاب الله وسنة رسوله. هذا الارتباط الوثيق بالنص الشرعي يجعلها فوق أي تشكيك أو تأويل خاطئ، ويُبرز عمقها الروحي ومعناها السامي.