«البوابة» تكشف تفاصيل الحج الحرام عند «داعش»
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
- تنظيم داعش يكفر أئمة الحرمين ويحرم الصلاة خلفهم.. والحصول على تأشيرة لأداء الفريضة حرام!
- «داعش»: دفع أموال للسعودية في المناسك محاربة لله ورسوله!
- الحج ليس الركن الأخير والجهاد سادس أركان الإسلام
- أكل ذبائح الحج لا تجوز لأن الجزارين مرتدون
- «داعش» يمنع عناصره من الركن الخامس ويقنعهم بأن الجهاد أولى
- سيد قطب هو الأب الروحي للدواعش وإمامهم في تكفير المجتمعات المسلمة
في الوقت الذي يشد فيه المسلمون رحالهم وأفئدتهم شوقًأ لحج بيت الله الحرام، في هذه الأيام المباركة، وتحمل مشاق السفر والطواف حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة وصعود عرفات، لتأدية مناسك الفريضة الأخيرة والركن الخامس من أركان الإسلام، يحرم تنظيم «داعش» الإرهابي أنصاره من تأدية هذه الفريضة العظيمة.
في مثل هذا الوقت من كل عام تدور داخل أفرع التنظيم فتاوى تكشف العقم الفكري والفقهي لتنظيم الدولة الإسلامية المزعومة في العراق والشام «داعش» الذي حول الحج من فريضة مكتوبة، إلى جريمة مرفوضة، وكبيرة محرمة، بدءً بتحريم أخد تأشيرة السفر من البلدان المختلفة، بسبب كفر أو ردة حكام هذه البلدان -حسب زعمهم، ما يعني أن التقدم لطلب الحصول على تأشيرة من أجهزتهم هو بمثابة اعتراف ضمني بشرعيتهم وولايتهم ورئاستهم، وهو ما يتعارض مع الركن الأساسي عند التنظيم الإرهابي والذي يتمثل في تكفير حكام الأنظمة الغربية وردة حكام الأنظمة العربية.
أما عن مواطني وسكان مناطق سيطرة «داعش» فيما يعرف بـ"ولايات التنظيم" فلا يستطيع الواحد منهم الحصول على تأشيرة هذه الدولة المزعومة للسفر لأي دولة أخرى سواءً للحج أو العمل أو العلاج أو غير ذلك من الأسباب، لعدم وجود اعتراف دولي بهذا التنظيم الإرهابي، مثلما لا يعترف هو أيضًا بكل الأنظمة الدولية الأخرى، حتى قادة التنظيم أنفسهم لا يمكنهم الذهاب من دولة لأخرى إلا بجوازات سفر مزورة "مضروبة"، علمًا بأن هذا من الكذب على الناس والغش الذي نهى الإسلام الحنيف عنه.
كما يحرم التنظيم دفع أموال للملكة العربية السعودية كرسوم للحصول على تأشيرة الحج مقابل إدارتها وخدمتها للحرمين الشريفين، باعتبار أن هذه الأموال تذهب إلى الدولة السعودية التي يكفرونها ويكفرون قادتها، ويصفونهم بالنفاق ويلقبونهم بـ(آل سلول) بدلًا من (آل سعود) نسبة إلى عبد الله بن أبي بن سلول كبير المنافقين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى أن السعودية عضو في التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، ما يعني أن جزءًا كبيرًا من أموال الحج ستذهب إلى محاربة هذا التنظيم، وبالتالي يحرم على أعضائه الحج إلى بيت الله الحرام طالما بقي تحت إدارة هذه الدولة.
لم يقتصر الفقه الأعوج عند التنظيم الإرهابي على الجانب السياسي فقط، وإنما امتد ليشمل الجوانب التعبدية الأخرى في فريضة الحج، مثل الصلاة خلف أئمة الحرم الذين يكفرهم عناصر التنظيم بسبب موالاتهم للحكومة السعودية، الموالية للصليبيين –على حد وصف قادة داعش- وموالاة الكفار كفر، والصلاة وراء إمام كافر أو مرتد لا تجوز ولا تقبل، وما ينطبق على الصلاة في الحرم ينطبق كذلك على الصلاة في يوم عرفة، والتي يؤمها في الغالب أحد أئمة الحرمين الشريفين، وهذا على خلاف ما هو مقرر في عقيدة أهل الإسلام بالإجماع من جواز الصلاة وراء كل بر وفاجر من أهل القبلة.
ويضاف إلى ما سبق أن تنظيم «داعش» الإرهابي يحرم أكل الذبائح التي تذبح يوم النحر وخلال أيام التشريق الثلاثة، تخوفًا من أن يكون الجزار القائم بالذبح مرتدًا، إلا أن هناك خلاف بينهم في كونه "مستور الحال" وهو الشخص المسلم في الأصل ولم يظهر منه ناقض من نواقض الإسلام، فبعضهم يجيز أكل ذبائحه.
أما الصلاة خلف إمام الحرم باعتباره مستور الحال ففيه خلاف، حيث يجيز بعضهم هذا الأمر وإن كان يفضل إعادة الصلاة منفردًا بعد ذلك، والبعض الآخر لا يعتبره مستور الحال بعد إعلان موالاته لحكام السعودية، وهذا الخلاف يعد خلافًا شكليًا، لأن النتيجة النهائية واحدة، وهي عدم قبول هذه الصلاة.
وكل هذه العقيدة مبنية على تكفير المجتمعات المسلمة التي بثها القيادي الإخواني الشهير سيد قطب في كتابه "معالم في الطريق"، حيث يعد "قطب" الأب الروحي لكل التنظيمات الإرهابية المتسترة بستار الإسلام، وعلى رأسها تنظيم «داعش» فقد كان هو الآخر لا يصلى خلف إمام الحرم المكي مثلما حكى عنه ذلك على العشماوي، آخر قادة التنظيم الخاص للإخوان، في كتابه "التاريخ السري للإخوان المسلمين".
الجدير بالذكر أن تنظيم «داعش» الإرهابي لا يعتبر الحج الركن الأخير من أركان الإسلام، وإنما يضيف إليها ركنًا سادسًا هو الجهاد في سبيل الله، بعيدًا عن الفقه الإسلامي الحنيف، وشروط الجهاد الشرعي التي ذكرها علماء الإسلام في كتبهم، ويعتبرون الركن السادس أهم من الخامس، بحيث أنه من الممكن أن يتأخر المسلم في أداء ركن الحج، ولكنه ليس له بحال من الأحوال أن يتأخر في ركن الجهاد، لا سيما أن الشهيد إذا مات في الجهاد فإنه يشفع لأربعين من أهل بيته، فمن باب أولى فإنه يشفع لنفسه ويغفر الله له عدم ذهابه للحج.
ويرى الكثير من عناصر التنظيم أن الحج جهاد أصغر، وأنهم يمارسون الجهاد الأكبر على الأرض، ما يعني أنهم في منزلة أعلى من منزلة الحجيج.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: داعش الحج الحج الحرام سيد قطب مصطفى حمزة تنظيم داعش على تأشیرة
إقرأ أيضاً:
حجاج بيت الله الحرام يستعدون لتأدية أولى محطات رحلة الحج
قبل يوم من انطلاق مناسك الحج، توافد آلاف الحجاج المسلمين من مختلف دول العالم، اليوم الثلاثاء، إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة، استعدادًا للانتقال إلى مشعر منى في اليوم التالي، في مشهد مهيب يتكرر كل عام، لكنّه لا يفقد رهبة اللحظة وقدسيتها. اعلان
رجال يرتدون ملابس الإحرام البيضاء البسيطة، ونساء بلباس فضفاض يغطي كامل الجسد عدا الوجه والكفين، دخلوا من أبواب الحرم لأداء طواف القدوم حول الكعبة المشرّفة، إيذانًا ببدء رحلة الحج التي تمثل ذروة العبادة في حياة المسلم.
وسط هذا المشهد الإيماني، صدحت دعوات الحجاج بالخير والسلام، أبرزها دعاء الحاج السوداني وليد علي أحمد الذي قال: "نسأل الله أن يمنّ على السودان وسائر الدول الإسلامية بالأمن والأمان، والازدهار والكرم، وأن يوحد صفوفها."
وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة، برزت مشاهد إنسانية لافتة، تمثلت في جهود المتطوعين المنتشرين في ساحات المسجد الحرام ومداخله، حيث قاموا بتوزيع عبوات المياه الباردة على الحجاج، في مبادرة تعبّر عن الكرم والإيثار في الأيام المباركة.
وقال المتطوع محمد سري في حديثه عن هذا الدور: "في هذه الأيام المباركة، نقوم بالتطوع لتوزيع المياه على الحجاج، ضيوف الرحمن، وتخفيف وطأة الحر عليهم."
كما رُصدت لقطات مؤثرة لحجاج يساعدون بعضهم البعض، من بينهم حاج يدفع والدته على كرسي متحرك نحو بوابات الحرم، بينما تجمعت أسراب من الحمام حول الساحات في مشهد اعتادت عليه مكة في مواسم الحج.
ويشارك هذا العام أكثر من 1.4 مليون حاج في أداء الفريضة، وفقًا للبيانات الرسمية، وسط استعدادات مكثفة من الجهات المعنية لضمان سلاسة التحركات والتنقل بين المشاعر المقدسة.
ويُعد الحج فريضة إسلامية يؤديها المسلم مرة واحدة في العمر إذا توفرت له القدرة البدنية والمالية، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تحديات أبرزها ارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها على الحجاج الذين يؤدون المناسك في الهواء الطلق وتحت أشعة الشمس المباشرة.
ورغم التطورات الكبيرة في تنظيم الحج، يبقى التحدي الأكبر في إدارة الحشود الضخمة، إذ سجلت بعض مواسم الحج في العقود الماضية حوادث تدافع مميتة وحالات وفاة، مما يزيد من أهمية الإجراءات الوقائية والإغاثية، مثل مبادرات توزيع المياه التي كان لها أثر واضح هذا اليوم.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة