تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية، اليوم الجمعة، بذكرى تكريس كنيسة القديس متاؤس الفاخوري، التي تقبع في جبل أصفون القريب من إسنا بمحافظة الأقصر، واحدة من أبرز المزارات الشاهدة على وقائع وأحداث تراثية تفخر باحتضانها صحراء أرض الكنانة.

القديس أبسخيرون الجندي.. سيرة خادة في تراث الكنيسة الأرثوذكسية القديس آمون وشقيقته صوفية.

. سيرة عنوانها الفداء من أجل المسيح

تحتضن أرض مصر الكثيرمن الأديرة والكنائس الشاهدة عللى حقب تاريخية فريدة، ويعود تاريخ إنشاء هذا الدير الفاخوري إلى القرن الرابع الميلادي، ونُسب إلى القديس الأنبا متاؤس، بسبب كثرة الصلوات التي ترأسها في القرن الثامن الميلادي، وكان صاحب أثر بازر وبصمة واضحة في تعمير الدير وكنيسته.

اشتهر هذا القديس أنه صاحب معجزات كثيرة ويروي التاريخ المسيحي قصة كان بطلها الأنبا متاؤس، حين ذهب إلى زوجة ملك النوبة آنذاك والتي كانت تعاني من  تعب شديد رجحته بعض المراجع إلى سيطرة قوة شيطانية عليها ولم تكن تستطيع الحركة،وحين سمع الملك بمعجزات القديس، أرسل إليه بعض حاشيته اصطحبوه إلى هناك، وتروي الكتب المسيحية أن دخوله كان له أثر كبير في زوجة الملك التي باتت بصرخ مع ظهور هذا القديس في ساحة القصر وتمكن من علاجها وشُفيت المرأة، بصلوات القديس متاؤس.

 أكرم ملك النوبة هذا القديس وأعاده إلى ديره مكرماً، وأرسل له أموالاً كثيرة، بنى بها القديس حصن الدير وكنيسة جميلة كُرست في مثل هذا اليوم، ولقب الدير بـ"الفاخوري" لأن صناعة الفخار كانت الحرفة الرئيسية للقديس متاؤس ولرهبان الدير.

يضم الدير كنيسة وحصن أثري، وأصبح من أبرز نماذج العمارة الدفاعية حيث كان الرهبان يحتمون به عند هجوم الأعداء واللصوص عليهم ومصمم بطريقة معمارية لا تمكن أى مهاجم من اختراقه وهى مجموعة من الحجرات لسكن الرهبان .

وتتميز كنيسة هذا الدير برسوم فرسكو التي تجسد النشاهد المائية التى رسمت فى الكنائس المصرية من طيور وأشكال هندسية وأشكال للصليب بديعة المناظر ،الموجودة حتى الآن بالإضافة إلى عدد من الرسوم التي جسدت فيها العائلة المقدسة، والسيد المسيح والتلاميذ الأثنى عشر وأنبياء العهدالقديم وجاء بعد ذلك بعض الفنانين الذين رسموا  القديس الأنبا متاؤس الفاخوري تقديرًا لدوره في تعمير هذا الدير وكنيسته الأثرية العريقة. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الكنيسة الأرثوذكسية أرض الكنانة الأقصر محافظة الأقصر القديس متاؤس الفاخوري الفاخوري الأرثوذكسية مصر

إقرأ أيضاً:

«القلب الكبير» تُعيد النبض لطوارئ مستشفى القديس جاورجيوس ببيروت

بيروت: «الخليج»

أعلنت «القلب الكبير»، المؤسسة الإنسانية العالمية المعنية بمساعدة اللاجئين والمحتاجين حول العالم ومقرها الشارقة، عن الانتهاء من أعمال ترميم وإعادة تأهيل وتوسيع وحدة الطوارئ والصدمة في المركز الطبي التابع لمستشفى القديس جاورجيوس الجامعي في بيروت، بتمويل كامل من حملة «سلام لبيروت» التابعة للمؤسسة، وبكلفة بلغت 2.36 مليون دولار أمريكي (نحو 8.7 مليون درهم). جاء ذلك خلال حفل التدشين الرسمي للجناح المُرمم في العاصمة اللبنانية، أمس الأول.

يأتي هذا المشروع استكمالاً لجهود ترميم وتجديد واحدة من أقدم وأعرق المؤسسات الطبية في لبنان، والتي كانت من بين المرافق الصحية الأكثر تضرراً جرّاء انفجار مرفأ بيروت في عام 2020؛ حيث يُعد إنجاز إعادة تأهيل وحدة الطوارئ والصدمة خطوة محورية في مسار تعافي قطاع الرعاية الصحية الأساسية في البلاد، واستعادة قدرته على تقديم خدماته الحيوية لنحو 40 ألف مريض سنوياً، بما يعكس قوة التضامن الإنساني الدولي في مواجهة الأزمات، ودعم المجتمعات المتأثرة بالكوارث.

وتضم الوحدة المجددة أحدث التجهيزات والتقنيات الطبية، إلى جانب توسعة في القدرة الاستيعابية، وتعزيز مرافق رعاية حالات الصدمة، وإنشاء قسم جديد مخصص للأطفال، ما مكّن المركز الطبي في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي من استعادة طاقته التشغيلية الكاملة للمرة الأولى منذ وقوع الانفجار. وقد صُمّمت وحدة الطوارئ والصدمة وفق أعلى معايير السلامة والكفاءة وسهولة الوصول، لتكون قادرة على مواجهة الأزمات المستقبلية وتعزيز منظومة الرعاية الصحية في بيروت.

استجابة إنسانية

وقد أسفر انفجار المرفأ عن أكثر من 150 قتيلاً وآلاف الجرحى، وتسبب في تشريد ما يقارب 300 ألف شخص، فيما كان المركز الطبي التابع لمستشفى القديس جاورجيوس الجامعي من بين أكثر المؤسسات تضرراً؛ إذ تعرض المستشفى، الذي يُعد ركيزة أساسية في منظومة الرعاية الصحية اللبنانية ويعود تاريخه إلى 147 عاماً، لأضرار هيكلية وتشغيلية جسيمة أثرت بشكل كبير في قدرته على الاستجابة الطبية خلال الأزمة.

واستجابةً لهذه الأزمة، وجّهت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير والمناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بإطلاق حملة «سلام بيروت»، التي جمعت أكثر من 30 مليون درهم لدعم جهود التعافي.

وقد مثّل ترميم وتجديد وحدة الطوارئ والصدمة في المركز الطبي التابع لمستشفى القديس جاورجيوس الجامعي حجر الأساس في هذه المبادرة، لضمان استعادة المستشفى لدوره الحيوي كخط حياة لسكان لبنان.

وأُقيم حفل افتتاح وحدة الطوارئ والصدمة بحضور المتروبوليت إلياس عودة، مطران بيروت وتوابعها؛ وفهد سالم الكعبي، القائم بالأعمال في سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في الجمهورية اللبنانية؛ ومريم الحمادي، عضو المجلس الاستشاري لمؤسسة القلب الكبير؛ وعلياء عبيد المسيبي، مدير مؤسسة القلب الكبير؛ والدكتور مروان النجار، المدير التنفيذي العام لمستشفى القديس جاورجيوس الجامعي في بيروت؛ والدكتور صلاح الشويري، المدير الطبي؛ إلى جانب عدد من الشخصيات البارزة من مؤسسة القلب الكبير والمستشفى، إضافة إلى نخبة من خبراء الرعاية الصحية والدبلوماسيين والشركاء الإقليميين.

علياء عبيد المسيبي، مدير مؤسسة القلب الكبير: العمل الإنساني يجب أن يكون هادفاً، طويل الأمد، ويقوم على الكرامة الإنسانية.

وقالت علياء عبيد المسيبي، مدير مؤسسة القلب الكبير، خلال كلمتها في حفل الافتتاح، إن إمارة الشارقة تواصل التزامها الراسخ تجاه لبنان، مشيدة بصمود شعبه.

وأضافت: «تحمل هذه المبادرة رسالة محبة وتضامن من إمارة الشارقة، بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، إلى الشعب اللبناني الشقيق الذي واجه الأزمات بالصبر والكرامة والاعتزاز».

وأضافت: «وحدة الطوارئ والصدمة التي أُعيد تأهيلها وتوسيعها ليست مجرد منشأة طبية تم تجديدها؛ بل تجسيد حقيقي لإيماننا بأن العمل الإنساني لا يكون عابراً؛، بل مستداماً، يعيد للناس حياتهم وكرامتهم. فمنذ اللحظة الأولى لانفجار مرفأ بيروت، لم تكن مشاهد الدمار مجرد صور عابرة؛ بل كانت نداء إنسانياً استوجب الاستجابة، ومن هذا النداء، وُلدت مبادرة (سلام لبيروت)، التي أطلقتها سمو الشيخة جواهر القاسمي، لتكون جسراً صادقاً يربط بين الواجب والشعور، وبين الإمكانات المتاحة والمسؤولية المُلقاة على عاتقنا، بحسّ من الالتزام والرغبة الجادة في الاستثمار في أنظمة لا تعيد فقط تقديم الخدمات؛ بل تمنح الناس شعوراً بالاستقرار والكرامة. واليوم، مع افتتاح هذا المشروع، نقف إلى جانب مجتمع بأكمله، نعيد إليه نبضه ونستثمر في مستقبله».

رسالة نبيلة

من جهته، قال الدكتور جوزيف وهبي، رئيس هيئة الأطباء ورئيس وحدة الطوارئ والصدمة في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي: «يمثل إعادة تأهيل وترميم وتوسعة وحدة الطوارئ والصدمة لحظة فخر واعتزاز لجميع العاملين في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي. فقد كان المستشفى من بين أكثر المؤسسات تضرراً جراء الانفجار المأساوي الذي هزّ مرفأ بيروت في الرابع من آب عام 2020، ما أدى إلى توقفه الكامل عن العمل لأول مرة منذ تأسيسه عام 1878. وعلى الرغم من حجم الكارثة، لم نفقد العزيمة؛ إذ بفضل التفاني والإصرار من جميع أفراد الطاقم الطبي والإداري، تمكّنا من استئناف العمل عبر وحدة طوارئ مؤقتة خلال فترة زمنية قياسية لم تتجاوز أسبوعين.

وأضاف الدكتور جوزيف: «بفضل الدعم الكريم الذي قدّمته مؤسسة القلب الكبير، وبدعم وتوجيه من رئيستها سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، نفتتح وحدة طوارئ متقدمة ومتكاملة، مجهّزة بأحدث المعايير الطبية والتقنية، لتستأنف دورها الحيوي في خدمة أكثر من 40 ألف مريض سنوياً. إن هذا المشروع لا يقتصر على إعادة بناء مرفق طبي؛ بل يجسّد رسالة إنسانية نبيلة، ويعيد الأمل إلى قلوب أهل بيروت».

وبعد المراسم الرسمية للافتتاح، تجوّل الضيوف في مرافق الوحدة، وشاهدوا فيلماً وثائقياً يستعرض رحلة التحوّل من الدمار إلى التعافي.

كما شملت فعاليات الحفل الكشف عن لوحة تذكارية تحمل اسم «مؤسسة القلب الكبير»، تقديراً لمساهمتها وتعبيراً عن امتنان المركز الطبي لشراكتها المستمرة.

واختُتم الافتتاح بحفل استقبال حضره نخبة من قياديي قطاع الرعاية الصحية والدبلوماسيين والشركاء الإقليميين، الذين وحّدوا جهودهم والتزامهم المشترك لإعادة بناء لبنان بكرامة وتعاطف وأمل.

مقالات مشابهة

  • من كنيسة بليز إلى بيت الله الحرام: رحلة إيمان لا تُنسى .. فيديو
  • الشيوخ يناقش الأثر التشريعي لقوانين الضريبة على العقارات والتأمين الصحي
  • بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس السيامة الكهنوتية للشماس مينا زكي
  • السكة الحديد تُطلق قطارات مخصوصة بمناسبة مولد القديس مار جرجس..تفاصيل
  • «القلب الكبير» تُعيد النبض لطوارئ مستشفى القديس جاورجيوس ببيروت
  • محافظ المنيا يهنئ الأقباط بموسم السيدة العذراء بدير جبل الطير ويؤكد أهمية التراث الديني
  • محافظ المنيا يهنئ الأقباط بموسم السيدة العذراء بدير جبل الطير
  • بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس حفل نهاية العام الدراسي لأبناء دار سيدة السلام بمساكن شيراتون
  • الكنيسة الأرثوذكسية تحيي تذكار القديس الأنبا أمونيوس المتوحد
  • الرئيس الشرع: نلتقي اليوم على ثرى حلب الشهباء هذه المدينة التي ما انحنت لريح ولا خضعت لعاصفة بل كانت القلعة وكانت الجدار وكانت الشاهد على الصمود