الحرب الاقتصادية الإسرائيلية تسقط طموحات الضفة الغربية
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
بالتزامن مع تصاعد الازمة والتوتر في الضفة الغربية ووقوع الحرب على قطاع غزة، تعاني السلطة الفلسطينية أزمة مالية في ظل قيود إسرائيلية متزايدة.
وتواجه الضفة الغربية المحتلة تدهوراً متواصلاً في الوضع المالي مند اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس”، في السابع من أكتوبر، مع وقف إسرائيل تسليم السلطة الفلسطينية كامل عائدات الرسوم الجمركية التي تقوم بجبايتها لصالحها.
ويشكو رجال أعمال فلسطينيون من تراجع كبير في عائداتهم منذ اندلاع الحرب في غزة.
وقال عماد رباح، الذي يملك مصنعاً للبلاستيك، إن أرباحه الصافية تراجعت بنسبة النصف خلال عام واحد.
كذلك قال نخلة جبران، الذي ينتج العرق، إن مبيعاته تراجعت بنسبة 30% خلال الفترة ذاتها، مضيفاً أن الضفة الغربية تواجه “حرباً اقتصادية” بموازاة الحرب في قطاع غزة.
وبموجب اتفاقات السلام التي توسطت فيها النروج جزئياً في التسعينات، تقوم إسرائيل بجمع الأموال للسلطة الفلسطينية التي تمارس حكماً ذاتياً محدوداً في أجزاء من الضفة الغربية.
لكن غداة هجوم حركة “حماس”، والذي أطلق شرارة الحرب المدمرة في قطاع غزة، أوقفت إسرائيل تسليم السلطة الفلسطينية كامل المبلغ العائد لها من الرسوم الجمركية، متذرعة بأن المال يستخدم من أجل تمويل حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
وتحتاج السلطة إلى هذه المبالغ لدفع رواتب موظفيها ولتأمين نفقاتها، وفق مسؤولين وخبراء.
وقد يتفاقم الوضع في يوليو، إذ هدّد وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش (يمين متطرف)، في مايو، بقطع قناة مصرفية حيوية بين إسرائيل والضفة الغربية رداً على اعتراف ثلاث دول أوروبية بدولة فلسطين.
وأبلغ سموتريتش رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بأنه “لا يعتزم تمديد” الضمانات الممنوحة للمصارف الإسرائيلية المتعاملة مع المصارف الفلسطينية لإعطائها حصانة من أي دعاوى قضائية قد تواجهها بتهمة “تمويل الإرهاب”.
وهذه الحماية السنوية التي تمنحها حكومة الاحتلال الإسرائيلية، وتنتهي مدتها في 30 حزيران/يونيو، ضرورية للسماح لمصرفي “هبوعليم” و”ديسكاونت بنك” الإسرائيليين بمواصلة لعب دور المراسلة بين البنوك الفلسطينية ونظيراتها في إسرائيل والدول الأخرى.
كما قرر سموتريتش اقتطاع نحو 35 مليون دولار من عائدات الضرائب التي تمّ تحصيلها لصالح السلطة الفلسطينية وتحويلها إلى عائلات “ضحايا الإرهاب”، متهماً السلطة الفلسطينية بـ “تشجيع الإرهاب” عبر “دفع أموال لعائلات الإرهابيين والسجناء والسجناء المفرج عنهم”.
أزمة إنسانية
وأثارت تهديدات الوزير الإسرائيلي مخاوف كبرى في واشنطن، حليفة الدولة العبرية.
ورأت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين أن “قطع المصارف الفلسطينية عن المصارف الإسرائيلية المتعاملة معها سيولد أزمة إنسانية”.
وشددت على أن “هذه القنوات المصرفية أساسية للقيام بتحويلات تسمح بنحو ثمانية مليارات دولار من الواردات الآتية من إسرائيل، بما في ذلك الكهرباء والمياه والوقود والمواد الغذائية، وتسهل حوالى ملياري دولار من الصادرات في السنة، يعول عليها الفلسطينيون لتأمين معيشتهم”.
من جانبه، أوضح محافظ سلطة النقد الفلسطينية فراس ملحم أن قطع القنوات المصرفية “سيكون له تأثير كبير علينا، لأن اقتصادنا يعتمد على الاقتصاد الإسرائيلي، ولأن إسرائيل تسيطر على الحدود”.
كما تضرر الفلسطينيون بفعل منع العمال من الدخول إلى إسرائيل للعمل، وبسبب تراجع حاد في النشاط السياحي في الضفة الغربية.
وعلى الصعيد الأمني، تشهد الضفة الغربية تصاعداً في العنف منذ أكثر من عام، تفاقم بصورة خاصة مع اندلاع الحرب في قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 546 فلسطينياً بأيدي القوات الإسرائيلية أو مستوطنين، وفقاً لمسؤولين فلسطينيين، فيما أدت الهجمات التي نفذها فلسطينيون إلى مقتل 14 إسرائيلياً على الأقل، بين جنود ومستوطنين خلال الفترة نفسها، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وتخشى الدول الغربية أن تثير سياسة إسرائيل الاقتصادية فوضى في الضفة الغربية.
وحذر مصدر دبلوماسي أوروبي في القدس، طالباً عدم كشف هويته من أن “النظام المصرفي قد ينهار… السلطة الفلسطينية في أزمة مالية وقد تنهار قبل آب/أغسطس”.
ورأى موسى شامية، الذي يملك شركة تصنع ملابس للنساء، أن السياسة الإسرائيلية هدفها دفع الفلسطينيين إلى مغادرة الضفة الغربية.
وقال إن الإسرائيليين “يريدون أن نغادر أرضنا، وهم يعرفون أنه سيكون من الصعب علينا البقاء إذا لم يكن بإمكاننا مزاولة أعمال”.
ويشكو مدير مدرسة سيرك فلسطين في بير زيت محمد رباح من صعوبات مالية، وقال: “نعاني مع المدفوعات الدولية”، لافتاً إلى عقبات بيروقراطية تؤخر تسليم المدرسة تجهيزات ومعدات تحتاج اليها لفترة تصل إلى شهر.
وأوصى فراس ملحم: “علينا العمل على خطة بديلة في ما يتعلق بالعلاقات التجارية”.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أزمة إنسانية الوزير الإسرائيلي حكومة الاحتلال الإسرائيلية الحرب الاقتصادية الإسرائيلية السلطة الفلسطینیة الضفة الغربیة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
اقتحامات واعتقالات إسرائيلية بعدة مناطق في الضفة الغربية
فلسطين – شن الجيش الإسرائيلي، مساء الخميس، حملة اقتحامات لمناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، تخللتها اعتداءات واعتقالات، ومداهمة منازل ومحال تجارية وتخريب محتوياتها.
ففي قرية أبو شخيدم، شمال مدينة رام الله (وسط)، اعتقل الجيش الإسرائيلي الطفل مصطفى علاء قنداح (9 أعوام) بعد اقتحام منزله والاعتداء عليه بالضرب، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).
وأظهر مقطع مصور قيام 6 جنود إسرائيليين بطرح الطفل قنداح أرضا، قبل أن ينهال أحدهم عليه بالضرب باليدين وبأعقاب البندقية ويكيل له الشتائم، بحسب الوكالة.
كما اعتقل الجيش الطفل محمد جاد الله قنداح، من القرية ذاتها، وسط إطلاق قنابل غاز مسيل للدموع، وفق ذات المصدر.
وفي قرية كوبر شمال رام الله، أفادت الوكالة الرسمية، باعتقال الجيش الشاب محمد أبو الحاج، بعد الاعتداء عليه بالضرب، في أعقاب اقتحام القرية.
وأظهر مقطع مصور أحد الجنود يضع ساقه على ظهر أبو الحاج، بعد الاعتداء عليه بالضرب، بينما كان مكبل اليدين.
وفي ضاحية اكتابا، شرق مدينة طولكرم (شمال)، نفذت القوات الإسرائيلية مداهمات واسعة شملت منازل ومخازن ومحال تجارية، ورافقتها أعمال تخريب وتحطيم متعمد، وفق ما نقلته “وفا” عن مصادر محلية.
كما اعتدى الجنود بالضرب على عدد من الشبان خلال التحقيقات الميدانية.
أما في خربة مكحول بالأغوار الشمالية (شمال شرق)، فاحتجزت القوات الإسرائيلية المواطن حسين بشارات، أثناء رعيه الماشية، بعد مشادة مع مستوطنين حاولوا منعه من الوصول إلى المراعي، بحسب منظمة “البيدر” للدفاع عن حقوق البدو.
وتأتي هذه الانتهاكات في ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية بالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة.
ووفق معطيات فلسطينية، أسفرت تلك الاعتداءات عن مقتل 978 فلسطينيًا على الأقل في الضفة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال أكثر من 17 ألفًا و500 آخرين.
ومنذ7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 183 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.
الأناضول