هل يؤثر الكافيين على بروتينات الحليب في قهوتك الصباحية؟
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
عندما يتحد الحليب مع "الإسبريسو" في قدح القهوة الصباحي، يُنتج بصريا ما يشبه دوامة العاصفة، وخلّف هذا المشهد الذي يألفه عشاق القهوة سؤالا بحثيا شغل العلماء، وهو مدى تأثر بروتينات الحليب بالتفاعل مع جزيئات الكافيين في الماء.
وبينما ذكرت الدراسات السابقة أن الكافيين يُبطئ الحركة الجزيئية للماء، فإن دراسة جديدة أجراها باحثون من قسم الكيمياء في جامعة آرهوس بالدانمارك، لم تُظهر أي تأثير جوهري للكافيين في حركة أو ديناميكيات بروتينات الحليب.
وتوصل الباحثون لهذه النتيجة في الدراسة المنشورة بدورية الجمعية الكيميائية الأميركية "فوود ساينس آند تكنولوجي" بعد قيامهم بتحليل سلوك بروتينات الحليب في ثلاث أنواع من الخليط، وهي:
الخليط البسيط: التحقيق في سلوك البروتينات في محلول من الحليب كامل الدسم والماء الخليط الوسيط: فحص التفاعلات بين بروتينات الحليب والكافيين في المحاليل المائية. الخليط المعقد: تحليل الخصائص الهيكلية والديناميكية لبروتينات الحليب في الكابتشينو المصنوع يدويا، والذي يحتوي على مركبات مثل حمض "الكلوروجينيك" من تفل القهوة.وكانت نتائج التحليل الطيفي باستخدام الأشعة تحت الحمراء ثنائية الأبعاد في الأنواع الثلاثة من الخليط تشير إلى أن بروتينات الحليب وبنيتها لم تتغير في وجود الكافيين ومركبات القهوة الأخرى، وهو ما يعني أن تلك البروتينات تحتفظ بمذاقها الأصلي، مما يضمن اتساق الخصائص الحسية للمشروب.
ولفهم كيفية توظيف الأشعة تحت الحمراء ثنائية الأبعاد في هذه الدراسة، يوضح أستاذ الكيمياء بجامعة المنوفية المصرية خالد عبد الشافي في تصريحات هاتفية مع "الجزيرة نت"، أن للجزيئات في أي مادة اهتزازات مميزة تحدث عند ترددات محددة، وعندما يتم تسليط ضوء الأشعة تحت الحمراء تمتص الجزيئات الضوء، مما يؤدي إلى زيادة الاهتزازات.
ويكشف التحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء التقليدية أحادي البعد شدة الامتصاص عند أطوال موجية مختلفة، في حين يوفر النوع ثنائي البعد المستخدم بالدراسة معلومات إضافية عن كيفية ارتباط هذه الامتصاصات ببعضها البعض مع مرور الوقت.
ويوضح عبد الشافي أنه في النوع ثنائي البعد تُستخدم نبضتان من ضوء الأشعة تحت الحمراء، فتعمل الأولى على إثارة الجزيئات، وتقوم الثانية باستكشاف ما يحدث بعد تأخير متحكّم فيه، وتكون النتيجة هي مخطط ثنائي الأبعاد يكشف عن التفاعل بين الاهتزازات الجزيئية المختلفة.
وخلال الدراسة، عرّض الباحثون العينات في الأنواع الثلاثة من الخليط لنبضتين من ضوء الأشعة تحت الحمراء، حيث أثارت النبضة الأولى بروتينات الحليب، وقامت الثانية -التي طُبقت بعد تأخير متحكّم فيه- بفحص الاهتزازات الناتجة.
ومن خلال تحليل أطياف الأشعة تحت الحمراء ثنائية الأبعاد، تمكن الباحثون من مراقبة أنماط اهتزاز بروتينات الحليب وتحديد ما إذا كانت قد تغيرت بسبب وجود الكافيين ومكونات القهوة الأخرى، وكانت النتيجة هي ثبات بروتينات الحليب وعدم تغير بنيتها.
ولم يكتف الباحثون بذلك، بل قاموا بملاحظة التفاعلات على مدى فترات زمنية قصيرة للغاية شملت البيكو ثانية (واحد على تريليون من الثانية) والفيمتو ثانية (مليون مليار جزء من الثانية)، ولم يلحظوا أيضا أي تغيير كبير في بنية البروتينات أو حركتها، حتى عند ملاحظتها على مدى هذه الفترات القصيرة للغاية.
ويوضح بيان نشرته الجمعية الكيميائية الأميركية أن الأفكار المكتسبة من هذه الدراسة، ستكون حاسمة في هندسة المشروبات مستقبلا. وأن اكتشاف ثبات بروتينات الحليب وحفاظها على سلامتها الهيكلية وملمسها الفموي في وجود الكافيين ومركبات القهوة، يمكن أن يوجه علماء الأغذية والمصنعين لتصميم العديد من المشروبات.
ولم يتطرق البيان بمزيد من التفصيل للمجالات التي يمكن أن تساعد فيها المعرفة المكتسبة من الدراسة، غير أن استشاري الصناعات الغذائية بجامعة الزقازيق المصرية أحمد عبد ربه كشف عن بعض منها في تصريحات هاتفية مع "الجزيرة نت".
يقول عبد ربه: "فهم أن بروتينات الحليب لا تتأثر بمركبات معينة يضمن بقاء نكهة المشروبات وملمسها ثابتين، وهو ما يمكن توظيفه في تطوير مشروبات بنكهة جديدة، مثل عصائر الفاكهة مع البروتينات المضافة".
ويشير إلى أن عدم تغير ديناميكيات البروتين يعني أنه يمكن إدخال إضافات أخرى مفيدة من الناحية التغذوية دون المساس بجودة البروتين، ويمكن الاستفادة من ذلك في المشروبات الوظيفية التي تُصمم لتوفير فوائد صحية تتجاوز التغذية الأساسية، مثل المياه المدعمة بالعناصر الغذائية، والمشروبات الرياضية، والمشروبات الصحية مع الفيتامينات أو المعادن المضافة.
كما يرى أنه "يمكن أيضا تطبيق المنهجية المستخدمة في هذه الدراسة للتحقيق في التفاعل بين البروتينات والمكونات الأخرى في الخلائط المعقدة، فعلى سبيل المثال، إنشاء بدائل حليب نباتية مستقرة وجذابة من خلال ضمان عدم تفاعل البروتينات المضافة (مثل بروتين البازلاء أو الصويا) بشكل سلبي مع المكونات الأخرى".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
الأشعة فوق البنفسجية خلف 80% من الإصابات بسرطان الجلد عالميًا
يُعزى أكثر من 80% من الإصابات بسرطان الجلد الميلانيني التي تشهد تزايدا ولكن يمكن الوقاية منها عمومًا، إلى التعرّض للأشعة فوق البنفسجية، على ما ذكرت دراسة أجراها باحثون في الوكالة الدولية لبحوث السرطان ونُشرت الثلاثاء.
من بين نحو 332 ألف إصابة بسرطان الجلد الميلانيني في مختلف أنحاء العالم عام 2022، كان قرابة 267 ألف حالة ناجمة عن الأشعة فوق البنفسجية، أي 83% من الحالات، بحسب الدراسة المنشورة في المجلة الدولية للسرطان (IJC). وتسبب سرطان الجلد الميلانيني بوفاة 58700 شخص عام 2022. .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } تطوير مرهم للوقاية من سرطان الجلد (متداولة)
أخبار متعلقة وزير الدفاع يبحث أوجه التعاون مع مستشار الأمن القومي البريطاني"التجارة".. 3 معايير لتشابه الأسماء التجارية و10 أيام حد أقصى لمعالجة الطلباتالرجال الأكثر عرضة
أشارت الوكالة الدولية لبحوث السرطان في بيان إلى أن نسبة الحالات المرتبطة بالأشعة فوق البنفسجية كانت أعلى لدى الرجال (86%) منها لدى النساء (79%).
ولفتت الوكالة المتخصصة التابعة لمنظمة الصحة العالمية إلى أنّ "العبء الذي يتسبب به الورم الميلانيني الجلدي يختلف بشكل كبير من منطقة إلى أخرى في العالم، بسبب المستويات المختلفة من التعرض للأشعة فوق البنفسجية وارتفاع خطر الإصابة به لدى السكان ذوي البشرة الفاتحة".
المناطق ذات المعدلات الأعلى من الإصابة بهذا السرطان الناجم عن الأشعة فوق البنفسجية (أكثر من 95%) هي أستراليا ونيوزيلندا وشمال أوروبا وأميركا الشمالية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جلسة واحدة من التشميس تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد - مشاع إبداعي
مرض نادر
وفي حين كان الورم الميلانيني الجلدي "مرضًا نادرًا في الماضي"، فإن التعرض المتزايد للأشعة فوق البنفسجية خلال العقود الأخيرة لتسمير البشرة، والسفر إلى مناطق ذات إشعاعات عالية وغير ذلك من العوامل، تسببت بارتفاع حاد في حالات هذا المرض، وخصوصا لدى السكان ذوي البشرة الفاتحة، بحسب الوكالة الدولية لبحوث السرطان.
وعلى الرغم من انخفاض معدلات الإصابة لدى الأجيال الشابة في عدد كبير من الدول التي كانت المعدلات فيها من الأعلى عبر التاريخ، يُتوقَّع أن يؤدي النمو السكاني والشيخوخة إلى زيادة صافية كبيرة في عدد الإصابات بسرطان الجلد الميلانيني التي يتم تشخيصها سنويًا.توقعات حديثة
ذكرت منظمة الصحة العالمية أن توقعات حديثة تشير إلى أكثر من 510 آلاف إصابة جديدة و96 ألف حالة وفاة عام 2040، مع زيادة قدرها 50% و68% على التوالي.
ومع ذلك، أكد المعد الرئيسي للدراسة أوليفر لانغسيليوس في بيان أنّ "معظم حالات الورم الميلانيني الجلدي يمكن الوقاية منها"، مشددا بشكل خاص على "الحاجة الملحة لتكثيف الجهود المتعلقة بالوقاية من الشمس"، وخصوصا في المناطق عالية الخطورة ولدى السكان المسنين.
الورم الميلانيني هو ورم جلدي خطر يشبه الشامة ولكن غالبا ما يكون لديه خصائص معّينة هي عدم التماثل، والحواف غير المنتظمة، والألوان المتعددة، والتضخم أو التغير في الشكل.
ومع أن عدد الحالات الجديدة سنويا كان يتزايد بشكل مطرد على مدى العقدين إلى الثلاثة عقود الفائتة، تحسّنت اختبارات الكشف عن الإصابة به وظهرت علاجات جديدة له.