قال كاتب إسرائيلي، إن "إسرائيل" خسرت سلاحها السري الأكثر أهمية بعد ما وصفه بـ"لكمة" 7 أكتوبر (طوفان الأقصى)، مؤكدا أن ما تواجهه دولة الاحتلال بعد 7 أكتوبر أسوأ ما حدث في تاريخها الحديث.

وأوضح الكاتب  بن كاسبيت، في مقال نشره موقع "ويللا" العبري، أن إسرائيل "واجهت مخاطر وجودية في حروب 48، و67، و73، لكن الخطر الحالي أكثر واقعية، ويرجع ذلك في الأساس لخسارة سلاحها السري الأكثر أهمية وهو التماسك الداخلي".



واستحضر الكاتب في مقاله مشهدا تخيليا لما سيكون عليه العالم بعد نحو ألف عام من الآن، وتحديدا في حزيران/يونيو 3024، وتحدث في جزء من هذا المشهد عن تاريخ ما وصفه بالانهيار المفاجئ للمملكة اليهودية الثالثة على يد شخص يدعى نتنياهو، قائلا: "البكتيريا المفترسة التي تأكل كل جزء جيد، مزّقتنا من الداخل، وانتشرت عبادة الشخصية المرضية، والتجاهل التام للحقائق والواقع، وثقافة الكذب والتزييف والتشهير، وآلة السم التي تفترس الفريسة، وتنقض على كل من لا ينسجم مع العائلة المالكة، التي حولت إسرائيل من دولة عازمة إلى سفينة متفكّكة من الحمقى تبحر بسرعة نحو جبل الجليد". 

وأردف: إن "انهارت بصورة سريعة، وفي غضون خمس سنوات، تحولت المملكة اليهودية من قوة إقليمية، وحتى عالمية رائدة، إلى دولة متخلّفة ومهزومة، تطايرت في بحر تهديدي من العداء".

وتابع: "أعاد انهيارها المفاجئ للأذهان اختفاء الديناصورات قبل ملايين السنين، لأن جهاز المناعة فيها تآكل من الداخل، حتى تعفّن وانهار، بعد انفصالها عن حليفها الكبير، وضعف اقتصادها، وعزّزت أعدائها بدلا من تقوية نفسها". 


وقال الكاتب الإسرائيلي "نتنياهو وأتباعه الـ62 الذين أقرّوا قانونا يديم تهرب المتدينين من الخدمة العسكرية، لا يقل عن تهديد وجودي للهيكل الثالث، لأن رئيس الحكومة لم يضع استراتيجية، ولم يحدد سياسة، ولم يضع مبدأ توجيهيًا، والنتيجة أننا حصلنا على كارثة، لاسيما بعدما حصل من كارثة الجنوب في السابع من أكتوبر، فالشبكة مليئة بالأدلة القاطعة على مسؤولية نتنياهو، لأن المسؤول الوحيد في الأمور الأمنية هو رئيس الوزراء، وهو وحده، ويجب أن يستعد لتحمّل العواقب، وإلّا فإنه في الطريق لإكمال عشرين عاما من الفشل الأمني".

وأكد أننا "نعيش اليوم جوهر عهد نتنياهو المتجسّد في الواقع الملتوي والحقائق المزيفة، ولوم العالم كله، وإلقاء اللوم على العالم أجمع في الإخفاقات، وفي الوقت ذاته نسب كل إنجازات الأرض لرصيده؛ يحمل الكذبة في غالون لا ينتهي، وينشر الزيف بكل فخر، ويفسح المجال لأتباعه من الروبوتات لإطلاق الشتائم والسباب على خصومه".

وأردف: "الواضح أن عجلة القيادة في يد شخص غير كفء، الذي كان مشغولا بتجديد حمام السباحة الخاص به أثناء الحرب على غزة، لأنه معني بألّا يكون لديه أي من ذوي الخبرة في مجلس الوزراء يمكنه إضافة أي وزن محدد لمنظومة اتخاذ القرار الأكثر مصيرية". 

إلى ذلك، أوضح أنه "نتيجة لكل ذلك انهار الرّدع في كافة المجالات رغم الضجيج العالي، والصواريخ الباليستية، والطائرات بدون طيار، وغيرها من الأسلحة، لكن ائتلاف نتنياهو في الوقت ذاته يقوم بتفكيك التحالف الحيوي مع الولايات المتحدة، ويصوّر شركائه بن غفير وسموتريتش الأميركيين بشكل شيطاني".


وأكّد: "لذلك فإنّنا نخسر بسرعة حلفائنا، وفيما بات قادة الدولة معرّضين لخطر أوامر الاعتقال والحظر والعقوبات الدولية، فإنّهم مشغولون بتفكيك بنيتها التحتية الاقتصادية والتكنولوجية والعلمية والأكاديمية، وتُعلن الحرب على النظام القانوني الذي يستخدم كحالة طوارئ منذ سنوات، وهذا خطر وجودي لم نتعرض له من قبل". 

وختم مقاله بالقول: "تستند هذه المخاوف الإسرائيلية إلى حقيقة الاعتقاد بأن عجلة القيادة اليوم موجودة في أيدي سارة ونتنياهو، بدعم وإشراف ابنهما يائير، المقيم في ولاية ميامي، ومعهم المجموعة الأكثر جنونا من مهووسي الحرائق التي يمكن تصورها، ممّا يثير ذعر الاسرائيليين، ويدفعهم للاستعداد لتنظيم المزيد من الاحتجاجات القوية لم يشهدها الاحتلال بعد، ليس فقط لإسقاط حكم نتنياهو، بل لإنقاذ الدولة بأسرها، في ضوء انهيار رصيده في استطلاعات الرأي، واعتبار أغلبية كبيرة جداً من الإسرائيليين بأنه المذنب الرئيسي في إخفاق أكتوبر".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال نتنياهو الحرائق استطلاعات الرأي حالة طوارئ العقوبات الدولية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

مشعل: وجه “إسرائيل” القبيح كُشف أمام العالم بعد السابع من أكتوبر

الثورة نت /..

قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج، خالد مشعل، الأربعاء، إن القضية الفلسطينية تقف على حضور غير مسبوق استعادة لروحها على الساحة الإقليمية والدولية، بعد أن كانت “مخبأة في الأدراج”.

وأضاف مشعل في مقابلة مع قناة الجزيرة اليوم الأربعاء ، أن القضية اكتسبت أيضا مساحات جديدة إلى جانب المقاومة، ودخلت على شرائح من جيل الشباب الأميركي والأوروبي.

وأوضح أن وجه “إسرائيل” القبيح كُشف أمام العالم بعد السابع من أكتوبر، وأصبح “الإسرائيلي” منبوذا ينتسب إلى كيان قاتل، وارتكب إبادة جماعية في قطاع محاصر.

وأشار مشعل إلى أن الأمة استيقظت واستعادت الروح تجاه القضية الفلسطينية التي تمثل شرفها، وأن العدو “الإسرائيلي” عدو للأمة بأكملها.

وأكد أن قطاع غزة يدفع ثنا باهظا اليوم في مسيرته نحو التحرر، مستدركا أن الذي “يجبر الفلسطينيين على المُر هو وجود الاحتلال على الأرض”.

وشدد مشعل على أن الإدارة الأميركية تحاول عبر مبادراتها لوقف الحرب وإيجاد حلول، أن تقدم صورة في غزة من شكل استقرار ولو جزئي وانتهاء شلال الدم من أجل تسويق ذلك على الساحة الدولية، لإنقاذ سمعة “إسرائيل”، ومن أجل تطبيع بعض دول المنطقة مع العدو.

وبحسب مشعل، فإن الحرب بصورتها التي تمثل حرب إبادة شاملة التي رأيناها عبر عامين كاملين، لا شك أنها انتهت واستنفدت قدرة المجتمع الدولي على تحملها. مستدركا: “نأمل ألا تعود”.

وبيّن أن الحراك العربي والإسلامي يرفض التهجير واستمرار حرب الإبادة في غزة، لكن الجهد المبذول في الفترة الأخيرة من قادة 8 دول عربية وإسلامية خلال اجتماعهم مع ترامب وأركان إدارته، كان نوعا من الخطوة الختماية للوصول إلى إنهاء الحرب.

ولفت مشعل إلى أن “الحرب انتهت، لكن القتل لن يتوقف”.

وتنتهك “إسرائيل” كل القوانين الدولية في قطاع غزة، دون أن يكترث العالم بذلك، وفقا لمشعل الذي أكد أن المسؤولية الآن تتمثل في أن تطبب جراح غزة وتغاث، وأن يعود الشارع العربي والإسلامي إلى دوره الفاعل للضغط على العواصم الغربية و”إسرائيل” لاستكمال متطلبات المرحلة الأولى من وقف الحرب على غزة، للانتقال إلى المرحلة الثانية.

وأردف مشعل أنه منذ أكثر من شهرين تتعامل “حماس” والمقاومة الفلسطينية بمسؤولية ومرونة كافية لإيقاف الحرب على غزة، ولا تزال تتعامل بانضباط من أجل ألا تعود الحرب وأن يتنفس الناس الصعداء، وأن يعودوا إلى حياتهم الطبيعية في غزة.

وتابع أن هناك من يريد أن يفرض رؤيته على المقاومة، مثل نزع السلاح، وهو أمر مرفوض في ثقافة الفلسطينيين.

وقال إن المقاومة تريد ضمانة لطرح فكرة ألا يستعرض بسلاحها في غزة (يتم تجميده)، بعيدا عن فكرة نزع السلاح، لأن نزع السلاح يعني نزع الروح، وألا يأتي أي تصعيد عسكري من غزة، مقابل وقف الحرب ووقف التصعيدات والانتهاكات “الإسرائيلية”، مستدركا أن استراتيجية غزة هي التعافي والانشغال بنفسها.

كما أوضح مشعل أن الفلسطيني يعتبر سلاحه روحه، وذلك يعني أن المقاربة بنزع سلاح الفلسطيني يعني نزع روحه.

وقال رئيس “حماس” في الخارج، إنه جرى التوافق برعاية الإدارة المصرية على أن تسلم إدارة قطاع غزة لحكومة تكنوقراط، تلحق بهم قوات شرطة لحفظ الأمن، لصنع صورة مجتمع مدني حقيقي، لكن “إسرائيل” تعطل ذلك.

وأضاف أن فكرة “مجلس السلام” التي اقترحها ترامب، محفوفة بالمخاطر، لأن تحته مجلس تنفيذي يشكل الحكم الحقيقي في غزة، مؤكدا أن ذلك مرفوض بالنسبة للمقاومة، لأنه شكل من أشكال الوصاية ويذكر بالانتداب البريطاني.

وتابع مشعل، أن الحركة إلى جانب حركات المقاومة، يريدون أن يحكم الفلسطيني الفلسطيني، وتعجيل إعادة إعمار غزة، إلى جانب بقاء وقف إطلاق النار وعدم عودة الحرب.

وارتكبت قوات العدو منذ 7 أكتوبر 2023 -بدعم أميركي أوروبي- إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

مقالات مشابهة

  • تقرير إسرائيلي: نتنياهو يخطط لزيارة القاهرة ولقاء السيسي
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • رجل أعمال إسرائيلي يهدد بكشف أسرار خطيرة إذا مُنح نتنياهو عفوا
  • إعلام إسرائيلي نقلا عن مسؤول: لقاء نتنياهو وترامب المرتقب سيحدد موقف إسرائيل من التصعيد في لبنان
  • مشعل: وجه “إسرائيل” القبيح كُشف أمام العالم بعد السابع من أكتوبر
  • غزة الأكثر بعدد الصحفيين الضحايا حول العالم في 2025 (إنفوغراف)
  • نتنياهو يواصل الدفاع عن لجنة إخفاقات السابع من أكتوبر رغم تشكيك المعارضة في نزاهتها
  • الصورة الأكثر تداولا في إيران.. “نتنياهو” يقف في طابور أمام مخبز في طهران!
  • خبير إسرائيلي يكشف: ترامب قادر على إجبار «نتنياهو» على التهدئة في الشرق الأوسط |فيديو
  • نتنياهو يواصل الدفاع عن لجنة "إخفاقات السابع من أكتوبر" رغم تشكيك المعارضة في نزاهتها