فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة استهدفت 3 أشخاص و6 كيانات متهمة بتسهيل شراء الأسلحة للميليشيات الحوثية- ذراع إيران في اليمن.

وأفادت وزارة الخزانة الأميركية، أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، أدرج شخصين وخمسة كيانات ضمن قائمة العقوبات على خلفية تسهيل شراء أسلحة للحوثيين. إضافة إلى إدراج فرد واحد وشركة واحدة، وكذا تحديد سفينة واحدة، سهلت شحن السلع، والتي يوفر بيعها مصدرًا تمويليًا مهمًا للحوثيين يساعدهم في شراء الأسلحة.

 

يستهدف هذا الإجراء الجهات الفاعلة الرئيسية التي مكنت الحوثيين من تحقيق الإيرادات والحصول على مجموعة من المواد لتصنيع الأسلحة المتقدمة التي يستخدمونها الآن لشن هجمات إرهابية مستمرة ضد السفن التجارية. 

ومنذ نوفمبر 2023، نشر الحوثيون مجموعة من الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز لمهاجمة السفن التجارية وأطقمها في البحر الأحمر وخليج عدن، مما أسفر عن مقتل مدنيين أبرياء، وإلحاق أضرار جسيمة بالسفن التجارية. وتهديد حرية الملاحة العالمية. 

وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية بريان إي. نيلسون: "إن هجمات الحوثيين المستمرة والعشوائية والمتهورة ضد السفن التجارية غير المسلحة أصبحت ممكنة بفضل وصولهم إلى المكونات الرئيسية اللازمة لإنتاج صواريخهم وطائراتهم بدون طيار". 

وأضاف: "لا تزال الولايات المتحدة عازمة على استخدام مجموعة كاملة من أدواتنا لوقف تدفق المواد العسكرية والأموال من مبيعات السلع الأساسية التي تمكن هذه الأنشطة الإرهابية المزعزعة للاستقرار".  

أسلحة الحوثي تصل من الصين وعُمان

ومن ضمن الأشخاص المدرجين ضمن لائحة الإرهاب والعقوبات الأميركية، المدعو علي عبد الوهاب محمد الوزير، هو فرد مقيم في جمهورية الصين الشعبية، وينتمي إلى الحوثيين ويلعب دورًا رئيسيًا في شراء المواد التي تمكن قوات الحوثيين من تصنيع أسلحة تقليدية متقدمة داخل اليمن. يستخدم شركته التي يقع مقرها في جمهورية الصين وتدعى شركة قوانغتشو تسنيم التجارية المحدودة (قوانغتشو تسنيم)، للحصول على هذه العناصر وشحنها إلى اليمن. قوانغتشو تسنيم هي شركة فرعية مملوكة بالكامل لشركة تسنيم التجارية المحدودة ومقرها هونج كونج. 

يقوم قادة الحوثيين بنقل المواد المستخدمة في صنع الأسلحة والتي تم شراؤها من الموردين المقيمين في جمهورية الصين وغيرهم من الموردين الدوليين إلى اليمن باستخدام شركات الاستيراد والتصدير الموجودة في بلدان ثالثة. 

قامت إحدى هذه الكيانات، وهي الشركة الدولية للواجهة الرقمية الذكية المحدودة المسؤولية، ومقرها عمان، بشراء وتسهيل نقل مكونات صواريخ كروز ومعدات التصنيع وغيرها من المواد ذات الاستخدام المزدوج إلى اليمن. وبحسب وزارة الخزانة الأميركية تقوم الشركة الدولية ومشغلها، معاذ أحمد محمد الهيفي، بالتنسيق مع كبار أعضاء الحوثيين لاستكمال هذه المشتريات. وقد مكنت أنشطة الشركة الحوثيين بشكل مباشر من شن هجمات ضد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. 

في عام 2020، على سبيل المثال، ضربت قوات الحوثي منشأة أرامكو السعودية في المنطقة باستخدام صاروخ كروز للهجوم الأرضي من نوع قدس، والذي يحتوي على مكونات حصلت عليها الشركة الدولية للواجهة الرقمية، من مورد مقره في جمهورية الصين الشعبية. في سبتمبر 2023، أضاف مكتب الصناعة والأمن التابع لوزارة التجارة الشركة الحوثية ومالكها الهيفي إلى قائمة الكيانات المشمولة بالعقوبات.

وأكدت وزارة الخزانة الأميركية حصول الحوثيين على المكونات الحيوية لقواتهم من شركات مقرها جمهورية الصين الشعبية. وقد نسق الحوثيون مع شركة Ningbo Beilun Saige Machine Co., Ltd. ومقرها جمهورية الصين الشعبية لشراء المواد الضرورية لتصنيع الطائرات بدون طيار والأسلحة الأخرى. وبالمثل، قام الأفراد التابعون للحوثيين بالتنسيق مع شركة Dongguan Yuze Machining Tools Company Limited للحصول على معدات بقيمة عشرات الآلاف من الدولارات لجهود إنتاج الأسلحة المحلية. 

وأوضحت الوزارة الأميركية أن السفينة OTARIA التي ترفع علم الكاميرون، والتي تديرها شركة Stellar Wave Marine LLC بقيادة فياتشيسلاف ساليغا، قامت بتحميل السلع المرتبطة بممول الحوثي سعيد الجمل في أواخر مايو 2024 لتفريغها في سنغافورة. وتحمل OTARIA حاليًا شحنة من السلع تبلغ قيمتها عشرات الملايين من الدولارات.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: جمهوریة الصین الشعبیة فی جمهوریة الصین وزارة الخزانة

إقرأ أيضاً:

توتر قبلي متصاعد في الجوف عقب إحراق الحوثيين منزل مواطن في اليتمة

تشهد محافظة الجوف، شمالي اليمن، توتراً متصاعداً إثر اندلاع مواجهات عنيفة بين مسلحين قبليين وميليشيا الحوثي الإيرانية التي صعدت من انتهاكاتها ضد أبناء المحافظة.

ويأتي هذا التصعيد ليزيد من حدة الاحتقان الشعبي ضد ميليشيا الحوثي في الجوف، حيث تنذر التطورات الأخيرة بانفجار وشيك في ظل استمرار الحوثيين بانتهاك حرمة القبائل وممتلكات المواطنين، متجاهلين كليًا أي حلول سلمية أو تدخلات مجتمعية لاحتواء الغضب المتنامي.

وبحسب مصادر محلية:  اندلعت مساء الثلاثاء مواجهات مسلحة عنيفة بين مسلحين قبليين وعناصر من ميليشيا الحوثي في منطقة اليتمة شمال محافظة الجوف، على خلفية اعتداء نفذته الميليشيات ضد أحد أبناء المنطقة. مشيرًة إلى أن الميليشيات أقدمت على حرق منزل المواطن محمد هضبان أثناء غيابه، ما فجّر موجة غضب عارمة في أوساط قبيلته وأهالي المنطقة.

وتأتي هذه الحادثة لتسلّط الضوء مجددًا على سياسات العقاب الجماعي والترويع التي تنتهجها ميليشيا الحوثي في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، إذ لم تكتفِ الجماعة بمصادرة موارد الدولة وتجييرها لصالح مشروعها الطائفي، بل تجاوزت ذلك إلى استهداف المواطنين وممتلكاتهم بشكل مباشر.

وقالت مصادر محلية متطابقة إن المواجهات المسلحة اندلعت عقب قيام مجموعة من المسلحين القبليين بشن هجوم على نقطة أمنية تابعة للحوثيين في المنطقة، ردًا على عملية إحراق منزل هضبان، والتي وُصفت بأنها "إهانة مقصودة لعائلة معروفة" في المنطقة، وخرق صارخ للأعراف القبلية والاجتماعية.

وأكدت المصادر أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص، بينهم اثنان من عناصر الحوثي، واثنان من أبناء القبائل، بالإضافة إلى إصابة عنصر آخر من الحوثيين ومواطن مدني بجروح، وسط حالة استنفار كبيرة في صفوف الجانبين.

وبحسب المصادر: تدخلت وساطة قبلية محلية في محاولة لاحتواء التصعيد وتجنب انزلاق الوضع إلى مواجهات أوسع، إلا أن الأوضاع لا تزال متوترة بشكل كبير، في ظل توافد عدد من أبناء القبائل إلى المنطقة، ووجود مخاوف من تفجّر موجة جديدة من العنف، خاصة في ظل غياب الحلول القانونية والنظامية، واعتماد الحوثيين على منطق الغلبة والقوة في فرض قراراتهم.

وتأتي هذه الحادثة في سياق أوسع من التوتر القائم بين جماعة الحوثي والقبائل اليمنية، خصوصًا في المناطق ذات الطبيعة القبلية المحافظة مثل الجوف، حيث يُعد التدخل في شؤون القبائل أو انتهاك حرمة المنازل مسًّا مباشرًا بـ"العيب الأسود"، وهو أحد أخطر المحرمات في الأعراف اليمنية القبلية، ويُعد بمثابة دعوة صريحة للثأر.

ويرى مراقبون أن مثل هذه الانتهاكات الحوثية لا تعبّر فقط عن تجاوزات فردية، بل تعكس سياسة منظمة لتهميش القوى المجتمعية التقليدية، وتفكيك البُنى القبلية التي قد تُشكّل تهديدًا مستقبليًا لسلطة الجماعة المستندة إلى التجييش العقائدي والتسلّط الأمني.

ويؤكد أبناء المحافظة أن "الحلول القبلية لم تعد كافية" لاحتواء المشهد المتأزم، وأن "الجماعة تتعمد دفع المجتمع إلى الانفجار"، في وقت تغيب فيه أي جهة محايدة يمكن اللجوء إليها لإنصاف المتضررين أو محاسبة المتورطين.

مقالات مشابهة

  • مصير السلاح على طاولة الحكومة الثلاثاء.. الحزب يرفض المهلة الزمنية ويطالب بتسليح الجيش
  • إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع لـ سانا: تقوم وحدات الجيش العربي السوري في هذه اللحظات بتنفيذ ضربات دقيقة تستهدف مصادر النيران التي استخدمتها قوات “قسد” في قصف قرية الكيارية ومحيطها بريف منبج، وقد تمكنت قواتنا من رصد راجمة صواريخ ومدفع
  • مشروع مسام يعلن عن كمية الألغام التي انتزعها في اليمن منذ انطلاقته وحتى نهاية يوليو المنصرم
  • وزير الخزانة الأميركية: لدينا مقومات لإبرام اتفاق مع الصين
  • الصين تنتقد عقوبات أمريكا على مسؤولين في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير
  • المانيا تسلم نظامي باتريوت إلى الجيش الاوكراني بالتنسيق مع أمريكا
  • خبير أمني: الحملات التي تستهدف تشويه مصر في ملف غزة مخطط متكامل
  • المحرّمي: سقوط الحوثيين بات أمراً وشيكاً
  • مصر تعزي جمهورية الصين الشعبية في ضحايا الفيضانات
  • توتر قبلي متصاعد في الجوف عقب إحراق الحوثيين منزل مواطن في اليتمة