هنالك اختلاف كلى وجزئى بين نظرة الديانة اليهودية والاسلام لقضايا عقدية جوهرية مثل البعث والنشور والحساب وبالتالى مبدأ ثم كيفية ثواب المومنين الصالحين وعقاب العصاة المذنبين وهناك طوائف يهودية شهيرة مثل فرقة الصادوقين تنكر اليوم الأخر من الأساس ولا تؤمن بقيامة الأموات، وتعتقد أن عقاب العصاة وإثابة المتقين هى فكرة رمزيّة قد يحصلان فى حياتهم الدنيوية فقط وذهبت طائفة الفريسيين أن الصالحين من الأموات سينشرون فى هذه الأرض ليشتركوا فى ملك المسيح الذى يأتى آخر الزمان، ويوكّد هذا المنحى الغريب نصوص التوراة التى لم تشر من قريب أو بعيد إلى مسألة الجنة على سبيل المثال إلا أن هناك إشارات على استحياء فى التلمود مثل مساحة الجنة والتى ورد فيها «مساحة مصر أربعمائة ميلا طولاً وعرضاً، وأرض الموريين تكبر مصر ستين مرة، والمعمورة تكبر أرض الموريين ستين مرة، والجنة تكبر المعمورة ستين مرة».
أعتقد أن منذ أغواء موسى السامرى لهم بعبادة العجل من دون الله وطبيعية الشخصية اليهودية مادية عملية لا تركن كثيرا إلى الأمور الميتافيزيقية ولا تثق فى الوعود الغيبية وترى أن الجنة الحقيقية هى الحياة الدنيا التى يجب أن يستمتعوا بكل تفاصيلها ولحظاتها لذا يود احدهم أن يعمر الف سنة ولأنها شخصية أنانية لا تعترف بفضائل التضحية من أجل الوطن أو الدين أو حتى الحرية وهى الأمور التى يتسلح بها الجنود فى ميدان المعركة وتشجعهم على الإقدام والجسارة لطالما كان الجندى الإسرائيلى يختبئ داخل الدبابة المحصنة ولم يعتد على ملاقاة خصومه وجها لوجه وهو ما حدث فى أتون الحرب البرية التى طالت أكثر مما ينبغى لذا فضحت تلك الملحمة الاغريقية نقاط ضعف هذا الجندى المرعوب من احتمالية الموت وهو يقاتل أشباحا تخرج من تحت الانفاق تبحث عن الشهادة والفوز بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
وحصيلة المعارك اليومية من القتلى أو المصابين بعاهات مستديمة هائلة ومرعبة.
بالتأكيد هذا المصير المأساوى جعل الآلاف من الجنود مصابين بأمراض نفسية اقلها صدمة ما بعد الحرب وقد قالت صحيفة إسرائيل هيوم بأن منظومة الصحة النفسية انهارت بسبب الارتفاع الكبير لعدد الأعراض النفسية الخطيرة لدى الجنود وعائلاتهم وأفادت التقديرات الأولية بأن ما بين 20% إلى 30% سيعيشون مع هذه الصدمة النفسية مدى الحياة، وأنهم لن ينجحوا فى التخلص من أعراضها، يبدو أن سبب.
ý تفشى ظاهرة الخوف والهلع المستمر هو أن إسرائيل ليست دولة طبيعية وإنما «جيتو كبير» يعيش منذ طوفان الأقصى تجربة مؤلمة غير مسبوقة يكتنفها الحزن والحداد الجماعى وعدم الشعور بالأمان ويرزح تحت وطأة هاجس أن تهديداً غامضاً سيحدث بطريقة ما
ýلاسيما مع استمرار دوى صافرات الإنذار وسقوط صواريخ المقاومة فى قلب المستوطنات والمدن الكبرى.
إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ما لا عين رأت الديانة اليهودية
إقرأ أيضاً:
حسن تربية البنات.. وصية رسول الله ﷺ وسبب لصحبته في الجنة
حسن تربية البنات.. قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن من أجلِّ نعم الله على الإنسان؛ أن يهب له ذُرِّيةً؛ تقر بها عينه؛ قال تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } [الكهف: 46]، وقَالَ سيدنا رسول الله ﷺ: «إِنَّ أَوْلَادَكُمْ هِبَةُ اللَّهِ لَكُمْ، يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا، وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ...». [ أخرجه الحاكم في مستدركه]
أهمية حسن تربية البنات:و خص سيدنا رسول الله ﷺ تربية البنات بوصية ورتب عليها الأجر والمثوبة من الله سبحانه، وجعل رعايتهن والقيام على حاجاتهن سببًا لدخول الجنة؛ فقال ﷺ: «مَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَنَاتٍ، فَأَدَّبَهُنَّ، وَزَوَّجَهُنَّ، وَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ، فَلَهُ الْجَنَّةُ». [أخرجه أبو داود]،
كما بشرَّ ﷺ من أدى وصيته على وجهها تجاه بناته بصحبته يوم القيامة وفي الجنة؛ فقال ﷺ: «مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ، وَضَمَّ أَصَابِعَهُ». [أخرجه مسلم]
حسن تربية البنات بالإسلام:
وقال تعالى: { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ القَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ }(النحل الآية 58: 59)، وقال: { وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ }(التكوير الآية: 8: 9) .
وورد عن المغيرة بن شعبة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ( إنَّ الله حرَّم عليكم عقوق الأمهات، وَمَنْعاً وهات، ووَأد البنات، وكَرِهَ لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال ) رواه البخاري .
حسن تربية البنات بالشرع والسنة:
وعن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (مَنْ وُلِدَتْ له ابنةٌ فلم يئِدْها ولم يُهنْها، ولم يُؤثرْ ولَده عليها ـ يعني الذكَرَ ـ أدخلَه اللهُ بها الجنة ) رواه أحمد، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وحسنه الشيخ أحمد شاكر .
فضل حسن تربية البنات
وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( مَنْ عال جارتين (بنتين) حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه ) رواه مسلم .
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: ( دخلتْ امرأةٌ معها ابنتانِ لها تسأَل (فقيرة)، فلم تجدْ عندي شيئًا غيرَ تمرةٍ، فأَعطيتُهَا إيَّاها، فَقَسَمَتْهَا بينَ ابنتيْها ولم تأكُلْ منها، ثم قامتْ فخرجتْ، فدخلَ النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ علينا فأخبرته، فقال: من ابْتُلِي من هذهِ البناتِ بشيٍء كُنَّ لهُ سِترًا من النار ) رواه البخاري .