ايران.. المشهد الانتخابي باهت وسط آمال بـتسخين الاجواء من التيار الاصلاحي
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
بغداد اليوم - متابعة
يبدو ان المشهد الانتخابي في ايران يعيش حالة من البرود، حتى بعد اقل من اسبوع على فتح صناديق الاقتراع، في مشهد باهت ولا يختلف كثيرا عن انتخابات 2021.
وأجرى التلفزيون الرسمي، ليل الخميس/ الجمعة المناظرة الثانية بين مرشحي الانتخابات الرئاسية الإيرانية الستة (خمسة منهم من مختلف التيارات المحافظة والآخر إصلاحي)، لكن المناظرة التي دارت حول المواضيع الاقتصادية كالمناظرة الأولى، لم تشكل اختراقاً في “تسخين الأجواء”، مما دفع ناشطين إصلاحيين ومحافظين إلى توجيه انتقادات ووصفها بأنها جلسات حوار عادية.
وعن أسباب برودة المناظرات وعدم قدرتها على إحداث موجة شعبية على غرار سابقاتها، يقول الخبير الإيراني صلاح الدين خديو اليوم السبت (22 حزيران 2024)، إن “ثمة تعمداً” في ترتيب المناظرات على أن يجري النقاش فيها بـ"أقل توتراً وبهدوء" للحؤول دون تشكيل "أجواء عاطفية" في المجتمع.
ويشير إلى أن المناظرات أصبحت جزءاً من السباق الرئاسي في إيران ولعبت "دوراً حاسماً" في حملتي الدورتين الرئاسيتين عامي 2013 و2017 لمصلحة الرئيس الأسبق حسن روحاني. ويضيف خديو أن سخونة المناظرات ربما ليست مطلوبة هذه المرة في سياق السعي لتمرير الانتخابات بـ"أقل أثمان سياسية"، عازياً ذلك أيضاً إلى وجود رغبة في استمرار حكومة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، حيث تفضي نتائج الانتخابات إلى تشكيل حكومة ثانية له.
كما يقول إن النقاش الذي يجري في المناظرات لم يكن عميقاً حتى الآن، والانتقادات التي طرحت بشأن السياسة الخارجية والتعامل مع العالم والعقوبات كانت كلية ولم تكن تفصيلية ومعمقة بحيث يحرك الشارع الانتخابي الرمادي الذي يظل الإصلاحيون الأقدر على تحريكه وهو يشكل خزانته التصويتية الكبيرة. ويلفت الخبير الإيراني إلى أن المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان أيضاً لم يخض النقاش بطريقة مثيرة ولم يظهر في المناظرتين قوياً، عكس التوقعات والموجة الأولى التي أثارها نبأ إعلان موافقة مجلس صيانة الدستور على أهليته لخوض السباق الرئاسي. ويشير خديو إلى أن هذه الموجة بدأت بانحسار بسبب أداء بزشكيان في المناظرات.
كما وجّه نائب وزير الرياض والشباب أمين المجلس الشبابي الأعلى، الناشط المحافظ وحيد يامين بور، اليوم الجمعة، في منشور عبر منصة إكس، انتقاداً لطريقة إجراء المناظرات، قائلاً إنها "ربما في هذه الدورة تسبّب خفض نسبة المشاركة خلافاً للتوقعات".
وأضاف يامين بور أن “عدم تحقيق التوقعات من مستوى ونوع المناظرات التي غالباً ما هبطت إلى مستوى حوارات عادية بين الخبراء سيؤدي إلى إحباط وخمود، إلا إذا شهدنا شيئاً آخر خلال الليالي القادمة” في المناظرات الأربع المتبقية. ووفق استطلاع للرأي، أجراه مركز إيسبا" الإيراني، فإن 73% من الإيرانيين لم يشاهدوا المناظرة الأولى التي أجريت مساء الاثنين الماضي.
أما المناظرة الثانية لم تخرج عن الخط المألوف الهادئ في المناظرة الأولى، فحاول المرشح المحافظ المعتدل مصطفى بور محمدي في بدايتها تحريك المياه الراكدة عبر توجيه انتقادات لبقية المرشحين المحافظين والمرشح الإصلاحي، مركزاً على ضرورة العمل على رفع العقوبات والتعامل مع الخارج. غير أن انتقادات بور محمدي لم تنجح في تسخين المناظرة، ولم تستمر.
كما أن المرشح بزشكيان بدا كعادته هادئاً، مع تركيزه في حديثه على أنه سيتابع السياسات العريضة للمرشد الإيراني علي خامنئي، وسيركز على ضرورة التلاحم والانسجام الداخليين مع توجيه الانتقادات إلى الوضع الراهن. كما تجنب المرشح المحافظ البارز محمد باقر قاليباف الدخول في نقاشات حادة وتوجيه سهام الانتقاد إلى المرشحين الآخرين، محاولاً الإجابة عن الأسئلة.
غير أن المرشح المحافظ علي رضا زاكاني كعادته أصبح يهاجم حكومة روحاني بقسوة، وهو ما دفع مكتب الأخير إلى إرسال رسالة إلى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية لمنحه وقتاً للرد على “اتهامات وافتراء” زاكاني بحق روحاني وحكومته.
في الأثناء، نشر مركز “إيسبا” لقياس الأفكار التابع لمؤسسة الجهاد الجامعي الحكومية، نتائج أحدث استطلاع للرأي أجري يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين. وبحسب نتائج الاستطلاع، فإن 42.5% من المستطلعة آراؤهم قد أكدوا أنهم سيشاركون حتماً في الانتخابات، فيما كان الرقم 45%، الأسبوع الماضي.
وأظهرت النتائج أيضاً أن 7.7% من المشاركين في الاستطلاع قالوا إنهم على الأغلب سيشاركون في الانتخابات، كما أن 16.1% لم يقرروا بعد، وثمة احتمال ضئيل بمشاركة 6.5% في الانتخابات، في حين أكد 27.2% أنهم لن يشاركوا في الانتخابات أبداً.
وتصدر المرشح المحافظ سعيد جليلي، نتائج استطلاع "إيسبا" بحصوله على 26.2% وتلاه المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان بـ19.8%، ثم المرشح المحافظ محمد باقر قاليباف بـ19%، ثم المرشح المحافظ أمير حسين قاضي زادة هاشمي بـ2.6%، يليه المرشح المحافظ علي رضا زاكاني بـ2% من الأصوات. وبحسب نتائج الاستطلاع، حصل مصطفى بور محمدي على 0.9%.
المصدر: وكالات
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: فی الانتخابات
إقرأ أيضاً:
الذهب يسجل مكاسب أسبوعية بسبب آمال خفض أسعار الفائدة بأمريكا
ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 2% عند التسوية، يوم الجمعة الأول من أغسطس، والمعدن الأصفر يسجل مكاسب أسبوعية، بعد أن عززت بيانات أضعف من المتوقع عن الوظائف الأميركية توقعات خفض أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي، وعززت إعلانات الرسوم الجمركية الجديدة الطلب على الملاذ الآمن.
بلغ سعر الذهب الفوري أعلى مستوى له منذ 25 يوليو، مرتفعاً بنسبة 2.1% ليصل إلى 3.359.77 دولاراً للأونصة. وارتفع سعر السبائك بنسبة 0.4% خلال الأسبوع.
استقرت العقود الآجلة للذهب الأميركي على ارتفاع بنسبة 1.9% عند 3.413.40 دولاراً.
وعلى الرغم من هذا الارتفاع، أنهى الذهب تداولات الأسبوع على زيادة طفيفة بلغت 12.10 دولار فقط، أي بنسبة 0.36% مقارنة بإغلاق الأسبوع الماضي.
أظهر تقرير الوظائف لشهر يوليو ارتفاعاً في الوظائف غير الزراعية بمقدار 73,000 وظيفة الشهر الماضي، وهو أقل بكثير من تقديرات الاقتصاديين الذين استطلعت آراؤهم داو جونز، والتي كانت تشير إلى زيادة قدرها 100,000 وظيفة. وقد تم تعديل الأشهر السابقة بشكل كبير.
وبلغ إجمالي نمو الوظائف في يونيو 14,000 وظيفة فقط، بانخفاض عن 147,000 وظيفة. وانخفض عدد الوظائف في مايو إلى 19.000 وظيفة من 125,000 وظيفة، مما يشير إلى ضعف سوق العمل منذ فترة.
وقال بارت ميليك، رئيس استراتيجيات السلع في تي دي للأوراق المالية: "جاءت أرقام الوظائف أقل من التوقعات، ولكنها أعلى بقليل من قراءة السوق. لذا، فإن هذا يُعطي احتمالًا أكبر بأن يُخفض الاحتياطي الفيدرالي (أسعار الفائدة) في وقت لاحق من العام".
يميل الذهب، وهو أصل غير مُدرّ للعائد، إلى تحقيق أداء جيد في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
وعلّق نائب الرئيس وكبير استراتيجيي المعادن في شركة Zaner Metals، بيتر غرانت على أداء السوق قائلاً: "شهدنا ارتفاعاً في حالة عدم اليقين التجاري مع اقتراب الموعد النهائي المحدد في الأول من أغسطس للرسوم الجمركية... وهو ما يمثل انتعاشاً طفيفاً في الطلب على الملاذ الآمن".
وأعلن الرئيس الأميركي موافقته على تمديد اتفاق تجاري قائم مع المكسيك لمدة 90 يوماً، ومواصلة المحادثات خلال تلك الفترة بهدف توقيع اتفاقية جديدة، وهو ما جاء بعد يوم من إعلانه عن سلسلة من التعرفات الجمركية يوم الأربعاء، بما يتضمن الواردات من البرازيل وكوريا الجنوبية.
في سياق آخر، ارتفع معدل التضخم في الولايات المتحدة خلال شهر يونيو، مع بدء الرسوم الجمركية على الواردات في زيادة تكلفة بعض البضائع. وزاد مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأميركي نسبة 0.3% الشهر الماضي على أساس شهري، مقابل ارتفاع بنسبة 0.2% في مايو، بعد تعديله بالزيادة.
في غضون ذلك، أعلن مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي يوم الأربعاء تثبيت معدلات الفائدة في نطاق بين 4.25% و4.50%، وخفضت تصريحات رئيس البنك المركزي جيروم باول بعد القرار من الآمال في خفض معدل الفائدة في شهر سبتمبر.
ويتوقع المشاركون في السوق الآن خفض أسعار الفائدة مرتين بحلول نهاية العام، بدءاً من سبتمبر.
نواجه ضغوطاً تضخمية مستمرة بسبب الرسوم الجمركية والأجور، إلا أن أرقام الوظائف مخيبة للآمال. لذا، في هذه الحالة، إذا خفض الاحتياطي الفيدرالي (أسعار الفائدة)، فسيكون لذلك تأثير إيجابي ملموس على الذهب، كما أضاف بارت ميليك.
على الصعيد التجاري، أدت الموجة الأخيرة من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على صادرات عشرات الشركاء التجاريين، بما في ذلك كندا والبرازيل والهند وتايوان، إلى تراجع الأسواق العالمية، حيث سعت الدول إلى إجراء محادثات للتوصل إلى صفقات أفضل.
يزدهر الذهب، الملاذ الآمن، خلال الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية.
بالنسبة للمعادن الأخرى، ارتفع سعر الفضة الفوري بنسبة 0.7% ليصل إلى 36.98 دولاراً للأونصة، وارتفع البلاتين بنسبة 1.6% ليصل إلى 1,309.27 دولاراً، وارتفع البلاديوم بنسبة 1% ليصل إلى 1.203.52 دولاراً. ومع ذلك، سجلت المعادن الثلاثة خسائر خلال الأسبوع.