عمليات المرحلة الرابعة تتصاعدُ كَـمًّا ونوعًا
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
آخر هذه التطورات كان ما كشفه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في كلمته الأسبوعية الأخيرة، الخميس الماضي، فيما يتعلق بتفاصيل استهداف السفينة "توتور" التي تتبع شركة يونانية انتهكت قرار حظر الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلّة، حَيثُ أوضح القائد أن مجاهدي البحرية اليمنية تمكّنوا من الصعود على متن السفينة وتفخيخها وتفجيرها بعد استهدافها بزورق مسيَّر وصواريخ وطائرات مسيَّرة.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن تفخيخ سفينة بعد استهدافها، كما أنها المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن تنفيذ هجوم بزوارق مسيرة؛ وهو ما يشير إلى أن العمليات البحرية اليمنية انتقلت بالفعل إلى مستويات أعلى؛ مِن أجلِ تشديد الحصار البحري على الكيان الصهيوني.
وقد وزع الإعلام الحربي الأسبوع الماضي مشاهدَ غيرَ مسبوقة وثّقت عن قرب شدة انفجار الزوارق اليمنية المسيرة لحظة إصابتها للسفينة، وهو توثيقٌ يثبتُ قدرة القوات البحرية اليمنية على الانتشار في مسرح العمليات البحرية والاقتراب من السفن برغم التواجد المكثّـف للقطع الحربية والطائرات الأمريكية والبريطانية والأُورُوبية.
وكشف الإعلام الحربي، الجمعة، أن الزورق المسيَّرَ الذي تم استخدامه في الهجوم هو من نوع "طوفان-1" مُشيراً إلى أنه زورق هجومي يحمل رأسًا حربيًّا يزن 150 كيلوجرامًا، ويمتازُ بسرعة عالية وقدرة كبيرة على المناورة والتخفي، حَيثُ تصل سرعته إلى 35 ميلًا بحريًّا في الساعة.
وأكّـد الإعلام الحربي أن الزورقَ يُستخدَمُ ضد الأهداف البحرية القريبة (الثابتة والمتحَرّكة).
ونشر الإعلام الحربي مشاهدَ عرضت لأول مرة إجراءَ تجربة ناجحة لاستخدام زورق "طوفان-1" ضد هدف بحري، وقد أظهرت المشاهد أن الزورق يتحَرّك بشكل متعرج أثناء توجّـهه نحو الهدف؛ وهو ما يجعل محاولةَ اعتراضِه صعبةً، كما أظهرت قوتَه الانفجارية الكبيرةَ التي تجعل منه سلاحًا تدميريًّا ضد الأهداف البحرية القريبة.
ويمثل الكشف عن زورق "طوفان-1" المسيَّر بعد الهجوم النوعي المدمّـر على سفينة "توتور"، تأكيدًا واضحًا على مضي القوات المسلحة اليمنية في تثبيتِ معادلات المرحلة الرابعة من التصعيد على ميدان المواجهة ووضع الشركات المتورطة في التعامل مع العدوّ الصهيوني أمام حقيقة الخطرِ الكبير الذي يواجه سفنها وحقيقة زيف كُـلّ الوعود والدعايات الأمريكية والبريطانية بشأن حماية هذه السفن.
إخفاقٌ أمريكي معلَن: آيزنهاور تستعد للمغادرة:
تصعيد نوعية وشدة العمليات البحرية اليمنية المساندة لغزة دفع أكثرَ بالفشل الأمريكي والبريطاني إلى الواجهة، حَيثُ أفاد موقع المعهد البحري الأمريكي (يو إس إن أي نيوز) بأنه من المقرّر أن تغادرَ حاملة الطائرات "آيزنهاور" البحر الأحمر وسيتم تعويضها بحاملة طائرات أُخرى تتواجد في المحيط الهادئ قد تكون "يو إس إس روزفيلت"، مُشيراً إلى أن "آيزنهاور" ستنتقل إلى البحر المتوسط بعد انتشارِها لأكثرَ من ثمانية أشهر في البحر الأحمر، ومن ثَمَّ ستعودُ إلى الولايات المتحدة.
وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قد كشف في كلمته يوم الخميس الماضي عن تنفيذِ عملية استهداف ثالثة لحاملة الطائرات الأمريكية "آيزنهاور" الأسبوع الماضي، مُشيراً إلى أنه تمت "مطارَدة" الحاملة خلال العملية.
وستسلط مغادرةُ "آيزنهاور" الضوء على فشل البحرية الأمريكية في مهمة الحد من العمليات البحرية اليمنية المساندة لغزة، حَيثُ فشلت حاملة الطائرات ومجموعتها "الضاربة" من المدمّـرات والسفن الحربية في تحقيق أي ردع، بل تصاعدت العمليات اليمنية، وتعرضت القطع الحربية الأمريكية والبريطانية والأُورُوبية نفسها لهجمات أجبرتها على الهروب وتغيير طريقة انتشارها؛ وهو ما يعني أن استبدال "آيزنهاور" لن يغيِّرَ أيَّ شيء.
هذا أَيْـضاً ما أكّـده تقريرٌ جديدٌ نشرته صحيفة "واشنطن بوست" السبت، أكّـدت فيه أن "الحملة الأمريكية لم تردع الحوثيين" بحسب وصفتها، مشيرة إلى أن "الهجمات الأخيرة على السفن في البحر الأحمر أكّـدت قدرة اليمنيين على تشكيل تهديد مستدام".
وأشَارَت الصحيفة الأمريكية إلى أن القوات المسلحة اليمنية تمتلك "ترسانةَ أسلحة تتطور بشكل متزايد"، لافتة إلى أنه جرى خلال هذا الشهر فقط "إغراق سفينة وإشعال النار في أُخرى".
وأضافت أن مقاتلي القوات المسلحة اليمنية "الذين يعملون على الأرض وفي الماء، أطلقوا أسراباً من الطائرات بدون طيار على السفن الحربية الأمريكية، ونشروا قارباً يتم التحكم فيه عن بُعد ومليئاً بالمتفجرات".
وقالت: إن اليمنيين "تعلَّموا كيفيةَ تعديل الأسلحة القديمة وتصنيع أسلحة جديدة، ليصبحوا أولَ مجموعة تستخدم الصواريخ الباليستية المضادة للسفن لضرب أهداف بحرية، وفقًا لكبار القادة العسكريين الأمريكيين".
ونقلت الصحيفة عن جيرالد فيرستاين، السفير الأمريكي السابق في اليمن قوله: إنه "لا يمكنُ إعاقةُ قدرة (اليمنيين) على بناء قدراتهم".
وَأَضَـافَ فيرستاين: "لقد زادت قدراتهم بالتأكيد منذ أن بدأوا حملتهم، لطالما كان لديهم الحافز لمواصلة هذه الهجمات، فقد أثبتوا أن لديهم القدرةَ على القيام بذلك".
وأوضحت أنه منذ بدء العمليات اليمنية "سجَّل البنتاغون أكثرَ من 190 هجومًا على سفن عسكرية أمريكية أَو سفن تجارية قبالة سواحل اليمن، بما في ذلك ما يقرب من 100 هجوم منذ بدء موجات الضربات الجوية الأمريكية في يناير".
ونقلت عن السيناتور مايك راوندز قوله: إن "التكنولوجيا المحسَّنة جعلت أنظمتهم أكثرَ دقة" في إشارة إلى تطور القدرات اليمنية، مُضيفاً أن "كل نوع من أنواع الأنظمة المختلفة لديه قدراته الخَاصَّة، وهو أكثر تقدُّمًا مما كان عليهم أن يبدؤوا به".
*المسيرة نت
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: العملیات البحریة البحریة الیمنیة الإعلام الحربی إلى أن
إقرأ أيضاً:
54 ألف مشارك في النسخة الرابعة للقمة الشرطية العالمية
دبي: «الخليج»
شهدت النسخة الرابعة من القمة الشرطية العالمية، التي نظّمتها شرطة دبي بالشراكة مع دي إكس بي لايف، ذراع تقديم خدمات تنظيم وإدارة الفعاليات المتكاملة في مركز دبي التجاري العالمي، وأقيمت تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، مشاركة قياسية من 922 من أبرز قادة الشرطة والمتخصصين والدبلوماسيين والمنظّمات الدوليّة في العالم، الأمر الذي عزز مكانة دبي وجهة عالمية للحوار في مجال الأمن.
ورحبت القمة بـ 53,922 مشاركاً من أكثر من 110 دول، بزيادة أكثر من 300% في عدد المشاركين مقارنة بالنسخة السابقة، من بينهم 6 وزراء داخلية، و4 نواب وزراء، و45 قائد شرطة، و41 نائب قائد شرطة، و692 من السفراء والقناصل والدبلوماسيين رفيعي المستوى، ما يجعلها واحدة من أكبر الفعاليات العالمية في مجال إنفاذ القانون.
واستضافت القمة الشرطية العالمية التي جرت فعالياتها في الفترة من 13 – 15 مايو في مركز دبي التجاري العالمي 140 جلسة حوارية متخصصة، بمشاركة 302 متحدث دولي، وتناولت الجلسات أبرز القضايا الأمنية ضمن 12 محوراً هي مكافحة غسل الأموال، والتحوّل الرقمي، والتعاون الشرطي العابر للحدود، والعمليات الشرطية، ومكافحة المخدرات، وأمن الطيران، والأمن السيبراني والاحتيال الرقمي، واستخدام الذكاء الاصطناعي في العمل الشرطي، ومكافحة الجريمة المنظمة، والشرطة المجتمعية، والسلامة المرورية، وتأهيل وتدريب الضباط الشباب.
وشهدت القمة توقيع 38 مذكرة تفاهم بين الجهات الأمنية والمؤسسات التقنية والأكاديمية بهدف تعزيز التعاون والتكامل الأمني، وقد بلغ عدد المتنافسين على جوائز القمة 900 متسابق، وتكريم 12 فائزاً منهم في الحفل الخاص بالجائزة الذي يقام سنوياً احتفاء بالمتميزين في العمل الشرطي على مستوى العالم، وسط حضور رفيع المستوى.
وبهذه المناسبة، قال المقدم الدكتور راشد حمدان الغافري، الأمين العام للقمة الشرطية العالمية: «لقد تجاوزت نتائج القمة كل التوقعات من حيث المشاركة، ومستوى الحضور وعمق النقاشات وأثرها العالمي والإقليمي، ويؤكد هذا النجاح التزامنا بجعل دبي مركزاً للتعاون الشرطي الدولي، ومنصةً للتبادل المعرفي والابتكار في المجال الأمني».
وبهذا الصدد قال خالد الحمادي، النائب الأول للرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي لـ «دي إكس بي لايف»: «سعدنا كثيراً بمشاركتنا في تنظيم هذا الحدث العالمي الذي أصبح واحداً من أهم الفعاليات الشرطية على مستوى العالم، ونحن على ثقة أن هذا النجاح سوف يتواصل في الدورات القادمة، ما يعزز أكثر مكانة دبي وجهة لإقامة أهم الفعاليات العالمية».
وتضمنت القمة فعاليات جانبية بارزة مثل «لآلئ في العمل الشرطي» (Pearls in Policing)، وندوة أكاديمية نظمتها جامعة نيويورك أبوظبي، كما شهدت مشاركة منظّمات دولية كبرى بما في ذلك الإنتربول، واليوروبول، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، ومنظّمة الصحّة العالميّة (WHO)
وكان للمرأة حضور بارز في مختلف الجلسات والنقاشات، حيث برزت القيادات النسائية في أدوار استراتيجية، وناقشت بعض الجلسات أهمية تمكين المرأة في القطاع الأمني، في حين ناقشت ورش العمل التفاعلية سبل إعداد وتدريب جيل جديد من الضباط الشباب لمواجهة تحديات المستقبل.
كما حظيت القمة بدعم قوي، ومثلت طيران الإمارات الشريك الاستراتيجي والناقل الرسمي لوفود القمة، هذا بالإضافة إلى عدد من الشركاء والرعاة الاستراتيجيين والذهبيين من كبرى الشركات العالمية المتخصصة في الأمن والتكنولوجيا، من ضمنهم IDEMIA،Dell Technologies، Dahua، Alcatel-Lucent Enterprise، G42، وآخرون.
ومن بين أهم الرعاة من القطاع الخاص، برزت شركة بريسايت للعام الثالث على التوالي كراعٍ رسمي للقمة، مؤكدة التزامها بدعم الجهود الأمنية العالمية عبر تحليلات البيانات المتقدمة. وقال نيك كليمنتس، الرئيس التنفيذي للتسويق في بريسايت: «استعرضنا هذا العام حلولاًِ مبتكرة لمعالجة تحدّيات الأمن والبيانات المعاصرة، ونحن على يقين أن المشاركين غادروا القمة برؤى قيّمة حول أحدث التوجهات في القطاع، وكيف يمكن لحلول بريسايت أن تمكّنهم من اتخاذ قرارات قائمة على البيانات».
كما شددت شركة زينيث تكنولوجيز على أهمية التعاون الاستباقي مع الجهات الأمنية، وقال راسل حماد، المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة: «نفتخر بشراكتنا الفاعلة مع شرطة دبي لتعزيز السلامة المرورية عبر حلول تكنولوجية ذكية تدعم إنفاذ القانون بشكل أكثر كفاءة وأماناً».
وفي السياق ذاته، شاركت شركة فيديرال سيغنال كوربوريشن في القمة لاستعراض أحدث تقنياتها في مجال أنظمة الإضاءة المتقدمة لمركبات الشرطة، وقال نيكولاس ناكاتسوكا، مدير المشاريع بالشركة: «استعرضنا خلال القمة تقنية Celaris LED المتقدمة، إلى جانب نظام FS Join لمزامنة أنظمة الإضاءة في المركبات، بهدف تعزيز الرؤية والسلامة والكفاءة التشغيلية لأساطيل الجهات الأمنية حول العالم».
وتواصل القمة الشرطية العالمية منذ انطلاق نسختها الأولى في عام 2022، ترسيخ مكانتها كإحدى أهم المنصات العالمية لتبادل الخبرات وصياغة مستقبل العمل الشرطي من خلال طرح الحلول الأمنية المبتكرة والمستدامة التي تخدم المجتمعات حول العالم؛ كما تلعب القمة دوراً مهماً في تعزيز مكانة دبي في مجال السياحة والترفيه والأعمال، وتنظيم الفعاليات العالمية المتخصصة التي تجتذب أصحاب الخبرة والمختصين والمشاهير، وبصفتها إحدى أهم الوجهات الأكثر أمناً في العالم.